المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حُرُوفَ الجَرِّ ص: 364 - هَاكَ حُرُوفَ الْجَرِّ وَهِيَ مِنْ إلَى … - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: ‌ ‌حُرُوفَ الجَرِّ ص: 364 - هَاكَ حُرُوفَ الْجَرِّ وَهِيَ مِنْ إلَى …

‌حُرُوفَ الجَرِّ

ص:

364 -

هَاكَ حُرُوفَ الْجَرِّ وَهِيَ مِنْ إلَى

حَتَّى خَلا حَاشَا عَدَا في عَنْ علَى

365 -

مُذْ مُنْذُ رُبَّ اللَّامُ كَيْ وَاوٌ وَتَا

وَالكافُ وَالبَا وَلَعَلَّ وَمَتَى

(1)

ش:

بعضهم سماها حروف الإِضافة.

قال الزّمخشري؛ لأنَّها تضيف معاني الأفعال إِلَى الأسماء.

أما: (خلا)، و (عدا)، و (حاشا) .. فسبقت في الاستثناء.

وتكون (خلا): اسمًا للرَّطب من الحشيش.

قال ابن دريد:

...................................... وَقَلَّ مَا يَبقَى علَى اللَّسِّ الخَلا

(2)

(1)

هاك: ها: اسم فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والكاف حرف خطاب. حروفَ: مفعول به لاسم الفعل، وحروف مضاف، والجر: مضاف إليه. وهي: مبتدأ. مِن: قصد لفظه: خبر المبتدأ. إلى، حتى، خلا

إلخ البيتين: معطوفات علَى (مِن) بإسقاط حرف العطف في بعضها وإثباته في بعضها الآخر.

(2)

التخريج: عجز بيت من الرجز وصدره: والناس للموتِ خلًا يلسُّهمْ

وهو لابن دريد من قصيدة طويلة ذكرها المرزوقي في أماليه 58، والهاشمي في جواهر الأدب 2/ 417 ومنها:

يَا ظبيةً أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالمَهَا

تَرْعَى الخُزَامى بَيْنَ أشْجَارِ النَّقَا

أَمَا تَرى رَأْسي حَاكَى لَوْنه

طرّة صُبْحٍ تَحْتَ أَذْيَالِ الدُّجَى

وَاشْتَعَلَ المَبْيَضُّ في مُسوَدِّه

مِثْل اشتِعَال النَّارِ في جَزلِ الغضَى

فَكَان كَاللَّيْلِ البَهيمِ حَلَّ في

أَرْجَائِهِ ضَوْءُ صَبَاحٍ فَانْجَلَى

وَغَاضَ مَاءَ شرَّتِي دهرٌ رَمَى

خَواطِرَ القَلْبِ بِتَبْريحِ الجوى

وَآضَ رَوْضُ اللَّهْوِ يَبَسًا ذَاوِيا

مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ كَانَ مَجَّاجَ الثَّرى

وضرّمَ النّأْيُ المشتُّ جذوةٌ .... مَا تَأتلي تَسفعُ أثْناءَ الحشى

واتَّخذ التّمهيدُ عَيْني مَألفًا

لَمّا جَفَا أَجْفانها طَيْفُ الكرى

ص: 354

وابن عطية: أن (حاشا) حرف جر في قراءة ابن مسعود: (حاشى الله).

وقيل: مضافة بمنزلة {مَعَاذَ اللَّهِ} كما سبق في الاستثناء.

* وأما: (كى) فتجر (ما) المصدرية.

كقوله:

................

يُرَجَّى الْفَتى كَيْمَا يَضُرُّ ويَنفَعُ

(1)

= اللغة: اللَّسُّ تَنَاوُلُ الدَّابةِ الحَشِيْشَ بجَحْفَلَتِه إذا نَتَفَه. الخلا: الحشيش الرطب.

المعنى: أن الناس لقعة سائغة بين فكي الموت، ومن الذي سينجو منه.

الشاهد: قوله: (الخلا)؛ حيث جاء (خلا) بمعنى الحشيش الرطب.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: إِذا أَنتَ لَم تَنفَع فَضُرَّ فَإنَما

وهو للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه ص 246، وله أو للنابغة الذبياَني في شرح شواهد المغني 1/ 507، وللنابغة الجعدي، أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب 8/ 498، والمقاصد النحوية 4/ 245، ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص 235 وكتاب الصناعتين ص 315، وللنابغة الذبياني في شرح التصريح 2/ 3، والمقاصد النحوية 4/ 379، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص 609، والجنى الداني ص 262، والحيوان 3/ 76، وخزانة الأدب 7/ 105، وشرح عمدة الحافظ ص 266، ومغني اللبيب 1/ 182، وهمع الهوامع 1/ 5، 31.

المعنى: يقول: علَى الإنسان إما أن يضر وإما أن ينفع، لأن الناس تتأمل ممن يكون عنده خير لهم، وشر يصرفه عنهم.

الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أنت: توكيد لفاعل فعل محذوف يفسره ما بعده، لم: حرف جزم. تنفع: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. فضر: وجوبًا تقديره أنت. الفاء رابطة الشرط، ضُرَّ: فعل أمر مبني علَى السكون وحرك بالفتح منها من التقاء الساكنين، وفاعله: مستر وجوبًا أنت. فإنما: الفاء حرف استئناف، إنما: حرف حصر. يراد: فعل مضارع للمجهول. الفتى: نائب فاعل مرفوع. كيما: كي: حرف جر وتعليل، ما: حرف مصدري، والجار والمجرور متعلقان بيراد. يضرُّ: فعل مضارع مرفوع، وفاعله: هو، والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بيراد. وينفع: الواو حرف عطف، ينفع: معطوف علَى يضر، وإعرابه مثله.

وجملة (إذا أنت) الشرطية: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أنت): في محل جر بالإضافة. وجملة (لم تنفع): تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة (فضر): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة (يراد): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يضر): صلة الموصول.

ص: 355

والاستفهامية نحو: (كيمه) إِذا سألت بها عن علة شيء؛ والأصل: (كيما) فحذفت الألف للجار ووقف بهاء السّكت.

فـ (كي) في الموضعين بمعنى (اللام)؛ أَي: (يراد الفتى للضر والنّفع)، و (لِمَه؟) ونحو ذلك.

وأما: (كي تكرمني)، فيجوز كونها بمعنَى اللَّام و (أن) مقدوة بعدها، أَو مصدرية ناصبة بنفسها كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالَى في محله.

والكوفيون: أن (ما) في (كيمه) ليست مجرورة .. بَلْ منصوبة بفعل محذوف، أَي:(كي يفعل ما ذا). واستقربه في "المفصل".

وفيه نظر؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله علَى المشهور، وسيأتي ما سمع من ذلك في باب (كم).

* وأما: (لعل) فالجر بها لغة عقيل، كقوله:

................

لَعَلَّ أَبي المِغْوارِ منْكَ قَريبُ

(1)

الشاهد: قوله: (كيما)؛ حيث دخلت كي علَى (ما) المصدرية.

وتقدير ما مصدرية هنا هو تخريج الأخفش، وهي عنده غير كافة لكي عن العمل في نصب المضارع، والفعل مؤول بمصدر علَى القولين: بواسطة (ما) علَى الأول، و (كي) علَى الثاني.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فَقُلتُ ادعُ أخْرَى وَارْفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَة

وهو لكعب بن سعد الغنوي في الأصمعيات ص 96، وخزانة الأدب 10/ 426، 428، 430، 436، والدرر 4/ 174 وسر صناعة الإعراب ص 407، وشرح أبيات سيبويه 2/ 69، وشرح شواهد المغني ص 691، ولسان العرب 1/ 283 جوب، 11/ 473 علل، والمقاصد النحوية 3/ 247، وبلا نسبة في رصف المباني ص 375، وشرح التصريح 1/ 213، وكتاب اللامات ص 136، ولسان العرب 12/ 550 لمم، ومغني اللبيب ص 286، 441 وهمع الهوامع 2/ 33.

الإعراب: فقلت: الفاء بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. ادع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. أخرى: مفعول به منصوب، أو نعت لمنعوت محذوف تقديره: مرة أخرى. وارفع: الواو حرف عطف، ارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. الصوت: مفعول به منصوب. جهرة: مفعول مطلق منصوب. لعل: حرف جر شبيه بالزائد. أبي: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا علَى أنه مبتدأ، وهو مضاف. المغوار: مضاف

ص: 356

وقوله:

لَعَلَّ الله فَضَّلَكُم عَلَينَا

.........................

(1)

ومجرووها في موضع رفع بالابتداء، فـ (أبي المغوار): مبتدأ، و (قريب): خبره. ومثله: (رب رجلٍ كريم قام) كما سيأتي.

* وأما: (متَى) .. فالجر بها لغة هذيل، سمع:(أخرجها متَى كمِّه)، أَي:(مِن كمِّه فيه) بمعنَى (من) الابتدائية، وقوله:

= إليه مجرور بالكسرة. منك: جار ومجرور متعلقان بقريب. قريب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

وجملة (قلت): بحسمب ما قبلها. وجملة (ادع): في محل نصب مفعول به. وجملة (ارفع): معطوفة علَى جملة ادع. وجملة (أبي المغوار): استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (لعل أبي المغوار) حيث وردت لعل حرف جر علَى لغة عقيل.

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: بشي أن أُمَّكمُ شريم

وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 7، والجنى الداني ص 584 وجواهر الأدب ص 403، وخزانة الأدب 10/ 422، 423، 430، ورصف المباني ص 375، وشرح التصريح 2/ 2، وشرح ابن عقيل ص 351، والمقاصد النحوية 3/ 247، والمقرب 1/ 193.

اللعة: الشريم من النساء: التي اتحد مسلكاها، أي مسلك البول ومسلك الغائظ، أو الأنف الذي قطعت أرنبته.

المعنى: يقول: قد يكون اللَّه فضلكم علينا بشيء هو أن أمكم شرماء، وهذا أسلوب ذم في معرض المدح، وذلك باستعماله (فضلكم)؛ حيث أوهم أنه يمدح في حين أنه يريد الذم.

الإعراب: لعل: حرف جر شبيه بالزائد يفيد الترجي. الله: اسم الجلالة مجرور لفظًا مرفوع محلًّا علَى أنه مبتدأ. فضَّلكم: فعل ماضٍ مبني علَى الفتحة، وكم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. علينا: حرف جر، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل فضلكم. بشيء: الباء حرف جر، شيء: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل فضلكم. أنَّ: حرف مشبه بالفعل. أمكم: اسم أن منصوب بالفتحة وهو مضاف، كم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. شريم: خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة.

وجملة (فضلكم): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (أن أمكم شر م): المؤولة بمصدر في محل جر بدل من شيء.

الشاهد قوله: (لعل اللهِ)؛ حيث جاءت (لعل) حرف جر علَى لغة عقيل.

ص: 357

...........................

مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

(1)

و (النتيج): بالجيم: المرُّ السريع، وسيأتي ذكر باقي الحروف.

* وسيبويه: أن (لولا) حرف جر في قول الشّاعر:

وكَمْ مَوْطنٍ لَوْلاي طِحْتَ كما هَوَى

.......................................

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَت

وهو لأبي ذؤيب الهذلي في الزهية ص 201، والأشباَه والنظائر 4/ 287، وجواهر الأدب ص 99، وخزانة الأدب 7/ 97 - 99، والخصائص 2/ 85، والدرر 4/ 179، وسر صناعة الإعراب ص 135، 421 وشرح أشعار الهذليين 1/ 129، وشرح شواهد المغني ص 218 ولسان العرب 1/ 487 شرب، 5/ 162 مخر 15/ 474 متى والمحتسب 2/ 114، والمقاصد النحوية 3/ 249، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 515، والأزهية ص 28 وأوضح المسالك 3/ 6، والجنى الداني ص 43، 505، وجواهر الأدب ص 47، 378 ورصف المباني ص 151، وشرح ابن عقيل ص 352، وشرح عمدة الحافظ ص 268، والصاحبي في فقه اللغة ص 175، ومغني اللبيب ص 105، وهمع الهوامع 2/ 34.

اللغة: شربن بماء البحر: شربن ماء البحر. ترفعت: تصاعدت اللجج: جمع اللجة، وهي معظم الماء. نئيج: صوت مرتفع.

المعنى: يدعو الشّاعر لامرأة بالسقيا بماء سحب شربت من ماء البحر بصوت مرتفع، وتصاعدت لتسقط غيثًا محييًا.

الإعراب: شربن: فعل ماض مبني علَى السكون، والنون ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بماء: الباء حرف جر زائد، ماء: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا علَى أنه مفعول به، وقد تكون الباء حرف جر بمعن من، وماء: اسم مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل شرب، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثم: حرف عطف. ترفعت: فعل ماض مبني علَى الفتحة والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. متى: حرف جر بمعنى من. لجج: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ترفعت. خضر: نعت لجج مجرور بالكسرة. لهن: اللام حرف جر، وهن ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. نئيج: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وجملة (شربن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ترفعت): معطوفة علَى جملة (شربن). وجملة (لهن نئيج): في محل نصب حال من فاعل ترفعت المستتر، أو في محل جر نعت لجج.

الشاهد قوله: (متى لجج)؛ حيث جاءت (متى) بمعنى (مِن) علَى لغة هذيل.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: بأجرامه من قنة النيق منهوي

ص: 358

وقوله:

.......................................

لَولَاكَ هَذَا العَامَ لَمْ أَحْجُجِ (1)

وهو ليزيد بن الحكم في الأزهية ص 171، وخزانة الأدب 5/ 336، 323 والدرر 4/ 175، وسر صناعة الإعراب ص 395، وشرح أبيات سيبويه 2/ 202، وشرح المفصل 3/ 118، 9/ 23 والكتاب 2/ 374 ولسان العرب 12/ 92 جرم، 15/ 370 هوا، وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 691، والجنى الداني ص 603، وجواهر الأدب ص 397، وخزانة الأدب 10/ 33 ورصف المباني ص 295، ولسان العرب 15/ 470، والممتع في التصريف 1/ 191، والمنصف 1/ 72.

اللغة: طِحت: أُهلِكت. هوى: سقطت. الأجرام: جمع الجرم، وهو الجسد. القُنَّة: الرأس. النيق: أعلى موضع في الجبل. المنهوي: الساقط.

المعنى: يعاتب الشّاعر أحد أنسبائه بقوله: كم معركة كنت فيها منتصرًا بفضل جهودي، حيث كانت الأجساد تتساقط فيها كتساقط المنهوي.

الإعراب: وكم: الواو بحسب ما قبلها، كم: خبرية في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف موطن: مضاف إليه مجرور بالكسرة والخبر محذوف تقديره: كم موطن كنت فيه. لولا: حرف جر أو حرف شرط غير جازم، والياء ضمير في محل جر بحرف الجر حسب رأي سيبويه، وفي محل رفع مبتدأ حسب رأي الأخفش، وخبره محذوف وجوبًا. طحت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. كما: الكاف اسم بمعن مثل مبني في محل نصب مفعول مطلق، ما: مصدرية.

هون: فعل ماض. بأجرامه: جار ومجرور متعلقان بهوي، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. من قنة: جار ومجرور متعلقان بهوي، وهو مضاف. النيق: مضاف إليه مجرور. منهوي: فاعل هوى مرفوع، والياء للإطلاق. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل جر بالإضافة.

وجملة (كم موطن): بحسب ما قبلها. وجملة (طحت): في محل جر نعت موطن. وجملة (هوى): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: (لولاي) حيث استعملت (لولا) حرف جر علَى قول سيبويه.

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: أومت بعينيها من الهودج.

وهو لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص 487 وخزانة الأدب 5/ 333، 335، 339، 340، 342، وكتاب الصناعتين ص 114، وللعرجي في الدرر 4/ 176، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 264، وهمع الهوامع 2/ 33.

اللغة: أومت: أومأت أي أشارت. الهودج: مركب للنساء يوضع علَى ظهر البعير.

المعنى: أشارت إلي بعينيها من الهودج، تدعوني إلى لقائها، مدّعية بأنها لولا هذا اللقاء لما خرجت إلى الحج.

ص: 359

فـ (الياء)، و (الكاف): في محل جرّ بها؛ لأنَّ نحو: (الياء)، و (الكاف) ليس من ضمير الرَّفع، ولا يجوز النَّصب؛ لأنَّ (لولا) لا يليها الفعل إِلَّا إذا كانت للتحضيض كما سيأتي.

والأخفش: أن الضّمير في محل رفع بالابتداء.

واختلفوا فقيل: حكم لهُ حكم الظّاهر الواقع بعد (لولا)؛ في نحو: (لولا زيد).

وقيل: إنه ناب عن ضمير الرّفع، والأصل:(لولا أنت) ونحوه، فوقع المتصل موقع المنفصل، وناب عن ضمير الرّفع غيره.

* كما ناب ضمير الرفع عن ضمير الجر في قولهم: (ما أنا كان).

* وكما ناب المنصوب عن المجرور، في قوله:

فَأَحْسِنْ وَأَجْمِلْ في أَسِيركَ إِنَّهُ

ضَعِيفٌ وَلَمْ يَأسِرْ كَإِيَّاكَ آسِرُ

(1)

الإعراب: أومت: فعل ماض مبني علَى الفتحة، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. بعينيها: الباء: حرف جرّ، وعينيها: اسم مجرور بالياء لأنَّه مثنى، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني في محل جرَّ بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أومت. لولاك: حرف جرّ. الهودج: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أومت. لولاك: حرف جرّ شبيه بالزائد، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جرّ بحرف الجرّ، وقيل: في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف. هذا: ها: للتنبيه، وذا: اسم إشارة مبني علَى السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل أحجج. العام: بدل من ذا منصوب بالفتحة. لم: حرف جزم. أحجج: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر مراعاة للرويّ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا.

وجملة (أومت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لولاك

لم أحجج): تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

والشاهد: قوله: (لولاك)؛ حيث استعمل (لولا) حرف جرّ علَى قول سيبويه.

(1)

التخريج: البيت في: شرح التسهيل (1/ 325) والتذييل والتكميل (4/ 85) ومعجم الشواهد (ص 156).

وهو من بحر الطويل، وهو دعوة بالإشفاق والرحمة من الآسر للمأسور إذا كان المعنى حقيقيًّا، وإذا كان مجازيًّا .. فهو دعوة بأن يصل المحبوب حبيبه، ويرحم المعشوق عشيقه.

الإعراب: فأجمل فعل أمر وفاعله ضمير، وأحسن الواو عاطفة، أحسن فعل أمر وفاعله ضمير، في حرف جرّ، أسيرك مجرور بفي والكاف مضاف إليه، إنَّهُ إنَّ حرف توكيد ونصب والهاء اسمها مبني علَى الضم في محل نصب، ضعيف خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة، ولم حرف نفي وجزم

ص: 360

وأنكر المبرد نحو: (لولاي)، و (لولاك)، و (لولاه) ووافق؛ في نحو:(لولا أنتم).

* وبعضهم: إن (كيف) جارة في قوله:

..............................

وَهَان علَى الأَدْنَى فَكيفَ الأَباعِدِ

(1)

ورُدَّ: بأن الأصل: (حال الأباعد) فحذف وبقي المضاف إليه مجرورًا علَى حاله؛ لكن مثل هذا قليل كما سيأتي.

والله الموفق

ص:

366 -

بِالظَّاهِرِ اخصُص مُنذُ مُذ وَحَتَّى

وَالكَافَ وَالوَاوَ وَرُبَّ وَالتَّا

(2)

367 -

وَاخصُص بِمُذ وَمُنْذُ وَقتًا وَبِرُبّ

مُنَكَّرَ والتَّاءُ لِلهِ وَرَبّ

(3)

وقلب، يأسر فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، آسر فاعل اسر مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد: قوله: (كإياك)؛ حيث دخلت الكاف علَى الضّمير المنفصل. قال البغدادي 4/ 472 في "الخزانة": قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": ومنه وضع صيغة ضمير النصب المنفصل بدل صيغة ضمير الرفع المنفصل المجهول في موضع خفض بكاف التشبيه. يريد: كأنت آسر، فوضع إياك موضع أنت للضرورة وإنما قضي علَى إياك بأنها في موضع أنت؛ لأن الكاف لا تدخل في سعة الكلام علَى مضمر إلا أن تكون صيغته صيغة رفع منفصل نحو قولهم: ما أنا كأنت، ولا أنت كأنا ا هـ.

(1)

عجز بيت من الطويل، وصدره: إذا قَلَّ مَال المَرْءِ لانَتْ قناته

وهو بلا نسبة في الدرر 6/ 147؛ وشرح شواهد المغني 2/ 557؛ ومغني اللبيب 1/ 207؛ وهمع الهوامع 2/ 138.

الشاهد: قوله: (فكيف الأباعد)؛ حيث استعمل كيف حرف جرّ علَى قول بعضهم، وهو مردود بأن التقدير:(فكيف حال الأباعدِ؟).

(2)

بالظاهر: جار ومجرور متعلق باخصص. اخصص: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. منذ: قصد لفظه: مفعول به لاخصص. مذ، وحتى، والكاف، والواو، ورب، والتا: معطوفات علَى منذ بإسقاط حرف العطف في مذ وحده.

(3)

واخصص: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بمذ: جار ومجرور متعلق باخصص. ومنذ: معطوف علَى مذ. وقتًا: مفعول به لاخصص. وبرب: معطوف علَى بمذ. منكرًا: معطوف علَى (وقتا) السابق. والتاء: مبتدأ. لله: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ورَب: معطوف علَى لفظ الجلالة.

ص: 361

368 -

وَمَا رَوَوا مِنْ نَحْوِ رُبَّهُ فَتَى

نَزْرٌ كذَا كَهَا وَنَحْوُهُ أَتَى

(1)

ش:

ما ذكره في البيت الأول لا يجر إلا الظَّاهر فَلَا تقول: (مُذهُ) ولَا (كه) وسيأتي ما ورد منه.

* ولا تجر: (مذ)، و (منذ) إِلَّا أسماء الزمان، كما قال:(واخصص بهما وقتًا)؛ فإن جرا في المضيِّ .. كَانَا بمعنَى (مِن): كـ (ما رأيته مذ يوم الجمعة).

وإِن جرا في الحضور .. فبمعنَى (في): كـ (ما رأيته مذ يومنا هذا)، وسيذكره الشَّيخ، ويأتي لهما حكم آخر.

• والجر: بـ (حتى){سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} وسيذكر معانيها ومعاني الكاف.

* ولَا تجر: (الواو)، و (التّاء) إلا القسم.

وتختص (التّاء) بالجلالة؛ نحو: {قَالُوا تَاللَّهِ} ، وسَمعَ:(تَربِّ الكعبةِ)، و (تربِّي).

ولهذا قال: (والتَّاءُ للهِ وَرَبِّ).

وندر: (تالرّحمن) و (تحياتك) أيضًا.

* كما ندر جرّ المضمر بـ (رب) و (حتَّى) و (الكاف)، كقوله:

.................

وَرُبَّهُ عَطِبًا أَنقَذتَ مِن عَطَبِهْ

(2)

(1)

وما: اسم موصول مبتدأ. رووا: فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة. من نحو: جار ومجرور متعلق برووا. رُبَّه فتى: رب: حرف جرّ، والضمير مجرور المحل به، وفتى: تمييز للضمير، وهو كلام في موضع المفعول به لقول محذوف، وهذا القول المحذوف مجرور بإضافة نحو إليه. نزر: خبر (ما): الموصولة في أول البيت. كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. كها: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. ونحوه: الواو عاطفة، نحو: مبتدأ، ونحو مضاف، والضمير: مضاف إليه. أتى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى نحو الواقع مبتدأ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو نحو.

(2)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: واهٍ رأبتُ وشيكًا صَدَعَ أَعظُمِهِ

وهو بلا نسبة في الدرر 4/ 127، وشرح عمدة الحافظ ص 271، والمقاصد النحوية 3/ 257، وهمع الهوامع 1/ 66، 2/ 27.

اللغة: الواهي: الضعيف. رأبَ الصدعَ: أصلح الفتق. وشيكًا: قريبًا وسريعًا. العطِب: الهالك. العطَب: الهلاك.

ص: 362

وقول الآخر:

رُبَّهُ فِتَيَةً دَعَوْتُ إِلَى مَا

.......................................

(1)

ولَا يختلف لفظ هذا الضّمير: كـ (رُبه رجلا)، (رُبّه رجلين)، (رُبّه رجالا)، (رُبّه امرأة) .. إِلَى آخره.

الإعراب: واه: مبتدأ مرفوع تقديره: رب واه. رأبت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. وشيكًا: مفعول مطلق ناب عنه صفته منصوب. صدع: مفعول به منصوب، وهو مضاف. أعظمه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جرّ بالإضافة. وربه: الواو: واو رب، رب: حرف جرّ شبيه بالزائد لا متعلق له، والهاء ضمير في محل رفع مبتدأ. عطبًا: تمييز منصوب. أنقذت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. من عطبه: جار ومجرور متعلقان بأنقذت، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جرّ بالإضافة.

وجملة (رب واه رأبت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (رأبت): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (ربه عطبًا أنقذت): معطوفة على الجملة الأولى. وجملة (أنقذت): في محل رفع خبر

المبتدأ.

الشاهد: قوله: (ربه)؛ حيث جرّ الضّمير الهاء بحرف الجر رب وهو شاذ.

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: يُورثَ المَجْد دَائِبًا فَأَجَابُوا

وهو بلا نسبة في وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 19، والدرر 4/ 128 وشرح التصريح 2/ 4، وشرح شواهد المغني ص 874 ومغني اللبيب ص 491، والمقاصد النحوية 3/ 259، وهمع الهوامع 2/ 27.

اللغة: الفتية: جمع الفتى، وهو الشاب، أو الكريم.

المعنى: يقول: رب فتية كرماء دعوتهم إلى ما يورثهم دائمًا الشكر والثناء، فلبوا دعوتي.

الإعراب: ربه: رب: حرف جرّ شبيه بالزائد، والهاء ضمير متصل مبني في محل جرّ بحرف الجر، وهو أيضًا في محل رفع مبتدأ شذوذًا لأنه ضمر نصب وجر. فتيةً: تمييز منصوب بالفتحة. دعوت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. إلى: حرف جرّ. ما: اسم موصول في محل جرّ بحرف الجر، متعلقان بدعوت. يورث: فعل مضارع مرفوع. والفاعل هو. المجد: مفعول به منصوب. دائبًا: حال منصوبة. فأجابوا: الفاء: حرف عطف، أجابوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: للتفريق.

وجملة (ربه فتية دعوت): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (دعوت): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (يورث): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة (أجابوا): معطوفة على جملة دعوت.

الشاهد: قوله: (ربه)؛ حيث جرّ الضّمير الهاء بحرف الجر رب وهو شاذ.

ص: 363

وطابق الكوفيون، فأجازوا:(رُبَّها رجلين) رُبَّهُم رجالًا) وكقوله:

.................................. كَهُ ولا كَهُنَّ إِلَّا حَاظِلا

(1)

وقولِهِ:

........................

وأُمُّ أَوْعالٍ كَهَا أو أَقْرَبَا

(2)

وكقول الحسن البصري: (أنا ككَ وأنت كَيِ)؛ أي: (أنا مثلُكَ وأنتَ مثلي).

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: فَلا تَرَ بَعْلًا ولا حَلائِلا

وهو للعجاج وانظر الهمع 1/ 30، والدرر اللوامع 2/ 27، وشرح السيرافي 186، وحاشية شرح القطر للألوسي 83، ومنهج السالك 49، وشرح ابن عقيل 171، وشروح سقط الزند 1/ 267، والخزانة 4/ 276، والعيني 2/ 257.

الشاهد: قوله: (كه ولا كهن)؛ حيث جرّ الكاف الضّمير، وطابقه في التذكير والتأنيث والإفراد والجمع، وهو مذهب الكوفيين.

(2)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: نَحَّى الذُّناباتِ شِمالًا كثبا

وهو للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 269، وأوضح المسالك 3/ 16 وجمهرة اللغة ص 61، وخزانة الأدب 10/ 195، وشرح أبيات سيبويه 2/ 95، وشرح شواهد الشافية ص 345، والكتاب 2/ 384 ومعجم ما استعجم ص 212، والمقاصد النحوية 3/ 253، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص 356، وشرح المفصل 8/ 16، 42، 44.

اللغة: الذنابات: اسم موضع. شمالًا: ناحية الشمال. كثبًا: قريبًا. أم أوعال: اسم هضبة. كها: مثلها. المعنى: يقول واصفًا حمار الوحشي الذي هرب جاعلا الذنابات إلى شماله قريبًا منه. وأم أوعال مثلها في البعد أو أقرب.

الإعراب: نحَّى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. الذنابات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. شمالًا ظرف مكان منصوب متعلق بنحَّى. كثبًا: نعت شمالًا منصوب. وأم: الواو حرف عطف، أم معطوف على الذنابات منصوب، وهو مضاف. أوعال: مضاف إليه مجرور. كها: جار مجرور متعلقان بحال محذوفة من (أم أوعال)، ومنهم من روى (أمُّ) بالرفع على أنه مبتدأ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. أو: حرف عطف. أقربا: معطوف على الضّمير المجرور محلًّا بالكاف والألف للإطلاق. وإذا رويت أم بالرفع وجعلت الجار المجرور خبرًا .. تكون (أقرب) مجرورة بفتحة بدلًا من الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف للوصفية ووزن الفعل، والألف للإطلاق، وإن رويت بالنصب، وجعلت الجار والمجرور حالًا فتكون منصوبة بالفتحة.

الشاهد: (كها)؛ حيث جرّ الكافُ الضّمير، وطابقه في التأنيث والإفراد، وهو مذهب الكوفيين.

ص: 364

وسمع: (ما أنا كانت ولَا أنت كأنا) كما سبق، وقوله:

....................... فَتَى حَتَّاكَ يا ابْنَ أَبِي زِيَادِ

(1)

وإِلَى ذلك أشار بقوله: (ومَا رَوَوا مِنْ نَحْوِ رُبَّهُ) البيت.

قال أبو حيان: وبابه الشّعر والضّرورة.

قال بعضهم للثقل؛ في نحو: (كَكَ)، ولأن (حتَّى) لو جرت المضمر .. لقلبت ألفها ياء كما في (عليكَ)، وهي لا يتغير لفظها، فلو بقيت الألف .. خرجت عن نظائرها.

* أما: (حتَّى) العاطفة فتدخل على المضمر: كـ (ضربتهم حتَّى إياك).

* وابن هشام الخضراوي: لا تعطف إِلَّا الظاهر كالجارة.

* ولَا يكون مجرور (رب) إِلَّا نكرة؛ لأَنَّها لتقليل نوع من جنس، وهذا المعنَى لائق بالنّكرة، كما قال:(وَاخصُص بِرُبّ مُنْكَّرًا) معربًا كـ (رجل).

* أو مبنيًّا؛ كقولِهِ:

رُبَّ مَنْ أَنْضَجتُ غَيْظًا قَلْبَهَ

..................................

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: فلا والله لا يلقى أناسٌ

وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 544، وجواهر الأدب ص 408، وخزانة الأدب 9/ 474، 475، والدرر 4/ 111، ورصف المباني ص 185، وشرح الأشموني 2/ 286، وشرح ابن عقيل ص 355، والمقاصد النحوية 3/ 265، والمقرب 1/ 19 وهمع الهوامع 2/ 23.

الإعراب: فلا زائدة قبل القسم للتوكيد، والله الواو حرف قسم، ولفظ الجلالة مقسم به مجرور بالواو، وفعل القسم الذي يتعلق به الجار والمجرور محذوف، لا نافية، يلقى فعل مضارع، أناس فاعل، فتى مفعول به، حتاك: حتى: جارة، والضمير في محل جرّ بها، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لفتى، يا حرف نداء، ابن منادى، أبي مضاف إليه، زاد مضاف إليه.

الشاهد: قوله: (حتاك)؛ حيث دخلت حتى الجارة على الضّمير، وهو نادر.

(2)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: قد تمنَّى ليَ موتًا لم يطع

وهو لسويد بن أبي كامل في الأغاني 13/ 98، وخزانة الأدب 6/ 123 - 125، والدرر 1/ 302، وشرح اختيارات المفضل ص 901، وشرح شواهد المغني 2/ 740، والشعر والشعراء 1/ 428، وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 11، ومغني اللبيب 1/ 328.

اللغة: أنضج قلبه غيظًا: أي ملأه غيظًا.

المعنى: يقول: رب حاقد ملأت قلبه غيظا قد تمنى لي الموت فلم تستجب أمنيته.

ص: 365

أي: (رب شخص).

ويكون للتكثير، كحديث:"رب كاسيةٍ في الدُّنيا عاريةٌ يوم القيامة".

وقول حسان رضي الله تعالَى عنهُ:

رُبَّ حِلمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ المَا

لِ وَجَهلٍ غَطَّى عَلَيهِ النَّعِيمُ

(1)

وابن درستويه: للتكثير دائمًا.

والأكثرون: للتقليل.

وقيل: لم توضع لواحد منهما، وإنما يفهم ذلك من الخارج، واختاره أبو حيان.

وقيل: هي للتكثير: في المباهاة والافتخار، وللتقليل: في غير ذلك.

وقيل: هي لهما على السّواء.

وقيل: للتقليل: غالبًا، وللتكثير: نادرًا.

قال السّيوطي في "الإتقان": وهو اختياري.

وقيل: عكس ذلك.

ولا بدَّ أن يوصف مجرورها، خلافًا للأخفش، والفراء، والزَّجاج، وابن خروف.

الإعراب: رب: حرف جرّ شبيه بالزائد. مَن: نكرة بمعنى إنسان مبني في محل جرّ، وفي محل رفع مبتدأ. أنضجت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. غيظًا: تمييز منصوب. قلبه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جرّ بالإضافة. قد: حرف تحقيق. تمنى: فعل ماض، والفاعل: هو. لي: جار ومجرور متعلقان بتمنى. موتا: مفعول به منصوب. لم: حرف نفي و قلب وجزم. يطع: فعل مضارع للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل: هو.

وجملة (رب من أنضجت): الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (أنضجت): الفعلية في محل نعت لمن. وجملة (قد تمنى): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (لم يطع): الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدأ.

الشاهد: قوله: (رب من)، حيث دخلت (رب) على المبني، وهي لا تدخل إِلَّا على النكرة أو المبني، ويكون مجرورها للتكثير، على خلاف في ذلك، ذكره المؤلف في الشرح.

(1)

التخريج: البيت من الخفيف، وهو لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وهو من شواهد الكتاب لسيبويه 2/ 14 والإنصاف 2/ 42 وشرح التسهيل 3/ 177، والعين للفراهيدي 2/ 56 باب العين والدال والميم.

الشاهد: قوله: (رب حلمٍ)؛ حيث جاءت (رُبَّ) حرف جرّ، وجاء مجرورها مرادًا به التكثير.

ص: 366