الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المضاف إلى ياء المتكلم
ص:
420 -
آخِرَ مَا أُضِيْفَ لِلْيَا اكْسِرْ إِذَا
…
لَمْ يَكُ مُعْتَلًا كَرَامٍ وَقَذَا
(1)
421 -
أَوْ يَكُ كَابْنَيْنِ وَزَيْدِيْنَ فَذِي
…
جَمِيْعُهَا الْيَا بَعْدُ فَتْحُهَا احْتُذِي
(2)
423 -
وَتُدْغَمُ الْيَا فِيْهِ وَالْوَاوُ وَإِنْ
…
مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ
(3)
423 -
وَأَلفًا سَلِّمْ وَفِي الْمَقْصُوْرِ عَنْ
…
هُذَيْلٍ انْقِلَابُهَا يَاءٍ حَسَنْ
(4)
(1)
آخر: مفعول مقدم على عامله وهو قوله اكسر الآتي، وآخر مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. أضيف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة. لليا: جار ومجرور متعلق بأضيف. أكسر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. لم: نافية جازمة. يك: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر فيه. معتلا: خبر يك، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها. كرام: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف. وقذا: معطوف على رام، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام.
(2)
أو: عاطفة. يك: معطوف على يك السابق في البيت الذي قبله، وفيه ضمير مستتر هو اسمه. كابنَين: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يك. وزيدِين: معطوف على ابنين. فذي: اسم إشارة: مبتدأ أول. جميعها: جميع: توكيد لاسم الإشارة، وجميع مضاف وها مضاف إليه. اليا: مبتدأ ثان. بعدُ: ظرف مبني على الضم في محل نصب، متعلق بمحذوف حال. فتحُها: فتح: مبتدأ ثالث، وفتح مضاف والضمير مضاف إليه. أحتذي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى فتحها، وجملة الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الثالث، وجملة المبتدأ الثالث وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثالث، وجملة المبتدأ الثالث وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجمله المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
(3)
وتدغم: فعل مضارع مبني للمجهول. اليا: نائب فاعل لتدغم. فيه: جار ومجرور متعلق بتدغم، والضمير يعود إلى ياء المتكلم، وذكره لتأويله باللفظ. والواو: معطوف على الياء. وإن: شرطية. ما: اسم موصول نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أي: وإن ضم ما قبل. . . إلخ، وذلك الفعل المحذوف في محل جزم فعل الشرط. قبل: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، وقبل مضاف وواو: مضاف إليه. ضُمَّ: فحل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة لا محل لها مفسرة. فاكسره: الفاء لربط الجواب بالشرط، اكسر: فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط. يهن: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر.
(4)
وألفًا: مفعول به مقدم على عامله، وهو قوله سلِّم الآتي. سلِّم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر =
ش:
المضاف لياء المتكلم إن كان مفردًا صحيح الآخر، أو جمع تكسير. . فتكسر آخره؛ نحو:(كتابي)، و (غلماني).
وكذا جمع السلامة لمؤنث؛ كـ (هنداتي).
وسكون الياء في الجميع، هذا معنى قوله:(آخِرَ مَا أضِيْفَ لِلْيَا اكْسِرْ)
- فيكسر آخر المضاف لياء المتكلم ما لم يعتل بالياء: كـ (رامٍ) و (قاضٍ).
- أو بالألف: كـ (قذا) و (فتى).
- أو يكن مثنى: كـ (ابنين).
- أو جمع مذكر سالم: كـ (زيدِين)، و (مسلمِين).
وفهم منه: أن المعتل بالواو؛ كـ (دلو)، و (صنو)، أو بالياء؛ كـ (ظبي). . يجري مجرى الصحيح؛ نحو:(دلوي)، و (ظبيي)، كـ (غلامي) ونحوه.
وفي نحو: (غلامي)، و (دلوي)، أربعه أوجه:
• الأول: وهو المشهور: إعرابه بالحركات مقدرة في الأحوال الثلاث.
• الثاني: تقدير الحركة في الرفع والنصب، وأما الجر. . فبالكسرة الظاهرة، واختاره الشيخ في "التسهيل".
• والثالث: أنه مبني، وهو لعبد القاهر الجرجاني وعبد اللَّه بن الخشاب وأحمد بن الخباز؛ لأن (الياء) ضمير متصل على حرف واحد، وقد كسر لها آخر المضاف لتتمكن به، فنزلت منزلة الجر من المضاف، فصارا كالكلمة الواحدة، فبني معها لامتزاجه بها.
• الرابع: لا معرب ولا مبني، وسموه:(خَصِيًّا)، وهو لأبي الفتح وابن بابشاذ؛ لأنه قد انتفى فيه مقتضى الإعراب والبناء.
والوجه: ما تقدم، فهو معرب استصحابًا للأصل.
= فيه وجوبًا تقديره أنت. وفي المقصور، عن هذيل: جاران ومجروران يتعلقان بقوله: (حسن) الآتي في آخر البيت. أنقلابها: انقلاب. مبتدأ، وانقلاب مضاف وها: مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. ياء: مفعول المصدر. حسن: خبر المبتدأ.
وأما الأنواع الأربعة التي استثناها المصنف وهي: (رامٍ)، و (قَذا)، و (ابنَين)، و (زيدِينَ) ففيها تفصيل:
• أما المنقوص: كـ (رام)، و (قاض). . فتدغم ياؤه في ياء المتكلم، وتفتح ياء المتكلم؛ كـ (راميَّ)، و (قاضيَّ)، بالتشديد في الأحوال الثلاث فتقدر الضمة والكسرة كما كان قبل الإضافة.
وقد يُدَّعى أن الفتحة مقدوة أيضًا لزوال صورتها.
وقد يُدَّعى ظهورها؛ لأن زوالها عارض بالإدغام.
وأما المقصور: كـ (فتى)، و (قذا). . فتسلم ألفه وتفتح ياء المتكلم معه؛ نحو (فتاي)، في الأحوال الثلاث.
• وأما المثنى وما ألحق به: كـ (زيدون)، و (عشرون). . فتسلم؛ كـ (ابنان)، و (رجلان)، و (اثنان).
• وجمع السلامة وما ألحق به: كـ (زيدون) و (عشرون). . فتسلم ألف المثنى ونحوه؛ كـ (جاء ابناي)، و (غلاماي) بفتح الياء أيضًا، والأصل:(ابنان لي)، و (غلامان لي)، فحذفت النون واللام للإضافة، وهذا معنى قوله:(وَأَلِفًا سَلِّمْ) فتسلم الألف المثنى، وألف المقصور كما سبق.
وستأتي لغة هذيل في: المقصور.
وتقلب واو الجمع ونحوه (ياء)؛ نحو: (جاء زيدِيَّ ومسلمِيَّ) بفتح الياء أيضًا مشددة، والأصل:(زيدون لي)، و (مسلمون لي) فحذفت النون واللام للإضافة، أو حذفت اللام للاستغناء عنها بنيتها، فالتقى بعد الحذف ساكنان أعني الواو والياء، فقلبت الواو ياءً، وأدغمت في ياء المتكلم، ثم قلبت الضمة التي قبل الواو كسرة لمناسبة الياء، وهو معنى قوله:(وَإِنْ مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ).
فإن لم يكن مضمومًا. . بقي على حاله؛ كـ (مررت بزيدِيَّ)، أصله:(بزيدين لي) فحذفت النون واللام، وأدغمت الياء في الياء.
وكذا نحو: (مصطفَون) جمع (مصطفى)، فتقول:(مصطفَيّ) بتشديد الياء وفتح ما قبلها في الأحوال الثلاث.
وعلامة الرفع: في نحو: (جاء زيدِيَّ) الواو المنقلبة ياء للموجب، وإن وقع كل من
المثنى والجمع ونحوهما منصوبًا أو مجرورًا. . تحذف نونه للإضافة كما ذكر، وتدغم ياؤه في ياء المتكلم على ما سبق.
فتقول في المثنى: (رأيت غلامَيَّ)، و (مررت بغلامَيَّ) بفتح الياء المشددة وكسر ما قبلها، والأصل:(غلامين لي).
وتقول في الجمع: (وأيت زيدِيَّ ومسلمِيَّ)، و (مررت بزيدِيَّ ومسلمِيَّ) بفتح الياء المشددة وكسر ما قبلها، والأصل:(زيدِينَ لي)، فحذفت النون واللام كما مر، وأدغمت الياء في ياء المتكلم المفتوحة.
وقد انتهى الكلام على الأنواع الأربعة التي هي: (رام)، و (قذا)، و (ابنان)، و (زيدون)، فهذه إذا أضيفت لياء المتكلم. . وجب فتح الياء بعدها؛ كما قال:(فَذِي جَميعُها اليَا بعدَ فَتحِها احتُذِي)؛ أي: اتَّبع.
- وتدغم ياء المثنى والجمع في ياء المتكلم.
- وكذا: تدغم واو الجمع بعد قلبها ياء وكسر ما قبلها؛ كما قال: (وَتُدْغَمُ الْيَا فِيْهِ وَالْوَاوُ وَإِنْ مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ).
وتسلم ألف المقصور مطلقًا وألف المثى وما ألحق به في حال الرفع؛ كما قال: (وَأَلِفًا سَلِّمْ).
وهذيل: يقلبون ألف المقصور ياء جوازًا، ويدغمونها في ياء المتكلم؛ كـ (قام فتَيَّ)، و (مررت بفتَيَّ) بالتشديد، وإليه أشار بقوله:(وَفِي الْمَقْصُوْر عَنْ هُذَيْلٍ. . . إلى آخره).
وبلغتهم قرأ الحسن وابن أبي إسحاق: (يا بشرَيَّ) في: {يا بشراي} .
وقرأ أيضًا: (عصيَّ) بفتح الياء مشددة في {عصاي} .
وفي حديث طلحة رضي اللَّه تعالى عنه: "فوضعوا اللج علي قفَيَّ"
(1)
والأصل:
(1)
في شرح المفصل لابن يعيش 2/ 208:
من ذلك حديث طَلْحَةَ، رضي الله عنه، يومَ الجَمَل، حين قال له عَلِيٌّ كرم اللَّه وجهَه:(عرفتَني بالحجاز، وأنكرتَني بالعِراق، فما عَدا مِمَّا بَدَا؟).
فقال طلحةُ: (بايَعْتُ واللُّجّ على قَفَيَّ)، أي مُكرَهًا.
واللُّجُّ: السيفُ. يُشبِّه السيفَ لكثرةِ مائه وبَصِيصِه باللُّجّ، وهو الماء الكثيرُ.
ويُحكى عن يُونُسَ النحوِيّ أنّه قال: (لئن مَكنَنِي اللَّه من ثلاثة يومَ القيامةِ؛ لأحُجنَّهم:
منهم آدَمُ، أقول: أنت خَلَقَك اللَّه من تُراب، وأسكَنَك الجَنةَ بغيرِ عَمَل، ومَكَّنَك ممّا فيها من ثِمارٍ =
(قفاي).
وسمع: (يا سيدي ومولَيَّ)، والأصل:(مولاي).
وقال الشاعر:
سَبَقُوا هَوَيَّ وَأَعنَقُوا لِهَوَاهُمُ
…
. . . . . . . . . . . . .
(1)
= ونَعِيمٍ، ونَهَاك عن شجرة، فلِمَ خالفتَ، حتَّى أوقعتَ بَنِيك في هذا العَناء والتعَب؟
والثاني يوسفُ الصدِّيقُ، أقول: أنتَ فارقتَ أباك مُدَّة، وأنت بمِصْرَ، وهو بأرضِ كَنعانَ، بَينَكما مَسافة يَسِيرة، هَلَّا كتبتَ إليه: إنني في عافِيَةٍ، وخففتَ ما به.
والآخِرُ طَلْحَةُ والزبَيرُ، أقول لهما: أنْتُمَا بايَعْتما عَلِيًّا بالمَدِينة، وخَلَعْتماه بالكوفة، أيُّ شيء أحدث لكما؟)
(1)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: فتخُرِّموا ولكل جنب مصرع
وهو لأبي ذؤيب في إنباه الرواة 1/ 52، والدرر 5/ 51، وسر صناعة الإعراب 2/ 700، وشرح أشعار الهذليين 1/ 7، وشرح شواهد المغني 1/ 262، وشرح المفصل 3/ 33، وكتاب اللامات ص 98، ولسان العرب 15/ 372 هوا، والمحتسب 1/ 76، والمقاصد النحوية 3/ 493، وهمع الهوامع 2/ 53، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 199، وجواهر الأدب ص 177، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 52، وشرح ابن عقيل ص 408، والمقرب 1/ 217.
اللغة: هوي: أصلها هواي قلب الألف ياء، على لغة هذيل، وأدغمها في الياء الثانية وهي بمعنى: ما تهواه النفس. أعنقوا: أسرعوا. تخرموا: أخذهم الموت. لكل جنب مصرع: أي لكل إنسان مكان يموت فيه.
المعنى: يقول: إنهم سبقوني مسرعين إلى ما كنت أرغب فيه، أي الموت، ثم عزَّى نفسه بقوله: إن كل نفس ذائقة الموت، ولكل إنسان مكان يموت فيه لا يستطيع أن يفو منه.
الإعراب: سبقوا: فعل ماض مبني على الضمة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل هوي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف المقلوبة ياء للتعذر، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وأعنقوا: الواو حرف عطف، أعنقوا فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. لهواهم: اللام حرف جر، هواهم: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وهو مضاف. وهم ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل: أعنقوا. فتُخُرِّموا: الفاء حرف عطف، تخرموا: فعل ماضٍ للمجهول مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. ولكل: الواو حالية، لكل: اللام حرف جر. كل: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. وهو مضاف. جنب: مضاف إليه مجرور =
والأصل: (هواي).
و (أعنقوا): تبع بعضهم بعضًا.
وتقلب ألف (على) و (إلى)، و (لدى): ياء مع الضمير؛ نحو: (إليك)، و (عليك).
وأبو حيان: أن بعض العرب يثبت ألف (على) و (لدا) مع الضمير؛ نحو: (علاه ولداه)، و (علاي ولداي). انتهى.
وقال الشاعر:
. . . . . . . . . . . . .
…
طَارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلَاهَا
(1)
= بالكسرة. مصرع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة (سبقوا هوي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أعنقوا): معطوفة على جملة سبقوا. وجملة (تخرموا): معطوفة على جملة أعنقوا. وجملة (لكل جنب مصرع): في محل نصب على الحال.
الشاهد قوله: (هوي)، وأصله هواي، فقلب الألف ياء على لغة هذيل، وأدغمها بالياء الثانية، وهي ياء المتكلم.
(1)
التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: أيَّ قَلُوصٍ رَاكِبٍ تَرَاهَا
وبعده قوله: واشدد بمَثنى حَقَب حقواها
وهو بلا نسبة في لسال العرب 15/ 89 (علا)، وتاج العروس 18/ 120 (قلص)، وخزانة الأدب 7/ 113.
اللغة: طاروا علاهن: أي نفروا على النوق مسرعين، وطِرْ علاها: مثله. الحَقَب: حَبل يُشدُّ به الرحل إِلى بطن البعير. المَثنَى: مصدر ميمي من ثنيت الشيء ثنيًا ومثنى إِذا عطفته. حَقواها: مثنى حَقو، وهو الخصر ومشدُّ الإِزار.
المعنى: يريد أَن القوم نفروا مسرعين على هذه القلاص، ويطلب من مخاطبه أن ينفر عليها هو أيضًا، كما يطلب إليه أن يشدَّ بالحبل خاصرتها.
الإعراب: طارُوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، وواو الجماعة: فاعل، والألف: فارقة. علاهنَّ: جار ومجرور متعلقان بالفعل طاروا. فطِر: الفاء: استئنافية، طر: فعل أمر مبنى على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. علاها: جار ومجرور متعلقان بالفعل طر. واشددْ: الواو: عاطفة، اشْدُدْ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. بمثنى: جار ومجرور متعلقان بالفعل اشدد. حَقَب: مضاف إِليه مجرور. حَقواها: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والأصل حقويْها ولكن قُلِبَتْ الياء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفًا على لغة بني الحارث بن كَعب وها: مضاف إِليه محله الجر.
أراد: (عليها) كما سبق في حروف الجر.
وأجاز المبرد: في نحو: (أب) و (أخ) إذا أضيف لياء المتكلم: أن ترد (الواو) التي هي (لام) الكلمة، ثم تدغم في ياء المتكلم بعد قلبها ياء؛ نحو:(أَبيّ)، و (أَخيّ) بالتشديد.
واحتج بقول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . .
…
وَأَبِيَّ مَا لَكَ ذُو المَجَازِ بِدَارِ
(1)
= وجملة (طاروا): صفة لمجرور متقدم محلها الجر. وجملة (طر): استئنافية لا محل لها، وعطف عليها جملة (اشدُدْ).
الشاهد قوله: (علاهن فطر علاها) حيث بقيت ألف (على)، ولم تقلب ياء، والشائع المعروف:(عليهن فطر عليها).
(1)
التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: قَدَرٌ أحلَّكَ ذا المجاز وقد أرَى
وهو للمؤرج السلمي في خزانة الأدب 4/ 467، 468، 469، 472، ومعجم ما استعجم ص 635، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 2/ 602، وإنباه الرواة 2/ 269، 270، وشرح شواهد المغني 2/ 862، ولسان العرب 11/ 653 (نخل)، ومجالس ثعلب ص 544.
اللغة: ذو العجاز: سُوق للعرب مثل عكاظ.
المعنى: أنه قدرك الذي أوصلك إلى ذي المجاز، وقد حصل رغم كرهك له ومحاولتك الابتعاد منه.
الإعراب: قدَرٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. أحلك: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. ذا المجاز: ذا: مفعول به ثانٍ منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والمجاز: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وقد: الواو: حالية، وقد: حرف للتحقيق. أرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. وأبيَّ: الواو: واو القسم؛ وأبي: اسم مجرور وعلامة جره الياء الأولى؛ لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والياء الثانية: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم. ما: حرف نفي من أخوات ليس. لك: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من دار. ذو: اسم (ما) مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. المجاز: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. بدار: الباء: زائدة، ودار: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر ما.
وجملة (قدر أحلك): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أحلك): في محل رفع خبر. وجملة (قد أرى): في محل نصب حال. وجملة (أقسم وأبي): اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما ذو المجاز بدار): في محل نصب سد مسد مفعولي أرى.
الشاهد قوله: (وأبيَّ) حيث ردّ لام أبو في حالة الجر إلى الواو، ثم قلبها إلى الياء، ثم أدغمها في ياء المتكلم. وهذا جائز عند المبرد.
فزعم أن (أبا) رد إلى أصله، فحصل:(أبوٌ)، ثم أضيف للياء، فقلبت الواو ياء وأدغم.
وقيل: يحتمل إرادة الجمع، وسقوط النون للإضافة؛ فإن (الأب) يجمع على (أبين)؛ كقراءة بعض السلف:(نعبد إلهك وإله أبيك) الآية.
وكقول الشاعر:
كَريمٌ طَابتِ الأَعرَاقُ مِنهُ
…
وَأشبَهَ فِعلُهُ فِعلَ الأَبِينَا (1)
تنبيه:
قد تكسر ياء المتكلم المدغمة فيها؛ كقراءة حمزة: (وما أنتم بمصرخيِّ).
وكقول الشاعر:
قَالَ لهَا هَلْ لَكِ يَا تَا فِيِّ
…
قَالَت لَهُ مَا أَنتَ بِالمَرضِي (2)
بكسر الياء من (فيِّ).
قال قطرب: هي لغة بني يربوع.
واعترض بعضهم على حمزة في هذه القراءة، ونصره الفارسي.
(1) التخريج: البيت من الوافر، وهو لابن دريد في جمهرة اللغة 3/ 1307، وفي التسهيل 1/ 97، والتذييل 2/ 39.
وبعده قوله:
كريم لا تُغَيِّرُه الليالي
…
ولا اللاواء في عهد الأخينا
الشاهد قوله: (الأبينا)؛ حيث جمع (أب) على (أبين)، وهو خلاف الأصل، والأصل:(آباء).
(2)
التخريج: قال البغدادي في الخزانة 2/ 258: هذا رجز من أرجوزة للأغلب العجلي، وهو شاعر مخضرم أسلم وهاجر واستشهد في موقعة نهاوند، وذكر البغدادي أبياتا من القصيدة، منها:
أقبلَ في ثوبٍ معافريِّ
بين اختلاطِ الليلِ والعشيِّ
ماضٍ إذا ما همَّ بالمضيِّ
قال لها هل لكِ يا تا فيِّ
قالت له ما أنتَ بالمرضي
والضمير المؤنث في (لها) يعود إلى امرأة تقدم ذكرها.
ويا: حرف نداء وتا: منادى وهو اسم إشارة يشار به إلى المؤنث.
الشاهد قوله: (فيِّ) حيث كسَرَ ياء المتكلم المضافة في (فيِّ)، وهي لغة بني يربوع.
وقيل: فيه ثلاث ياءات: الجمع، وياء المتكلم، وياء زيدت للمد، فهي إشباع؛ كقول الشاعر:
رَمَيْتِيْهِ فَأَصْمَيتِ
…
وَمَا أَخْطَأتِ فِي الرَّمْيَهْ (1)
وقرأ أبو عمرو: بكسرها بعد الألف في (عصاي).
ونافع: بسكونها في (محيايْ)، و (مماتيْ).
وإذا كسر ما قبلها. . جاز سكونها وهو الأصل، وفتحها للخفة؛ كـ (غلامي)، و (كتابي) بالوجهين.
وقرأ الحسن: (دعوت قوميَ ليلًا) بفتحها.
وقر نافع: (ولِيْ دِين) كذلك.
وقد يجتمع أربع ياءات في الإضافة لياء المتكلم؛ كما إذا ثنيت (مرميًا) ونحوه، فتقول:(رأيت مِرميَّيَّ) بأربع ياءات، والأصل:(مرميين لي) فحذفت النون واللام للإضافة، وأدغمت ياء المثنى في ياء المتكلم.
ويقال في الرفع: هذان مرميّاي.
فائدة:
لا يضاف إلى ياء المتكلم؛ نحو: (تأبط شرًا)؛ لاستلزام كسر ما قبل الياء، فيتغير لفظ الجملة المحكية.
واللَّه الموفق
(1) التخريج: البيت لم ينسب لقائل، وهو في: إرتشاف الضرب (1/ 204 أ)، تعليق الفرائد (2/ 22)، الحجة للفارسي، الخزانة (2/ 401)، شرح الكافية (2/ 11).
الشاهد: قوله: (رميتيه) حيث زاد ياء إشباع للمد.
قال في الخزانة: على أن أبا عليّ قال: تلحق الياء تاء المُؤنّث مع الهاء.
قال أبُو عليّ فِي الحجِّة فِي توجِيه قِراءة حمزة: (وما أنتُم بمصرخيِّ): بِكسر الياء المُشدّدة من سُورة إِبراهِيم عليه السلام: والأكثر أن يُقال: (رميتِه) بكسر التّاء دون ياء كما قال: (أقصدت) بدُونِ ياء.
وأقصدت: بِمعنى قتلت.
قال صاحب الصِّحاح: وأقصد السهم؛ أي: أصاب فقتل مكانهُ. وأقصدته حيّةٌ: قتلته.