الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَعَدّي الفِعل وَلزومه
ص:
267 -
عَلَامَةُ الْفِعْلِ الْمُعَدَّى أَنْ تَصِلْ
…
هَا غَيْرِ مَصْدَرٍ بِهِ نَحْوُ عَمِلْ
(1)
ش:
الفعل علَى ثلاثة أقسام:
- قسم لا يوصف بتعدٍّ ولَا بلزوم.
- وقسم متعد.
- وقسم لازم.
فالأول: (كَانَ وكاد) ونحوهما.
والثّاني: لهُ علامتان:
الأولَى: أَن يتصل به هاء تعود علَى غير المصدر؛ كـ (زيد ضربته).
• ولَا يرد نحو: (فرسخًا سرته) فِي كونه لازمًا واتصلت به هاء غير مصدر؛ لأنَّ هذا ونحوه ممَّا توسع فيه.
• ولَا نحو: (كنته)؛ لأنَّ هذه الهاء ليست مفعولًا علَى الصّحيح، بَلْ هي خبر.
والثّانية: أَن يبنى منه اسم مفعول تام؛ (كضربته فهو مضروب)، بخلاف اللّازم كما سيأتي.
واحترز بـ (هاء غير مصدر): من الهاء الّتي تعود علَى المصدر، فَلَا تدل علَى تعدي الفعل؛ لاتصالها بالمتعدي واللّازم؛ نحو:(الضّرب ضربته، والقعود قعدته، والقيام قمته).
(1)
علامة: مبتدأ، وعلامة مضاف. والفعل: مضاف إليه. المعدى: نعت للفعل. أن: مصدرية. تصل: فعل مضارع منصوب بأن، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، وأن وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مرفوع خبر المبتدأ، والتقدير: علامة الفعل المعدى: وصلك به ها إلخ. ها: مفعول به لتصل، وها مضاف. وغير: مضاف إليه، وغير مضاف. ومصدر: مضاف إليه. به: جار ومجرور متعلق بتصل. نحو: خبر لمبتدأ محذوف: أي وذلك نحو، ونحو مضاف. وعمل: قصد لفظه: مضاف إليه.
وسيأتي القسم الثّالث.
و (ها) مفعول، و (غير): صفة لهُ.
واللَّه الموفق
ص:
268 -
فَانْصِبْ بِهِ مَفْعُولَهُ إِنْ لَمْ يَنُبْ
…
عَنْ فَاعِلٍ نَحْوُ تَدَبَّرْتُ الْكُتُبْ
(1)
ش:
المتعدي ينصب مفعوله بنفسه؛ (كتدبرت الكتب، وضربت زيدًا).
وهشام: النّاصب لهُ الفاعل.
والفواء: الفعل والفاعل معًا.
ورُدَّ الأول بنحو: (عجبت من ضربٍ زيدًا) بتنوين المصدر؛ إِذ ليس هنا فاعل مذكور حتَّى ينصب.
ورُدَّ الثّاني بنحو: (عجبت من ضرب زيدًا عمرو)؛ لأنَّ العامل لا يعمل حتَّى يتم.
وقال ابن بابشاذ: ويلزمهما أنهما ينصبان باللّازم؛ نحو: (مررت زيدًا)؛ لأنَّ هشام ينصبه بالفاعل وقد وجد.
(1)
فانصب: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. به: جار ومجرور متعلق بانصب. مفعوله: مفعول: مفعول به لانصب، ومفعول مضاف، والهاء: مضاف إليه. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. ينب فعل مضارع، فعل الشرط، مجزوم بلم، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى مفعوله، وفعل الشرط محذوف، والتقدير: إن لم ينب مفعوله عن فاعل فانصبه به. عن فاعل: جار ومجرور متعلق بينب. نحو: خبر لمبتدأ محذوف: أي وذلك نحو. تدبرت: فاعل. الكتب: مفعول به، ونحو مضاف، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر مضاف إليه، والمراد بالمفعول في قوله:(فانصب به مفعوله): هو المفعول به، لأمرين:
أحدهما: أن المفعول عند الإطلاق هو المفعول به، وأما بقية المفاعيل. . فلا بد فيها من التقييد، تقول: المفعول معه، والمفعول لأجله، والمفعول فيه، والمفعول المطلق.
وثانيهما: أن الذي يختص به الفعل المتعدي: هو المفعول به، فأما غيره من المفاعيل. . فيشترك في نصبه المتعدي واللازم، تقول: ضربت ضربًا، وقمت قيامًا، وتقول: ذاكرت والمصباح، وسرت والنيل، وتقول: ضربتُ ابني تأديبًا، وقمت إجلالًا للأمير، وتقول: لعبت الكرة أصيلًا، وخرجت من الملعب ليلًا.
والفراء ينصبه بهما وقد وجدا.
وقيل: النّصب علَى الخلاف، فلما خالف الفاعل فِي المعنَى. . خالفه فِي الإِعراب.
والصّحيح: أَن النّاصب الفعل، ما لم ينب المفعول عن الفاعل؛ كـ (ضُرِب العبدُ) فيرتفع المفعول بالفعل.
ويتعدَّى الفعل لمفعولين:
أصلهما المبتدأ والخبر؛ (كظننت وأخواتها).
أَو ليس أصلهما ذلك؛ (كأعطَى زكسَا)
أَو إِلَى ثلاثة مفاعيل؛ (كأعلم وأرَى)
وسبقت فِي محالها.
واللَّه الموفق
ص:
269 -
وَلَازِمٌ غَيْرُ المُعَدَّى وَحُتِمْ
…
لُزُومُ أَفْعَالِ السَّجَايَا كَنَهِمْ
(1)
270 -
كَذَا افْعَلَلَّ والمُضَاهِي اقْعَنْسَسَا
…
وَمَا اقْتَضَى نَظَافَةً أَوْ دَنَسَا
(2)
271 -
أَوْ عَرَضًا أَوْ طَاوَعَ المُعَدَّى
…
لِوَاحِدٍ كَمَدَّهُ فَامْتَدَّا
(3)
(1)
ولازم: خبر مقدم. غيرُ: مبتدأ مؤخر، وغير مضاف. والمعدى: مضاف إليه. وحُتِم: فعل ماض مبني للمجهول. لزوم: نائب فاعل لحتم، ولزوم مضاف. وأفعال: مضاف إليه، وأفعال مضاف. والسجايا: مضاف إليه. كنهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كنهم.
(2)
كذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. افعلل: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. والمضاهي: معطوف على قوله: افعلل السابق، وهو اسم فاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه، وقوله: أقعنسسا: مفعوله، وقد قصد لفظه. وما: اسم موصول: معطوف على المضاهي. اقتضى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول. نظافة: مفعول به لاقتضى. أو دنسا: معطوف على قوله: نظافة.
(3)
أو عرضًا: معطوف على قوله: نظافة في البيت السابق. أو طاوع: أو: حرف عطف. وطاوع: فعل ماض معطوف على اقتضى، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى (ما) الموصولة. المعدى: مفعول به لطاوع. لواحد: جار ومجرور متعلق بالمعدى. كمده: متعلق =
ش:
أشار إِلَى اللّازم، ولهُ علامات:
1.
منها: أَن لا يتصل به هاء لغير المصدر، إِلَّا فيما توسع فيه؛ كـ (فرسخًا سرته).
2.
ومنها: أَن لا يبنى منه أسم مفعول تام، فَلَا يقال:(مررت به فهو ممرور)، بل:(ممرور به).
3.
ومنها: أن يدل على سجية؛ أَي: طبع كـ (حَسُن، وقبُح، وجبُن) بضم العين، ومنه:(نهِمَ) إِذا أكل كثيرًا.
4.
ومنها: كونه على وزن (افعلَلَّ) بتشديد الثانية؛ (كاقشعرَّ، واشمأزَّ).
وكذا: ما ألحق بهما كالثلاثي الأصول؛ نحو: (اكْوَهَدَّ) بفتح الواو والهاء وتشديد الدّال فقط؛ أَي: ارتعد، وأصل الفعل:(كَهَدَ)؛ أي أسرع.
5.
ومنها: كونه علَى وزن (افعنْلَلَ) كـ (احرنجمت الإِبل) إِذا ارتد بعضها علَى بعض، و (اثعنجر السّحاب) إِذا أمطر.
وكذا ما ألحق بهما؛ كـ (اقعنسَسَ الجملُ) إِذا أبَى أَن ينقاد، و (احرنبى الدّيك) إِذا انتفش للقتال.
6.
ومنها: كونه علَى وزن (افعوعل)؛ كـ (اقلولى)؛ أَي: ارتفع، و (اعشوشب) صار ذا عشب.
وتعدَّى سماعًا فِي قولهم: (احلوليته)؛ أَي: استطبته.
و (اعرورَيتُه)؛ أَي: ركبته عريانًا.
وفي "الصّحاح": (اعلوطني)؛ أَي: لزمني.
وفائدة احلولى ونحوه: المبالغة.
وأصل الكلمة: (حلا)؛ كما قالوا: (خشِنَ واخشوشن)، و (غدِنَ واغدودن).
7.
ومنها: أَن يدل على نظافة؛ كـ (نظُف الثّوب، وطهر الموضع).
8.
أَو علَى دنس؛ كـ (نجُس الثّوبُ، ودنِس المكانُ).
= بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كمده. فامتدا: الفاء عاطفة، امتد: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو.
9.
ومنها: كونه عرضًا؛ كـ (مرض، وحزن ، وفرح، وكسل، ونشط).
10.
ومنها: كونه مطاوعًا للمتعدِّي إِلَى واحد؛ كـ (مده فامتد، ودحرجته فتدحرج، وشققته فانشق، وجره فانجر، وقصمه فانقصم، ولواه فالتوَى، وردعه فارتدع، ووصله فاتصل، ونقله فانتقل).
فإِن تعدَّى إِلَى اثنين. . تعدى مطاوعه لواحد؛ (كعلَّمته النّحو فتعلمه)، و (فهَّمته الحكم ففهمه).
والمطاوعة: حصول الأثر من الأول للثاني كما علم.
واللّازم: لا مطاوعة لهُ.
والقياس: أَن (انفعل) مطاوع الثّلاثي العلاجي؛ كـ (جذبته فانجذب)، و (سُقتُه فانساق)، و (جررته فانجر).
وشذَّ: (أطلقته فانطلق، وأزعجته فانزعج، وأقحمته فانقحم) فيقتصر علَى ما سمع.
وقالوا: (كببته فأكب، وقشعت الرّيح السّحاب فأقشع)، وقياسه:(انكب وانقشع) كما سبق.
قال البيضاوي فِي تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا} الآية يقال: كببته فأكب، وهو من الغرائب.
وصحح: أَن نحو: (أكب وأقشع) لا مطاوعة فيهما، بَلْ المعنَى: صار ذا كب، وذا قشع.
واللَّه الموفق
ص:
272 -
وَعَدِّ لَزِمًا بِحَرْفِ جَرِّ
…
وَإِنْ حُذِفْ فَالنَّصْبُ لِلْمُنْجَرِّ
(1)
273 -
نَقْلًا وَفِي أَنَّ وَأَنْ يَطَّرِدُ
…
مَعْ أَمْنِ لَبْسٍ كَعَجِبْتُ أَنْ يَدُوا
(2)
(1)
وعدِّ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت لازمًا مما: مفعول به لعدِّ. بحرف: جار ومجرور متعلق بعدِّ، وحرف مضاف. وجر: مضاف إليه. وإن شرطية. حُذِف: فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، يعود إلى حرف جر. فالنصب: الفاء لربط الجواب بالشرط، النصبُ: مبتدأ. للمنجر: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.
(2)
نقلًا: مفعول مطلق، أو حال صاحبه اسم المفعول المفهوم من قوله:(حذف) وتقديره منقولًا.
ش:
يتعدَّى اللّازم:
- بألف المفاعلة؛ كـ (سار زيدٌ وسايرته)، و (جلس وجالسته).
- وبالاستفعال؛ كـ (سمن واستسمنته)، و (قبح واستقبحته)، و (ظرف واستظرفته).
- وبواو المعية؛ كـ (استوَى الماء والخشبة)، (فالخشبة): مفعول معه منصوب (باستوَى) علَى الأصح.
- وبتضعيف العين؛ كـ (نزل ونزَّلته، وفرح وفرَّحته).
- وبالهمزة؛ كـ (نزل وأنزلته)، ومنه:(ما أحسن زيدًا).
- وبتضمين الفعل معنَى فعل آخر؛ كـ (رحبكم المكان)؛ أَي: وسعكم.
- وبحرف الجر، وهو المشار إِليه بقوله:(وعدِّ لازمًا بحرفِ جرِّ)؛ كـ (مررت بزيد، ورغبت فِي عمرو).
ويحذف حرف الجرّ نقلًا، فينصب المجرور، وإِنما اقتصر علَى النّقل؛ لأنَّ حرف الجر بمنزلة جر الكلمة، ولئلا يلتبس اللّازم بالمتعدي، فَلَا حذف إِلَّا نقلًا أَو فِي الضّرورة.
ومن الأول: (شكرت لزيد، ونصحت لعمرو)، فتقول فيهما:(نصحت زيدًا، وشكرت عمرًا) فالنّصب علَى إِسقاط الحرف.
وقال بعضهم: نعم، هو لازم، ولكن يجوز فيه حذف الحرف، فيصل الفعل إِلَى المعمول فينصبه علَى المفعول به، لا علَى إِسقاط الحرف.
وقد يساويهما: ما يتعدَّى لواحد بنفسه ولآخر بحرف جر؛ نحو: (وزنت لزيد ماله)، و (كِلت لهُ البر)، و (وزنت زيدًا ماله)، و (كلته البر).
= وفي أنَّ: جار ومجرور متعلق بيطرد الآتي. وأنْ: معطوف على أنَّ. يطرد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، يعود إلى الحذف المفهوم من (حُذِف) مع: ظرف متعلق بيطرد، ومع مضاف. وأمن: مضاف إليه، وأمن مضاف. ولبس: مضاف إليه. كعجبت: الكاف جارة لقول محذوف، عجبت: فعل وفاعل. أن: مصدرية. يدوا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة فاعله، وأن ومنصوبها: في تأويل مصدر مجرور بمِن المحذوفة، والتقدير:(عجبت من وديهم) أي: إعطائهم الدية، والجار والمجرور: متعلق بعجب.
وسمع الحذف والنّصب فِي نحو: (استغفرت اللَّه الذّنب)، و (أمرتك الخير)، و (كنيت زيدًا أبا بكر)، و (سميت ولدي محمدًا)، و (دعوته جعفرًا)، و (زوجتك، بكرًا)، و (صدَّقت الرّجل الحديث)؛ أَي: فِي الحديث، ولَا يقاس عليها، خلافًا للأخفش الصّغير كما سيأتي.
وما غاير هذا فهو خاص بالشّعر؛ كقولهِ:
تَمُرّون الديارَ ولم تَعُوجُوا
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
والأصل بالدّيار.
ورواه المبرد: (مررتم بالدّيار).
وقول الآخر:
. . . . . . . . . . .
…
فيهِ كَما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: كلامكُمُ عليَّ إذًا حرامُ
وهو لجرير في ديوانه ص 278، والأغاني 2/ 179، وتخليص الشواهد ص 503، وخزانة الأدب 9/ 118، 119، 121، والدرر 5/ 189، وشرح شواهد المغني 1/ 311، ولسان العرب 5/ 165 (مرر)، والمقاصد النحوية 2/ 560، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 145، 8/ 252، وخزانة الأدب 7/ 158، ورصف المباني ص 247، ومغني اللبيب 1/ 100، 2/ 473، والمقرب 1/ 115، وهمع الهوامع 2/ 83.
اللغة: عاج: مال، أو أقام.
المعنى: يقول الشاعر لأصحابه إذا مرّوا بديار الحبيبة ولم يميلوا. . فإنّه سيقطع علاقته بهم، ولن يكلّمهم بعد ذلك.
الإعراب: تمرّون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: ضمير في محل رفع فاعل. الديار: مفعول به منصوب بنزع الخافض تقديره: تمرّون بالديار. ولم: الواو حالية، لم: حرف جزم، تعوجوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو: ضمير في محلِّ رفع فاعل، والألف: للتفريق. كلامكم: مبتدأ مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. عليّ: جارِّ ومجرور متعلقان بـ حرام. إذًا: حرف جواب. حرام: خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة.
وجملة (تمرّون): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لم تعوجوا): في محلّ نصب حال. وجملة (كلامكم علي حرام): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (تمرون الديار)؛ حيث حذف الجار في الفعل المتعدي بحرف الجر، وذلك ضرورة شعرية.
(2)
التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: لَدنٍ بِهَزِّ الكَفِّ يَعسِلُ مَتنُهُ
الأصل فِي الطّريق.
وقول الآخر:
آليتُ حَبَّ العراقِ الدَّهرَ أَطعمُهُ
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
= وهو لساعدة بن جؤية الهذلي في تخليص الشواهد ص 503، وخزانة الأدب 3/ 83، 86، والدرر 3/ 86، وشرح أشعار الهذليين ص 1120، وشرح التصريح 1/ 312، وشرح شواهد الإيضاح ص 155، وشرح شواهد المغني ص 885، والكتاب 1/ 36، 214، ولسان العرب 7/ 428 وسط، 11/ 446 عسل، والمقاصد النحوية 2/ 544، ونوادر أبي زيد ص 15، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 180، وجمهرة اللغة ص 842، والخصائص 3/ 319، ومغني اللبيب ص 11، وهمع الهوامع 1/ 200.
اللغة: اللدن اللين. يعسل: يتحرك. المتن: الظهر.
المعنى: يقول واصفًا رمحه بأنه يهتز بيده للينه كما يهتز ظهر الثعلب السائر على الطريق.
الإعراب: لدن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. يهز: جار ومجرور متعلقان بلدن، وهو مضاف. الكف: مضاف إليه مجرور. يعسل: فعل مضارع مرفوع. متنُه: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. فيه: جار ومجرور متعلقان بيعسل. كما الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، وما: مصدرية. عسل: فعل ماض. الطريقَ: اسم منصوب بنزع الخافض تقديره: في الطريق، وقيل: مفعول به. الثعلب: فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل جر بالإضافة.
وجملة: (هو لدن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعسل متنه): في محل رفع صفة.
الشاهد: قوله: (عسل الطرق)؛ حيث حذف حرف الجر في المقدر، ثم نصب الاسم الذي كان مجرورًا به الطريق، والأصل: كما عسل في الطريق، وهذا الحذف مخصوص بالضرورة.
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: وَالحَبُّ يَأكلُهُ في القَريَةِ السُّوسُ
وهو للمتلمس في ديوانه ص 95، وتخليص الشواهد ص 507، والجنى الداني ص 473، وخزانة الأدب 6/ 351، وشرح التصريح 1/ 312، وشرح شواهد المغني 1/ 294، والكتاب 1/ 38، والمقاصد النحوية 2/ 548، وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 99.
اللغة: آليت أقسمت. حَبُّ العراق: ما ينبته من حبوب. أطعمه: آكله.
الإعراب: آليت: فعل ماض، والتاء: فاعل. حَبَّ: اسم منصوب بنزع الخافض، تقديره على حَبِّ، وهو مضاف. العراق: مضاف إليه مجرور. الدهر: ظرف زمان منصوب متعلق بأطعم. أطعمه: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. والحب: الواو حالية، الحب: مبتدأ مرفوع. يأكله: فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. في القرية: جار ومجرور متعلقان بيأكله. السوس: فاعل مرفوع بالضمة.
الأصل: (علَى حَبِّ العراق).
قاله أبو الفتح.
وحكَى: (مررت زيدًا)، وهو شاذ، أَو علَى معنَى:(جاوزت زيدًا).
وجعل بعضهم من حذف الحرف ونصب المعمول: قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} ؛ قال الأخفش؛ أَي: بحسبان.
و {فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} ؛ أَي: بظلم وزرو.
{أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا} ، قال فِي "النّهر": أَي: (فِي أرض).
{لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ} ، قال مكي:(علَى صراطك).
وأبو حيان: (لألزمن لهيم صراطك).
وقد يحذف الحرف يبقَى عمله شذوذًا؛ كقولِ الشَّاعرِ:
إِذَا قِيلَ أَيُّ النّاسِ شَرُّ قَبيلَةٍ
…
أشَارَتْ كُلَيْبٍ بالأَكُفِّ الأصابعُ
(1)
= وجملة (آليت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (الحب يأكله): في محل نصب حال. وجملة (يأكله): في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: (آليت حب العراق)؛ حيث حذف حرف الجر (على)، ثم نصب الاسم بعده الذي كان مجرورًا به (حب)، والأصل: على حب العراق، وهذا الحذف مخصوص بالضرورة.
(1)
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 420، وتخليص الشواهد ص 504، وخزانة الأدب 9/ 113، 115، والدرر 4/ 191، وشرح التصريح 1/ 312، وشرح شواهد المغني 1/ 12، والمقاصد النحوية 2/ 542، وبلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 41، والدرر 5/ 185، وشرح ابن عقيل ص 374، ومغني اللبيب 1/ 61، 2/ 643، وهمع الهوامع 2/ 36، 81.
اللغة: كليب: اسم قبيلة جرير.
المعنى: يقول إذا سئل عن أحط القبائل قيمة؟ رفعت مع الأكف الأصابع مشيرة إلى قوم جرير.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. خيل: فعل ماض للمجهول. أي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه. شر: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. قبيلة: مضاف إليه مجرور. أشارت: فعل ماض والتاء للتأنيث. كليب: اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: أشارت إلى كليب، والجار والمجرور متعلقان بأشارت. بالأكف: جار ومجرور متعلقان بأشارت، أو بمحذوف حال من الأصابع. الأصابع: فاعل أشارت مرفوع بالضمة.
وجملة (إذا قيل): الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قيل): في محل جر بالإضافة. وجملة (أي الناس): في محل رفع نائب فاعل لقيل. وجملة (أشارت): لا محل لها من =
التقدير: (إِلَى كليب).
وفي "سرّ الصّناعة": قيل لرؤبة: (كيف أصبحت؟)، قال:(خيرٍ عافاك اللَّه).
فحذف الحرف وأبقى عمله.
والخدف مع (أَنْ)، المصدية و (أنَّ)، المشددة قياسي مطرد، كما قال:(وفي أَنَّ وَأَنْ يَطَّرِدُ)؛ لكن مع أمن اللّبس؛ كـ (عجبت أن يدو)، و (عجبت أنك تقوم)؛ أَي:(مِن أَن يعطوا الدّية)، و (مِن أنك تقوم).
قال تعالَى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} ؛ أَي: (مِن أَن جاءهم).
ولَا حذف مع اللّبس، فتقول:(رغبت فِي أَن تقوم)، ولَا تقول:(أَن تقوم)؛ لاحتمال أَن يكونَ المحذوف (عن).
وأجيب عن الحذف فِي: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} بأنه للقرينة.
قال البعلي: لأنَّ إِتيانهن ما كتب لهن إِنما يكون بعد الرّغبة فِي نكاحهن.
وقيل لإِيهام الأمر علَى من يرغب فيهن بجمالهن أَو مالهن، وغير ذلك.
واختلف في الحرف المحذوف من: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} .
فقيل: (مِن)؛ أَي: (لا منع من أنهم خسروا)، أَو (لا منع فِي خسرانهم).
وقيل: لا جرم بمعنَى (حق) فِي موضع رفع بالابتداء، والخبر:(أنهم).
وقيل: كلمتان ركِّبتا، ومعناهما: حقًا، و (أنَّ): فاعل بـ (حقًا)؛ أَي: (حقًا خسرانُهم).
وقيل: إن (لا) صلة، و (جرم) بمعنَى (اكتسب)؛ أَي:(كسب لهم عملهم النّدامة والخسران)، فما بعد جرم: فِي موضع نصب إِذن.
واختلف فِي موضع (إنَّ)، و (أَنْ) بعد حذف الحرف:
فعن الأخفش والفراء: نصب.
والخليل والكسائي: جر.
ونقل جواز الوجهين عن سيبويه.
ويشهد للجرِّ قولُهُ:
= الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (أشارت كليبٍ)؛ حيث يريد: أشارت إلى كليب فحذف حرف الجر وأبقى عمله، وهذا شاذ.
وَمَا زُرتُ لَيلَى أَنْ تَكُونَ حَبِيبَةً
…
إِلَيّ وَلَا دَينٍ بِهَا أَنَا طَالِبُه
(1)
بجر (دينٍ) عطفًا علَى محل (أَنْ).
ويطرد الحذف أيضًا مع (كي)؛ كقولِهِ تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} ؛ أَي: لكيلا.
وعن الأخفش الصّغير: جواز الحذف مع غير (أَنَّ، وأنْ) قياسًا بشرط تعين الحذف ومكانه؛ نحو: (بريت القلمَ السّكينَ)، و (خُطت الثّوب إبرة)؛ أَي: بالسّكين وبإِبرةٍ.
فإِن جهل الحذف أَو مكانه. . لم يحذف:
كـ (رغبت فِي زيد)، فَلَا يحذف (فِي) لاحتمال أَن يكونَ المحذوف (عن).
والثّاني: كـ (اخترت القوم من قريش)؛ فلو حذف. . لم يعلم هل اختير القوم من قريش أَو عكسه.
تنبيه:
(زاد)، و (نقص) لازمان ومتعديان إِلَى مفعولين.
(1)
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 84، وتخليص الشواهد ص 511، والدرر 5/ 183، وسمط اللآلي ص 572، وشرح أبيات سيبويه 2/ 103، وشرح شواهد المغني ص 885، والكتاب 3/ 29، ولسان العرب 1/ 336 حنطب، والمقاصد النحوية 2/ 556، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص 526، وهمع الهوامع 2/ 81.
المعنى: ألا لم أزر ليلى لأنها حبيبتي، ولا لأن لي دينًا عليها أطالبها به.
الإعراب: ما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. زرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. ليلى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. أن: حرف مصدري ونصب. تكون: فعل مضارع منصوب بالفتحة، واسمها: ضمير مستتر تقديره هي. حبيبة: خبر تكون منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها: مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل زرت. إلى: جار ومجرور متعلقان بحبيبة. ولا: الواو: للعطف، لا: حرف نفي. دين: اسم معطوف على توهم دخول اللام الجارة على أن السابقة. بها: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لدَين. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. طالبه: خبر مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (ما زرت): بحسب ما قبلها. وجملة (تكون حبيبة): صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
وجملة (أنا طالبه): في محل جر صفة.
والشاهد: قوله: (ولا دينٍ)؛ حيث جر (دين) ولم تسبق بحرف جر أو مضاف، فجرها على توهم استخدام اللام الجارة في المصدر المنسبك من (أن) وما بعدها.
ومن الثّاني: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} .
وما يدل علَى المفاعلة من الجانبين لازم غالبًا؛ كـ (تضارب، وتشارك) بالتّاء.
فإِن تعدَّى قبل التّاء إِلَى مفعولين. . تعدَّى بعدها إِلَى واحد؛ كـ (نازعته الأمر)، و (تنازعته).
ويكون للتكلُّف فيعرى عن المفاعلة ويكون لازمًا؛ نحو: (تغافل) إِذا أظهر الغفلة من نفسه، يعني لم تكن فيه، وإِنما تكلف إِلَى إِظهارها.
ومثله: (تجاهل، وتصامم).
وكذا: لا مفاعلة فِي المطاوع؛ كـ (باعدته فتباعد)، وهو لازم هنا.
ولَا فِي نحو: (ظاهر زيد من هند)، ونحو (عاقبت اللّص).
فائدة:
سبق فِي الشّواهد:
. . . . . . . . . . .
…
عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ
(1)
وفيه تسامح؛ لأنَّ العَدْوَ عامٌّ، والعسلان: للذئب خاصة، نص عليه السّيوطي فِي "المزهر".
قال:
1.
والوَكَر: عام، والأدْحِيُّ: للنَّعَام خاصة.
2.
والرّائحة عام، والقتار: للشواء خاصة.
3.
والهَرَب عام، والإِباق للعبد خاصة.
4.
والحديث عام، والسّمر ليلًا خاصة.
5.
والذَّنَب عام، والذُّنابى للفرس خاصة.
6.
والصّراخ عام، والواعية علَى الميت خاصة.
7.
والنّظر عام، والشَّيم للبرق خاصة.
(1)
تقدم إعرابه وشرحه.
8.
والخدمة عام، والسِّدانة للكعبة خاصة
(1)
.
واللَّه الموفق
(1)
المزهر في علوم اللغة وأنواعها 1/ 337، وقد عقد السيوطي لهذه الفروق فصلًا خاصًا، فقال:
الفصل الرابع: فيما وضع عامًا واستعمل خاصًا ثم أُفرد لبعض أفراده اسم يخصه.
عقد له الثعالبي في "فقه اللغة" فصلًا فقال: فصل في العموم والخصوص.
وإتمامًا للفائدة نذكر ما لم يأت المؤلف على ذكره:
9 -
البُغْص عامٌّ؛ والفِرْك فيما بين الزوجين خاص.
10 -
التَّشهِّي عامٌّ، والوَحَم للحُبْلَى خاص.
11 -
والجلاء عامٌّ، والاجتلاء للعروس خاص.
12 -
الغَسْل للأشياء عامٌ، والقِصارة للثوب خاص.
13 -
الغَسْل للبدن عامٌّ، والوضوء للوجه واليدين خاص.
14 -
الحَبْلُ عامٌّ، والكَرُّ (للحبل) الذي يُصْعَد به إلى النَّخْلِ خاص.
15 -
العَجُز عامٌّ، والعَجيزةُ للمرأة خاص.
16 -
التَّحريك عامٌّ، والأنْغاضُ للرأسِ خاص.
17 -
والسَّيرُ عامٌّ، (والإدلاج) والسُّرَى بالليل خاص.
18 -
النَّوْمُ في الأوقات عامٌّ، والقَيْلُولةُ نصفُ النهار خاص.
19 -
الطَّلَبُ عامٌّ، والتَّوَخّي فى الخير خاص.
20 -
الحَزْرُ لِلْغَلاتَ عامٌّ، والخَرْصُ للنّخْل خاص.
21 -
والعَدو للحيوان عامٌّ، والعَسَلان للذئب خاص.
22 -
الظَّلْع لما سوَى (البشر) عامٌّ، والخَمْعُ لِلضَّبُع خاص.
وما لم يذكِره الثعالبي: قال ابنُ دريد:
الصَّبابة: رقَّةُ الهوى والحب، وقال نفطويه: الصبابة: رِقّة الشوق، والعشق: رقة الحب، والرأفة: رقة الرحمة.
وقال أبو عبيد في "الغريب المصنف": سمعت الأصمعي يقول:
الرَّبْع هو الدار حيث كانت، والمَرْبَع في الربيع خاصة.
والعَقار: المنزل في البلاد والضياع، والمُنتَجع: المنزل في طلب الكلأ.
الفمُ: وأحد الأفواه للبشر وكل حيوات، وأفوأه الأزقة خاصة واحدها: فُوْهة؛ مثال: حُمْرة ولا يقال فم قاله الكسائي.
وفي "الجمهرة": فوهة النهر: الموضع الذي يخرج منه ماؤه، وكذلك فوهة الوادي قال: وأفواه الطيب واحدها فوه.
وفي "الجمهرة": الفَحِيحِ من كل حية وهو صَوتُها من فيها، الكشِيش للأفعى خاصة، وهو صوت جِلْدِها إذا حكت بعضَه ببعض.
وفي "مَقَاتل الفُرْسان" لأبي عبيدة: السَّهَر في الخير والشر، والأرَق لا يكون إلا في المكروه وحْدَه.
ص:
274 -
وَالأَصْلُ سَبْقُ فَاعِلٍ مَعْنًى كَمَنْ
…
مِن (أَلْبِسَنْ مَنْ زَارَكُمْ نَسْجَ الْيَمَنْ)
(1)
ش:
الأصل تقديم ما هو فاعل فِي المعنَى فِي باب (أعطَى وكسَا)؛ نحو: (أعطيت زيدًا درهمًا)، و (كسوت عمرًا جبة)؛ فـ (زيد): فاعل؛ لأنه الآخذ، و (عمرو) كذلك؛ لأنه اللّابس.
ومنه: (ألبس من زاركم نسج اليمن)، فـ (من): اسم موصول مفعول أول بـ (ألبسن)، وهو فِي المعنَى: فاعل مقدم علَى المفعول الثّاني، وهو (نسج اليمن)؛ كما قدم (زيد) علَى (الدّرهم)، و (عمرو) على (الجبة).
ومن تقديم الفاعل على الأصل أيضًا: قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} ويجوز أَن يتأخر الفاعل المعنى؛ نحو: (أعطيت درهمًا زيدًا) قال تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} .
واللَّه الموفق
ص:
275 -
وَيَلْزَمُ الأَصْلُ لِمُوجِبٍ عَرَا
…
وتَرَكُ ذَاكَ الأَصْلِ حَتْمًا قَدْ يُرَى
(2)
(1)
والأصل: مبتدأ. سَبقُ: خبر المبتدأ، وسبق مضاف. وفاعلٍ: مضاف إليه. معنى: منصوب على نزع الخافض، أو تمييز. كمَن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كمن - إلخ. مِن: حرف جر، ومجروره قول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال. ألبسن: فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. مَن: اسم موصول: مفعول أول لألبس. زاركم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مَن، وضمير المخاطبين: مفعول به، والجملة لا محل لها صلة. نسج: مفعول ثان لألبس، ونسج مضاف. واليمن: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.
(2)
ويلزم الأصل: فعل وفاعل. لموجب: جار ومجرور متعلق بيلزم. عرى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، يعود إلى موجب، والجملة في محل جر نعت لموحب. وترك: مبتدأ، وترك مضاف، واسم الاشارة من ذاك: مضاف إليه، والكاف حرف خطاب. الأصل: بدل، أو عطف بيان من اسم الاشارة. حتمًا: حال من نائب الفاعل المستتر في يرى =
ش:
قد عُلِمَ أَن الأصل تقديم الفاعل المعنَى.
وذكر هنا: أنه يلزم العمل به لموجب، وذلك فِي أشياء.
منها: خوف اللّبس؛ كـ (أعطيت زيدًا عمرًا) فَلَا يقدم المأخوذ؛ لاحتمال أَن يكونَ آخذًا.
ومنها: أَن يكونَ المأخوذ محصورًا؛ كـ (ما أعطيت زيدًا إِلَّا درهمًا).
أَو: يكون الآخذ ضميرًا متصلًا بالفعل؛ كـ (أعطيتك درهمًا).
وأشار بقوله: (وتَركُ ذاكَ الأصل) إِلَى أنه قَدْ يجب تأخير ما هو فاعل فِي المعنَى، وتقديم ما ليس فاعلًا؛ نحو:(أعطيت الدّرهم صاحبه)، فَلَا يقدم (صاحبه) وإِن كَانَ فاعلًا معنَى؛ لئلا يعود الضّمير علَى متأخر لفظًا ورتبة.
وقد يجوز علَى حد: (زَانَ نَورُهُ الشّجَر) كما سبق فِي الفاعل.
وكذا إن كَانَ الآخذ محصورًا؛ نحو: (ما أعطيت الدّرهم إِلَّا زيدًا)، فَلَا يقدم (زيد)؛ لأنه محصور، والمحصور يؤخر وإِن كَانَ فاعلًا مطلقًا.
واللَّه الموفق
ص:
276 -
وَحَذْفَ فَضْلَةٍ أَجِزْ إِنْ لَمْ يَضِرّ
…
كَحَذْفِ مَا سِيْقَ جَوَابًا أَوْ حُصِرْ
(1)
= الآتي، وتقديره باسم مفعول: أي محتومًا. قد: حرف تقليل. يرى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى (ترك)، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
(1)
وحذفَ: مفعول به مقدم لأجز، وحذف مضاف. وفضلة: مضاف إليه. أجز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. إن: شرطية. لم: جازمة نافية. يضر: فعل مضارع مجزوم بلم، وجملته فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى حذف، وجواب الشرط محذوف، وتقدير الكلام: إن لم يضر حذف الفضلة فأجزه. كحذف: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: وذلك كائن كحذف. ما: اسم موصول: مضاف إليه. سيق: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول. جوابًا: مفعول ثان لسيق. أو: عاطفة. حصر: فعل ماض مبني للمجهول معطوف على سيق.
ش:
الفضلة: ما يُستغنَى عنهُ، كالمفعول به، والمجرور.
والعمدة: ما ليس كذلك؛ كالفاعل.
فيجوز حذف الفضلة؛ كقولك بعد (هل ضربت زيدًا): (ضربت).
وفي القرآن: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} ، {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} والحذف هنا لمناسبة رؤوس الآي.
ويكون الحذف:
لاحتقار المفعول؛ نحو: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ} ؛ أَي: الكافرين.
أَو للهجنة؛ كقول عائشة: (ما رأى مني، ولَا رأيت منه)؛ أي: العورة.
ويدخل تحت الفضلة: الأول والثّاني فِي باب (أعطى)، و (كسا).
فحذف الأول: (أعطيت درهمًا)، ومنه فِي القرآن {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} ونحو:{وَأَعْطَى قَلِيلًا} .
وحذف الثّاني: (أعطيت زيدًا)، ومنه فِي القرآن:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} .
وحذفهما معًا: قولك: (أعطيت)، ومنه:(أعطى) فِي قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} .
فإِن ضر الحذف. . امتنع؛ كما إِذا قيل: (من ضربت؟)، فتقول:(ضربت زيدًا)، ليحصل الجواب.
وكذا: إن كَانَ المفعول محصورًا؛ نحو: (ما ضربت إِلَّا زيدًا)؛ لأنَّ الحذف هنا يؤدي إِلَى نفي الضّرب مطلقًا، كما إذا قيل:(ما ضربت)، والمقصود: نفي عن غير زيد.
وكذا لا يحذف المفعول الواقع فِي المَثَل: كقولهم: (الصّيف ضيعت اللّبن)؛ لأنَّ الأمثال لا تغير.
قال أبو حيان: ولَا حذف إِذا كَانَ العامل محذوفًا؛ كقولِهِ تعالى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} ؛ أَي: (وإِياي ارهبوا فارهبون).
وجعل بعضهم من ذلك قولهم: (خيرًا لنا وشرًا لأعدائنا).
وقول الشّيخ: (يضِر) بكسر الضّاد وهو من: (ضار يضير)، قال تعالى: {وَلَا يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئًا}.
واللَّه الموفق
ص:
277 -
وَيُحْذَفُ النَّاصِبُهَا إن عُلِمَا
…
وَقَدْ يَكُونُ حَذْفُهُ مُلْتَزَمَا
(1)
ش: يجوز حذف ناصب الفضلة لدليل؛ نحو: (زيدًا) فِي جواب: (مَن ضربت؟)؛ أَي: (ضَربتُ زيدًا).
(وذا الطّول) لمن قال: (من أسأل؟)؛ أَي: (اسأل ذا الطّول) وهو اللَّه.
ومنه: قوله عليه الصلاة والسلام: "اللَّهم حجة لا رياء فيها ولَا سمعة".
- ويكون الحذف للرد علَى النّافي؛ نحو: (بلَى زيدًا) لمن قال: (ما ضربت أحدًا).
- ومثله: النَّاهي؛ نحو: (بلى زيدًا)، لمن قال:(لا تضرب أحدًا).
- والأمر؛ كقولك: (بلى نحوًا)، لمن قال:(تعلم منطقًا)، وإِليه أشار بقوله:(وَيُحْذَفُ النَّاصِبُهَا إِنْ عُلِمَا).
- وقد يكون الحدف لازمًا؛ نحو: (إن خالدًا ضربته أكرمك) كما سبق فِي الاشتغال.
- ويجب الحذف أيضًا فِي التّحذير والإِغراء كما سيأتي فِي محله.
- وألحق بالتّحذير والإِغراء فِي وجوب الحذف أشياء:
- منها: قولهم: (أمرًا ونفسَه)، و (أحشفًا وسوء كيله؟)؛ أَي: دع امرأً، وأتبيع حشفًا.
- و (الكلابَ علَى البقر)؛ أي: أرسل الكلاب على البقر.
(1)
ويحذف: فعل مضارع مبني للمجهول. الناصبها: الناصب: نائب فاعل يحذف، وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل، وفاعله ضمير مستتر فيه، وها ضمير الغائب العائد إلى الفضلة: مفعول به. إن: شرطية. عُلِما: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الناصب. وقد: حرف تقليل. يكون: فعل مضارع ناقص. حذفه: حذف: اسم يكون، وحذف: مضاف، وضمير الغائب العائد إلى الناصب: مضاف إليه. ملتزما: خبر يكون.
- (وشأنك والحج)، و (أهلك واللّيل)؛ أَي: الزم شأنك مع الحج، وألحق أهلك، وبادر اللّيل.
- ونحو: (أهلا وسهلًا ومرحبًا)؛ أَي: أتيت أهلًا لا أجانب، ووطئت سهلًا لا حزنًا، وأصبت رحبًا لا ضيقًا.
وقيل: هي مصادر لأفعال من ألفاظها.
وقيل: يجوز: (مرحبٌ وأهلٌ وسهلٌ)؛ أَي: لك مرحب، ونحو ذلك، ذكره القواس.
تنبيه:
حذف ناصب الفضلة فِي قوله تعالى: {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} ، التّقدير: واللَّه أعلم بمراده: (أنزل خيرًا).
ومنه: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} يقرأ: بفتح الأول والثّاني.
فالأول: منصوب بمحذوف؛ أَي: فأُحِقّ الحقَّ أَو فاذكر الحق.
والثّاني: منصوب بـ (أقول).
ويقرأ برفع الأول: علَى تقدير: (فأنا الحق)، أَو:(فالحق مني).
ويقرأ برفع الثّاني: علَى إِضمار مبتدأ؛ أَي: (قولي)، و (أمري)، ويكون (أقول) مستأنفًا متصلًا بما بعده؛ أَي:(أقول لأملأن جهنم).
وقيل: مبتدأ، و (أقول): خبر علَى إِرادة الهاء؛ أَي: (والحقُّ أقوله).
ومثله: (أفحكم الجاهلية يبغون)، علَى قراءة رفع (حكم)؛ أَي:(يبغونه)، وسبق فِي آخر الاشتغال.
فائدة:
يجوز حذف الجمل الكثيرة للعلم بها، ومنه فِي القرآن:{فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا} ؛ أَي: (فأرسلوني إلى يوسف لأستعبر الرّؤيا، ففعلوا، فأتاه فقال: يوسف أيها الصّديق أفتنا) الآية.
واللَّه الموفق
* * *