الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوجه التّأحْير؛ كقولِهِ تعالَى: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
وكَقَولِ الشَّاعرِ:
وَلَو أَنَّ مِلءَ الأَرضِ دُرًّا وَعَسْجَدَا
…
يُرَامُ لِوَجهِ اللَّهِ كانَ قَلِيلا
(1)
وكقولهم: (علَى التمرةِ مثلُها زُبدًا)، و (ملء) كـ (مثل) في كونه اسمًا جامدًا.
تنبيه:
يطابق التّمييز مما قبله؛ في نحو: (طاب الزّيدان أبوين)، و (طاب الزّيدون آباءً) إِذا قصد (أَن) لكل واحد منهم أبًا موصوفًا بالطّيب، والأصل:(طاب أبواهما)، و (طابت آباؤهم).
فلو قيل: (طاب الزيدان أبًا) بالإفراد .. لتوهم أَن لهم (أبًا واحدًا) وأسط لا تريد ذلك.
فإن لم يكن في الكلام لبس .. جاز الإفراد؛ كقوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ
= وهو بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 239.
اللغة: معدّ: أبو العرب العدنانية.
المعنى: يفخر الشّاعر بكرمه وسخائه علَى الأضياف، ثم يقول: وجميع العرب تعرف ذلك.
الإعراب: ونارنا: الواو: بحسب ما قبلها، ونارنا: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة: لم: حرف نفي وجزم وقلب. ير: فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلّة. نارًا: تمييز منصوب بالفتحة. مثلُها: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. علمت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. ذاك: اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به. معد: فاعل مرفوع. كلها: توكيد لفظي لمعد مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (نارنا): بحسب ما قبلها. وجملة (لم ير مثلها): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (قد علمت): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: (نارًا)؛ حيث وقع تمييزًا لـ (مثلُها) وهو اسم جامد تأخر عن التّمييز، وهذا نادر؛ إذ يجب علَى التّمييز أن يتأخر عن المميز، فيقال:(لم ير مثلُها نارًا).
وقد قيل: إن التقديم هنا ضرورة شعرية، كما قيل إن الرؤية هنا قلبية، ونارًا مفعول ثان.
(1)
التخريج: البيت من شواهد التوضيح، 127 وهو من الطويل.
الشاهد: قوله: (مل الأرض درا) حيث تأخر التّمييز عن الاسم الجامد، وهو القياس.
نَفْسًا}.
قال أبو البقاء: والمفرد هنا في موضع الجملة؛ لأن المعنَى مفهوم.
ومن المطابقة قوله تعالَى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} ، فجمع لأنهم جزاء في أعمال كثيرة.
وقوله تعالَى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} في قراءة تنوين (درجات).
وقيل: ظرف، أَو حال، أَو مفعول ثان، و (مَن): مفعول أول، و (نرفع): متعد لهما. وقال مكي؛ تقدير: (إِلَى درجات) فحذف الحرف.
وتقول: (طاب زيد أبًا) فيحتمل: أَن يكونَ التّمييز لما انتصب عنهُ وهو (زيد)، ويحتمل: أَن يكونَ لمتعلقه فيكون الطَيب لأبيه.
وأما: (طاب زيد دارًا ودارين)، أَو (دورًا) .. فالتمييز فيه للمتعلق قولًا واحدًا. لا لـ (زيد).
واللَّه الموفق
* * *