المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَي: (صبرها). وحكَى أبو حيان: إن (على) ضد الفراء حرف، وإِن - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: أَي: (صبرها). وحكَى أبو حيان: إن (على) ضد الفراء حرف، وإِن

أَي: (صبرها).

وحكَى أبو حيان: إن (على) ضد الفراء حرف، وإِن جرت بـ (من).

وذكر أبو الحسن بن الطّراوة في كتاب "رد الشَّارد": والَّذي يفهم من كلام سيبويه: أنها لا تكون إِلَّا اسمًا ولَا تكون حرف ألبتة.

‌تنبيه:

الصَّحيح عن البصريين: أن حروف الجر لا ينوب بعضها عن بعض، وما أوهم ذلك .. فعلَى تأويل يقبله اللّفظ في أَو على تضمين الفعل معنَى فعلٍ يتعدَّى بذلك الحرف كما سبقت الإشارة به.

ولهذا قال الرّضي ما معناه: أنه إِذا تُوُهِّم خروج حرف الجر عن أصله وكونه بمعنَى حرف آخر، أَو أنه ؤائد ونحو ذلك .. فالأولَى في بَل الواجب بقاؤه على أصل معناه الموضوع لهُ، وتضمين الفعل المعدى به معنَى من المعاني يستقيم به الكلام؛ فنحو:

وهو من قصيدة وصف بها القطا، وهو من الطويل. وعجزه: تَصِلّ وعن قيض بزيزاء مجهل انظر شرح ابن الناظم ص 152، وابن عقيل 1/ 21، والأشموني 2/ 296، والسندوبي 83، وداود، والأصطهناوي، والسيوطي ص 72 وفي همعه 2/ 36، والشاهد وقم 828 من خزانة الأدب، وابن يعيش 7/ 28، والكتاب 2/ 31، والمقتضب للمبرد 3/ 53.

اللغة: غدت: صارت والضمير للقطاة، تم: كمل، ظِمؤها: -بكسر الظاء وسكون الميم بعدها همزة- مدةُ صبرها عن الماء ما بين الشرب والشرب، وفي الكتاب: خِمسُها بدل ظمؤها أي: ترد اليوم الخامس، تصلُّ: تصوت، قيض: - بفتح القاف وسكون الياء - القشر الأعلى للبيض، بزيزاء - بزايين بينهما ياء -: ما ارتفع من الأرض، ويروى مكانه ببيداء، مجهل: أي: قفر ليس فيها أعلام يهتدى بها.

المعنى: يذكر أن هذه القطاة ذهبت من فوق أفراخها بعد أن تم صبرها على الماء، وذهبت عن قشر بيضها الذي أفرخ، تاركة إياه ببيداء لا يهتدى فيها بعلم.

الإعراب: غدت: فعل ماض ناقص بمعن صار، والتاء للتأنيث واسمه ضمير مستتر، من: حرف جرّ، عليه: اسم بمعن فوق مجرور محلا بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر غدت، بعد ظرف متعلق بغدت، ما: مصدرية، تم: فعل ماض، ظمؤها: فاعل والضمير مضاف إليه، تصل: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر والجملة في محل نصب حال، وعن قيض: جار ومجرور معطوف على قوله: من عليه، بزيزاء: متعلق بمحذوف صفة لقيض، مجهل: صفة لبزيزاء.

الشّاهد: (من عليه)، فإن (على) فيه اسم بمعنى فوق بدليل دخول حرف الجر عليه.

ص: 408

{إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} في معنى: (يحكموا على الناس)، وقس عليه.

وسبق أن (على) هنا بمعنَى (من).

والله الموفق

ص:

379 -

وَمُذ وَمُنْذُ اسْمَانِ حَيثُ رَفَعا

أَوْ أُولِيَا الفِعلَ كجِئتُ مُذْ دَعَا

(1)

380 -

وَإن يَجُرَّا في مُضِيٍّ فَكَمِنْ

هُمَا وَفِي الحُضُورِ مَعْنىً في استَبِنْ

(2)

ش:

(منذ)، و (منذ) إن تلاهما:

* اسم مرفوع .. فكلاهما مبتدأ، والمرفوع: خبر؛ نحو: (ما رأيته مذ يومُ الجمعة)، أَو (منذ يومان).

وإِن كان الزَّمان ماضيا كما هنا .. فمعناهما: أول المدة؛ أي: (أمَدُ ذلك يومان).

وإِن كَانَ حاضرًا .. فمعناهما: جميع المدة؛ نحو: (ما رأيته مذ شهرُنا) بالرفع، وهو لأكثر البصريين.

وأجاز الأخفش والزّجاجي: كونهما خبرين فيما تقدم، وما بعدهما: مبتدأ، فـ (ما رأيته مذ يومان) معناه:(بيني وبين لقائه يومان).

(1)

ومذ: قصد لفظه: مبتدأ. ومنذ: معطوف عليه. اسمان: خبر المبتدأ. حيث: ظرف متعلق بمحذوف صفة لمذ ومنذ. رفعا: فعل وفاعل، والجملة في محل جرّ بإضافة حيث إليها. أو: عاطفة. أوليا: أُوليَ: فعل ماض مبني للمجهول، وألف الاثنين نائب فاعل، وهو المفعول الثاني. الفعل: مفعول أول لأُولي، لأنه هو الفاعل في المعنى. كجئت: الكاف جارة لقول محذوف، جئت: فعل وفاعل. مذ: ظرف متعلق بجئت. دعا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والجملة في محل جرّ بإضافة مذ إليها.

(2)

وإن: شرط. يجُرَّا: فعل مضارع فعل الشرط، وألف الاثنين فاعل. في مضي: جار ومجرور متعلق بيجُرَّا. فكين: الفاء لربط الجواب بالشرط، كمن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. هما: ضمير منفصل مبتدأ مؤخر. وفي الحضور: جار ومجرور متعلق بقوله استبن الآتي. معنى: مفعول مقدم لاستبن، ومعنى مضاف. وفي: قصد لفظه: مضاف إليه. استبن: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.

ص: 409

وقيل: يجوز أَن يكونا ظرفين، وما بعدهما: فاعل بـ (كان) التّامة؛ والتّقدير: (ما رأيته مذ كَانَ يومان)، و (مذ كَانَ يومُ الجمعة).

وعزاه أبو حيان للكسائي والفراء.

* وإن تلاهما فعل: كـ (جئت مذ دعا)، و (ما رأيته مذ كان عندي) .. فكلاهما منصوب المحل بما قبله على الظرفية، مضاف للجملة الفعلية بعده.

* وقد تليهما الاسمية؛ كقولِه:

وَما زِلتُ أَبْغِي المَالَ مُذْ أَنَا يَافِعٌ ..........................................

(1)

(1)

التخريج: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: وليدا و كهلا حين شبت وأمردا وهو من قصيدة الأعشى المشهورة، والتي مطلعها قوله:

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

وبت كما بات السليم مسهدا

والشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 21، والأشموني: 566/ 2/ 297، والعيني: 3/ 326، الهمع: 1/ 216، الدرر: 1/ 185، المغني: 632/ 442 السيوطي: 257، وديوان الأعشى:102.

اللغة: أبغي: أطلب. افع: هو الغلام الذي بلغ الحلم أو ناهز العشرين، يقال: أيفع الغلام ويفع فهو يافع، ولا يقال موفع، وكأنهم استغنوا باسم الفاعل من الثلاثي. ولي: صبيًا. كهلًا: هو من جاوز الثلاثين أو الأربعين إلى الخمسين أو الستين. أمر: هو الشاب الذي طر شاربه ولم تنبت لحيته؛ لأنه لم يبلغ سن الالتجاء، فإذا بلغه -ولم تنبت لحيته- فهو ثط.

المعنى: إنني أطلب المال وأسعى للحصول عليه منذ كنت ناشئا، ثم صبيا، إلى أن بلغت سن الكهولة.

الإعراب: ما زلت: ما نافية، زلت: فعل ماض ناقص، مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم زال. أبغي: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل؛ والفاعل: أنا. المال: مفعول به منصوب؛ وجملة أبغي المال: في محل نصب خبر زال. مذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بأبغي. أنا: ضمير رفع منفصل، في محل رفع مبتدأ. يافع: خبر مرفوع؛ وجملة أنا يافع: في محل جرّ بالإضافة؛ وهو الأفضل.

الشّاهد: (مذ أنا يافع)؛ حيث دخلت (مذ) على الجملة الاسمية.

وبعض العلماء يرون أن (مذ) داخلة على (زمن) مضاف إلى الجملة؛ والتقدير: مذ زمن كوني يافعا.

وبعضهم أعرب مذ: مبتدأ، وجعل جملة (أنا يافع) في محل جرّ بإضافة اسم زمان، يقع خبرا للمبتدأ مذ، والتقدير: أول أمد بغائي الخير وقت أنا يافع.

ص: 410

وأشار بقوله: (وَإِنْ يَجُرَّا

إِلَى آخره) إِلَى أنهما إن جُرَّا في المضي .. فهما بمعنَى (من)؛ نحو: (ما رأيته مذ يوم الجمعة)؛ أَي: (من يوم الجمعة).

وإن جرا في الحضور فبمعنى في (: (ما رأيته مذ يومنا)؛ أي: (في يومنا) وسبق في أول الباب.

والحاصل: أنهما يكونان اسمين، ويكونان حرفين.

ومن علامة الأول: أن يقع بعدهما اسم مرفوع.

وعلامة الثاني: أن يكون اسم الزمان بعدهما مجرورًا.

وإذا تلتهما الجملة الفعلية .. كانا اسمين منصوبي المحل على الظّرفية، مضافين لهما كما سبق.

وظاهر كلام سيبويه، في قول الشّاعر:

وَما زِلتُ أَبْغِي المَالَ مُذْ أَنَا يَافِعٌ ..........................................

أنهما اسمان منتصبان على الظرفية، مضافان إلى الجملة كسائر أسماء الزّمان.

وقال الأخفش: مرفوعان على الابتداء، وهناك اسم زمان محذوف بين الجملة وبينهما، وهو خبر عنهما؛ أَي:(مذ زمن أنا يافع)؛ لأنهما لا يدخلان عنده إِلَّا على أسماء الزّمان ملفوظًا بها أَو مقدرًا.

ولهذا قال ابن بابشاذ: لا يقع بعدهما من الأسماء إِلَّا ما كان زمانا أو مقتضيًا لزمان؛ لأنهما لابتداء الغاية في الزمان، فلا يقع بعدهما المستقبل، فلا تقول:(أراك مذ غدا).

وبنو سليم يقولون: (مِنذ) و (مِذ) بكسر الميم.

و (منذ): مفرد عند البصريين.

وقال الفراء: أصله: (من) و (ذو) بمعنّى (الذي) على لغة: طيء.

وقوله: (حيثُ): ظرف مكان، والعامل فيها (اسْمانِ)، لأنه في تأويل الصّفة إذ التقدير: محكوم باسميتهما.

والجامد: إِذا أول بالصّفة .. يعمل كما سبق في المفعول فيه.

والله الموفق

ص: 411

ص:

381 -

وَبَعدَ مِن وَعن وَباءٍ زِيدَ مَا

فَلَم تَعُق عَن عَمَلٍ قَد عُلِمَا

(1)

ش:

اعلم أن كلمة (ما) تزاد بعد (من)، و (عن)، و (الباء) .. فلا تَكُفُّ عن العمل، وفي القرآن:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} ، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} ، {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ} ، فزيدت بعد هذه الأحرف ولم تكفها عن العمل.

وابن كيسان: يجعل (ما) نكرة بمعنَى (شيء)، وما بعدها: بدلًا منه أَو صفة إن صلح، وكان رحمه الله لا يجعل في القرآن شيئًا زائدًا.

وقول المصنف: (زِيدَ): ماضي مبني للمفعول، و (مَا): نائب الفاعل.

والله الموفق

ص:

382 -

وَزِيدَ بَعدَ رُبَّ وَالكَافِ فَكَفّ

وَقَد تَلِيهِمَا وجَرٌّ لَم يُكَفّ

(2)

ش:

تزاد (ما) بعد (الكاف)، و (رب) فتكفهما عن العمل كثيرا، وقد لا تَكفُّ فيبقى

(1)

وبعد: ظرف متعلق بقوله زيد الآتي، وبعد مضاف، ومن: قصد لفظه: مضاف إليه. وعن، وباء: معطوفان على من. زيد: فعل ماض مبني للمجهول. ما: قصد لفظه: نائب فاعل زيد. فلم: نافية جازمة. تعق: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على ما. عن عمل: جار ومجرور متعلق بيعق. قد: حرف تحقيق. عُلِما: علم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى عمل، والجملة في محل جرّ صفة لعمل.

(2)

وزيد: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على (ما) في البيت السابق. بعد: ظرف متعلق بزيد، وبعد مضاف ورب: قصد لفظه: مضاف إليه. والكاف: معطوف على رب. فكف: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على (ما)، والضمير البارز المتصل مفعول به. وقد: الواو: عاطفة، قد: حرف تقليل. وجرٌّ: الواو واو الحال، جر: مبتدأ. لم: نافية جازمة. يكف: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى جر، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

ص: 412

العمل.

فمن الأول: قول الشّاعر:

أخٌ مَاجِدٌ لَم يُخْزِنِي يومَ مَشْهَدٍ

كمَا سَيفُ عَمْرٍو لَمْ تَخُنْهُ مَضَارِبُهْ

(1)

برفع (سيف).

وقول الآخر:

رُبَّمَا الجَامِلُ المُؤَبَّلُ فِيهِمُ

.......................

(2)

(1)

التخريج: البيت لنهشل بن حري، وهو من شواهد: التصريح: 2/ 22، والعيني: 3/ 334، والهمع: 2/ 38، والدرر: 2/ 42.

اللغة: ماجد: ذو مجد، والمجد: الرفعة والشرف والكرم. يخزني: يوقعني في الخزاية، وهي الإهانة والفضيحة، والمراد: يخذلني. يوم مشهد: اليوم الذي يشهده الناس ويحضرونه، والمراد يوم صفين، وهو الذي قتل فيه أخوه مالك. سيف عمرو: المراد: عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وسيفه: الصمصامة. مضاربه: جمع مضرب، وهو نحو شبر من طرفه.

المعنى: يمدح الشاعر أخاه بالشجاعة والإقدام والكرم، وأنه لم يتخل عنه ولم يخذله، ولم يحجم عن لقاء الأعداء معه يوم صفين، كما أن سيف عمرو بن معد يكرب لم يخذله، ولم ينبُ في يده.

الإعراب: أخ: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخ. ماجد: صفة لأخ مرفوع. لم: نافية جازمة. يخزني: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو، وجملة (لم يخزني): في محل رفع صفة ثانية لأخ. يوم: متعلق بيخزي، وهو مضاف. مشهد: مضاف إليه مجروو. كما: الكاف حرف تشبيه وجر، وما حرف كاف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. سيف: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه مجرور. لم: جازمة نافية. تخنه: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. مضاربه: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: مضاف إليه، وجملة (لم تخنه مضاربه): في محل رفع خبر المبتدأ سيف.

الشاهد: (كما سيف عمرو)؛ حيث جاءت الكاف الجارة مقترنة بما الكافة، فكفتها عن عمل الجر، ودخلت على الجملة الاسمية -كما بينا في الإعراب- حيث تلاها سيف الواقع مبتدأ، وخبره جملة لم تخنه مضاربه، وحكم اقتران ما الكافة بالكاف ومنعها من العمل -أي من جر الاسم بعدها- الجواز مع الرجحان.

(2)

التخريج: صدر بيت، وعجزه: وعناجيج بينهن المهار

ص: 413

برفع (الجامل): وهو القطيع من الإبل.

ومن الثّاني قول الآخر:

ونَنصُرُ مَوْلانَا ونَعلَمُ أنَّهُ

كَمَا النَّاسِ مَجرُومٌ عليه وجَارِمُ

(1)

= وهو لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص 316، والأزهية ص 94، 266، وخزانة الأدب 9/ 586، 588، والدرر 4/ 124، وشرح شواهد المغني 1/ 405، وشرح المفصل 8/ 29، 30، ومغني اللبيب 1/ 137، والمقاصد النحوية 3/ 328، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 448، 455، وجواهر الأدب ص 368، والدرر 4/ 205، وشرح التصريح 2/ 22، وشرح ابن عقيل ص 370، وهمع الهوامع 2/ 26.

اللغة: الجامل: قطيع الجمال. المؤبل: الإبل المعدة للاقتناء. العناجيج: جمع العنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق. المهار: جمع المهر، وهو ولد الفرس.

المعنى: يقول رب قطيع من الجمال المعدة للاقتناء، وجياد طويلة الأعناق بينها المهار.

الإعراب: ربما: رب: حرف جر شبيه بالزائد، وما: حرف كاف. الجامل: مبتدأ مرفوع. فيهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وعناجيج الواو حرف عطف، عناجيج: معطوف على الجامل مرفوع. بينهن: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم. المهار: مبتدأ مؤخر مرفوع.

وجملة (ربما الجامل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (بينهن المهار): في محل رفع نعت عناجيج.

الشاهد: (ربما الجامل) حيث دخلت (ما) الكافة على (رب) فكفتها عن عمل الجر، ودخلت (ربما) المكفوفة على الجملة الاسمية.

(1)

التخريج: البيت لعمرو بن براقة في أمالي القالي 2/ 122، والدرو 4/ 210، وسمط اللآلي ص 749، وشرح التصريح 2/ 21، وشرح شواهد المغني 1/ 202، 500، 2/ 725، 778، والمؤتلف والمختلف ص 67، والمقاصد النحوية 3/ 332، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 166، 482، وجواهر الأدب ص 133، وخزانة الأدب 10/ 207، والدرر 6/ 81، وشرح ابن عقيل ص 371، ومغني اللبيب 1/ 65، وهمع الهوامع 2/ 38، 130.

اللغة: المجروم: المعتدى عليه. الجارم: المعتدي.

المعنى: يقول: إننا نناصر من يوالينا ظالمًا كان أو مظلومًا.

الإعراب: وننصر: الواو بحسب ما قبلها، ننصر: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن. مولانا: مفعول به منصوب، وهو مضاف ونا: ضمير في محل جر بالإضافة.

ونعلم: الواو حرف عطف، نعلم: معطوف على ننصر، وهو فعل مضارع مرفوع، وفاعله نحن.

أنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم أن. والمصدر المؤول من (أن)

ص: 414

بجر (النّاس).

وقول الآخر:

رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيْلٍ

..............

(1)

بجر (ضربة).

وإذا انكفت (رب) .. فالغالب أَن تدخل علَى الفعل الماضي؛ كقولهِ:

رُبَّما أوْفَيتُ في عَلَمٍ

.........................

(2)

= وما بعدها: سدت مسد مفعولي نعلم. كما: الكاف حرف جر، ما: زائدة. الناس: اسم مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر أن. مجروم: خبر ثان لأن مرفوع. عليه: جار ومجرور متعلقان بمجروم على أنه نائب فاعل له. وجارم: الواو حرف عطف، جارم معطوف على مجروم.

وجملة (ننصر): بحسب ما قبلها. وجملة (نعلم أنه): معطوفة على الجملة السابقة.

الشاهد: (كما الناس) حيث اتصلت ما بالكاف دون أن تكفها عن الجر.

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: دُونَ بُصرَى وَطَعْنَةٍ نَجلاءِ

وهو لعدي بن الرعلاء في الأزهية ص 82، 94، والاشتقاق ص 486، والأصمعيات ص 152، والحماسة الشجرية 1/ 194، وخزانة الأدب 9/ 582. 585، والدرر 4/ 205، وشرح التصريح 2/ 21، وشرح شواهد المغني ص 725، ومعجم الشعراء ص 252، والمقاصد النحوية 3/ 342، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 492، وجواهر الأدب ص 369، والجنى الداني ص 456، ورصف المباني ص 194، 316، ومغني اللبيب ص 137، وهمع الهوامع 2/ 38.

اللغة: الصقيل: المجلو. بصرى: اسم مدينة من أعمال الشام. النجلاء: الواسعة.

الإعراب: ربما: رب: حرف جر شبيه بالزائد، ما: زائدة. ضربة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. بسيف: جار ومجرور متعلقان بضربة، أو بمحذوف خبر ضربة. صقيل: نعت سيف. بين: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر ضربة وهو مضاف. بصرى: مضاف إليه. وطعنة: معطوف على ضربة. نجلاء: نعت طعنة مجرور.

الشاهد: (ربما ضربةٍ) حيث اتصلت ما بربَّ دون أن تكفها عن الجر.

(2)

التخريج: صدر بيت من المديد، وعجزه: تَرفَعَنْ بُردي شِمالاتُ

وهو لجذيمة الأبرش في الأزهية ص 94، 265، والأغاني 15/ 257، وخزانة الأدب 11/ 404، والدرر 4/ 204، وشرح أبيات سيبويه 2/ 281، وشرح التصريح 2/ 22، وشرح شواهد الإيضاح ص 219، وشرح شواهد المغني ص 393، والكتاب 3/ 518، ولسان العرب 3/ 32

ص: 415

أَي: (جبل).

وقد تدخل على المضارع لتحقق وقوعه؛ كقولِهِ تعالَى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} .

ونائب الفاعل فِي قول الشّيخ: (زِيدَ) ضمير يعود علَى (مَا)، وقوله:(جَرٌّ): مبتدأ، والمسوغ: كونه بعد واو الحال كما ذكر فِي الابتداء.

واللَّه الموفق

ص:

383 -

وَحُذِفَتْ رُبَّ فَجَرَّتْ بَعْدَ بَلْ

وَالْفَا وَبَعْدَ الْوَاوِ شَاعَ ذَا الْعَمَلْ

(1)

ش:

حذفت (رب) وبقي عملها بعد (بَلْ) و (الفاء).

= شيخ، 11/ 366 شمل، والمقاصد النحوية 3/ 344، 4/ 328، ونوادر أبي زيد ص 210، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 293، 366، 368، والدوو 5/ 162، ووصف المباني ص 335، وشرح التصريح 2/ 206، وشرح المفصل 9/ 40، وكتاب اللامات ص 111، ومغني اللبيب ص 135، 137، 309، والمقتضب 3/ 15، والقرب 2/ 74، وهمع الهوامع 2/ 38، 78.

اللغة: أوفى: أشرف أو نزل. العلم: الجبل. الشمالات: جمع الشمال، وهي ريح الشمال.

المعنى: يفخر الشاعر بأنه يحفظ أصحابه في رأس جبل إذا خافوا من الأعداء، ويكون لهم طليعة.

الإعراب: ربما: رب: حرف جر شبيه بالزائد، ما: حرف كاف. أوفيت: فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. في علم: جار ومجرور متعلقان بأوفيت. ترفعن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد. ثوبي: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. شمالات: فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة (ربما أوفيت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ترفعن): في محل نصب حال.

الشاهد: (ربما أوفيت)؛ حيث دخلت (ربما) بعدما كُفّت عن العمل على فعل ماضٍ.

(1)

وحذفت: الواو عاطفة أو للاستئناف، حذف: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. رب: قصد لفظه: نائب فاعل. فجرت: الفاء حرف عطف، وجر: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي يعود إلى رب. بعد: ظرف متعلق بجرت، وبعد مضاف، وبل: قصد لفظه: مضاف إليه. والفا: قصر للضرورة: معطوف على (بل) وبعد: ظرف متعلق بقوله شاع الآتي، وبعد مضاف، والواو: مضاف إليه. شاع: فعل ماض. ذا: اسم إشارة فاعل شاع. العمل: بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة: أي وشاع هذا العمل بعد الواو.

ص: 416

كَقَولِ الشَّاعرِ:

...................

بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعتُ بَعدَ مَهمَهٍ

(1)

أَي: (بَلْ ربَّ مهمه).

وقوله:

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ

.............................

(2)

(1)

التخريج: هذا بيت من مشطور الرجز، وهو في التصريح: 2/ 23، والعيني 3/ 345، وشرح شواهد الشافية: 202، واللسان بلل، وديوان رؤبة:166.

اللغة: مهمه: مفازة بعيدة الأطراف. قيل سميت بذلك، لأن سالكها يقول لصاحبه من الخوف والذعر:(مه مه)، أي كف عن الحديث.

الإعراب: بل: حرف عطف يفيد الإضراب، لا محل له من الإعراب. مهمهٍ: اسم مجرور لفظًا برب المقدرة المحذوفة، منصوب محلًا، على أنه مفعول به لقطعت الآتي. بعد: متعلق بقطع، وهو مضاف. مهمهٍ: مضاف إليه مجرور.

الشاهد: قوله: (بل مهمه)، حيث جر (مهمه) بـ (رب) المحذوفة المقدرة بعد بل، وحكم حذف رب مع بقاء عملها بعد بل: الجواز مع القلة.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِم محول

وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 12، والأزهية ص 244، والجنى الداني ص 75، وجواهر الأدب ص 63، وخزانة الأدب 1/ 334، والدرر 4/ 193، وشرح أبيات سيبويه 1/ 450، وشرح شواهد المغني 1/ 402، 463، والكتاب 2/ 163، ولسان العرب 8/ 126، 127 وضع، 11/ 511 غيل، والمقاصد النحوية 3/ 336، وتاج العروس غيل، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 73، ورصف المباني ص 387، وشرح ابن عقيل ص 372، ومغني اللبيب 1/ 136، 161، وهمع الهوامع 2/ 36، وتاج العروس باب الألف اللينة الفاء.

اللعة: طرقت: جئت ليلًا. التمائم: مَعَاذات تعلق على الصبي، وذو التمائم: كناية عن طفل المرأة. المُحوِل: الصبي بعمر السنة. ويروى مغيل، وهو الطفل الرضيع وأمه حبلى.

المعنى: يخاطب الشاعر صاحبته مفتخرًا بأنه صاحب مغامرات، وأن النساء حتى المرضعات والحبالي منهن معجبات به.

الإعراب: فمثلك: الفاء: حرف استئناف، مثل: اسم مجرور لفظًا برب المحذوفة، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. حبلى: بدل من مثلك مجرور. قد: حرف تحقيق. طرقت: فعل وفاعل. ومرضع: حرف عطف، واسم معطوف على حبلى مجرور. فألهيتها: حرف عطف وفعل ماضٍ، وفاعله، ومفعول به. عن: حرف جر. ذي: اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بألهيتها. تمائم:

ص: 417

أَي: (فربَّ مثلِكِ).

وقوله:

فَحُورٍ قَدْ لَهَوتُ بِهِنَّ عِينٍ

.................

(1)

أَي: (فرُبَّ حورٍ).

و (العين): جمع عَيناء، وهي الواسعة العين.

وأشار بقوله: (وَبَعْدَ الْوَاوِ شَاعَ ذَا الْعَمَلْ)، إِلَى أنه كثر الجر بـ (رُبَّ) محذوفة بعد (الواو)؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، أَرْخَى سُدُولَهُ

.................

(2)

= مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. محول: نعت ذي مجرور بالكسرة. وجملة (فمثلك حبلى): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد طرقت): في محل رفع خبر المبتدأ مثلك. وجملة (فألهيتها): معطوفة على طرقت في محل رفع.

الشاهد قوله: (فمثلك) حيث حذف حرف الجر رب وبقي عمله، وهذا على وواية الجر، وعلى رواية نصب فمثلك لا شاهد فيه.

وحذف رب بعد الفاء قليل بل نادر، ومنه هذا البيت الشاهد.

(1)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: نَواعِمَ في المُروط وفي الرَّياطَ

وهو للمتنخل الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1268؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 385؛ وشرح عمدة الحافظ ص 273؛ وللهذلي في الجنى الداني ص 75؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 761؛ وشرح الأشموني 2/ 299.

اللغة: الحور: جمع حوراء وهي التي اشتد بياض عينيها وسوادهما. العين: جمع عيناء وهي الواسعة العينين. المروط: جمع مرط، وهو الثوب يُؤتَزر به. والرياط: جمع الرَّيطة، وهي ضرب من الثياب.

المعنى: لقد قضيت وقتًا حلوًا ألهو فيه بصحبة جميلات العيون، والنواعم في ثيابهنّ.

الإعراب: فحور: الفاء: بحسب ما قبلها، حور: اسم مجرور لفظًا بـ ربّ المحذوفة، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. قد: حرف تحقيق. لهوت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بهن: جار ومجرور متعلّقان بـ (لهوت). عين: صفة لـ (حور) مجرورة مثلها. نواعم: نعت حور مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. في المروط: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لِـ (حور)، وكذلك إعراب في الرياط.

الشاهد: (فحور) على إضمار رب بعد الفاء، أي: رب حور، والجر فيه برب المضمرة.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 18، وخزانة الأدب 2/ 326، 3/ 371، وشرح شواهد المغني

ص: 418

وكقول الآخر:

وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ

.................

(1)

والمبرد والكوفيون: علَى أن الجر بنفس (الواو)؛ حملًا على واو القسم.

قيل: وكذا (الفاء) و (بل) في ما تقدم.

2/ 574، 782، وشرح عمدة الحافظ ص 272، والمقاصد النحوية 3/ 338، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 75.

اللغة: السدول: الستر. ليبتلي: ليمتحن ويختبر.

المعنى: يقول: رب ليل يحاكي موج البحر قد أرخى ستور ظلامه علي ليختبر شجاعتي وصبري على نوائب الدهر وأحزانه.

الإعراب: وليل: الواو: واو رب، رب: حرف جر شبيه بالزائد، ليل: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. كموج: جاو ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لليل، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور. أرخى: فعل ماضٍ، والفاعل: هو. سدوله: مفعول به منصوب، وهو مضاف،

والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بأرخى. بأنواع: جار ومجرور متعلقان بأرخى، وهو مضاف. الهموم: مضاف إليه مجرور. ليبتلي: اللام: للتعليل، يبتلي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وسكن للضرورة الشعرية، والفاعل: هو. والمصدر المؤول من أن يبتلي: في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بأرخى.

وجملة (ليل كموج البحر): الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (أرخى سدوله): الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.

الشاهد: قوله: (وليل)، حيث حذفت منه رب، وبقي عملها بعد الواو.

(1)

التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص 104، والأشباه والنظائر 2/ 35، والأغاني 10/ 158، وجمهرة اللغة ص 408، 614، 941، وخزانة الأدب 10/ 25، والخصائص 2/ 228، والدرر 4/ 195، وشرح أبيات سيبويه 2/ 353، وشرح شواهد الإيضاح ص 223، وشرح شواهد المغني 2/ 764، 782، والمقاصد النحوية 1/ 38.

اللغة: القاتم. المغبر. الخاوي: الخالي. المخترق: مهب الريح. الأعماق: أطراف المفاوز.

المعنى: يقول إنه اجتاز مفازات خالية ومضلة، يريد أن يقول إنه شجاع.

الإعراب: وقاتم: الواو: واو رب، رب: حرف جر، قاتم: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. الأعماق: مضاف إليه مجرور بالكسرة. خاوي: نعت قاتم مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف. المخترق: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف، وخبر المبتدأ: جملة فعلية في بيت لاحق.

الشاهد: قوله: (وقاتم) حيث جر بربَّ محذوفةً بعد الواو، وذلك كثير.

ص: 419

والمعتمد: إن الجر بـ (رب) محذوفة.

وحذفت (رب) فجرت من غير أَن يسبقها شيء؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

أَي: (ربّ رسمِ دار) وهو شاذ.

واللَّه الموفق

ص:

384 -

وَقَدْ يُجَرُّ بِسِوَى رُبَّ لَدَى

حَذْفٍ وَبَعْضُهُ يُرَى مُطَّرِدَا

(1)

ش:

قَدْ يحذف من حرف الجر غير (رب)، ويبقى عمله، وهو ضربان: سماعي، وقياسي.

* فالأول؛ كقولِ بعضهم: (خيرٍ والحمد لله)، بعد أَن قيل:(كيف أصبحت؟)،

يريد: (أصبحت علَى خير والحمد لله).

وقول الشّاعر:

إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ قَبِيلَةٍ

أَشَارَتْ كُلَيبٍ بِالأَكُفِّ الأَصَابِعُ

(2)

(1)

وقد: حرف تقليل. يجر: فعل ماض مبني للمجهول. بسوى: جار ومجرور واقع موقع نائب الفاعل ليجر، وسوى مضاف ورب: قصد لفظه: مضاف إليه. لدى: ظرف بمعنى عند متعلق بيجر، ولدى مضاف وحذف: مضاف إليه. وبعضه: بعض مبتدأ، والهاء مضاف إليه. يرى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، وهو المفعول الأول. مطردًا: مفعول ثان ليرى، والجملة من الفعل المبني للمجهول ونائب فاعله ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ.

(2)

التخريج: قائله الفرزدق همام بن غالب من قصيدة من الطويل، يهجو فيها جرير بن عطية الخطفي. وهو من شواهد: التصريح: 1/ 312، والأشموني: 398/ 1/ 196، وابن عقيل: 221/ 3/ 39، والهمع: 2/ 26، 2/ 81، والدور: 2/ 37، 2/ 106، والخزانة: 3/ 669، 4/ 208، والعيني: 2/ 542، 3/ 354، ومغني اللبيب: 1/ 109815/ 843 وشرح السيوطي: 3، وديوان الفرزدق:520.

الشرح: أشارت ويروى: أشرَّت، يريد أشارت إليها بأنها شر الناس، كُليب بضم الكاف وفتح اللام: هو كليب بن يربوع، أبو قبيلة جرير، والباء في قوله: بالأكف بمعنى: مع، أي: مع الأكف الأصابع.

المعنى: إن قبيلة كليب لا قيمة لها ولا خير فيها، فإذا سأل سائل عن أقبح القبائل وأحقرها؟ أجابه

ص: 420

التّقدير: أشارت إِلَى كليب، كما سبق فِي تعدي الفعل ولزومه.

وروى ابن حبيب: (كليبٌ)؛ أَي: هذه كليب.

وكقولِ الآخر:

وَما زُرْتُ لَيْلى أَنْ تَكونَ حَبيبَةً

إليَّ وَلا دَيْنٍ بِها أَنا طالِبُهْ (1)

المسؤول بأصابعه مع أكفه مشيرًا إليها، وتحاشى النطق بكلمة كليب لقبحها.

الإعراب: إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمّن معنى الشرط، قيل: فعل ماضٍ مبني للمجهول، أي: اسم استفهام مبتدأ، الناس: مضاف إليه، شرُّ: أفعل تفضيل حذفت همزته تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وهو خبر المبتدأ، قبيلة: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره نائب فاعل قيل، أشارت: فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، كليبٍ: مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: إلى كليب والجار والمجرور متعلق بأشارت، بالأكف: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الأصابع تقدم عليه، الأصابع: فاعل أشارت مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد: (كليب) بالجر، حيث حذف حرف الجر وهو (إلى) المقدر وأبقي عمله.

وأصل الكلام: أشارت الأصابع مع الأكف إلى كليب، وهو شاذ.

ويروى: كليب بالرفع على أنه خبر لمحذوف، أي: هي كليب، فيكون قد جمع بين الإشارة والعبارة، ولا شاهد فيه.

(1)

التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 84، وتخليص الشواهد ص 511، والدرر 5/ 183، وسمط اللآلي ص 572، وشرح أبيات سيبويه 2/ 103، وشرح شواهد المغني ص 885، والكتاب 3/ 29، ولسان العرب 1/ 336 حنطب، والمقاصد النحوية 2/ 556، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص 526، وهمع الهوامع 2/ 81.

المعنى: أنا لم أزر ليلى لأنها حبيبتي، ولا لأن لي دينا عليها أطالبها به.

الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. زرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. ليلى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. أن: حرف مصدري ونصب. تكون: فعل مضارع منصوب بالفتحة، واسمها: ضمير مستتر تقديره هي. حبيبة: خبر تكون منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل زرت. إلي: جار ومجرور متعلقان بحبيبة. ولا: الواو: للعطف، لا: حرف نفي. دينٍ: اسم معطوف على توهم دخول اللام الجار على أن السابقة، أو هو اسم مجرور بحرف جر مضمر. بها: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لدين. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. طالبه: خبر مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة (ما زرت): بحسب ما قبلها. وجملة (تكون حبيبة): صلة الموصول الحرفي لا محل لها.

ص: 421

بجر (دينٍ) بـ (لام) محذوفة؛ أَي: و (لَا لدين).

وقيل: معطوف علَى محل (أَن)، وسبق فِي تعدي الفعل ولزومه.

* والثّاني

(1)

فِي القسم: (باللَّه لأفعلن).

والكثير أَن يعوض عن المحذوف (ها) أو (أا).

فإِذا قلت: (ها اللَّه) أَو (أ ا اللَّه لا أفعلن) كَانَ الجر بالحرفِ المحذوف.

ومن النّحويين: من يجعل الجر بالحرفِ المجعول عوضًا.

والمشهور: خلافه.

ورُبَّما جاء الجر بالمحذوف من غير تعويض؛ كقولك: (اللَّهِ لأفعلن)، وهو جائز عند الكوفيين، ذكر ذلك ابن الأنباري.

ويعضدهم: أنه قُرِئ خارج السّبعة: (ولا نكتم شهادةً اللَّهِ إنا إذًا لمن الآثمين) بتنوين شهادة، وجر الاسم الكريم قسمًا.

وعن الكوفيين أيضًا: إجازة ذلك مع غيم اسم الله؛ نحو: (أبيك لأفعلن)، وهو ضعيف هنا، بخلافه مع اسم اللَّه؛ لكثرة استعماله.

ويجوز أَن ينصب الاسم الكريم إِذا حذف حرف الجر؛ كقولِ الشَّاعرِ:

إنَّ عَلَيَّ اللهَ أَنْ تُبَايِعَا

...............

(2)

وجملة (أنا طالبه): في محل جر صفة.

الشاهد: قوله: (ولا دين) حيث جر دين ولم تسبق بحرف جر أو مضاف، فقدر حرف جر مضمرًا، أو عطفها على توهم استخدام اللام الجارة في المصدر المنسبك من أن وما بعدها.

(1)

أي القياسي مما يحذف من حروف الجر ويبقى عمله.

(2)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: تؤخذ كرهًا أو تجيء طائعا

وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 203، 204، وشرح أبيات سيبويه 1/ 402، وشرح التصريح 1/ 161، وشرح عمدة الحافظ ص 591، والكتاب 1/ 156، والمقاصد النحوية 4/ 199، والمقتضب 2/ 63.

اللغة: علي اللَّه: أي عليَّ واللَّه، فحذف واو القسم ونصب لفظ الجلالة (اللَّه) على نزع الخافض. تبايع: من البيعة.

المعنى: أقسم باللَّه إن لم تأت طائعًا للمبايعة .. لتحضرن مرغمًا.

الإعراب: إنّ: حرف مشبه بالفعل. علي: جار ومجرور في محل رفع خبر إن. الله: لفظ الجلالة،

ص: 422

أَي: (إنَّ عليّ واللَّهِ مبايعتُك).

ويطَّرد أيضًا الجر بالمحذوف فِي نحو: (بكم درهمٍ اشتريت اللّحم؟)؛ أَي: (بكم من درهم اشتريت اللّحم)، فالجر بـ (مِن) مضمرة.

خلافًا للفراء فِي قوله: إن الجر بـ (كم) نفسها.

والزّجاج: بالإِضافة، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالَى فِي موضعه.

ويجوز الجر بالمحذوف بعد الاستفهام أَو هلَّا عند سعيد الأخفش؛ كقولك لمن قال: (مررت بزيد): (أزيدٍ الكريم) بالجر؛ التّقدير: (أمررت بزيد الكريم)؛ وكقولك: (هلا دينارٍ)، لمن قال:(أتيتَ بدرهم)؛ التّقدير: (هلا أتيت بدينار؟).

وحكَى يونس: (مررت برجل صالحٍ إلَّا صالحٍ فطالحٍ)، فـ (صالحٍ) بالجر؛ والتّقدير:(مررت برجلٍ صالحٍ إن لا مروتَ بصالحٍ .. فقد مررت بطالح).

وقد فصل بَينَ حرف الجر والمجرور فِي القسم.

حكَى الكسائي: (اشتريت بواللَّه درهمٍ)؛ أَي: (بدرهم واللَّه).

وجاء الفصل فِي الضّرووة بالظّرف وغيره؛ كقولِ الشَّاعرِ:

إِنَّ عَمرًا لَا خَيرَ في اليَومِ عَمْرٍو

..............

(1)

= اسم منصوب على نزع الخافض. أن: حرف نصب ومصدرية. تبايعا: فعل مضارع منصوب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب اسم إن. تؤخذ: فعل مضارع للمجهول، منصوب لأنه بدل من تبايع، ونائب فاعله: ضمير مستتر تقديره: أنت. كرها: مفعول مطلق لفعل محذوف، أو نعت لمفعول مطلق محذوف. أو: حرف عطف. تجيء: فعل مضارع منصوب، لأنه معطوف على تؤخذ، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. طائعا: حال منصوب.

وجملة (إن علي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تبايع): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (تؤخذ): بدل من تبايع. وجملة (تجيء): معطوفة على سابقتها.

الشاهد: قوله: (اللَّهَ) حيث نصب اسم الجلالة بعد أن حذف حرف الجر.

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: إن عَمرًا مُكثر الأحزان وهو بلا نسبة في الدرر 4/ 201، وهمع الهوامع 2/ 37.

المعنى: يقول: إن هذا الرجل بعيد كل البعد عن الخير، وليس هذا فحسب، بل إنه مسبب لكثير من الأحزان.

ص: 423

ففصل بـ (اليوم) بَينَ (فِي) و (عمرو)؛ والأصل: (لا خير فِي عمرو اليوم).

وقول الفرزدق:

...................

وَأَقطَعُ بِالخَرقِ الهَبُوعِ المَرَاجِمِ

(1)

يريد (وأقطع الخرق بالهبوع): البعيرُ المادُّ عنقه فِي السّير، و (المراجم): يخبط الأرض بقوائمه.

وقول الآخر:

...................

وَلَيسَ إِلَى مِنهَا النُّزُولِ سَبِيلُ

(2)

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم إن منصوب. لا: نافية للجنس. خير: اسم لا مبني في محل نصب. في: حرف جر. اليوم: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر لا. عمرو: اسم مجرور بفي، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا. إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم إن منصوب مكثر: خبر إن مرفوع، وهو مضاف. الأحزان: مضاف إليه مجرور.

وجملة (إن عمرًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا خير في عمرو): في محل رفع خبر إن. وجملة (إن عمرًا مكثر الأحزان): استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: (في اليوم عمرو) حيث فصل بالظرف (اليوم) بين حرف الجر (في) والاسم المجرور (عمرو)، وأصله:(لا خير في عمرو اليوم)، وهذا غير جائز إلا في الشعر.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وإني لأطوي الكشح من دون من طوى

ونسبه المصنف وابن مالك في الكافية 2/ 832 للفرزدق ولم أعثر عليه في ديوانه. وهو في ارتشاف الضَّرَب 4/ 1762، وشرح التسهيل 3/ 194 غير منسوب لقائل.

اللغة: الخرق: القفر، أو الأرض الواسعة تخرقها الرياح. الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع: الخلف. وطوى كشحه على الأمر: أضمره وستره.

الشاهد: قوله: (بالخرق الهبوع)؛ حيث فصل بين الجار والمجرور، وهذا غير جائز إلا في الضرورة.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: مخلفة لا يُستطاع ارتقاؤها

وهو بلا نسبة في الخصائص 2/ 395، 3/ 107، ووصف المباني ص 255، والمقرب 1/ 197.

الإعراب: مخلفة: خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره: هي. لا: حرف نفي. يستطاع: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة. ارتقاؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وليس: الواو: حرف استئناف، وليس: فعل ماضٍ ناقص. إلى: حرف جر. منها: جار ومجرور متعلقان بالنزول. النزول: اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ليس. سبيل: اسم ليس مرفوع.

ص: 424