المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وبعض النّحويين: منع كون الثّاني مبتدأ، واقتصر علَى البدل أَو - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: وبعض النّحويين: منع كون الثّاني مبتدأ، واقتصر علَى البدل أَو

وبعض النّحويين: منع كون الثّاني مبتدأ، واقتصر علَى البدل أَو الفاعل.

ونائب الفاعل: كالفاعل فيما تقدم؛ كـ (ضُرِب العبدان)، و (أُكرِم الزّيدون).

ومنه: (ألفيتا عيناك) كما فِي الشّاهد المتقدم.

ومنع محمد بن هشام الخضراوي تلميذ عَلِيّ بن خروف: لحاق هذه الأحرف مع العطف، فَلَا يجيز:(قاما زيد وعمرو)، ولهذا نوقش أبو البقاء حيث جَعلَ من ذلك قولَه تعالَى:{إِمَّا يبلغان عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا} فِي قراءة بعضهم.

وأما نحو: (أقائمٌ زيدٌ). . فسبق فِي الابتداء.

‌فائدة:

حكَى أحمد بن الخباز خمسة عشر قولًا فِي قوله تعالَى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} .

1.

أَن (الذّين) بدل من (النّاس).

2.

أَو من الضّمير فِي (حسابهم).

3.

أَو من (هم).

4.

أَو من (معرضون).

5.

أَو من الضّمير فيه.

6.

أَو من الضّمير فِي (يأتيهم).

7.

أَو من الضّمير فِي (استمعوه).

8.

أَو من (هم).

9.

أَو من الواو فِي (يلعبون).

10.

أَو من الهاء والميم فِي (قلوبهم).

11.

أَو من الواو فِي (أسروا).

12.

أَو مبتدأ خبره (أسروا).

13.

أو خبرٌ لمحذوف.

14.

أَو فاعل بـ (النّجوَى).

15.

أَو فاعل (أسروا).

واللَّه الموفق

ص: 65

ص:

229 -

وَيَرْفَعُ الفَاعِلَ فِعْلٌ أضمِرَا

كَمِثْلِ زَيْدٌ فِي جَوَابِ مَنْ قَرَا

(1)

ش:

يجوز أَن يحذف الفعل لدليل ويبقَى فاعله؛ كَأنَ يقال: (من قرأ؟)، فتقول:(زيدٌ)؛ أَي: (قرأ زيد).

والأحسن كون (زيد): مبتدأ حذف خبره؛ أَي: (زيد قرأ)؛ لأنَّ السّؤال جملة اسمية، فيطابق السّؤال الجواب.

وذكر بعضهم: أَن العرب تقصد فِي مثل هذه الصّورة: أَن يكونَ (زيدٌ) فاعلًا؛ لأنَّ الجملة الاسمية متَى كَانَ فيها فعل. . فحقه فِي الجواب أَن يتقدم، ويدل علَى ذلك: ظهور الفعل فِي مواضع؛ كقولِهِ تعالَى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} ، {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} ، {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .

ويحذف الفعل جوازًا للقرينة كما سبق فِي مواضع:

منها: أَن يجاب به استفهام أَو نفي.

وكذا: المدلول عليه بفعل قبله.

فالأول: قوله عز وجل: (يسبَّح لهُ فيها بالغدو والآصال رجالٌ) بفتح الباء الموحدة فِي قراءة ابن عامر وشعبة بن عاصم؛ فـ (رجال): مرفوع لـ (يسبِّح) بكسر الباء محذوفًا، دل عليه المذكور.

ونحو قولِ الشّاعرِ:

لِيُبْكَ يَزيدُ ضارعٌ لخُصومةٍ

. . . . . . . . . .

(2)

(1)

ويرفع: فعل مضارع. الفاعلَ: مفعول به ليرفع. فعلٌ: فاعل يرفع. أضمرا: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى فعل، والجملة من أضمر ونائب فاعله في محل رفع صفة لفعل. كمثل: الكاف زائدة، مثل: خبر لمبتدأ محذوف. زيد: فاعل بفعل محذوف، والتقدير: قرأ زيد. في جواب: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من زيد. من: اسم استفهام مبتدأ. قرا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مَن الاستفهامية الواقعة مبتدأ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

(2)

التخريج: البيت من الطويل وهو في: الكتاب (1/ 288)، وشرح أبياته للسيرافي (1/ 110)،

ص: 66

فاللّام فِي (لِيبْكَ): لام الأمر، و (يزيدُ) نائب الفاعل، و (ضارعٌ) مرفوع لمحذوف، وكأنه لما قيل:(لبيك يزيد). . قيل لهُ: (من يبكيه؟)، فقال:(يبكيه ضارعٌ لخصومة).

والثّاني: كقولك: (بلى زيد) لمن قال: (ما قام أحد)، التّقدير:(بلى قام زيد).

والثّالث: قول الآخر:

غَدَاةَ أحَلَّتْ لابنِ أَصْرَمَ طَعْنَةٌ

حُصَيْنٍ عَبِيطَاتِ السَّدَائِفِ والخَمْرُ

(1)

برفع (الخمرُ)؛ أَي: (وحلت لهُ الخمر)، دل عليه:(أحلت) المذكور فِي البيت، فيجتمع هذا الشّاهد مع ما قبله فِي الحذف للقرينة، ويفترق فِي أنه لم يجب به استفهام ولَا نفي.

= والمقتضب (3/ 282)، والمحتسب (1/ 230)، والخصائص (2/ 353)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص 85)، وأوضح المسالك (1/ 132)، والتذييل (2/ 1163)، والشعر والشعراء (ص 47)، والخزانة (1/ 147)، والتصريح (1/ 274)، والهمع (1/ 160)، والدرر (1/ 142)، والأشموني (2/ 49)، والعيني (2/ 454)، وابن يعيش (1/ 80)، والإيضاح للفارسي (ص 74)، والبحر المحيط (4/ 117).

الشاهد: قوله: (لبيك يزيد ضارع)؛ حيث حذف الفعل للقرينة ورفع به بعد حذفه، والتقدير:(يبكيه ضارع).

(1)

التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 254، وسمط اللآلي ص 367، وشرح التصريح 1/ 274، والمقاصد النحوية 2/ 456، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 187.

اللغة: حصين بن أصرم: اسم رجل أقسم ألا يأكل لحمًا، وألّا يشرب خمرًا حتى يقتل ابن الجون الكندي. العبيطات: جمع العبيطة، وهي الذبيحة التي تنحر من غير علّة. السدائف: جمع السديفة، وهي السمينة.

المعنى: يقول: إنّه طعنه طعنة قاتلة أحلّت له أكل اللحوم وشرب الخمر.

الإعراب: غداة: ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل متقدّم. أحلّت: فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. لابن: جار ومجرور متعلّقان بأحلّت، وهو مضاف. أصرم: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. طعنة: فاعل أحلّ. حصين: بدل من ابن أصرم أو عطف بيان. عبيطات: مفعول به لأحلّ وهو مضاف. السدائف: مضاف إليه مجرور. الخمرُ: الواو حرف عطف، والخمر: فاعل لفعل محذوف تقديره: حلّت له الخمر.

وجملة: (أحلت): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (حلت الخمر) المحذوفة: معطوفة على السابقة.

والشاهد: بيَّنه الشارح.

ص: 67

والعبيطات: الطريُّ من اللّحم. والسّديف: سقف السّنام.

وقيل: لا يقاس علَى نحو: (ضارعٌ لخصومة).

وقيل: إنه ممَّا أضمر فيه المبتدأ، والتّقدير:(الباكي ضارع)، و (المسبِّح رجالٌ).

ويجب الحذف إذا فسر بفعل مذكور بعد الفاعل؛ كقولِهِ تعالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} ، وقوله تعالى:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، التقدير واللَّه أعلم بمراده:(وإن استجارك أحد استجارك)، و (إذا انشقت السّماء انشقت).

خلافًا لمن يجيز وقوع المبتدأ بعد أداة الشّرط.

واللَّه الموفق

ص:

230 -

وَتَاءُ تَأْنِيْثٍ تَلِي الْمَاضِي إِذَا

كَانَ لأُنْثَى كَأَبَتْ هِنْدُ الأَذَى

(1)

231 -

وَإِنَّمَا تَلْزَمُ فِعْلَ مُضْمَرِ

مُتَّصِلٍ أَوْ مُفْهِمٍ ذَاتَ حِرِ

(2)

ش:

إِذا أسند الفعل الماضي إِلَى مؤنث. . لحقته التاء لتدل علَى تأنيث الفاعلة؛ كـ (قامت هند)، و (طلعت الشّمس)، وقوله:(أَبَت هِندُ الأَذَى).

• وتلزم الفعل لمؤنث حقيقي؛ كـ (هند قامت)، و (النّعجة خرجت).

(1)

وتاء: مبتدأ، وتاء: مضاف. وتأنيث: مضاف إليه. تلي: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود إلى تاء تأنيث، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. الماضي: مفعول به لتلي. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. كان: فعل ماض، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الماضي، وخبره محذوف. لأنثى: جار ومجرور متعلق بخبر كان المحذوف، أي إذا كان مسندًا لأنثى. كأبت هند الأذى: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف: أي وذلك كائن كقولك، وما بعد الكاف فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل نصب بذلك المقول المحذوف.

(2)

وإنما: حرف دال على الحصر. تلزم: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، يعود على تاء التأنيث. فعلَ: مفعول به لتلزم، وفعل مضاف. ومضمر: مضاف إليه. متصل: نعت لمضمر. أو لمفهم: معطوف على مضمر، وفاعل مفهم ضمير مستتر فيه، لأنه اسم فاعل. ذات: مفعول به لمفهم، وذات مضاف. وحد: مضاف إليه.

ص: 68

• أو مجازي؛ كـ (الشمس طلعت)، و (السّماء أمطرت).

• فَلَا يجوز: (هند قام)، ولَا (الشّمس طلع)؛ إِذ يوهم أَن فاعل الفعل يأتي بعد ذلك؛ أَي:(الشّمس طلع ضوؤها)، و (هند قام أبوها).

ولَا فرق بَينَ الفعل والصّفة؛ نحو: (هند قائمة)، و (الشّمس طالعة).

• ولَا يجوز: (هند قائم)، ولَا (الشّمس طالع).

وأما قوله تعالَى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} . . فقيل: (السّماء): تذكر وتؤنث، أَو هو علَى النّسب؛ أَي:(ذات انفطار).

• فإن أختص الوصف بالنّساء؛ كـ (حائض). . فلا تاء.

• وكذا: إن رفع الفعلُ ضميرًا منفصلا؛ كـ (هند ما قام إِلَّا هي).

وتلزم أيضًا: إن كَانَ الفاعل ظاهرًا حقيقي التّأنيث؛ كـ (قامت هند)، و (خرجت نعجة).

وفي القرآن: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} .

وإِليه أشار بقوله: (أو مفهمٍ ذاتَ حِرِ)؛ أَي: فرج.

وأصله: (حرح)؛ بدليل:

قول الشّاعر:

إِنَّي أَقُودُ جَملًا مِمْرَاحَا

ذا قُبَّةٍ مَملُوءَةٍ أَحْرَاحَا

(1)

والحاصل:

• أن (التاء) تلزم الفعل مع المؤنث إِذا رفع ضميرًا متصلًا؛ كـ (هند خرجت)، وكذا الصّفة؛ كـ (الشمس طالعة).

• وتمتنع إن كان الضّمير منفصلًا؛ كـ (هند ما قام إِلَّا هي)، كـ (هند ما قائم إِلَّا هي) أيضًا.

(1)

التخريج: الرجز للفرزدق في الحيوان 2/ 280؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 182؛ ولسان العرب 2/ 432 (حرح)؛ والممتع في التصريف 2/ 627؛ وتاج العروس 6/ 356 (حرح)؛ والمخصص 2/ 37.

والشاهد: قوله: (أحراحا)؛ حيث جاء جمعًا لـ (حرح).

ص: 69

• وتلزم إِذا رفع الفعل ظاهرًا حقيقيَّ التّأنيث؛ كـ (قامت هند).

وقيل: يختص بذات العقل؛ فيجوز: (قام النّاقة)، و (قامت النّاقة) نقله فِي "المصباح" وَلَم يشتهر.

• وأما الظّاهر المجازي التّأنيث فيجوز فيه الوجهان؛ كـ (طلعت الشّمس)، و (طلع الشّمس). والتّذكير والتّأنيث إِنما هو مع الفعل والصّفة، فَلَا يقال:(هذا الشّمس)، ولَا (هو الشمس)، إِلَّا بتأويل الكوكب ونحوه؛ كما فِي قوله تعالَى:{فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ} والمشار إِليه: (اليد والعصا).

وقولِ الشّاعرِ:

. . . . . . . . .

سائِل بني أَسَدٍ مَا هَذِهِ الصَّوْتُ

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: يأيها الراكب المزجي مطيته

وهو لرويشد بن كثير الطائي في الدرر 6/ 239، وسرّ صناعة الإعراب ص 11، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 166، ولسان العرب 2/ 57 (صوت)، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 103، 5/ 237، والخصائص 2/ 416، وتخليص الشواهد ص 148، وخزانة الأدب 4/ 221، وهمع الهوامع 2/ 157.

اللغة: المُزجي: اسم الفاعل من أزجى يزجي، ومعناه: السائق. المَطِيَّة: كل ما يركبه الإنسان.

المعنى: يا حادي هذه الإبل سلهم ما هذه الأصوات الصادرة هناك (أهي أصوات حربٍ وشجار، أم أصوات فرح وغناء؟).

الإعراب: يا أيها: يا: حرف نداء، أي: منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محلّ نصب على النداء، وها: للتنبيه. الراكب: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها: الضمة الظاهرة. المزُجي: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة علي الياء. مطيته: مفعول به لاسم الفاعل المزجي منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محلّ جر بالإضافة. سائل: فعل أمر مبني على السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت. بني: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة. أسدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محلّ رفع خبر مقدم. هذه: الهاء للتنبيه، وذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ مؤخر. الصوت: بدل من اسم الإشارة مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

الشاهد: قوله: (هذه الصوت)؛ حيثما أنث (الصوت) فأشار إليه باسم الإشارة (هذه)، الذي يستعمل للمؤنث.

ص: 70

وسيأتي فِي الإِضافة.

واللَّه الموفق

ص:

232 -

وَقَدْ يُبِيْحُ الْفَصْلُ تَرْكَ التَّاءِ فِي

نَحْوِ أَتَى القَاضِيَ بِنْتُ الوَاقِفِ

(1)

ش:

إِذا فصل بَينَ الفعل وفاعله المؤنث الحقيقي. . جاز إثبات التّاء وعدمها؛ نحو: (جاء اليوم امرأة)، و (أتى القاضي بنت الواقف)، وقولِهِ:

لقد وَلَدَ الأُخَيطِلَ أُمُّ سَوْءٍ

. . . . . . . . .

(2)

والأجود: إثباتها.

(1)

قد: حرف تقليل. يبيع: فعل مضارع. الفصل: فاعل يبيح. ترك: مفعول به ليبيح، وترك مضاف. والتاء: مضاف إليه. في نحو: جار ومجرور متعلق بيبيح. أتى: فعل ماض. القاضي: مفعول به مقدم علي الفاعل. بنتُ فاعل أتى مؤخر عن المفعول، وبنت مضاف. الواقف: مضاف إليه، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة نحو إليها.

(2)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: عَلَى بَابِ اسْتِهَا صُلُبٌ وشَامُ

وهو لجرير في هجاء الأخطل التغلبي النصراني.

وهو من شواهد: التصريح: 1/ 279، والأشموني: 364/ 1/ 173، والمقتضب: 2/ 148، 3/ 349 والخصائص: 2/ 414، وأمالي ابن الشجري: 2/ 55، والإنصاف: 1/ 175، وشرح المفصل: 5/ 92، والعيني: 2/ 468، وديوان جرير:515.

اللغة: الأخيطل: تصغير الأخطل الشاعر، واسمه: غياث بن غوث. استها: دبرها. صلب: جمع صليب وهو للنصارى. شام: جمع شامة، وهو الخال والعلامة.

المعنى: إلى من وَلَدَ الأخطلَ امرأة سيئة، لم تتحصن بالعفة؛ فهو سليل الفجور.

الإعراب: لقد: اللام موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. ولد: فعل ماضٍ. الأخيطل: مفعول به تقدم على الفاعل. أم: فاعل مرفوع. سوء: مضاف إليه على باب: متعلق بخبر مقدم محذوف.

أستها: مضاف إليه، وها: مضاف إليه. صلب: مبتدأ مؤخر. شام: معطوف عليه مرفوع.

الشاهد: (ولد الأخيطل أم)؛ حيث تجرد فعل (ولد) من علامة التأنيث، على الرغم من أن فاعله مؤنث حقيقي التأنيث؛ لأنه فصل بينهما بالمفعول به المتقدم علي الفاعل (أمُّ)، وحكم هذا التجرد الجواز؛ لأنه لما فصل بين الفعل وفاعله، بَعُدَ الفعل بالفصل عن فاعله، وضعفت عنايته به؛ غير أن الاقتران في هذه الحالة أفضل من التجرد.

ص: 71

ويشترط: أَن يكون الفاصل غير (إِلَّا).

فإِن كَانَ الفاصل (إِلَّا). . فقد أشار إِليه بقوله:

ص:

223 -

وَالْحَذْفُ مَعْ فَصْلٍ بِإِلَّا فُضِّلَا

كَمَا زَكَا إِلَّا فَتَاةُ ابْنِ الْعَلَا

(1)

ش:

أَي: يُختار الحذفُ مع الفصل بـ (إلا)؛ نحو: (ما جاء إِلَّا هند).

ومقتضاه: أنه يجوز (ما قامت إِلَّا هند)، وهو للكوفيين.

وبعضهم: قوله تعالَى: (إن كانت إِلَّا صيِحةٌ واحدة) بالرّفع فِي قراءة أبي جعفر.

وعن الأخفش: أَن إثباتها خاص بالنظم؛ كقوله:

. . . . . . . . .

فَما بَقِيَت إِلا الضلوع الجَراشِعُ

(2)

(1)

والحذف: مبتدأ. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في فُضِّلا الآتي، ومع مضاف. وفصل: مضاف إليه. بإلا: جار ومجرور متعلق بفصل. فضلا: فضل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الحذف، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. كما: الكاف جارة لقول محذوف، وما: نافية. زكا: فعل ماض. إلا: أداة استثناء ملغاة. فتاة: فاعل زكا، وفتاة مضاف. وابن مضاف إليه، وابن مضاف. والعلا: مضاف إليه.

(2)

التخريج: عجز بيت وصدره: طَوَى النّحزُ والَأجْرَازُ مَا فِي غروضِهَا

البيت لذي الرمة في ديوانه ص 1296، وتخليص الشواهد ص 482، وتذكرة النحاة ص 113، وشرح المفصل 2/ 87، والمحتسب 2/ 207، والمقاصد النحوية 2/ 477.

اللغة: النحز: الضرب والسوق الشديد. الأجراز: جمع الجرز، وهي الأوض القاحلة. الغروض: جمع الغرض، وهو الحبل، أو حزام السرج. الجراشع: جمع الجرشع، وهو المنتفخ الجنبين.

المعنى: يصف الشاعر ناقته التي أصيبت بالهزال من شدة الضرب والسير بها في أرض قاحلة لا نبات فيها.

الإعراب: طوى: فعل ماض. النحز: فاعل مرفوع. والأجراز: الواو حرف عطف، الأجراز: معطوف علي النحز مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. في غروضها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة: وما: الواو حرف عطف، ما: حرف نفي. بقيت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. إلا: أداة حصر. الضلوع: فاعل مرفوع. الجراشع: نعت الضلوع مرفوع بالضمة.

وجملة: (طوى): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما بقيت): معطوفة على سابقتها.

ص: 72

قالوا: وإِنما تحذف؛ لأنَّ الفعل فِي التّقدير مسند إِلَى مذكر؛ فنحو (ما قام إِلَّا هند) تقديرُهُ: (ما قام أحد إلا هند).

واللَّه الموفق

ص:

234 -

وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلَا فَصْلٍ وَمَعْ

ضَمِيْرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ

(1)

ش:

يعني أَن حذف التّاء المؤنث الحقيقي قَدْ يأتي بدون فصل؛ كقولِ بعضهم: (قال فلانة) حكاه سيبويه، وأجازه بعضهم.

قال المازني: التّذكير أصل، فَلَا يبعد العود إِليه، والمشهور: أنه لا يقاس عليه.

وقوله: (ومِع ضَمِيِر ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ): يشير به إِلَى أَن التّاء حذفت من فعل وفع ضميرًا متصلًا عائدًا علَى مؤنث مجازي؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

. . . . . . . . .

ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها

(2)

الشاهد: قوله: (بقيت إلا الضلوع)؛ حيث دخلت تاء التأنيث على الفعل بقي لأن فاعله مؤنث، مع كونه قد فصل بينه وبين فاعله بفاصل هو إلا. وهذا لا يجوز عند الجمهور إلا في الشعر.

(1)

والحذف: مبتدأ. وجملة قد يأتي: وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ. بلا فصل: جار ومجرور متعلق بيأتي. ومع: الواو عاطفة أو للاستئناف، مع: ظرف متعلق بوقع الآتي، ومع: مضاف. وضمير: مضاف إليه، وضمير: مضاف. وذي: بمعنى صاحب: مضاف إليه، وذي: مضاف، والمجاز: مضاف إليه. في شعر: جار ومجرور متعلق بوقع الآتي. وقع: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الحذف، وتقدير البيت: وحذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى مؤنث قد يجيء في كلام العرب من غير فصل بين الفعل وفاعله، وقد وقع ذلك الحذف في الشعر مع كون الفاعل ضميرًا عائدًا إلى مؤنث مجازي التأنيث.

(2)

التخريج: عجز بيت من المتقارب، وصدره: فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَهما

البيت لعامر بن جوين في تخليص الشواهد ص 483، وخزانة الأدب 1/ 45، 49، 50، والدور 6/ 268، وشرح التصريح 1/ 278، وشرح شواهد الإيضاح ص 339، 460، وشرح شواهد المغني 2/ 943، والكتاب 2/ 46، ولسان العرب 7/ 111 أرض، 11/ 60 بقل، والمقاصد النحوية 2/ 464، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 352، وجواهر الأدب ص 113، والخصائص 2/ 411، والرد على النحاة ص 91، ورصف المباني ص 166، وشرح أبيات =

ص: 73

والأصل: (أبقلت)، فحذفت التّاء ضرورة، وهو جائز فِي الشّعر؛ كـ (الأرض أبقل)، و (الشّمس طلع).

وأجازه ابن كيسان فِي النّثر.

وروي: (إبقالُها) بالرّفع علَى أنه فاعل (أبقل). . فَلَا شاهد.

وقيل: لا شاهد علَى النّصب أيضًا، والتّقدير:(ولَا مكان أرض أبقل)، فـ (أبقل) حينئذ: رافع لضمير المكان، لا ضمير الأرض.

واللَّه الموفق

ص:

235 -

وَالتَّاءُ مَعْ جَمْعٍ سِوَى السَّالِمِ مِنْ

مُذكَرٍ كَالتَّاءِ مَعْ إِحْدَى اللَّبِنْ

(1)

= سيبويه 1/ 557، وشرح ابن عقيل ص 244، وشرح المفصل 5/ 94، ولسان العرب 1/ 357 خضب، والمحتسب 2/ 112، ومغني اللبيب 2/ 656، والمقرب 1/ 303، وهمع الهوامع 2/ 171.

شرح المفردات: المزنة: قطعة من السحاب الماطر. ودقت: قطرت. أبقلت: أنبنت البقل، أعشبت.

الإعراب: فلا: الفاء بحسب ما قبلها، لا: حرف نفي تعمل عمل ليس. مزنة: اسم (لا) مرفوع. ودقت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي. ودقها: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: الواو حرف عطف، لا: نافية للجنس. أرض: أسم لا مبني على الفتح. أبقل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي: إبقالَها: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة (لا مزنة ودقت): بحسب ما قبلها. وجملة (ودقت): في محل نصب خبر لا. وجملة (ولا أرض أبقل): معطوفة على السابقة. وجملة (أبقل): في محل رفع خبر لا.

الشاهد: قوله: (ولا أرض أبقل إبقالها)، والقياس:(أبقلت إبقالها)؛ لأن الفعل مسند إلى ضمير عائد على الأرض، وهو مؤنث مجازي، فحذفت التاء للضرورة.

(1)

والتاء: مبتدأ. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال منه، أو من الضمير المستتر في خبره، و (مع): مضاف. وجمع: مضاف إليه. سوى: نعت لجمع، وسوى مضاف. والسالم: مضاف إليه. من مذكر: جار ومجرور متعلق بالسالم. كالتاء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من التاء المجرور بالكاف، ومع: مضاف، وإحدى: مضاف إليه، وإحدى: مضاف. واللبن: مضاف إليه.

ص: 74

ش:

حكم التّاء مع كل جمع -خلا جمع المذكر السّالم- حكمها مع واحدة اللّبن؛ فكما تقول: (سقطت اللّبنة)، و (سقط اللّبنة) تقول:(قام الرّجال)، و (قامت الرّجال)، و (قام البنون)، و (قام البنون)، و (قامت الهنود).

وكذا اسم الجمع؛ كـ (قام النّاس)، و (قامت النّاس)، و (جاء النسوة)، و (جاءت النسوة).

فإِثباتها: لتأوله بالجماعة.

وعدمها: لتأوله بالجمع.

ولَا تثبت مع جمع المذكر السّالم، فتقول:(قام الزّيدون)، و (جاء المسلمون)؛ لأنَّ جمع التّصحيح كمفرده، كما تقول:(قام زيد)، و (جاء مسلم).

وأَجازَ الكوفيون وابن بابشاذ: (قامت الزّيدون)؛ نظرا إِلَى الجماعة.

وحكى الزّمخشري: أَن الجموع كلها مؤنثة، ويلزم منه جواز ذلك.

• وظاهر كلام الشّيخ هنا: أنه يجوز حذف التَّاء مع جمع المؤنث السّالم؛ كـ (قام الهندات).

وهو مذهب الفارسي والكوفيين.

• ومنعه البصريون؛ لسلامة الواحد فيه.

وادعى بعضهم: أَن هذا البيت ممَّا حذف فيه نقيض الشّيء للعلم به، وأن التّقدير:(سواءً السّالم من مذكر ومؤنث)؛ كما فِي قوله تعالَى: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} ؛ أَي: والبرد.

وتثبت التّاء فى نحو: (جاءت امرأتان)، وشذ قوله:

تَمنى ابْنَتايَ أنْ يَعِيشَ أبُوهُمَا

. . . . . . . . . .

(1)

(1)

التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص 213، والأزهية ص 117، والأغاني 15/ 305، وأمالي المرتضى 1/ 171، 2/ 55، وخزانة الأدب 4/ 340، 11/ 68، 69، والدرر 6/ 270، وشرح شواهد المغنى 2/ 902، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 212، ولسان العرب 14/ 54 (أوا).

اللغة: تمنّى. طلب ما كان بعيد الوقوع، أو المستحيل. ربيعة ومضر: ابنا نزار بن معد بن عدنان، =

ص: 75

ودخله القبض

(1)

.

وتقول: (الزّيدون خرجوا)، ويجوز:(تخرج)، أَو (خرجت) بالتّاء، علَى تأويله بالجماعة، قال تعالَى:{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} .

وفي "التّسهيل": يجوز علَى قلة: (الرّجال تقوم بالتّحية)، علَى تأويلهم يفهم الجمع.

وقولك: (الهندات خرجن) و (ضربتهن) أولَى من: (خرجت) و (ضربتها).

• وتقول فِي اسم الجمع: (الرّهط خرجوا)، و (الرَّكب سافروا)، أَو (خرج)، و (سافر).

• وتقول فِي الجمع غير العاقل: (النّجوم طلعت).

ويجوز: (طلعن) بالنّون، والأولى أولى.

ما لم يكن جمع قلة؛ فـ (الأجذاع انكسرن) أولى من: (الأجذاع انكسرت).

ومتَى وجبت التّاء فِي فعلت. . وجبت فِي تفعله؛ فكما تقول: (خرجت هند)، و (هند خرجت)، و (الشمس طلعت) وجوبًا. . تقول أيضًا:(تخرج هند)، و (هند تخرج)، و (الشّمس تطلع) بالتّاء وجوبًا.

وكما تقول: (طلع الشّمس)، و (طلعت الشّمس) بالإِثبات وعدمه. . تقول أيضًا:

= وهما أبوا العرب العدنانيين. والمراد هنا: أنه من الناس ينزل به ما ينزل بهم من المصائب.

المعنى: وما أنا إلَّا من الناس أموت كما يموتون.

الإعراب: تمني: فعل ماض (تمنّت)، أو مضارع (تتمنى) حذفت تاؤه. ابنتاي: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنّى، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جرّ بالإضافة. أن. حرف مصدري وناصب.

يعيش: فعل مضارع منصوب، والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها: في محل نصب مفعول به. أبوهما: فاعل مرفوع بالواو لأنّه من الأسماء الستة، وهو مضاف، هما: ضمير في محل جرّ بالإضافة. وما: الواو: حرف استئناف، ما: حرف نفي. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. إلا: حرف حصر. من ربيعة: جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف للمبتدأ. أو: حرف عطف. مضر: اسم معطوف على ربيعة مجرور، وسكن لضرورة الشعر.

وجملة (تمنّى ابنتاي): لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة. وجملة (أنا من ربيعة): لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أيضًا.

الشاهد: قوله: (تمنى ابنتاي)؛ حيث حذف التاء من الفعل المسند إلى مثنى مؤنث شذوذًا.

(1)

القبض هو: حذف الخامس الساكن من (فعولن) فتصبح (فعول).

ص: 76

(تطلع الشّمس) بالفوقية أَو بالتّحتية.

تنبيه:

تقدم أَن (النّاس) اسم جمع.

قال سيبويه: أصله: (أناس)، و (أل) عوض من الهمزة، والهمزة أصلية؛ لأنه من (الأُنس) ضد الوحشة؛ فوزنه:(فُعَال)، ولَا يجمع بَينَ (الهمزة) و (أل) إِلَّا فِي الشّعر؛ كقولهِ:

إن المنَايا يَطَّلِعْـ

ـنَ على الأُناسِ الآمِنِينَا

(1)

وابن يعيش: أنهما لا يجتمعان أصلًا، وأن هذا الشّاهد لا يعرف قائله.

وقيل: أصله (الأناس)، فسهلت الهمزة الثانية وحذفت ثم أدغم.

وقيل: إنه مقلوب، والأصل:(نسي) بالياء، فقدمت إِلَى موضع العين، فحصل:(نيس)، فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحصل:(ناس).

والكسائي: أَن النّاس لغة مفردة، وهو اسم تام، وألفه مقلوبة عن واو، واستدل بتصغيرهم علَى:(نويس)؛ إِذ لو كَانَ أصله (أناسًا). . لصغر علَى (أنيس)؛ لأنَّ التّصغير يرد الأشياء إِلَى أصولها.

وأجاب أبو علي: بأنه لما كثر فيه (ناس). . صار كأنه اسم تام، وأشبهت ألفه ألف

(1)

التخريج: البيت لذي جدن الحميري في خزانة الأدب 2/ 280، 282، 285، 288، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 312، والجنى الداني ص 200، وجواهر الأدب ص 313، والخصائص 3/ 151، وشرح شواهد الشافعية ص 296.

اللغة: المنايا: جمع منية، وهي الموت. يَطَّلعن: يُشرفن ويقربن.

المعنى: يريد أن الموت يأتي الإنسان المطمئن البال علي حين غرة.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. المنايا: اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر. يَطَّلِعْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النّسوة، والنون: فاعل محله الرفع. على الأناس: جار ومجرور متعلقان بالفعل يطلعن. الآمنينا: صفة لـ (الأناس) مجرورة مثله، وعلامة جرها الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والألف: للإطلاق. وجملة (إِن المنايا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يَطَّلِعْنَ): خبر لـ إِنَّ محلها الرفع.

الشاهد: قوله: (الأناس)؛ حيث جمع في هذه الكلمة بين أل التعريف وهمزة أناس للضرورة الشعرية، وقد جعل بعضهم هذا الجمع جائزًا في النثر، ولكنه قليلٌ.

ص: 77

(ضارب)، فقيل:(نويس)؛ كما قيل: (ضويرب).

واللَّه الموفق

ص:

236 -

وَالْحَذْفَ فيِ نِعْمَ الْفَتَاةُ اسْتَحْسَنُوا

لأَنَّ قَصْدَ الجِنْسِ فِيْهِ بَيِّنُ

(1)

ش:

الأجود: إِثبات التّاء فِي: (نعمت الفتاة)، و (بئست المرأة).

وحذفها. حسنٌ؛ نحو: (نعم الفتاة)؛ لأنَّ الفاعل هنا مراد به الجنس؛ فهو كجمع التّكسير فِي أَن المقصود به متعدد، وكأنه قيل:(نعم جنس الفتاة)، هذا هو المشهور، وسيأتي فِي محله.

تنبيه:

لا يوصف الفعل ولَا الحرف بتأنيث، فـ (التّاء) فِي نحو:(قامت): لتأنيث الفاعل لا لتأنيث الفعل، ولَا لتأنيث الحرف فِي (ثمَّت) و (ربَّت).

قال أبو الفتح: وإذا سمي بشيء من ذلك. . أجري مجرَى (طلحة)؛ للمشابهة فِي اللّفظ، فيمنع للعلميّة والتّأنيث اللّفظي حينئذ فِي:(ضرَبَتْ)، و (ثمت)، و (ربت) أعلامًا.

ويوقف بالهاء كـ (ثُمَّه)، و (رُبَّه).

واللَّه الموفق

(1)

والحذفَ: بالنصب: مفعول مقدم لاستحسنوا. في نعم الفتاة: جار ومجرور بقصد اللفظ متعلق بالحذف أو باستحسنوا. استحسنوا: فعل وفاعل. لأن: اللام حرف جر، أن: حرف توكيد ونصب. قصد: اسم أن، وقصد مضاف. والجنس: مضاف إليه. فيه: جار ومجرور متعلق بقوله: بين الآتي. بيِّنُ: خبر (أنَّ)، و (أنَّ) مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بقوله: استحسنوا، وتقدير الكلام: استحسنوا الحذف في نعم الفتاة لظهور قصد الجنس فيه.

ويجوز: أن يكون الحذفُ بالرفع مبتدأ، وجملة استحسنوا: خبره، والرابط محذوف، والتقدير: الحذف استحسنوه إلخ، وهذا الوجه ضعيف، لاحتياجه إلى التقدير، وسيبويه يأبى مثله.

ص: 78

ص:

237 -

وَالأَصْلُ فِي الفَاعِلِ أَنْ يَتَّصِلَا

وَالأَصْلُ فِي المَفْعُولِ أَنْ يَنْفَصِلَا

(1)

238 -

وَقَدْ يُجَاءُ بِخِلافِ الأَصْلِ

وَقَدْ يَجِي المَفْعُولُ قَبْلَ الْفِعْلِ

(2)

ش:

الفاعل كالجزء من فعله، فالأصل: أَن يليه؛ كـ (قام زيد).

قال تعالَى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} .

والأصل فِي المفعول أَن ينفصل من الفعل؛ كما فِي الآية الكريمة.

ويجوز تقديم المفعول علَى الفاعل؛ كـ (ضرب العبد ربه).

وعلى نفس الفعل؛ كـ (العبد ضرب زيد).

وإِليه أشار بقوله: (وَقَد يَجِى) إِلَى آخره.

ويجب تقديم المفعول علَى الفعل إن اقترن الفعل بالفاء وَلَم يكن لهُ منصوب مقدم سوَى ذلك المفعول؛ نحو: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} ، {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ، هكذا قرره ابن هشام.

وعبارة السّيوطي: أَو ينصبه فعل أمر دخلت عليه الفاء؛ نحو: (زيدًا فاضرب).

وبعضهم: الأصل فيه: (تنبَّه فاضرب زيدًا)، فـ (الفاء): عاطفة، ثم حذف (تنبَّه)، فحصل:(فاضرب زيدًا)، فلما وقعت الفاء صدرًا. . قُدِّم الاسم لإصلاح اللّفظ، فصح أَن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها؛ لأَنَّها واقعة فِي غير موضعها.

والأخفش والفارسي: زائدة فِي نحو: (زيدًا فاضرب).

(1)

والأصل: مبتدأ. في الفاعل: جار ومجرور متعلق بالأصل. أن: مصدرية. يتصلا: فعل مضارع منصوب بأن، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على الفاعل، وأن ومنصوبها في تأويل مصدر مرفوع خبر المبتدأ. والأصل في المفعول أن ينفصلا: مثل الشطر السابق تمامًا، وتقدير الكلام: والأصل في الفاعل اتصاله بالفعل، والأصل في المفعول انفصاله من الفعل بالفاعل.

(2)

وقد: حرف تقليل. يجاء: فعل مضارع مبني للمجهول. بخلاف: جار ومجرور في موضع نائب فاعل ليجاء، وخلاف مضاف. والأصل: مضاف إليه. وقد: حرف تقليل. يجى: فعل مضارع. المفعول: فاعل يجي. قبل: ظرف متعلق بمحذوف حال من المفعول، وقبل مضاف. والفعل: مضاف إليه.

ص: 79

والفراء والكسائي: أَن (زيدًا) منصوب بمحذوف، وبه قالا فِي:{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} ؛ أَي: (بَل اعبد اللَّه فاعبد).

وقيل: إن (أمَّا) مقدرة، والفاء: فاء الجواب؛ أي: (وأما ربك فكبر).

وكذا يجب التّقديم إِذا كَانَ المفعول اسم شرط أَو أستفهام؛ لأنَّ لهما الصّدارة.

أو كَانَ ضميرًا منفصلًا لو لتأخر. . لزم اتصاله، أَو لرد فى الخطأ فِي التّعيين.

فالأول: (أيًّا ضرب. . أضرب).

قال تعالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} .

والثاني: (أيَّهم لقيت)، و (أيّما رجل ضربت)، ومع الإضافة؛ نحو:(غلام من رأيت).

والثّالث: (إِياك نعبد يا اللَّه)؛ فلو أخَّر. . لقيل: (نعبدك).

ولَا يفصل إِلَّا فِي الشّعر؛ كقوله:

. . . . . . . . . . . .

إلَيكَ حَتَّى بَلَغَتَ إيّاكَا

(1)

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: أَتَتْكَ عِيرٌ تَقْطَعُ الأَرَاكَا

وهو من شواهد سيبويه 1/ 383 ونسبه الأعلم إلى حميد الأرقط، ومن شواهد ابن يعيش في شرح المفصل ص 424 وتعرض البغدادي لشرحه أثناء شرح الشاهد 385 من شواهد الكافية، وممن استشهد به: ابن جني في الخصائص 1/ 307 و 2/ 194.

اللغة: تقطع الأراكا: أي تقطع الأرض التي تنبت الأراك، وهو شجر يُستاك به.

والمعنى: جاءتك إبلنا مجهدة فلا تحرمها من عطائك وأنت كريم أيها الممدوح.

الإعراب: أتتك: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير متصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. عنس: فاعل مرفوع بالضمة. تقطع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي. الأراكا: مفعول به منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق: إليك: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الضمير في تقطع. حتى: حرف جر وغاية. بلعت. فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. إياكا: ضمير نصب منفصل في محلّ نصب مفعول به، والألف: للإطلاق.

والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل (بلغت): في محلّ جرّ بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تقطع. وجملة (أتتك): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تقطع): في محل رفع نعت عنس.

الشاهد: وضع الضمير المنفصل مكان المتصل في قوله: (حتَّى بلغت إيّاك)، وهذا خاص بالضرورة الشعرية.

ص: 80

فإن قدم المنفصل وعمل الفعل في ضمير آخر؛ كقوله تعالَى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} . . انتصب المنفصل بفعل بعده؛ أَي (إياي ارهبوا فارهبون).

وقدره ابن عطية: قبل المنفصل؛ أَي: (فارهبوا إياي فارهبون).

قال فِي "النّهر": وهو ذهول عن القاعدة.

والرّابع: (زيدًا ضربت)، لمن اعتقد غيره.

ولَا يلزم الاتصال إِذا تأخر المتعدي إِلَى اثنين؛ كـ (الدرهم أعطيتكه)، أو (أعطيتك إِياه).

وتقديم المفعول يفيد الاختصاص، خلافًا لابن الحاجب وأبي حيان.

واللَّه الموفق

ص:

639 -

وَأَخِّرِ الْمَفْعُولَ إِنْ لَبْسٌ حُذِرٌ

أَوْ أُضْمِرَ الْفَاعِلُ غَيْرَ مُنْحَصِرْ

(1)

ش:

إذا لم يُعلَم الفاعل من المفعول. . أُخِّر المفعول؛ كـ (رأى موسَى عيسَى)، (وزارت سُعدَى سلمَى).

فَلَا يُعلم الفاعل هنا لخفاء الإِعراب، فوجب الأصل؛ ليقوم التّرتيب مقام الإِعراب فِي الدّلالة.

فإن علم. . جاز الوجهان؛ نحو: (أكل الكمثرى موسَى)، و (أخذ العصا يحيى).

وقال أبو البقاء فِي قوله تعالَى: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} : يجوز أَن يكونَ (إحداهما): فاعلًا، وعكسه، ولَا لبس.

(1)

وأخر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. المفعول: مفعول به لأخر. إن: شرطية. لبسٌ: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. حُذِر: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى لبس، والجملة من حذر المذكور ونائب فاعله: لا محل لها تفسيرية. أو: عاطفة. أضمر: فعل ماض مبني للمجهول. الفاعل: نائب فاعل أضمر. غير: حال من قوله: الفاعل، وغير مضاف. ومنحصر: مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.

ص: 81

وخير الزّجاجي فِي: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} ؛ فـ (تلك): اسمها، و (دعواهم): الخبر، أَو عكسه.

وقيل: اسم زال وخبرها. . لا يقضي علَى الفاعل والمفعول.

وأَجازَ ابن الحاج تقديم المفعول فِي: (ضرب موسَى عيسَى)؛ محتجًا بأن العرب لها غرض فِي الإلباس، وأنهم يجيزون تصغير (عمرو) و (عمر)، مع أنه إِذا قيل (عُمَير). . لا يدوى هل صغر (عمرو) أَو (عمر)، بَلْ ولو كتب أيضًا؛ لأنَّ (عمرًا) إِذا صغر، أو انتصب، أَو أضِيفَ لضمير، أَو وقع فِي آخر بيت. . لا تكتب واوه.

• ويقدم أيضًا الفاعل إذا كَانَ ضميرًا غير محصور كما قال: (أَوْ أُضْمِرَ الْفَاعِلُ غَيْرَ مُنْحَصِرْ)؛ كـ (ضربت زيدًا)؛ إِذ لو أخر. . لانفصل؛ كـ (ضرب زيدًا أنا)، وهو خاص بالضّرورة كما علم.

• ولا يمتنع تقديم المفعول على الفعل والفاعل؛ كـ (زيدًا ضربت).

• فإن كان الفاعل محصورًا. . وجب تأخيره؛ نحو: (ما ضرب زيدًا إلَّا أنا).

ويؤخر المفعول:

- إن كان (إنَّ)، أَو (أَنْ)؛ كـ (عرفت إنك منطلق)، و (أحبُّ أَن تقوم).

-وفي التّعجب؛ كـ (ما أحسن زيدًا).

- ومع الفعل المقرون بلام الابتداء، أَو لام القسم، أَو (قد)،أو (سوف)؛ نحو:(ليرضي زيد عمرًا)، و (لَأضربن زيدًا)، و (قد ضربت زيدًا)، و (سوف أضرب زيدًا).

ولا يقدم على الفعل فقط فِي نحو: (لم أضرب زيدًا)، بخلاف (زيدًا لم أضرب)، ذكر ذلك السّيوطي فِي "المطالع السّعيدة".

ووقع فِي هذا الكتاب تقديم المفعول علَى المقرون بـ (قد)، وجوزوا فِي قوله تعالَى:{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ} أَن ينتصب (رسلًا) بمحذوف فسره المذكور؛ فلو امتنع أَن يعمل. . امتنع أن يفسر.

وسوَى ابن الطّراوة والسّهيلي بَينَ (سوف)، و (السّين) فِي امتناع التّقديم عليهما.

- وكذا لا يقدم المفعول على (كي) ، وسيأتي فِي إعراب الفعل.

ص: 82

وأَجازَ الزّجاج: (يعجبني زيدًا أَن ضربت) كما سبق فِي الموصول.

ومنع الأخفش الصّغير: (زيدًا لن أضرب).

والصّحيح: خلاف.

• ولا يقدم المعمول علَى (لا)، الواقعة في جواب القسم؛ فَلَا يقال:(واللَّه زيدًا لأضرب).

• ولا على الفعل المؤكد النون؛ فَلَا يقال: (زيدًا ضربن يا عمرو)، وقاله الرّضي وسيأتي فِي الاشتغال.

• ولَا علَى (ما النّافية)؛ لأنَّ لها الصّدر، فَلَا يعمل ما بعدها فيما قبلها.

وقُدِّم المجرورُ فِي الضّرورة كقولهِ:

. . . . . . . . . . . .

وَنَحنُ عَن فَضلِكَ ما استَغنَينا

(1)

تنبيه:

أَجازَ الفراء وأبو عبيدة: تقديم ما بعد لام القسم عليها.

وأَجازَ السمين تعلق الحرف بالفعل، قال تعالَى:{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} ، إِلَّا أنه عزاه لهما.

قال: وبعضهم يفصِّل:

فإِن كَانَ ظرفًا أَو مجرورًا كما فِي الآية، وإِلا. . فَلَا.

وعلَى ما قاله الرّضي. . لا يصح؛ لأنَّ الفعل مؤكد بالنّون فِي الآية، فَلَا يعمل فِي ما قبله.

فائدة:

إِذا أطلق (الأخفش). . فهو سعيد بن مسعدة شيخ الجرمي، وتلميذ سيبويه، وهو الأوسط.

(1)

التخريج: رجز وهو في التذييل (2/ 636)، والمغني (1/ 98، 269، 317)، (2/ 539، 694)، وشرح شواهده (1/ 286)، والسيرة لابن هشام (756).

الشاهد: قوله: (عَن فضلِكَ مَا استَغنَينَا)؛ حيث تقدم الجار والمجرور على عاملهما المنفي بـ (ما) ضرورة.

ص: 83

والأخفش الكبير: هو عبد الحميد، أبو الخطاب، شيخ سيبويه.

الصّغير: هو علي بن سليمان تلميذ المبرد.

وذكر السّيوطي فِي "المزهر": أنهم أحد عشر؛ منهم: الأخفش الأصبهاني، وليشكري، والبغدادي، والأندلسي، والفاطمي، والموصلي، واسمه: أحمد، أحد مشايخ ابن جني.

واللَّه الموفق

ص:

240 -

وَمَا بِإِلَّا أَوْ بِإنَّمَا انْحَصَرْ

أَخِّرْ وَقَدْ يَسْبِقُ إِنْ قَصْدٌ ظَهَرْ

(1)

ش:

أوجب البصريون تأخير المحصور بـ (إِلّا) ، أو بـ (إنما) فاعلًا أو مفعولا.

واختاره الجزولي والشّلوبين.

- فإذا قصد الحصر في الفاعل. . يقال: (إِنما ضرب عمرًا زيد)، و (ما ضرب عمرًا إِلّا زيد).

- وإذا قصد فِي المفعول. . يقال: (إِنما ضرب زيدٌ عمرًا)، و (ما ضرب زيد إِلَّا عمرًا).

ففي المثالين السّابقين: لم يقع علَى عمرو ضرب إِلَّا من زيد، ويجوز كونه ضرب شخصًا آخر.

وفي الأخيرين: لم يقع من يزيد ضرب إِلَّا علَى عمرو، ويجوز كون عمرو مضروبًا لشخص آخر.

(1)

وما: اسم موصول: مفعول مقدم لآخر. بإلا: جار ومجرور متعلق بانحصر الآتي. أو: عاطفة. بإنما: جار ومجرور معطوف على بإلا. انحصر: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة من الفعل وفاعله: لا محل لها صلة (ما) الموصولة. أخر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وقد: حرف دال على التقليل. يسبق: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ما. إن: شرطية. قصد: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إن ظهر قصد. ظهر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى قصد، والجملة من ظهر المذكور وفاعله: لا محل لها تفسيرية.

ص: 84

وعن بعض البصريين والفراء وابن الأنباري: جواز تقديم المفعول المحصور؛ لأنه فِي نية التّأخير.

وأَجازَه الكسائي مطلقًا.

وإليه أشار بقوله: (وَقَدْ يَسْبِقُ إِنْ قَصْدٌ ظَهَرْ)؛ لكن مع (إِلَّا)؛ لظهور القصد معها؛ كقولهِ:

فَلْم يَدْرِ إِلا اللَّهُ ما هَيَّجَتْ لَنا

. . . . . . . . . . . .

(1)

فقدم الاسم الكريم وهو فاعل محصوربـ (إلا)، و (ما هجيت): مفعول.

وقيل: نصب لمحذوف؛ أَي: (درى ما هجيت).

وقال آخر:

ما عابَ إلَّا لئيمٌ فِعلَ ذي كَرَمٍ

. . . . . . . . . . .

(2)

(1)

التخريج: صدر بيت، وعجزه قوله: عَشِيةَ آناءِ الدِّيَارِ وِشَامُهَا

البيت لذي الرمة في ديوانه ص 999، والدرر 2/ 289، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 487، وشرح ابن عقيل ص 248، والمقاصد النحوية 2/ 493، والمقرب 1/ 55، وهمع الهوامع 1/ 161.

اللغة: الآناء: جمع الإنى، وهو الساعة من الليل، أو النهار كله. الوِشام: جمع الوشم، وهو غرز الإبرة في اليد أو غيرها من الأعضاء، ورش الشحم عليه، وقد كثر ذكره عند الشعراء.

المعنى: يقول: إن اللَّه وحده يعرف ما هيجت بنا الأطلال ورسومها عندما وقفنا بها عند زوال النهار نتذكر الحبيبة.

الإعراب: فلم: الفاء بحسب ما قبلها، لم: حرف جزم. يدر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. إلا: أداة حصر. اللَّه: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ليدري. هيَّجت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. لنا: جار ومجرور متعلقان بهيج. عيشة: ظرف زمان منصوب متعلق بهيج، وهو مضاف. آناءِ: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الديار: مضاف إليه. وِشامها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة.

وجملة (لم يدر): بحسب ما قبلها. وجملة (هيجت): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (لم يدر إلا اللَّه ما)؛ حيث قدم الفاعل المحصور بإلا وهو لفظ الجلالة (اللَّه) على المفعول به (ما)، وهذا غير جائز عند جمهور النحاة، وكان الكسائي يسوغه في الشعر.

(2)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: ومما جفا قط إلا جبأ بطلا

وهو بلا نسبة في تخليص الشواهد ص 487، وتذكرة النحاة ص 335، والدرر 2/ 290، وشرح =

ص: 85

فقدم فيه الفاعل، وأصله:(ما عاب فعلَ ذي كرم إِلَّا لئيمٌ)، وقد احتج به الكسائي.

وقولُ الآخرِ:

. . . . . . . . . . . .

وَهَل يُعَذِّبُ إِلَّا اللَّهُ بِالنّارِ

(1)

= التصريح 1/ 284، والمقاصد النحوية 2/ 490، وهمع الهوامع 1/ 161.

اللغة: جفا: أعرض. الجبأ: الجبان.

المعنى: يقول: لا يعيب فعل الكريم إلا اللئيم، ولا يجفو البطل إلا الجبان.

الإعراب: ما: حرف نفي. عاب: فعل ماض. إلا: أداة حصر. لئيم: فاعل مرفوع. فعلَ: مفعول به منصوب، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. كرمِ: مضاف إليه مجرور. وما: الواو حرف عطف، ما: حرف نفي. جفا: فعل ماض. فظ: ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجفا. إلا: أداة حصر. جبا: فاعل مرفوع. بطلا: مفعول به منصوب.

وجملة (ما عاب): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما جفا): معطوفة على جملة ما عاب. الشاهد: قوله: (ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم وما جفا إلا جبأ بطلا)؛ حيث قدم الفاعل المحصور (بإلا) في الجملتين علي المفعول به. وهذا جائز.

(1)

التخريج: هذا عجز بيت وصدره قوله: نُبِّئتُهُم عَذَّبُوا بِالنَّارِ جَارَهُم

وروى أبو الفرج الأصبهاني قبله:

يا سخنة العين للجرمي إذ جمعت

بيني وبين نوار وحشة الدار

والشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 284، والعيني: 2/ 492.

اللغة: نبئت: أخبرت. جارهم: الجار: من يجاورك في المسكن، أو من أجرته واستجار بك من ظلم.

المعنى: أخبرت وأعلمت أن هؤلاء الناس يعذبون جيرانهم؛ أو من استجار بهم بالنار، وذلك بدل من أن يغيثوه ويكرموه؛ وهذا عمل شائن؛ لأنه لا يعذب بالنار إلا اللَّه تعالى.

الإعراب: نبئتهم: فعل ماضٍ مبني للمجهول، والتاء: نائب فاعل؛ وهي المفعول الأول. وهم: ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان. عذبوا: فعل ماضٍ وفاعل. بالنار: متعلق بـ (عذبوا). جارهم: مفعول به، ومضاف إليه؛ وجملة عذبوا: في محل نصب مفعول به ثالثًا لـ (نبأ). وهل: الواو عاطفة، هل: حرف استفهام يفيد الإنكار بمعنى ما. يعذب: فعل مضارع. إلا: أداة حصر. اللَّه: فاعل مرفوع. بالنار: متعلق بـ (يعذب).

الشاهد: قوله: (هل يعذب إلا اللَّه بالنار)؛ حيث تقدم الفاعل المحصور بـ (إلا)؛ وهو لفظ الجلالة علي الجار والمجرور بالنار، ومعلوم أن الجار والمجرور بمنزلة المفعول؛ وهذا، كما في الشاهد السابق حجة للكسائي، وممنوع لدى الجمهور؛ فهم يقولون: إن قوله: (بالنار) متعلق =

ص: 86

علَى أَن التّقدير: (وهل يعذب اللَّه إِلَّا أحدًا بالنّار؟) فقدم فيه الفاعل أيضًا، والأصل أَن يقال:(وهل يعذب أحدًا بالنّار إِلَّا اللَّه؟).

وقال آخر:

. . . . . . . . . . . .

فَمَا زَادَ إلا ضِعْفَ مَا بي كَلَامُها

(1)

فقدم فيه المفعول المحصور، و (كلامها): فاعل.

تنبيه:

يعمل ما قبل (إِلَّا) فِي تاليها؛ كـ (ما ضرب زيدٌ إلا عمرًا) بِلَا خلاف.

وأَجازَ الكسائي: أَن يعمل فيما بعد التّالي؛ كـ (ما ضرب إِلَّا زيدٌ عمرًا)، و (ما مر إِلَّا زيد بعمرو)، و (ما ضرب إِلَّا زيدًا عمرو)، وهو على جواز تقديم المحصور عنده كما سبق.

واللَّه الموفق

= بفعل محذوف، يدل عليه المذكور -كما سبق- والتقدير: لا يعذب إلا اللَّه يعذب بالنار؛ وظاهر أن هذا تكلف لا داعي له؛ والأفضل ما ذهب إليه الكسائي.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تزوَّدتُ مِن لَيلى بتكليمِ سَاعةٍ

وهو للمجنون في ديوانه ص 194، والدرر 2/ 287، وشرح التصريح 1/ 282، والمقاصد النحوية 2/ 481، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 486، والدرر 3/ 172، وشرح ابن عقيل ص 248، وهمع الهوامع 1/ 161، 230.

المعنى: يقول: لقد تزودت من ليلى بساعة من الكلام، فما زادني هذا الكلام إلا أضعاف ما أعانيه من هيام ووجد.

الإعراب: تزودت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. من ليلى: جار ومجرور متعلقان بتزود. بتكليم: جار ومجرور متعلقان بتزود، وهو مضاف. سماعة: مضاف إليه مجرور. فما: الفاء حرف عطف، ما: حرف نفي. زاد: فعل ماض. إلا: أداة حصر. ضعفَ: مفعول به مقدم، وهو مضاف. ما: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. بي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. كلامُها: فاعل مرفوع، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة (تزودت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (زاد): معطوفة على الجملة السابقة.

الشاهد: قوله: (فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها)؛ حيث قدم المفعول به (ضعف) على الفاعل (كلامها) مع كون المفعول به محصورًا بإلا، وهذا جائز عند بعضهم، ويروى العجز: فما زادني إلا غراما كلامها. والشاهد هو هو.

ص: 87

ص:

241 -

وَشَاعَ نَحْوُ خَافَ رَبَّهُ عُمَرْ

وَشَذَّ نَحْوُ زَان نَوْرُهُ الشَّجَرْ

(1)

ش:

يكثر تقديم المفعول الملتبس بضمير عائد علَى الفاعل المتأخر؛ نحو (ضرب أخاه زيد)، واغتفر عود الضّمير علَى المتأخر هنا؛ لأنه وإِن كَانَ متأخرًا لفظًا. . هو فِي نية التّقديم؛ لأنَّ الأصل فِي الفاعل أَن يتصل بفعله كما تقدم ذكره.

ومثل ذلك قوله: (خاف ربَّه عُمَر).

وأشار بقوله: (وشَذَّ. . .) إلى آخره: إِلَى أنه قَدْ شذ تقديم الفاعل المتلبس بضمير عائد على المفعول المتأخر؛ نحو: (ضرب أخوها هند)، و (زانَ نورُهُ الشّجَرَ)

ومنه قوله:

وَلَوْ أَنَّ مَجدًا أَخلَدَ الدَّهْرَ واحِدًا

مِنَ النَّاسِ، أَبقى مَجْدُهُ الدَّهرَ مُطْعِمَا

(2)

(1)

وشاع: فعل ماض. نحوُ: فاعل شاع. خاف: فعل ماض. ربَّه: رب: منصوب علي التعظيم، ورب مضاف وضمير الغائب العائد إلى عمر المتأخر لفظًا: مضاف إليه. عمر: فاعل خاف، والجملة من خاف وفاعله ومفعوله: في محل جر بإضافة نحو إليها. وشذ: فعل ماض. نحو: فاعل شذ. زان: فعل ماض. نوره: نور: فاعل زان، ونور مضاف، وضمير الغائب العائد إلى الشجر المتأخر لفظًا ورتبة مضاف إليه. الشجر: مفعول به لزان.

وجملة (زان) وفاعله ومفعوله: في محل جر بإضافة نحو إليها، والمراد بنحو خاف ربه عمر: كل كلام اتصل فيه ضمير الفاعل المتأخر بالمفعول المتقدم، والمراد بنحو زان نوره الشجر: كل كلام اتصل فيه ضمير المفعول المتأخر بالفاعل المتقدم.

(2)

التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 243، والاشتقاق ص 88، وتخليص الشواهد ص 489، وتذكرة النحاة ص 364، وشرح شواهد المغني 2/ 875، ومغني اللبيب 2/ 492، والمقاصد النحوية 2/ 497، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 738، 796.

اللغة: أخلد: كتب له الخلود أي دوام البقاء. مطعم: اسم رجل.

المعنى: يقول لابقاء لأحد من الناس في الحياة مهما كان نافعًا لعامة الناس.

الإعراب: ولو: الواو بحسب ما قبلها، لو: شرطية غير جازمة. أن: حرف مشبه بالفعل. مجدًا: اسم أنَّ منصوب. أخلد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. الدهرَ: ظرف زمان منصوب، متعلق بأخلد. والمصدر المؤول من أنَّ وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف، تقديره: ثبت. واحدًا: مفعول به منصوب. من الناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لواحدًا.

ص: 88

وقولِ الآخرِ:

لَما رَأَى طَالِبُوهُ مُصْعَبًا ذُعِرُوا

. . . . . . . . . . .

(1)

وأكثر النّحويين يوجب تأخير الفاعل هنا؛ كـ (ضرب هندًا أخوها)، و (زان الشّجر نوره)، و (أبقى مطعمًا مجده)، و (لما رأَى مصعبًا طالبوه).

ومطعم: اسم رجل صحابي. وأخلد: من الإخلاد، وهو الإبقاء. وذعروا: فزعوا.

لكن أجازه فِي النّثر وغيره: سعيدٌ الأخفش، وعبد اللَّه بن الطُّوال، وعثمان بن جني.

والمصنف فِي "شرح الكافية": علَى نية تقديم المفعول أيضًا.

= أبقى: فعل ماض: مجدُه: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. الدهَر: ظرف زمان منصوب، متعلق بأبقى. مطعما: مفعول به منصوب.

وجملة (لو أن مجدا): شرطية بحسب ما قبلها. وجملة (أخلد): في محل رفع خبر أنَّ. وجملة (أبقى): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

الشاهد: قوله: (أبقى مجده الدهر مطعما)؛ حيثما أخر المفعول مطعما عن الفاعل مجده، مع أن الفاعل يشمل ضميرًا يعود على المفعول المتأخر لفظًا ورتبة، وذلك شاذ.

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: وَكادَ لَو ساعدَ المَقدورُ ينتصرُ

وهو لأحد أصحاب مصعب بن الزبير رضي الله عنهما يرثيه.

اللغة: طالبوه: الذين قصدوا قتاله. ذعروا: أخذهم الخوف. كاد ينتصر: لأن خوفهم منه أعظم وسيلة لانتصاره عليهم، وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم:(نصرت بالرعب).

الإعراب: لما: ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب بذعر الآتي. رأى: فعل ماض. طالبوه: طالبو: فاعل رأى، وطالبو مضاف، والضمير العائد إلى مصعب مضاف إليه، والجملة من رأى وفاعله في محل جر بإضافة لما الظرفية إليها. مصعبًا: مفعول به لرأى. ذعروا: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعل. وكاد: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مصعب. لو: شرطية غير جازمة. ساعد المقدور: فعل وفاعل، وهو شرط لو. ينتصر: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مصعب، والجملة (من ينتصر): وفاعله في محل نصب خبر (كاد)، وجواب (لو): محذوف يدل عليه خبر كاد، وجملة الشرط والجواب: لا محل لها اعتراضية بين كاد واسمها وبين خبرها.

الشاهد: قوله: (رأى طالبوه مصعبا)؛ حيث أخر المفعول عن الفاعل، مع أن مع الفاعل ضمير يعود علي المفعول، فعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة شذوذًا.

ص: 89

وقيل: مختص بالشّعر.

ومذهب الأكثرين نزل به القرآن العظيم؛ لقوله تعالَى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} ، وقوله تعالَى:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} .

فإن لم يتلبَّس الفاعل بالضمير العائد على المفعول. . جازت المسألة؛ نحو: (أتيت فِي داره زيدًا).

قال أبو حيان: بالاتفاق.

واختلف فِي: (ضرب أباها غلام هند)، وكذا:(ضرب أبوها غلام هند).

وقيل: إن هذا المثال الأخير -وهو الّذي عاد فيه الضّمير علَى ما اتصل بالمفعول- ممنوع بإجماع.

والضّمير في هذه المسائل يعود على متأخر، وسيأتي إن شاء اللَّه تعالَى مبسوطًا فِي (نعم وبئس) أول الباب.

واللَّه الموفق

* * *

ص: 90