المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

* وبمعنَى بعد، وجعل منه قوله تعالَى: {وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ}. * - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: * وبمعنَى بعد، وجعل منه قوله تعالَى: {وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ}. *

* وبمعنَى بعد، وجعل منه قوله تعالَى:{وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ} .

* وصلة للتوكيد، وجعل منه قوله تعالَى:{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} الآية.

‌تنبيه:

قيل: إن (اللَّام) صلة في قوله تعالَى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} ، و (يدعو) بمعنَى:(يسمي)، و (من): مفعوله الأول، والثّاني: محذوف؛ والتّقدير: (يسمّي من ضره أقرب من نفعه إلهًا).

وقيل: (يدعو) بمعنَى: (يقول)، و (من): مبتدأ، والخبر محذوف؛ أَي:(يقول من ضره أقرب من نفعه لهُ)، وعلَى كلا القولين .. يكون (لبئس) مستأنفًا.

وقيل: هي (لام) الابتداء، و (من) مبتدأ، والخبر:(لبئس)، و (يدعو): حينئذ توكيد ليدعو المذكور قبله، فَلَا معمول لهُ.

وقيل: إن اسم الإِشارة في الآية بمعنَى (الَّذي)، وهو مفعول (يدعو) وقدم عليه؛ والتّقدير:(يدعو الّذي هو الضّلال البعيد).

وقيل: إنه مبتدأ، و (الضّلال البعيد): خبر، و (يدعو): حال؛ أَي: (ذلك هو الضّلال البعيد مدعوًا).

وقيل: إنها صلة أيضًا في: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} ، وضعفوه لحذف (أَنْ)، والوجه أَن المفعول محذوف؛ والتّقدير: ما يريد اللَّه الرّخصة ليجعل عليكم في الدّين من حرج؛ وتقدير الثّاني: ولكن يريد ذلك ليطهركم، نص عليه العكبري.

وقد تفتح لام الجر مع الفعل، وهي لغة: عكل، وبلعنبر.

كقراءة سعيد بن جبير رضي اللَّه تعالَى عنهُ: (وإِن كَانَ مكرهم لَتزولَ منه الجبال) بفتح اللّامين.

المعنى: كيف ينعم من كاد أقرب عهده بالرّفاهيّة ثلاثين شهرًا من ثلاثة أحوال.

الشّاهد: (في ثلائة أحوال) حيث جاءت (في) بمعنى (مِنْ).

يُنظر هذا البيت في: الخصائص 2/ 31 ورصف المباني 453، والجنى الدّاني 252، والمغني 225، والهمع 4/ 193، والخزانة 1/ 6 والدّيوان 27.

ص: 390

وحكَى يونس والأخفش: (المالُ لَزيد) بفتح لام الجر.

وحكَى اللحياني: كسرها مع الضّمير؛ نحو: (المال لِهُ أَو لِكَ) وهي لغة: خزاعة.

وحكَى أحمد بن الخباز في "شرح لمع ابن جني": (جئناك بَه) بفتح الباء.

واللَّه الموفق

ص:

374 -

بِالبَا استَعِن وَعدِّ عَوِّض أَلْصِقِ

ومِثلَ مَع وَمِنْ وَعَنْ بِهَا انْطِقِ

(1)

ش:

سبق أَن الباء تكون للظرفية، وللسببية، وبدلية.

* وتكون للاستعانة، كـ (بريت القلم بالسّكين)، و (كتبت بالقلم).

* وللتعدية، ومنه:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} ، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} .

* وللتعويض؛ كقولِهِ تعالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} ، وكقولك:(شريته بدينار).

* وللإلصاق؛ كـ (وصلت هذا بهذا)، و (مررت بزيد)؛ أي:(التصق مروري بموضع يقرب منه).

* وبمعنَى (مع)؛ ومنه في القرآن: {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ} ، {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} ،

وكقولك: (بعت الثوب بطِرازِهِ).

* وبمعنَى (من)، ومنه:{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} .

وكقول الشّاعر:

شَرِبْنَ بِحاءِ البَحْرِ، ثُمَّ ترَفَّعْتْ

.......................

(2)

(1)

بالبا: قصر للضرورة، جار ومجرور متعلق بقوله: استعن: الآتي. استعن: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وعد، عوض، ألصق: معطوفات على استعن بحرف عطف محذوف. ومثل: حال من (ها) في قوله (بها) الآتي، ومثل مضاف ومع: مضاف إليه. ومن، وعن: معطوفان على (مع) السابق. بها: جار ومجرور متعلق بانطق الآتي. انطق: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.

(2)

تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (بماء)؛ حيث جاء الباء بمعن (من).

ص: 391

وأبو الفتح: أنها زائدة في هذا الشّاهد.

قال: والعدول عنه تعسف.

* وبمعنى (عن)؛ كقولِهِ تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}

* وزائدة لازمة في الفاعل للتوكيد، ومنه في القرآن:{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} .

والزجاج: هو بمعنى: (اكتفوا بالله).

وقيل: الفاعل مصدر؛ أي: كفى الاكتفاء بالله.

* واختلف فيها في: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} :

فقيل: للإلصاق.

وقيل: للتبعيض.

وقيل: صلة.

وقيل: للاستعانة.

وفي الكلام حذف وقلب، والأصل:(امسحوا رؤوسكم بالماء).

السيوطي في "الإتقان": وجعلت صلة في: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} ، {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} ، فـ (أيكم): مبتدأ، و (المفتون): خبر.

وضُعِّف بأنها لا تزاد في مبتدأ إِلَّا في حسب.

وقيل: بمعنى (في) كما قرأ ابن أبي عبلة.

ونحو قول الشّاعر:

وَلَا يُؤَاتِيكَ فِيمَا نَابَ مِنْ حَدَثٍ

إِلَّا أَخُو ثِقَةٍ فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ

(1)

(1)

التخريج: البيت السالم بن وابصة في شرح شواهد المغني 2/ 419؛ والمؤتلف والمختلف ص 197؛ ونوادر أبي زيد ص 181؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 107؛ ومجالس ثعلب 1/ 300؛ وهمع الهوامع 2/ 22.

اللغة: يؤاتيك ويواتيك: يساعدك ويكون مناسبًا لك. ناب: حل، أصاب. الحدث: الأمر المنكر، والنائبة.

المعنى: الصديق الحقيقي: الذي يبقى معك ويساعدك عند الشدائد والمحن، فتأمل كيف تختار أصدقاءك، ومن هو الصديق الذي تثق به.

الإعراب: ولا: الواو: استئنافية، لا: حرف نفي. يؤاتيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على

ص: 392

فزيدت عوضًا عن الباء المحذوفة، والعائد كما سيأتي في (على)؛ والأصل:(فانظر من تثق به).

- وتكون بمعنَى (على)؛ كقوله تعالى: {إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} .

- وبمعنَى (إِلَى): وجعل منه في القرآن: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ؛ أي: (أحسن إلي).

* والباء مفتوحة للخفة، وإنما كسرت في الجر لتناسب عملها.

و (مِثلَ) منصوب على الحال من الهاء في (بِهَا)، وتقديم الحال على صاحبها المجرور بالحرف جائز عنده.

والله الموفق

ص:

375 -

عَلَى لِلاستِعلَا وَمَعنى في وَعَنْ

بِعَنْ تَجَاوُزًا عَنَى مَن قَدْ فَطَنْ

(1)

الياء، والكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. فيما: جار ومجرور متعلقان بيؤاتيك. ناب: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. من حدث: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من فاعل ناب. إِلَّا: حرف يفيد الحصر. أخو: فاعل يؤاتيك مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. ثقة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فانظر: الفاء: استئنافية، انظر: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. بمن: الباء: حرف جرّ زائد، من: اسم موصول في محل جرّ لفظًا، وفي محل نصب مفعول به محلا. تثق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت.

وجملة (ولا يؤاتيك): استئنافية لا محل لها. وجملة (ناب): صلة الموصول لا محل لها. وجملة فانظر): استئنافية لا محل لها. وجملة (تثق): صلة الموصول لا محل لها.

الشّاهد: قوله: (بمن تثق)؛ حيث زاد الباء قبل (من)، بتقدير:(من تثق به)، تعويضًا عن الجار والمجرور به بعد الفعل.

(1)

على: قصد لفظه: مبتدأ. للاستعلا: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. ومعن: معطوف على الاستعلاء، ومعنى مضاف، وفي: قصد لفظه: مضاف إليه. وعن: معطوف على في (السابق. بعن: جار ومجرور متعلق بقوله (عن) الآتي. تجاوزًا: مفعول به مقدم على عامله وهو قوله: (عن) الآتي. عنى: فعل ماض. من: اسم موصول فاعل عني. قد: حرف تحقيق. فطن: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى من الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول، أي:(وعنى الذي تحققت فطنتُه تجاوزًا بعن).

ص: 393

وَقَد تَجِئ مَوضِعَ بَعدٍ وَعلَى

كمَا عَلَى مَوضِعِ عَن قَد جُعِلَا

(1)

ش:

- يكثر مجيء على للاستعلاء: كـ (زيد على السّطح).

وأما نحو: (توكلت على الله) .. فهي بمعنى الإضافة والإسناد؛ أي: (أضفت توكلي وأسندته إِلَى الله)؛ إذ لا يعلو على الله تعالَى شيء لا حقيقة ولَا مجازًا.

- وتكون بمعنَى (اللَّام)، ومنه:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} ؛ أَي: (لهدايته إياكم)، {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} .

- وبمعنَى (في)؛ كقوله تعالَى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} ، {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} .

- وبمعنى (عن)؛ كقول الشّاعر:

إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قَشَيرٍ

...................................

(2)

أو هو بمعنى: (أقبلت عليّ)، فهو من باب تضمين اللّفظ معنى لفظ آخر، كما في قوله تعالَى:{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} ، {يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} {أَذَاعُوا بِهِ} ، فلما

(1)

وقد: حرف تقليل. تجي: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هي -يعود إلى عن في البيت السابق- فاعل. موضع: ظرف متعلق بتجي، وموضع مضاف، وبعد: قصد لفظه: مضاف إليه. وعلى: معطوف على بعد. كما: الكاف جارة، ما: مصدرية. على: قصد لفظه: مبتدأ. موضع: ظرف متعلق بقوله: جعلا الآتي، وموضع مضاف، وعن: قصد لفظه: مضاف إليه. قد: حرف تحقيق. جعلا: جعل: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازًا تقديره هو يعود إلى (على) نائب فاعل، والألف للإطلاق، والجملة من الفعل ونائب الفاعل: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (على) المقصود لفظه.

(2)

التخريج: شطر بيت من الوافر، وعجزه: لعمْرُ اللهِ أعجبني رِضاها وهو من كلام القحيف العقيلي يمدح حكيم بن المسيب القشيري، وهو من شواهد ابن هشام في مغني اللبيب رقم 225 وفي أوضح المسالك رقم 298 والأشموني رقم 553 وابن الناظم في باب حروف الجر من شرح الألفية؛ وشرحه العيني 3/ 282 بهامش الخزانة ورضي الدين في باب حروف الجر من شرح الكافية؛ وشرحه البغدادي 4/ 247 وابن جني في الخصائص 2/ 311 و 389 وأبو زيد في نوادره ص 176.

اللغة: قش -بزنة التصغير- هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومحل الشّاهد: قوله: (رضيت علي) حيث جاء (على) بمعنى (عن).

ص: 394

ضمن (يسمعون): معنَى يصغون .. عُدّي ب (إلى)، و (يخالفون): معنَى يخرجون ..

عدّي بـ (عن)، و (أذاعوا): معنَى (تحدثوا) .. عدّي بـ (الباء).

وقال الشّاعر:

................... ضَمِنَتْ بِرِزقِ عِيَالِنَا أَرمَاحُنَا

(1)

ضمنه معنَى: (تكفَّلت)، وهذا العمل هو الوجه عند البصريين كما سيأتي.

- وتكون بمعنَى (مع)، منه في القرآن:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} ، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} .

- وبمعنَى (إِلَى)؛ كقولهم: (دعاني إِلَى مرتبة لا أريدها).

كما تكون إِلَى بمعناها كقولهم: (هل عندك طعام أفطر إليه؟).

- وبمعنَى (عند) منه في القرآن: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} .

- قال أبو البقاء في إعراب سورة المائدة: وتكون بمعنَى (مِن)؛ كقولِهِ تعالَى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} .

قيل: ومنه {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} ونحو: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} .

- وبمعنَى الباء، ومنه في القرآن:{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} ؛ أَي: (بأن لا أقول) كما قرأ أُبي.

وقولهم: (اركب على اسم اللَّه).

(1)

التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: مِلْءَ الْمَرَاجِلِ وَالصَّرِيحَ الْأَجْرَدَا

وهو للأعشى في أدب الكاتب 1/ 52 وغير منسوب في الأشموني 1/ 447، وارتشاف الضَّرَب 4/ 1704.

اللغة: ضمنت: تكفلت. العيال: حشم الرجل.

المعنى: إنهم شديدو البأس، ويغنمون في الوقائع، ويؤمنون رزق عيالهم برماحهم.

الإعراب: ضمنت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. بري: جار ومجرور متعلقان بضمنت، وهو مضاف.

حيالا: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة.

أرماحنا: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة.

الشّاهد: قوله: (ضمنت برزق) حيث ورد (ضمن) بمعنى (تكفل) فعدي بالباء، وأصله أن يتعدى بنفسه، فيقال: ضمنته.

ص: 395

- وبمعنى لكن، قيل: ومنه قولهم: (فلان كثير الذنوب على أنه لا يقنط).

- وزائدة؛ كحديث: "من حلف على يمين".

وقول الشّاعر:

إنَّ الكَرِيمَ وَأَبيكَ يَعْتَمِلْ

إِنْ لَمْ يَجِدْ يَومًا على مَنْ يَتَّكِل

(1)

أي: (إن لم يجد من يتكل عليه) كما سبق في آخر الموصول، فزيدت عوضًا من المحذوفة مع العائد

(1)

التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 292، والجنى الداني ص 478 وخزانة الأدب 10/ 146، والخصائص 2/ 305، والدور 4/ 10 وشرح أبيات سيبويه 2/ 205، وشرح التصريح 2/ 15، وشرح شواهد المغني ص 419، والكتاب 3/ 81، ولسان العرب 11/ 475 عمل، والمحتسب 1/ 281، وهمع الهوامع 2/ 22.

اللغة: يعتمل: يتكلف العمل متخذًا لنفسه حرفة تسد حاجته. يتكل: يعتمد.

المعنى: يقول إن الرجل الكريم النفس إذا دهمته صروف الدهر اتخذ لنفسه عملًا يسد به حاجته إذا لم يجد من يعتمد عليه.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الكريم: اسم إن منصوب بالفتحة. وأبيك: الواو: حرف قسم وجر، أبيك: اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره: أقسم. يعتمل: فعل مضارع مرفوع وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. إن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يجد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. يوما: ظرف زمان منصوب متعلق بيجد. على: حرف جرّ زائد. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ليجد. يتكل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

وقيل: (على من): جار ومجرور متعلقان بيتكل، ومَن: اسم استفهام.

وجملة (يتكل): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن الكريم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يعتمل): في محل رفع خبر إن. وجملة (يتكل): صلة الموصول لا محل لا من الإعراب.

الشّاهد: قوله: (إن لم يجد يوما على من يتكل)؛ حيث وردت (على) زائدة على رأي بعض النحاة معتبرين من اسم موصول، تقديره: إن لم يجد يومًا الذي يتكل عليه.

ومنهم من جعل (على) حرف جر و (مَن): اسم استفهام، والتقدير: إن لم يجد يومًا شيئًا، ثم استأنف فقال: على من يتكل؟.

ص: 396

ومن العرب من لا يقلب ألفها مع المضمر.

قال الشّاعر:

أَيَّ قَلوصٍ رَاكبًا تَرَاهَا

طَارُوا عَلَاهُنَّ فَطِرْ عَلَاهَا

(1)

أراد: فطر عليها.

وأما عن:

فللمجاوزة كثيرًا؛ كـ (رميت عن القوس) و (أعرض عن زيد).

وقيل: إنها في الأول بمعنَى (الباء)؛ أَي: (رميت بالقوس) فهي للاستعانة.

* وبمعنَى (بعد): كقولِهِ تعالَى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} ، {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ}؛ أي:

(1)

التخريح: صدر بيت من الرجز، وعجزه: واشدُدْ بمَثْنَى حَقَبٍ حَقْوَاهَا

وهو بلا نسبة في لسان العرب 15/ 89 (علا)؛ وتاجَ العروس 120/ 18 (قلص)؛ وخزانة الأدب 7/ 11 وشرح الشافية 2/ 371، وشرح التسهيل 1/ 6 وشح المفصل لابن يعيش 2/ 210.

اللغة: طاروا علاهن: أي نفروا على النوق مسرعين، وطِر علاها: مثله. الحَقَب: حَبل يُشدُّ به الرحل إِلَى بطن البعير. المَثْنَى: مصدر ميمي من ثنيت الشيء ثنيًا ومثنى إِذا عطفته. حَقواها: مثنى حَقو، وهو الخصر ومشدُّ الإِزار.

المعنى: يريد أَن القوم نفروا مسرعين على هذه القلاص، ويطلب من مخاطبه أن ينفر عليها هو أيضًا، كما يطلب إليه أن يشدَّ بالحبل خاصرتها.

الإعراب: طارُوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة: فاعل، والألف: فارقة. علاهنَّ: جار ومجرور متعلقان بالفعل طاروا. فطِر: الفاء: استئنافية، طِر: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. علاها: جار ومجرور متعلقان بالفعل طر. واشددْ: الواو: عاطفة، اشْدُدْ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت. بمثنى: جار ومجرور متعلقان بالفعل اشدد. حَقَب: مضاف إليه مجرور. حَقواها: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والأصل حقويْها ولكن قلبت الياء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفا على لغة بني الحارث بن كعب وها: مضاف إِليه محله الجر.

وجملة (طاروا): صفة لمجرور متقدم محلها الجر. وجملة (طر): استئنافية لا محل لها، وعطف عليها جملة (اشدُدْ).

الشّاهد قوله: (علاهن فطر علاها)؛ حيث بقيت ألف (على)، ولم تقلب اء، والشائع المعروف: عليهن فطر عليها.

ص: 397

(بعد قليل)، و (ما): صلة.

ومنه قول الشّاعر:

لئن مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبِّ مَعْرَكةٍ ...............................

(1)

أَي: (بعد غب معركة).

و (منِيت): بكسر النّون ابتليت، وغبُّ الشّيء: عقبه.

وقول الآخر:

...................................

وَمَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ عن مَنْهَلٍ

(2)

أَي: (بعد منهل).

* وتأتي زائدة عن أخرى محذوفة كما سبق في (على)؛ كقولِ الشَّاعرِ:

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: لَم تُلفِنا من دِماءِ القَومِ نَنتَفِلُ

قائله: هو الأعشى ميمون بن قيس، الأشموني 594/ 3، وابن عقيل 287/ 2، وابن الناظم، والمكودي ص 150.

اللغة: منيت: ابتليت، والخطاب ليزيد بن مسهر الشيباني. عن غب: عن هنا ظرف بمعنى بعد، وغب: -بكسر الغين- أي: عاقبة، ويروي:(عن جد)، والجد -بكسر الجيم- المجاهدة أو الشدة. لا تلفنا: لا تجدنا. ننفتل: نتخلص.

الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم أي: والله لئن، إن شرطية منيت: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط، وتاء المخاطب نائب فاعل بنا: متعلق بمنيت عن: ظرف بمعنى بعد متعلق بمنيت أيضًا. غب: مضاف إليه معركة: مضاف إلى غب لا: نافية تلفنا: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بحذف الياء، والفاعل ضمير مستتر فيه، نا مفعول أول عن دماء: جار ومجرور متعلق بقوله: ننفتل القوم: مضاف إلى دماء ننفتل: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل نصب مفعول ثانٍ لتلفي.

الشّاهد: قوله: (عن غب)؛ حيث جاء (عن) بمعن (بعد).

(2)

التخريج: عجز بيت من الرّجز، وصدره: مِن حَومَةِ اللَّيلِ بِهادي جَمَلي و (المنهل): مورد الماء تَرِدُه الإبل في المراعي.

يُنظر هذا البيت في: الأزهيّة 280، وأمالي ابن الشّجريّ 2/ 612، ووصف المباني 431، والمغني 197، وجواهر الأدب 324 والدّيوان 181.

الشّاهد: قوله: (عن منهل) حيث جاءت (عن) بمعنى (بعد).

ص: 398

........................... فَهَلا الَّتِي عَنْ بَينَ جَنبَيكَ تَدْفَعُ

(1)

الأصل: (فهلا تدفع عن الّتي بَينَ جنبيك)، فحذفت (الَّتي) قبل الموصول، وزيدت أخرَى بعد الموصول عوضًا عن المحذوفة.

* وبمعنى (على)، كما استعملت على بمعناها، ولهذا قال:(كَمَا على مَوْضِعَ عَنْ قَدْ جُعِلَا)، ومنه في القرآن:{فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}

وقول الشّاعر:

لاهِ ابنُ عمِّكَ لا أفضِلْتَ في حَسَبٍ

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أَتَجْزَعُ أَن نَفْسٌ أَتاها حِمامُها

وهو لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص 325، وشرح شواهد المغني 1/ 436، وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص 105، وذيل سمط اللآلي ص 49، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 248 وخزانة الأدب 10/ 144، والدرر 4/ 107، وشرح التصريح 2/ 16، والمحتسب 1/ 281، وهمع الهوامع 2/ 22.

اللغة: الجزع: الاضطراب والخوف. الحِمام: الموت.

المعنى: أراك مضطربًا خائفًا عندما يحل الموت ضيفًا على أحدهم، فهل تستطيع منعه من أخذ روحك، عندما تحين ساعتك؟!

الإعراب: أتجزع: الهمزة: حرف استفهام: تجزع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. إن: حرف شرط جازم. نفس: فاعل لفعل محذوف تقديره تهلك، أو تمت. أتاها: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، وها: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حمامها: فاعل مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل في محل جرّ بحرف الجر. فهلا: الفاء: للاستئناف، هلا: حرف تحضيض. التي: اسم موصول في محل نصب بنزع الخافض، بتقدير تدفع عن التي. عن بين: عن: حرف جرّ زائد، بين: مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه مفعول فيه ظرف مكان متعلق بفعل استقرت المحذوف. جنبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، والكاف: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. تدفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت.

وجملة (أتجزع): ابتدائية لا محل لها. وجملة (إن نفس): استئنافية لا محل لها. وجملة (أتاها): تفسيرية لا محل لها. وجملة جواب الشرط محذوفة، بتقدير إن تمت نفس فتجزع. وجملة (تدفع): استئنافية لا محل لها.

الشّاهد: قوله: (عن بين) حيث جاءت (عن) زائدة للتعويض عن المحذوف بعد الفعل، بتقدير فهلا تدفع عن التي بين جنبيك.

ص: 399

.........................

عَنِّي وَلَا أنتَ ديَّانِي فَتَخْزُونِي

(1)

* وبمعنَى (من)، و في (، و (أَن)، و (الباء).

فالأول، كقولِهِ تعالَى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} ،، {نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} .

(1)

التخريج: البيت لذي الإصبع العدواني في أدب الكاتب ص 513 والأزهية ص 279، وإصلاح المنطق ص 373 والأغاني 3/ 108، وأمالي المرتضى 1/ 252 وجمهرة اللغة ص 596، وخزانة الأدب 7/ 173، 177، 184، 186، والدرر 4/ 143، وسمط اللآلي ص 289، وشرح التصريح 2/ 15، وشرح شواهد المغني 1/ 430 ولسان العرب 11/ 525 فضل، 13/ 167، 170 دين، 295، 296 عنن، 539 لوه، 14/ 226 خزا، والمؤتلف والمختلف ص 118، ومغني اللبيب 1/ 147، والمقاصد النحوية 3/ 286، ولكعب الغنوي في الأزهية ص 97، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 263، 2/ 121، 303 والإنصاف 1/ 394 والجنى الداني ص 246، وجواهر الأدب ص 323 وخزانة الأدب 10/ 124، 344 والخصائص 2/ 288، ورصف المباني ص 254، 368 وشرح ابن عقيل ص 364 وشرح المفصل 8/ 53، وهمع الهوامع 2/ 29.

اللغة: لاه: أصله (الله) حذفت لام الجر ولام التعريف والباقية هي فاء الكلمة وذلك حسب رأي سيبويه. أفضلت: زدت فضلا. الحسب: الشرف الثابت في الآباء. الديان: صاحب الأمر. تخزوني: تسوسني وتقهرني.

المعنى: يقول: لله أمر ابن عمك، لا أنت أفضل مني حسبًا، ولا أشرف مني نسبًا، ولا ولي أمري فتسوسني وتقهرني.

الإعراب: لاه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. ابن: مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف: عمك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. والكاف ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة لا: حرف نفي. أفضلت فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. في حسب: جار ومجرور متعلقان بأفضلت. عني: جار ومجرور متعلقان بأفضلت. ولا: الواو حرف استئناف، لا: حرف نفي. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. دياني: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جرّ بالإضافة. فتخزوني: الفاء: حرف عطف، أو السببية، تخزوني: فعل مضارع مرفوع، أو منصوب، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.

وجملة (لاه ابن عمك): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا أفضلت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا أنت دياني): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة (تخزوني): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.

الشّاهد: قوله: (أفضلت عني)؛ حيث جاءت عن للاستعلاء بمعنى على، لأن رضي يتعدى بعلى.

ص: 400

والثَّاني؛ كقولِهِ:

.................................... وَلَا تَكُ عَنْ حِمْلٍ الرِّباعَةِ وَانِيَا

(1)

قاله في"القاموس".

والثَّالث؛ كقولِ التّميمين: (يعجبني عن تفعل)، ولهذا قالوا:(عنعنة تميم)، وسيأتي في الوقف.

والرّابع؛ كقولِهِ تعالَى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} .

وللتعليل، ومنه في القرآن:{وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} .

وللسببية، كقولِ الشَّاعرِ:

................................ وَحُدثُ كَمَا حَادَ البَعيرُ كنن الدَّحضِ

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وَآسِ سَراةَ الحَيِّ حَيثُ لَقيتَهُم

وهو للأعشى في ديوانه ص 379 والدرر 4/ 145 وشرح شواهد المغني 1/ 434 وبلا نسبة في الجنى الداني ص 247 وجواهر الأدب ص 324 وهمع الهوامع 2/ 30.

اللغة: آس: قدم المواساة والمساعدة والعزاء. سراة الحي: أشرافه. الرباعة: الدية؛ وهو على رباعة قومه: أي هو سيدهم. الواني: الضعيف.

المعنى: لا تكن كسولًا ضعيفًا عن حمل أعباء الرئاسة والسيادة، وقدم المساعدة والمواساة لأشراف قبيلتك كُلَّما لقيتَهم.

الإعراب: وآس: الواو: بحسب ما قبلها، آس: فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. سراة: مفعول به منصوب بالفتحة. الحي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حيث: ظرف مكان في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل آس. لقيتهم: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة جمع الذكور العقلاء. ولا: الواو: للعطف، لا: ناهية جازمة. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم، وحذفت النون الساكنة منه للتخفيف. واسم تكون: ضمير مستتر تقديره أنت. عن حمل: جار ومجرور متعلقان بوانيًا. الرباعة: مضاف إليه مجرور بالكسرة وانيا: خبر تكون منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق.

وجملة (آس سراة الحي): حسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة (لقيتهم): في محل جرّ بالإضافة. وجملة (ولا تك): معطوفة على جملة (وآس): لا محل لها، أو بحسب ما قبلها.

الشّاهد: قوله: (عن حمل الرباعة)؛ حيث جاءت (عن) بمعنى (في)، تحمل معنى الظرفية.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل لطرفة، وروايته كما جاء في الديوان 141، واللسان - دحض:

ص: 401

أي: (كما حاد البعير بسبب الدحض): المكان الزّلق.

والله الموفق

ص

377 -

شَبِّه بِكافٍ وَبِها التَّعلِيلُ قَد

يُعنَى وَزَائِدًا لِتَوكِيدٍ وَرَدْ (1)

378 -

وَاستُعمِل اسْمًا وَكَذَا عن وَعَلَى

مِن أجلِ ذَا عَليْهِمَا مِن دَخَلَا (2)

ش:

* تكثر الكاف في التّشبيه؛ نحو: (زيد كالأسد).

* وتكون للتعليل: وفي القرآن: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} ؛ أي: (لهدايته).

* وزائدة للتوكيد: كَقَولِ الشَّاعرِ:

................... لَوَاحِقُ الأقْرَابِ فِيهَا كَالْمَقَقْ (3)

رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيَّ حذارُه

وحادَكَمَاحادَ البَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ

وهو في جمهرة اللغة 1/ 50 والزاهر 1/ 33 وأساس البلاغة 1/ 280 بروايات مختلفة.

الشّاهد: قوله: (عن الدحض)، حيث جاءت (عن) للسببية.

الشّاهد: قوله: (عن الدحض)، حيث جاءت (عن) للسببية.

(1)

شبَّه: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بكاف: جار ومجرور متعلق بشبِّه. وبها: متعلق بقوله: يُعنى الآتي. التعليل: مبتدأ. قد: حرف تقليل. عن: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على التعليل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وزائ: حال من فاعل ورد الآتي. لتوكيد: جار ومجرور متعلق بزائد.

ورد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الكاف.

(2)

واستُعمل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الكاف في البيت السابق. اسمًا: حال من نائب الفاعل. وكذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. عن: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. وعلى: معطوف على عن. من أجل: جار ومجرور متعلق بدخل أيضًا. ذا: اسم اشارة مضاف إليه. من: قصد لفظه: مبتدأ. دخلا: دخل: فعل ماض، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى من، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

(3)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: قُبٌّ مِنَ التَّعْداءِ حُقْبٌ في سَوَقْ

وهو لرؤبة في ديوانه ص 106، وجواهر الأدب ص 129، وخزانة الأدب 1/ 89، وسر صناعة الإعراب ص 292، 295، 815 وسمط اللآلي ص 322 وشرح شواهد المغني 2/ 764، والمقاصد النحوية 3/ 290، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 264 والإنصاف 1/ 299،

ص: 402

أَي: (فيها المقق).

وقيل لبعض العرب: كيف تصنعون الأقط؟ قالوا: كهيِّن؛ أَي: (هنيًا).

والزَّائدة حرف على الصّحيح.

* وجعلت صلة مؤكّدة: في قوله تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}

وقيل: الزّائد (مثل)، لتفصل الكاف من الضّمير، كما زيدت في: قوله تعالَى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} .

وقيل: الكاف اسم، وأكد بمثل، كما استعمل عكس ذلك في قول الشّاعرِ:

................... صُيِّرُوا مثلَ كَعَصْفٍ مَأْكُولْ (1)

وقيل: ليست (مثل) مؤكّدة، والكاف: اسم، أَي:(ليس مثل مثله شيء).

والعرب: يكنون عن نفي المثل بنفي مثل المثل.

وجمهرة اللغة ص 824 واللمع في العربية ص 158، والمقتضب 4/ 418.

اللغة: اللواحق: جمع لاحقة اسم فاعل من لحِقَ كسَمِع: ضُمرٌ وهُزلٌ. والأقراب: جمع قُرْب بضمه فسكون وبضمتين: الخاصرة. يريد أنها خماص البطون، وضمير فيها) للأقراب. المقق: الطول الفاحش.

الإعراب: لواحق: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي، وهو مضاف. الأقراب: مضاف إليه مجرور.

فيها: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: موجود. كالمقق: الكاف حرف زائد، المقق: مبتدأ مؤخر.

الشّاهد: قوله: (كالمقق) حيث وردت الكاف الزائدة، تقديره:(فيها المقق)؛ أي: فيها مقق، لأنه يصف الأضلاع بأن فيها طولًا، وليس يريد أن شيئًا مثل الطول نفسه.

(1)

التخريج: هذا بيت من مشطور الرجز آخر أربعة أبيات موجودة في زيادات ديوان رؤبة ص 181، وقد ينسب لحميد الأرقط. وانظره في الكتاب لسيبويه (1/ 408)، والمقتضب (4/ 141، 350)، وسر الصناعة (296)، والمغني (180)، والخزانة (4/ 270)، والدرر (2/ 250)، وشرح شواهد المغني (503)، والأبيات كما في ملحق الديوان:

وَمَسَّهُمْ ما مَسَّ أَصْحَابَ الفِيلْ

تَرْمِيهِمُ حِجارَةٌ مِنْ سِجِّيلْ

وَلَعِبَتْ طَيْرٌ بهِم أَبابِيلْ

فَصُيِّرُوا مِثْلَ كَعَصْفٍ مَأْكُولْ

اللغة: العصف: ورق الزرع الذَي يبقى في الأرض بعد الحصاد، فتعصفه الرياح وتأكله الماشية.

الشّاهد: قوله: (مثل كعصف)؛ حيث جاء الكاف اسمًا أُكِّد به (مثل).

ص: 403

قيل: وهذا هو الوجه.

* وتكون بمعنَى (على)، قيل لبعضهم:(كيف أصبحت؟) فقال: (كخير).

وأبو الفتح: بمعنَى الباء.

وقيل: للتشبيه على حذف مضاف؛ أَي: كـ (صاحب خير).

* والسّيرافي وابن الخباز: للمبادرة؛ في نحو: (صلِّ كمَا يدخلُ الوقت).

* وأبو عبيدة: بمعنَى واو القسم؛ في قوله تعالَى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} .

قيل: وهو بعيد جدًا.

ولهذا شنع ابن الشّجري على مكي حيث حكاه عن أبي عبيدة وسكت عليه.

والحق: أنها على بابها، وهي صفة لمصدر محذوف؛ والتّقدير:(الأنفال ثابتة لله ثبوتًا كما أخرجك).

وقيل: التّقدير: (يجادلونك جدالًا كما أخرجك).

* وتكون اسمًا إِذا دخل عليها الحرف؛ كقولِهِ:

................................. يَضحَكنَ عَن كالبَرَدِ المُنهمِّ

(1)

(1)

تخريج الشّاهد: هذا بيت من الرجز في وصف نسوة بالحسن والجمال، وقبله قوله:

بيضٌ ثَلاث كَنِعَاجٍ جمِّ

ويروى قبل الشّاهد قوله:

عِنْدَ أبي الصَّهْبَاءِأَقْصَى هَمِّي

وَلَا تَلُمْني اليَوْمَ يَابْن عَمي

والشاهد من شواهد: التصريح: 2/ 18، والأشموني: 562/ 2/ 296، والعيني: 3/ 294.

المخصص: 9/ 119، وشرح المفصل: 8/ 42، 44 والخزانة: 4/ 26 والهمع: 2/ 31، الدرر: 2/ 28، والمغني: 325/ 239، والسيوطي: 71، وملحقات ديوان العجاج:83.

اللغة: بيض: جمع بيضاء. نِعاج: جمع نعجة، والمراد بها هنا البقرة الوحشية، شبهت بها المرأة الحسناء، ولا يقال نِعاج لغيرها. جم: جمع جماء، وهي التي لا قرن لها. البرد: مطر ينعقد كرات صغيرة. المنهم: الذائب منه بعضه حتى يصير كرات صغيرة جدا.

المعنى: أن هؤلاء النسوة البيض اللاتي كبقر الوحش خفة ورشاقة يضحكن عن أسنان كالبرد الصغير صفاء ولطافة.

الإعراب: يضحكن: فعل مضارع مبني على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل

ص: 404

أَي: (مثل البرد).

و (المنْهم) بسكون النّون: الذّائب.

وقول الآخر:

بِكا للَّقوَةِ الشَّغْواءِ جُلْتُ فَلَمْ أَكُنْ .................

(1)

أَي: (مثل اللّقوة)؛ وهي العقاب. والشّغواء: المعوجة المناقير.

مبني على الفتح في محل رفع فاعل؛ وجملة يضحكن: في محل رفع صفة ثانية لـ (بيضٌ ثلاثٌ) والصفة الأولى هي متعلق الجار والمجرور في قوله كنعاج جم. عن: حرف جرّ. كالبرد: الكاف اسم بمعن مثل، مبني على الفتح في محل جرّ بعن؛ والجار والمجرور متعلق بيضحك، والكاف الاسمية مضاف. البرد: مضاف إليه مجرور. المنهم: صفة للبرد مجرورة.

الشّاهد: قوله: (عن كالبرد)؛ حيث جاءت الكاف اسمًا بمعنى (مثل)، ودليل ذلك: دخول حرف الجر عليها؛ لأن حرف الجر لا يدخل إِلَّا على الاسم.

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لأولع إِلَّا بالكمي المقنع

وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص 82، والدرر 4/ 158، والمقاصد النحوية 3/ 295، وهمع الهوامع 2/ 31.

اللغة: اللقوة: العقاب السريع. الشغواء: ذات المنقار المعوج. جلت: طفت دون مبالاة. الولع: الشغف. الكمي: الرجل الشجاع. المقنع: الذي يلبس القناع، وهنا: المدجج بالسلاح.

المعنى: يصور الشّاعر شجاعته إذا كان يطوف في مجال المعركة غير مبال بأحد على حصان كالعقاب السريع، باحثًا عن الأبطال المدججين بالسلاح.

الإعراب: بكاللقوة: الباء: حرف جرّ، والكاف: اسم بمعن مثل مبني في محل جرّ بالباء، والجار والمجرور متعلقان بجُلتُ، وهو مضاف، اللقوة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشغواء: نعت اللقوة مجرور بالكسرة. جلت: فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فلم: الفاء: حرف عطف، ولم: حرف نفي وجزم وقلب. أكن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. لأولع: اللام: للجحود، وأولع: فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا إِلَّا: حرف استثناء. بالكمي: جار ومجرور متعلقان بأولع. المقنع: نعت الكمي مجرور بالكسرة.

وجملة (بكاللقوة): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لم أكن): معطوفة على سابقتها. وجملة (لأولع): في محل نصب خبر أكن.

الشّاهد: (بكاللقوة) حيث وردت الكاف اسمًا بمعن مثل، بدليل جرها بالباء التي تختص بدخولها على الأسماء.

ص: 405

وقول الآخر:

أبدًا كَالفِرَاء فَوقَ ذُرَاهَا .................................

(1)

وأكثر المحققين: لا تكون اسمًا إِلَّا في الشّعر.

وأَجازَ الأخفش والفارسي: كونها اسمًا مضافًا في: (زيد كالأسد)؛ أَي: (مثل الأسد).

* و (عن)، و (على): تستعملان اسمين أيضًا.

فتكون (على): بمعنى فوق، و (عن): بمعنَى جانب، ويُجرَّان بـ (من) فقط. قال الشّاعر:

.................................. مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيَّا نَظرَةٌ قَبَل

(2)

(1)

التخريح: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: حينَ يَطْوي المَسَامِعَ الصَّرَّارُ

ولم ينسب إلى قائل معين. العيني 3/ 292

اللغة: الفراء: جمع الفَرا: الحمار الوحشي. الذرا: جمع ذروة: أعلى كل شيء. حين يطوي: حين يسد. الصرار: الطير الذي يصيح بالليل.

المعنى: يصف الشّاعر رجلا يأوي ذرا الجبال بالليالي خوفًا من عدوه أن يدهمه في منزله كحمير الوحش التي تتعلق دائمًا برؤوس الجبال في الليالي خوفًا من دهمة مفترس.

الشّاهد: قوله: (كالفراء)؛ حيث جاءت الكاف بمعنى مثل.

(2)

التخريح: عجز بيت من الخفيف وصدوه: فقلت للركب لما أن علا بهم

وهو للقطامي في ديوانه ص 28؛ وأدب الكاتجط ص 504؛ ولسان العرب 13/ 295 (عنن)، 14/ 163 (حبا)؛ والمقاصد النحوية 3/ 297؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص 55؛ والجنى الداني ص 243؛ وجواهر الأدب ص 322؛ ووصف المباني ص 367؛ والمقرب 1/ 195.

اللغة: الركب: جماعة الراكبين المسافرين. الحبيّا: موضع بالشام. نظرة قبل: نظرة أولى لم تسبقها نظرة.

المعنى: عندما ارتفع الطريق بجماعة المسافرين عن يمين الحبيّا .. قلت لهم: هي نظرة أولى رأيتها فاسمحوا لي بالثانية.

الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. للركب: جار ومجرور متعلقان بـ قلت. لما: مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل (قلت). أن: زائدة. علا: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو. بهم: جار ومجرور متعلقان بِـ علا. من عن: جار ومجرور متعلقان بـ علا. يمين: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الحبيّا:

ص: 406

ونظرت نظرةً قَبَلُ: إِذا لم يسبقها نظرة. والحبيا: موضع بالشّام.

وقول الآخر:

......................................... مِنْ عَنْ يَمِيْنِي تَارَةً وَشِمَالِي

(1)

وقول الآخر:

غَدَتْ مِنْ عَلَيهِ بَعدَمَا تَمَّ ظِمْؤُهَا ...............................

(2)

مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف. نظرة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي مرفوع بالضمّة. قبل: صفة نظرة مرفوعة بالضمّة.

وجملة (فقلت): بحسب الفاء. وجملة (علا): في محل جرّ بالإضافة. وجملة (هي نظرة): في محلّ نصب مقول القول.

الشاهد: قوله: (من عن يمين) حيث جاءت (عن) بمعنى جانب وجُرَّت بمِن.

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: فَلَقَد أراني لِلرِّماحِ دَريئَةً

وهو لقطري من الفجاءة في ديوانه ص 171؛ وخزانة 10/ 158، 160؛ والدرر 2/ 269، 4/ 185؛ وشرح التصريح 2/ 10؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 136؛ وشرح شواهد المغني 1/ 438؛ والمقاصد النحوية 3/ 150، 405؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص 255؛ والأشباه والنظائر 3/ 13؛ وجواهر الأدب ص 322؛ وشرح ابن عقيل ص 368؛ وشرح المفصل 8/ 40؛ ومغني اللبيب 1/ 149؛ وهمع الهوامع 1/ 156، 2/ 36.

اللغة: الدريئة: حلقة يُتعلم عليها الطعن، أو ما يستتر به الصائد ليخدع الصيد.

المعنَى: يقول: إنه أصبح هدفًا لسهام الأعداء ونبالهم تترامى عليه من كل جانب. أو إن أصحابه يتخذونه ترسًا ليرد عنهم سهام الأعداء ونبالهم التي تنهال عليهم من كل جانب.

الإعراب: ولقد: الواو بحسب ما قبلها، لقد: اللام واقعة في جواب قسم محذوف، قد: حرف تحقيق: أراني: فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. للرماح: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من دريئة. دريئة: مفعول به ثان. من عن: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: تجيئني مثلًا، وهو مضاف. يميني: مضاف إليه، وهو مضاف، والياء في محل جرّ بالإضافة تارة: ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف. وشمالي: الواو حرف عطف، شمالي: معطوف على يميني.

وجملة القسم المحذوفة بحسب ما قبلها. وجملة: (لقد أراني): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. والجملة المحذوفة (تجئني): في محل نصب نعت لدريئة.

الشّاهد فيه قوله: (من عن يميني)؛ حيث وردت (عن) اسمًا مجرورًا بمعنى جانب.

(2)

التخريج: صدر بيت قائله مزاحم بن الحارث العقيلي، والصحيح أنه إسلامي كما قال أبو حاتم،

ص: 407