المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأما قوله: ................ … عَارًا عَلَيْكَ، وَرُبَّ قَتلٍ عَارُ (1) برفع (عار)، فالتقدير: - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: وأما قوله: ................ … عَارًا عَلَيْكَ، وَرُبَّ قَتلٍ عَارُ (1) برفع (عار)، فالتقدير:

وأما قوله:

................

عَارًا عَلَيْكَ، وَرُبَّ قَتلٍ عَارُ

(1)

برفع (عار)، فالتقدير: و (رب قتل هو عار) والجملة صفة لـ (قتل).

وابن الطّراوة والكوفيون: إن (رُبَّ): اسم مبني، وأعربوها مبتدأ، و (عار): خبره، فلما تصرف فيها بالتّغيير والحذف وزيادة التّاء وَكَانَ لها صدو الكلام دونَ باقي حروف الجر .. جعلت اسمًا، وفيها نحو: عشر لغات.

‌تنبيه:

يجب حذف ما يتعلق به الواو والتّاء واللّام في القسم، فلا يقال:(أقسم والله)، و (لَا أقسم بالله).

وأجاز الأول ابن كيسان.

ويجوز الوجهان مع الباء: لأصالتها، ولتعدي فعل القسم بها، ولجرها الظّاهر والمضمر، وفي القرآن:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ، {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} .

وتختص بالقسم الطلبي؛ كقوله:

بِرَبِّك هَلْ ضَممتَ إِلَيكَ لَيلَى

.................................

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: إن يقتلوك فإنَّ قتلك لم يكن

وهو لرجل من بني سلول في الدرر 1/ 10، وشرح شواهد المغني 1/ 310، والكتاب 3/ 24، والمقاصد النحوية 4/ 58 ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ص 126، ولعميرة ص 126، ولعميرة بن جابر الحنفي في حماسة البحتري 171، وبلا نسبة في الأزهية 263 والأشباه والنظائر 3/ 90، وأوضح المسالك 3/ 206، وخزانة الأدب 1/ 375، 358، 3/ 201، 4/ 207، 208، 5/ 32، 503، 7/ 197، 9/ 119، 383 والخصائص 2/ 338، 3/ 330، والدرر 2/ 462، وشرح ابن الناظم ص 351، وشرح شواهد المغني 2/ 814 ومغني اللبيب 1/ 102، 2/ 429، 645، وهمع الهوامع 1/ 9، 2/ 140.

الشاهد: قوله: (رب قتلٍ عارُ)؛ حيمسا وصف مجرور (رب) بجملة (هو عار).

(2)

التخرييج: صدر بيتا من الوافر، وعجزه: وهل قبّلت قبل النوم فاها

وهو للمجنون في ديوانه ص 22 والأغاني 2/ 3 وخزانة الأدب 10/ 47، 48، 52، 53، 54، وشرح شواهد المغني 2/ 913.

اللغة: فاها: فمها.

المعنى: أستحلفك الله، هل نلت من ليلى ما يتمناه العاشق من معشوقه؟

ص: 367

والأكثرون: أن التّاء المثناة في القسم بدل من الواو.

والسّهيلي: أنها أصل، واللّام لما فيه معنى التّعجب؛ نحو:(لله لا يؤَخَّرُ الأجلُ).

* ويقسم بـ (إِلَّا) و (لمَّا) كقوله:

بالله؛ رَبِّكِ إِلَّا قُلتِ صَادِقَةً ....................................

(1)

.

ويجوز ذكر الفعل: كـ (أقسمت عليك إِلَّا فعلت)، و (لمَّا فعلت).

* ويقسم بـ (ايمن) مضافًا لله والكعبة و (الذي) و (الكاف)، كـ (ايمن الله لا فعلت)، و (ايمن الكعبة)، وقال عليه الصلاة والسلام "وايم الذي نفسي بيده"، وهي لغة: في ايمن.

وقال عروة ابن الزّبير: (ايمنك لئن ابتليت لقد عافيت).

وقالوا: (عهد الله)، و (يمين الله)، و (أمانة الله لأفعلن) فالرّفع، والتصب في الجميع.

فالرّفع على الابتداء وحذف الخبر؛ أي: (أمانة الله قسمي) و (عهد الله لازمي).

الإعراب: بربك: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف ورَب: مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. هل: حرف استفهام. ضممت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إليك: جار ومجرور متعلقان بالفعل ضممت. ليلى: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وهل: الواو: حرف عطف، هل: حرف استفهام. قلت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. قبل: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل قبَّلت، وهو مضاف. النوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فاها: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، وها: ضمير متصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة.

وجملة القسم: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (هل ضممت ليلى): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قبلت فاها): معطوفة لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (بربك هل ضممت) حيث اختصت البار بالقسم الطلبي.

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: هل في لقائك للمشغوف من طمع وهو في الدرر (2/ 46)، والهمع (2/ 42).

الشاهد: قوله: (إِلَّا قلت)؛ حيث استعمل (إِلَّا) حرف قسم.

ص: 368

والنصب بتقدير حذف الفعل؛ أي: (أقسم بأمانة الله) ونحوه.

وروي بالوجهين قوله:

إذَا مَا الخُبْزُ تَأْدِمُهُ بلَحْمٍ

فذاكَ أَمانَةَ اللهِ الثَّرِيدُ

(1)

والله الموفق

ص:

369 -

بَعِّض وبَيِّن وابتَدِئ في الأمكِنَه

بِمِن وَقَد تأتِي لِبَدءِ الأزمِنَه

(2)

370 -

وَزِيدَ في نَفيٍ وَشِبْهِهِ فَجَرّ

نَكِرَةً كَمَا لِبَاغٍ مِن مَفَرّ

(3)

(1)

التخريج: البيت بلا نسبة في الكتاب 3/ 61، ولسان العرب 12/ 9 (أدم)، وانظر: شرح المفصل (9/ 92، 102، 104).

اللغة: تأدمه: تخلطه. الثريد: نوع من الطعام.

الإعراب: إذا: ظرفية شرطية غير جازمة متعلقة بالجواب. ما: حرف زائد لا عمل له. تأدمه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. بلحم: جار ومجرور متعلقان بالفعل (تأدمه). فذاك: الفاء رابطة الجواب الشرط، وذا اسم إشارة مبنيّ في محل رفع مبتدأ، والكاف ضمير متصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة. أمانة: اسم منصوب على نزع الخافض بتقدير: أحلف أو أقسم، فحُذف حرف الجرّ قبل حذف فعل القسم، ويجوز رفعه على أنه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: أمانة الله قسمي. الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. الثريد: خبر ذاك مرفوع بالضمة.

وجملة (تأدمه): المحذوفة: في محل جرّ بالإضافة. وجملة (تأدمه بلحم): تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أمانة الله قسمي): اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ذاك الثريد): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (فذاك أمانة الله) حيث يجوز نصب (أمانة) على تقدير حذف حرف الجر (الباء)، ورفعها على الابتداء.

(2)

بعِّض: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وبَيِّن وابتدِئ: مثله ومعطوفان عليه. في الأمكنة: متعلق بِابتَدِئ. بمن: جار ومجرور تنازعه الأفعال الثلاثة. وقد: حرف تقليل. تأتي: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي يعود على من. لبدء: جار ومجرور متعلق بتأتي. وبدء: مضاف والأزمنة: مضاف إليه.

(3)

وزِيدَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى (مِن). في نفي: جار ومجرور متعلق بزِيدَ. وشبهه: الواو عاطفة، شبه: معطوف على نفي، وشبه: مضاف وضمير الغائب العائد إلى نفي مضاف إليه. فجر: الفاء عاطفة، جرّ: فعل ماض، وفاعله

ص: 369

ش:

* تكون (من):

* للتبعيض نحو: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} الآية.

* وللبيان نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} .

وقال الأخفش: للتبعيض على معنَى (فاجتنبوا)؛ أَي: (اجتنبوا الرّجس الّذي الأوثان منه).

حكاه مكي.

وتقدر البيانية بعد المعرفة: بالموصول والضّمير؛ أي: (الرجس الّذي هو الأوثان).

وبعد النكرة: بالضّمير فقط، ذكره السّفاقسي، في قوله تعالى:{كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ} الآية.

* وتكون لابتداء الغاية في المكان نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} .

* والكوفيون والأخفش والمصنف أن تكون كذلك في الزمان، قال تعالى:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} الآية.

وقول صحابي: "مطرنا من الجمعة إِلَى الجمعة"، يعني: بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقول أنس: "فلم أزل أحب الدّباء من يومئذ". وقول الشّاعر:

تُخَيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمٍ حَلِيمَةٍ

.........................................

(1)

= ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. نكرة: مفعول به لجر. كما: الكاف جارة لقول محذوف، ما: نافية. لباغ: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. من: زائدة. مفر: مبتدأ مؤخر.

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إلى اليوم قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ

وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 45، وخزانة الأدب 3/ 313 وشرح التصريح 2/ 8، وشرح شواهد المغني ص 349، 831، ولسان العرب 1/ 261 جرب، 12/ 149 حلم، ومغني اللبيب ص 319، والمقاصد النحوية 3/ 270، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص 358.

اللغة: يوم حليمة: من أيام العرب المشهورة في العصر الجاهلي، فيه انتصر الغساسنة على اللخميين، وبه ضرب المثل:(ما يوم حليمة بسر).

المعنى: يقول إن سيوف الغساسنة صقيلة اختارها أصحابها من زمن يوم حليمة، وحافظوا عليها إلى اليوم، وقد أظهرت التجارب جودتها وحسن بلائها في رقاب الأعداء.

ص: 370

وقوله:

...................

خُيْرنَ مِن أَزْمَانِ عَادٍ وجُرْهُمِ

(1)

وقوله:

ألِفتُ الهَوى مِن حِينِ أُلْفيتُ يافِعًا

.................................

(2)

وقوله:

..................................

أقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومِن دَهْرِ

(3)

الإعراب: تُخَيِّرْنَ: فعل مضارع للمجهول مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. من أزمان: جار ومجرور متعلقان بتخيرن، وهو مضاف. يوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. حليمة: مضاف إليه. إلى اليوم: جار ومجرور متعلقان بتخيرن. قد: حرف تحقيق. جُرِّبن: فعل ماض للمجهول، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. كل: نائب مفعول مطلق، وهو مضاف التجارب: مضاف إليه مجرور.

وجملة (تخيرن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد جربن): تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (من أزمان يوم حليمة)؛ حيث قال الكوفيون إن (من) هنا أفادت ابتداء الغاية في

الزمان، وقال البصريون: إن الكلام على تقدير مضاف؛ أي: من استمرار يوم حليمة.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وكيل حسام أخلصته قُيونُه

وانظره وانظره في التذييل (4/ 1)، وشرح التسهيل (3/ 123)، والمعجم المفصل (1/ 532)، وشواهد التوضيح (119).

الشاهد: قوله: (مِن أزمان)، حيث أفادت (من) هنا ابتداء الغاية في الزمان كالشاهد السابق.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إلى الآن ممنوًّا بواشٍ وعاذلِ

وانظره في التذييل (4/ 1)، وشرح التسهيل (3/ 133)، وشواهد التوضيح (191).

الشاهد: قوله: (من حين)، حيث أفادت (من) هنا ابتداء الغاية في الزمان كالشاهد السابق.

(3)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: لِمَنِ الدِّيارُ بِقُنَّةِ الحِجرِ

وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 86، والأزهية ص 283، وأسرار العربية ص 273، والأغاني 6/ 86، والإنصاف 1/ 371، وخزانة الأدب 9/ 439، 440 والدرر 3/ 142، وشرح التصريح 2/ 17، وشرح شواهد المغني 2/ 750، وشرح عمدة الحافظ ص 264، والشعر والشعراء 1/ 145، ولسان العرب 4/ 170 (هجر)، 13/ 421 (منن)، والمقاصد النحوية 3/ 312 وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 270، ورصف المباني ص 320 وشرح الأشموني 2/ 97 ومغني اللبيب 1/ 335، وهمع الهوامع 1/ 317.

اللغة: القنة: أعلى الشيء. الحُجر: منازل ثمود عند وادي القرى. أقوين: خلون. من حجج: من

ص: 371

وقوله:

.....................

مِنْ لَدُنِ الظّهر إِلَى العَصيرِ (1)

وقوله:

مَازِلتُ مِنْ يَومِ بِنْتُمْ وَالِهًا دَنِفا

.......................... (2)

وقوله:

مِن الصُّبح حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ لَا تَرَى

........................ (3)

سنوات.

المعنى: يتساءل الشّاعر عن ديار قنة الحجر التي خلت منذ سنوات عديدة.

الإعراب: لمن: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدّم للمبتدأ. الديار: مبتدأ مؤخر مرفوع. بقنة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الديار، وهو مضاف الحجر: مضاف إليه مجرور متعلق بالفعل بعده. أقوين: فعل ماض، والنون: ضمير في محل رفع فاعل. من حجج: جار ومجرور متعلقان با أقوين. ومن دهر: الواو: حرف عطف، من دهر: جار ومجرور متعلقان بـ أقوين.

جملة (لمن الديار): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أقوين): في محل رفع نعت الديار.

الشاهد: قوله: (من حجج ومن دهر) حيث جاءت (من) لابتداء الغاية في الزمان، على رأي الكوفيين.

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: تَنْتَهِضُ الرَّعْدَةُ في ظَهِيري

وهو لرجل من طيئ في المقاصد النحوية 3/ 429، وبلا نسبة في الخصائص 2/ 235، والدرر 3/ 136، 6/ 288 ولسان العرب 7/ 245 نهض.

الإعراب: تنتهض: فعل مضارع مرفوع. الرعدة: فاعل مرفوع. في ظهيري: جار ومجرور متعلقان بتنتهض، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. من لدن: جار ومجرور متعلقان بتنتهض، وهو مضاف. الظهر: مضاف إليه مجرور. إلى: حرف جرّ. العصير: اسم مجرورة بالكسرة.

الشاهد: قوله: (من لدن) حيث جاءت (مِن) لابتداء الغاية الزمانية.

(2)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: ذا لوعةٍ عيشُ مَن يُبْلى بها عَجَبُ شرح التسهيل 3/ 133، شواهد التوضيح 191.

الشاهد: قوله: (من يوم)، حيث جُرَّ بين ما هو مبدأ غاية الزمان.

(3)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: من القوم إِلَّا خارجيًا مسوما

التذييل والتكميل 11/ 120، المخصص 4/ 437 شرح ديوان الحماسة 1/ 281.

ص: 372

- وتزاد بعد نفي أو شبهه فتجر النّكرة نحو: {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} و {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} .

وكقول الشيخ: (ما لباغٍ مِن مَفرّ)، و (لَا تضرب من أحد).

وأبو حيان: لا يستفهم هنا إِلَّا بـ (هل) فلا يقال: (كيف تضرب من رجل؟) ونحوه.

وأجازَ الأخفش: أن تزاد في الإيجاب، وأن تجر غير النّكرة، وجعل منه قوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} .

ونحو قول الشّاعر:

............................

وَيَكْثُرُ فيه مِنْ حَنِينِ الأَبَاعرِ

(1)

.

والكسائي: زائدة، في حديث:"إن من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة المصورون".

والصحيح: أن اسم (إن): ضمير شأن، و (المصورون): مبتدأ، وما قبله خبر، والجملة خبر (إن) كما سبق.

والمصنف: أنها زائدة في قول عائشة رضي الله تعال عنها حاكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يصلي، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحوا من كذا" يعني: فإذا (بقي قراءته نحوًا)، وأعرب:(نحوًا): مفعولًا.

والظاهر: أنه حال، أو خبر (بقي) على أنه بمعنى (صار).

= اللغة: خارجيًا: كَانُوا قبل الإِسْلَام يسمون من خرج شجاعا أَو كَرِيمًا وَهُوَ ابْن جبان أَو بخيل خارجيًا، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ للْفرس الْجواد إِذا برز وَأَبَوَاهُ ليسا كَذَلِك:(خارجي). والمسوَّم: الَّذِي عَلَيْهِ سِمة أَي عَلامَة يعرف بهَا.

المعنى: يَقُول: لَا ترى من الصُّبْح إِلَى وَقت الْمسَاء إِلَّا خيلًا مسومة، يُرِيد بذلك كَثْرَة الْخَيل وَالرِّجَال حَتَّى يضيق بهم الفضاء.

الشاهد: قوله: (من الصبح)؛ حيث جرّ بمِن ما هو مبدأ غاية الزمان.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: يَظَلُّ به الحِرْبَاءُ يَمْثُلُ قَائمًا ذكره العيني 3/ 275 ولم ينسبه.

اللغة: الحرباء: ذكر أم حبين، وهو حيوان برِّي له سنام كسنام الجمل، يستقبل الشمس ويدور معها كيفما دارت، ويتلون ألوانًا بحر الشمس، وهو في الظل أخضر، ويكني أبا قرة، ويضرب به المثل في الحزامة، لأنه يلزم ساق الشجرة ولا يرسله إِلَّا ويمسك ساقًا آخر.

الشاهد: قوله: (من حنين الأباعر)، حيث زاد (مِن) في الإيجاب، وجر بها المعرفة.

ص: 373

والفارسي: تزاد بعدهما كقوله:

ومَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ

...................................

(1)

والحرف الزَّائد: يستقيم المعنى بدونه.

وشبه الزّائد: عكسه؛ نحو: (رب، والعل).

ووجَّه الشَّبه بالزّائد: كونه لا يتعلق كالزائد، وسيأتي آخر الباب.

ولها معان أخر أذكرها إجمالا، وإن ذكر الشّيخ بعضها فيما سيأتي.

* فتكون بمعنَى بدل؛ كقولِهِ تعالَى: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} .

* وللتعليل؛ كقولِهِ تعالَى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} .

* وبمعنَى الباء، وجُعل منه قوله تعالَى:{يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} .

* وبمعنَى عند؛ نحو: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} .

* وللتفضيل؛ كقولِهِ تعالَى: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} .

وللظرفية، ومنه في القرآن:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} ، {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} .

* وبمعنَى (عن) و (على):

فالأول: {قَدْ كُنَّا في غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} .

والثّاني: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} الآية.

والكسائي: ثلاثية، وأصله:(مَنَا) وتفتح نونها للساكن؛ نحو: (مِنَ الرّجل)، لثقل المثلين.

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ

وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 32 والجنى الداني ص 61 والدرر 4/ 184، 5/ 72، وشرح شواهد المغني ص 386، 738، 743 وشرح قطر الندى ص 37 ومغني اللبيب ص 330، وبلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 579، ومغني اللبيب ص 32 وهمع الهوامع 2/ 35، 58.

الشَّاهدُ: قوله: (من خليقة) حيث زاد (مِن) في الإيجاب، وجر بها المعرفة.

ص: 374

ولهذا كسرت نون (عن)، في:(عنِ الرّجل).

وتنفرد:

بجر: (عن) و (على) إذا كَانَا اسمين كما سيأتي.

وبجر ما لا يتصرف من الظّروف: كـ (قبل)، و (بعد) كما سبق؛ لأَنَّها أم حروف الجر، وأقواها في المعنى.

وحذفت نونها مع (أل) ضرورة في قوله:

كَأَنَّهُمَا مِ الآن لَمْ يَتَغَيَّرا

...............................

(1)

أراد: (من الآنِ) بكسر نون (الآن) على الإعراب كما مر في المعرف بالأداة.

وقول الآخر:

........................................

غيرَ الذي قَد يُقالُ مِ الكَذِبِ

(2)

أي: (من الكذب).

والله الموفق

(1)

تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (مِ الآن)؛ حيث حذف نون (من) مع أل وهو ضرورة.

(2)

التخريج: عجز بيت من المنسرح، وصدره: أَبلِغْ أبَا دختنُوس مَأْلَكة

وهو للقيط بن زرارة في شرح شواهد الإيضاح ص 288؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 133؛ وخزانة الأدب 9/ 305؛ والخصائص 1/ 311؛ ورصف المباني ص 325؛ وسرّ صناعة الإعراب ص 539، 540؛ ولسان العرب 10/ 392 (ألك)، 13/ 391 (لكن)، 423 (منن).

اللغة: دختنوس: بنت لقيط بن زرارة. المألكة: الرسالة.

الإعراب: أبلغ: فعل أمر مبنيّ على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. أبا: مفعول به أوّل منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. دختنوس: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. مألكة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. غير: نعت منصوب بالفتحة، وهو مضاف. الذي: اسم موصول مبني في محلّ جرّ بالإضافة. قد: حرف تقليل. يقال: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. م: حرف جرّ. الكذب: اسم مجرور بالكسرة، والجارّ والمجرور متعلقان بـ يقال.

وجملة (أبلغ): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، وجملة يقال: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

والشاهد فيه قوله: (م الكذب)، حيث حذف نون (مِن) ضرورة.

ص: 375

ص:

371 -

لِلاِنتِهَا حَتَّى وَلامٌ وَإلَى

وَمِن وَباءٌ يُفهِمَانِ بَدَلَا

(1)

ش:

* (حتَّى) و (إِلَى) و (اللَّام) تدل على انتهاء الغاية، قال تعالَى:{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .

* وتدخل على الاسم المؤول؛ نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} ، فـ (أن) مقدرة بعدها، وترادف (كي) نحو:(أسلم حتَّى تدخلَ الجنة).

* وتكون حرف ابتداء فَلَا تخرج عن الغاية؛ ك (ذهبت حتَّى زيد)؛ أَي: (حتَّى زيد ذاهب).

قال الشّاعر:

فَيَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي

...............................

(2)

(1)

للانتها: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. حتى: قصد لفظه: مبتدأ مؤخر. ولام، وإلى: معطوفان على حتى. ومِن: الواو للاستئناف، مِن: قصد لفظه: مبتدأ. وباء: معطوف على مِن.

يُفهمان: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. بدلًا: مفعول به ليفهمان.

(2)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: كأنَّ أباها نهشلٌ أو مجاشع.

وهو للفرزدق في ديوانه في ديوانه 1/ 419 وخزانة الأدب 5/ 414، 9/ 475، 476، 478 والدرر 4/ 112 وشرح شواهد المغني 1/ 12، 378 والكتاب 3/ 18 وبلا نسبة في رصف المباني ص 181، والمقتضب 2/ 41، وهمع الهوامع 2/ 24.

اللغة: كليب: قبيلة عربية. نهشل ومجاشع: جدًّا قبيلتين عربيتين.

المعنى: يا للعجب، تصوروا أن قبيلة كليب تشتمني وتهجوني، أتراها اعتقدت أن مكانتها عالية، وأنها تنتمي إلى نهشل أو مجاشع؟!

الإعراب: فيا: الفاء: استئنافية، يا: حرف نداء وندبة وتفجّع. عجبًا: مفعول مطلق، لفعل محذوف، منصوب بالفتحة، بتقدير: فيا نَفْسُ اعجبي عَجَبًا. حتى كليب: حتى: حرف ابتداء، كليب: مبتدأ مرفوع بالضمة. تسبّني: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هي، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كأنّ: حرف مشبه بالفعل. أباها: اسم كأن منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستة، وها: ضمير متصل في محل جرَّ مضاف إليه. نهشل: خبر كأن مرفوع بالضمة. أو مجاشع: أو: حرف عطف، مجاشع: معطوف على نهشل مرفوع مثله بالضمّة.

ص: 376

وقول الآخر:

وأختلف في الدّاخلة على (إِذا).

فقيل: حرف ابتداء.

وقيل: حرف جرّ.

قال السّيوطي: وعلَى الثّاني تتمحض (إِذا) للظرف؛ لأنَّ الشّرط لا يعمل فيه ما قبله.

* وتَرِدُ عاطفة، وستأتي.

وحكَى ابن البادشي عن بعض نحاة الأندلس: أنها حرف ابتداء أبدًا، والجر بعدها بإضمار (على)، والعطف بإضمار (الواو).

والمعتمد: إِذا دخلت على جملة فهي حرف ابتداء، هاِذا دخلت على مفرد فعاطفة أَو جارة.

وهذيل يقولون: (عتَّى)، وقُرئ شاذًا:(عتَّى حين).

وقرأ ابن مسعود: (عتى مطلع الفجر).

* (إِلَى) لانتهاء الغاية؛ كقولِهِ تعالَى: {كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} .

وهل يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها؟

قيل: يدخل، بدليل:{وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} .

وقيل: لا، بدليل:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فَلَا يدخل شيء من (اللّيل) في حكم (الصيام).

وقيل: إن كَانَ ما بعدها من جنس ما قبلها، أَو جزءًا كـ (المرافق) .. دخل، وإِلا .. فَلَا.

وقيل: الخلاف في (إِلى) ولَا خلاف في دخول ما بعد (حتَّى) فيما قبلها.

* وترد بمعنَى (مع، و (في) و (من) و (عد).

جملة (فيا نفس): استئنافية لا محل لها من الإعراب، وكذلك جملة (اعجبي عجبًا). وجملة (كليب تسبّني): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تسبّني): في محلّ رفع خبر كليب. وجملة كأن (أباها نهشل): في محل نصب حال.

والشاهد: قوله: (حتى كليب)؛ حيث جاءت (حتى) ابتدائية، وما بعدها جملة اسمية، استؤنف الكلام بها.

ص: 377

فالأول: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} ، {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} .

والثّاني: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} .

وقول الشّاعر:

فلا تتركي بالوعيد كأنني

إلى الناس مطليٌّ به القار أجرب

(1)

أي: (كأنني جمل مطلي)، وهو من باب القلب؛ لأنَّ (الجمل الأجرب يطلَى بالقار)، لا عكسه.

والثَّالث: قوله:

................................... أَيُسقَى فَلا يُروَى إِلَيَّ ابنُ أَحْمَرَا

(2)

(1)

التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص 73 وأدب الكاتب ص 506، والأزهية ص 273، والجنى الداني ص 387، وخزانة الأدب 9/ 465، والدرر 4/ 101، وشرح شواهد المغني ص 22 ولسان العرب 15/ 435، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 798، وجواهر الأدب ص 343 ورصف المباني ص 83 وهمع الهوامع 2/ 20.

اللغة: الوعيد: التهديد. مطلي: مدهون. القار: الزفت. الأجرب: المصاب بداء الجرب.

المعنى: أرجو ألا تهددني، فيتحاشاني الناس، كما يتحاشون الأجرب المدهون بالزفت ليشفى.

الإعراب: فلا: الفاء: استئنافية، لا: حرف نهي وجزم. تتركنِّي: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا، والنونان: واحدة للتوكيد والثانية للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. بالوعيد: جار ومجرور متعلقان بتترك. كأنني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل في محل نصب اسم كأنَّ. إلى الناس: جار ومجرور متعلقان بتترك. مطلي: خبر كأن مرفوع بالضمة. به: جار ومجرور متعلقان بمطلي. القار: نائب فاعل لمطلي مرفوع بالضمة. أجرب: خبر ثان لـ (كأن) مرفوع بالضمة.

وجملة (فلا تتركني): استئنافية لا محل لها. وجملة (كأنني): في محل نصب مفعول به ثان لتتركني.

الشاهد: قوله: (إلى الناس) حيث جاءت إلى بمعنى في.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تَقول وَقد عاليت بالكور فَوْقَهَا

وهو لابن أحمر في ديوانه ص 84، وأدب الكاتب ص 511، والجنى الداني ص 388، والدرر: 4/ 102، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 225، وهمع الهوامع 2/ 20.

اللغة: عاليته. رفعته عاليًا. الكور: الرحل وهو ما يوضع على الناقة لتركب.

المعنى: يتحدث بلسان ناقته، عندما رفع الرحل ليضعه فوقها استعدادًا ليسافر، فيقول عنها: ما باله لا يشبع من السفر فوقي؟!

ص: 378

والرّابع قوله:

.............................

أَشهى إِلَيَّ مِنَ الرَّحيقِ السَّلْسَلِ

(1)

الإعراب: تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هي. وقد: الواو: حالية قد: حرف تحقيق وتقريب. عاليت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالكور: جار ومجرور متعلقان بعاليت. فوقها: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل عاليت، وها: ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه. أيسقى: الهمزة حرف استفهام، يسقى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف، ونائب الفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. فلا: الفاء: للعطف، لا: نافية لا عمل لها. يروى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف. إلى: جار ومجرور متعلقان بيروى. ابن: فاعل يروى مرفوع بالضمة. أحمرا: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والألف: للإطلاق.

وجملة: (تقول): ابتدائية لا محل لها. وجملة (عاليت): في محل نصب حال. وجملة (أيسقى): في محل نصب مفعول به مقول القول. وجملة (فلا يروى): معطوفة على جملة (أيسقى) في محل نصب مثلها.

الشاهد: قوله: (فلا يرون إليَّ) حيث جاءت (إلى) بمعن (من)؛ أي: فلا يروى مني.

(1)

التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: أم لَا سَبِيل إِلَى الشَّبَاب وَذكره

وهو لأبي كبير الهذلي في أدب الكاتب ص 512، والجنَى الداني ص 389، والدرر 4/ 102، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1069، وشرح شواهد المغني 1/ 226، ولسان العرب 11/ 343 سلسل، والمقاصد النحوية 3/ 54، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 237 والاشتقاق ص 479، وهمع الهوامع 2/ 20.

اللغة: الرحيق: من أسماء الخمرة، وقيل: صفوة الخمر. السلسل: السهل التناول، المستساغ طعمه.

المعنى: لن يعود الشباب لمن فقده، ولكن تذكر أيام الشباب متعةٌ أشهى إلي من متعة تناول خمرة صافية باردة لذيذة.

الإعراب: أم لا: أم: حرف إضراب، لا: نافية تعمل عمل إن. سبيل: اسم لا منصوب بالفتحة. إلى الشباب: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف للا. وذكره: الواو: حالية، ذكر: مبتدأ مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه. أشهى: خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف. إلي: جار ومجرور متعلقان بأشهى. من الرحيق: جار ومجرور متعلقان بأشهى. السلسل: صفة الرحيق مجرورة مثله بالكسرة.

وجملة (لا سبيل): استئنافية، لا محل لها. وجملة (وذكره أشهى): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (أشهى إلي) حيث جاءت (إلى) بمعنى (عند) ، أي أشهى عندي.

ص: 379

وقيل: عاطفة، في قوله:

وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبتِ شَغبًا إِلى بَدَا

إِلَيّ وأوطاني بِلادٌ سِوَاهُمَا

(1)

أَي: (شغبًا فبدا) والأحسن: بمعنَى (مع).

والأخفش: بمعنَى (الباء)، في قوله تعالَى:{خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} .

والفراء: أنها صلة، في قوله تعالَى:(فاجعل أفئدة من النّاس تُهوَى إِليهم)، بفتح الواو في قراءة علي رضي اللَّه تعالَى عنه، أَي:(تهواهم).

وخُرِّج على تضمينه معنَى (تميل إِليهم).

* وتفارق حتَّى في أَن المجرور بـ (حتَّى) آخر جزء من الشّيء.

ولَا تستعمل (حتَّى)، في نحو:(سرت من البصرة إِلَى الكوفة)، وفِي (كتبت إِلَى زيد)؛ لأنَّهَا ضعفت عن معاني الغاية بخروجها إِلَى غير الغاية من المعاني، ذكره البعلي.

* وتكود (إلَى) فعل أمر للاثنين من (وَأَل) إِذا لجأ.

* واسمًا بمعنَى النّعمة.

* و (اللَّام) لانتهاء الغاية: {كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} .

وتكون (من)، و (الباء) بمعنَى بدل، قال تعالَى:{أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} ، {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً}؛ أَي:(بدلكم).

وحديث: "ما يسرني بها حمر النّعم"؛ أَي: (بدلها).

وقول الشّاعر:

جَارِيَةٌ لَم تَأكلِ المُرَقَّقَا

ولم تَذُقْ مِنْ البُقُولِ الفُسْتُقَا

(2)

(1)

التخريج: البيت لكُثيِّر في اللسان: (بدا)، والخزانة: 9/ 46 والمغني: 16 والهمع: 2/ 131، وشرح الكافية للرضي: 2/ 324.

الشاهد: قوله: (إلى بدا)؛ حيث جاءت (إلى) حرف عطف.

(2)

التخريج: هذا رجز ينسب إلى ابن نخيلة السعدي، يعمر بن حزن بن زائدة العيني 3/ 277 الشعر والشعراء 584 العقد الفريد 5/ 366 المخصص 11/ 139، العمدة 2/ 178.

اللغة: المرققا: الرغيف الواسع الرقيق.

ص: 380

أَي: (بدل البقول).

ويروَى: (النّقول) بالنّون فهي للتبعيض.

وسمع: (ما يسرني أَن شهدت بدرًا بالعقبة)؛ أَي: (بدل العقبة)، هذا معنَى قوله: قوله: (وَمِنْ وَبَاءٌ يُفْهِمَان بَدَلا).

وسيأتي للباء معانٍ أُخر.

والله الموفق

ص:

372 -

وَاللَّامُ لِلمُلكِ وَشِبهِهِ وَفي

تَعدِيةٍ أيضًا وَتَعليلٍ قُفِي

(1)

373 -

وَزِيدَ وَالظَّرفِيَّةَ استَبِن بِبَا

وَفِي وَقَد يُبَيِّنانِ السَّبَبَا

(2)

ش:

سبق كون اللّام لانتهاء الغاية.

* وتأتي للملك؛ نحو: {لِلَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ} .

* ولشبه الملك فيما لا يعقل، كـ (الباب للدار).

* وللتعدية نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ} .

* وللتعليل: كـ (قمت لإجلالك).

* وزائدة للتقوية إذا ضعف العامل بتأخره، سواء:

الشاهد: قوله: (من البقول)، حيث جاءت (من) بمعن بدل.

(1)

واللام: مبتدأ. للملك: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وشبهه: الواو حرف عطف، شبه: معطوف على الملك، وشبه مضاف والضمير مضاف إليه. وفي تعدية: جار ومجرور متعلق بقوله: قفي الآتي آخر البيت. أيضًا: مفعول مطلق لفعل محذوف. وتعليل: معطوف على تعدية. قفي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه يعود إلى اللام.

(2)

زيد: فعل ماض مبني للمجهول، وفيه ضمير مستر يرجع إلى اللام في البيت السابق نائب فاعل. والظرفيةَ: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله: استبن الآتي. استبن: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. ببا: قصر للضرورة: متعلق باستبن. وفي: معطوف على با. وقد: حرف تقليل. يبينان: فعل مضارع، وألف الاثنين العائد إلى الباء وفي فاعل. السببا: مفعول به ليبين، والألف للإطلاق.

ص: 381

كَانَ فعلا؛ كقولِهِ تعالى {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} ، {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} ، وكقولك: لـ (زيد ضربت).

أَو فرعيًا قُدِّم أو أُخِّر؛ كاسم الفاعل والمصدر؛ كقولِهِ تعالَى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ؛ ونحو: (أنا لزيد ضارب) ولـ (زيد ضربًا)، و (ضربًا لزيد).

* وزيدت سماعا في نحو: (ضربت لزيد) ومنه في القرآن: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} .

وقيل: معناه (اقترب لكم).

وابن عصفور: أن الفعل المتعدي إلى مفعول .. يجوز أَن يتعدَّى بنفسه وبالحرف، واستشهد بهذه الآية.

• وزيدت في مفعولي أعطَى؛ كقولِ الشّاعر:

والله يُعطِي لِلعُفَاةِ مُنَاهَا

.................................

(1)

للتأكيد.

وكقول الشّاعر:

وَمَلكتَ ما بَينَ العِراقِ ويَثرِبٍ

مُلْكًا أَجارَ لِمُسْلِمٍ ومُعاهِدِ

(2)

(1)

لم أجده فيما بين يدي من مصادر.

الشاهد: قوله: (للعفاة)؛ حيث زيدت اللام في أحد مفعولي (أعطى) للتأكيد.

(2)

التخريج: البيت لابن ميادة في 2/ 288 والدر 4/ 170، 6/ 250، وشرح التصريح 2/ 11، وشرح شواهد المغني 2/ 580، والمقاصد النحوية 3/ 278، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 107، ومغني اللبيب 1/ 215 وهمع الهوامع 2/ 33، 157.

اللغة: يثرب: الاسم القديم للمدينة المنورة. أجار: حمى. المعاهد: هو الذي يدخل بلاد المسلمين بعهد من إمامهم، أو حاكمهم.

المعنى: يقول: لقد امتد سلطانك بين العراق ويثرب، وكنت عادلًا لا تفرق بين مسلم ومعاهد.

الإعراب: وملكت: الواو بحسب ما قبلها، ملكت: فعل ماضٍ، والتاء فاعل. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. بين: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف تقديره: ما هو بين، وهو مضاف. العراق: مضاف إليه مجرور. ويثرب: الواو حرف عطف، يثرب: معطوف على العراق، مجرور. ملكًا: مفعول مطلق منصوب. أجار: فعل ماضٍ، وفاعله هو. لمسلم: جار ومجرور متعلقان بأجار. ومعاهد: الواو حرف عطف، معاهد: معطوف على

ص: 382

أصله: (أَجار مسلمًا).

* وترد للصيرورة والعاقبة؛ كقولِهِ تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} .

وقوله:

وَلِلمَنَايا تُرَبِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ

وَلِلَخَرَابِ يَجِدُّ النَّاسُ عُمْرَانَا (1)

وقوله:

لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابنُوا لِلْخَرابِ

............................. (2)

* وللقسم المشوب بالتّعجب؛ نحو: (لله لا يؤخر الأجل) وسبق ذكره.

* وللاستعلاء؛ كقولِهِ تعالَى {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} ؛ أي: (على الأذقان)، جمع (ذقن): مجتمع اللّحيين، وقوله تعالى:{دَعَانَا لِجَنْبِهِ} ، {لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} ، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}؛ أي:(صرعه على الجبين).

ومنه حديث: "اشترطي لهم الولاء"؛ أي: (عليهم الولاء).

وقول الشّاعر:

................. .. فَخَرَّ صَرِيعًا لِليَدَينِ وَلِلْفَمِ (3)

مسلم مجرور.

وجملة (ملكت): بحسب ما قبلها. وجملة (أجار): في محل نصب نعت ملكًا.

الشاهد: قوله: (أجار لمسلم) حيث جاءت اللام زائدة بين الفعل المتعدي ومفعوله.

(1)

التخريج: البيت من البسيط، وهو لسابق البربري في مجاني الأرب في حدائق العرب 4/ 28، وغير منسوب في الجليس الصالح 705.

الشاهد: قوله: (للمنايا

وللخراب)؛ حيث جاءت اللام للعاقبة فيهما.

(2)

التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إلى ذَهَابِ

وهو لأبي العتاهية، وقد نسب للإمام علي وأبي نواس أيضًا، ينظر ديوان أبي العتاهية ص 33، وصدره في ديوان الإمام علي ص 46 وديوان أبي نواس ص 200. وقد ورد البيت في الجني الداني ص 98، والتصريح 2/ 12 وهمع الهوامع 2/ 32 وخزانة الأدب 9/ 529.

الشاهد: قوله (للموت

للخراب) فإن اللام فيهما هي لام العاقبة والصيرورة.

(3)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ضممتُ إليه بالسنان قميصه وهو لجابر بن حني في شرح اختيارات المفصل ص 955، وشرح شواهد المغني 2/ 562،

ص: 383

وقولهم: (سقط لفيه)؛ أَي: (على فيه).

* للتعجب المجرد من القسم؛ نحو: (للهِ درُّك)، وقوله:

فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجُومَهُ ....................... (1)

وللأشعري الكندي في الأزهية ص 228 ولربيعة بن مكدم في الأغاني 16/ 32 ولعصام بن المقشعر في معجم الشعراء ص 270، وبلا نسبة في أدب الكتاب ص 511، والجنى الداني ص 101، ووصف المباني ص 221.

ويروى الشطر الأول بروايات أخرى، فهو في المنسوب لمالك الأشتر:

شَكَكَتُ لَهُ بالرُّمح جَيبَ قَمِيصِهِ

فَخَرَّ صَرِيعًا لِليَدَينِ ولِلفَمِ

وفي المنسوب لابن جياب الغرناطيَ:

فكم من قصير قصَّرت شأو عُمره

فخر صريعًا لليَدين ولِلفمِ

وفي المنسوب لجابر بن حُني التغلبي:

تَناوَلَهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ اِتَّنى لَهُ

فَخَرَّ صَريعًا لِليَدَينِ وَلِلفَمِ

اللغة الخرور: السقوط. صريعًا: طريحًا على الأرض.

المعنى: لقد غرزت نصل الرمح في صدره، فلصق قميصه بجسمه بسبب ما تدفق من الدماء، وهوى على الأوض على يديه وعلى فمه صريعًا.

الإعراب: ضممت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. إليه: جار ومجرور متعلقان بضممت. بالسنان: جار ومجرور متعلقان بضممت. قميصه: مفعول به منصوب بالفتحة، والهاء: ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه. فخر: الفاء عاطفة، خر: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو. صريعًا: حال منصوبة بالفتحة. لليدين: جار ومجروو متعلقان بصريعًا. وللفم: الواو: للعطف للفم: جار ومجرور معطوفان على لليدين.

وجملة (ضممت): ابتدائية لا محل لها. وجملة (فخر): معطوفة على جملة (ضممت).

الشامد: قوله: (لليدين وللفم) حيث جاءت اللام موافقة لـ (على)، فالمراد:(خر على اليدين وعلى الفم).

(1)

التخريح: صدر بيت من الطويل، وعجزه: بكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بيَذبُلِ

وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 19؛ وخزانة الأدب 2/ 412، 3/ 369؛ والدرر 4/ 166؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574؛ وشرح عمدة الحافظ ص 303؛ والمقاصد النحوية 4/ 269؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص 220 وهمع الهوامع 2/ 32.

اللغة: مغار الفتل: الشديد الفتل. يذبل: اسم جبل.

المعنى: أعجب من طولك أيها الليل، حتى لكأن نجومك مشدودة إلى جبل يذبل بكل أنواع الحبال

ص: 384

* وموضع (مع)، قال تعالى:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} .

وقيل: بمعنَى (بعد)، وقولهم:(كتبت إليه لثلاث خلون)؛ أَي: (بعد ثلاث).

وجعل منه أبو الفتح قراءة الجحدري: (بَلْ كذبوا بالحق لِما جاءهم)، بكسر اللّام وتخفيف الجيم؛ أي:(بعد ما جاءهم).

وكقول الشّاعر:

فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكًا

لِطولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليْلَةً مَعَا (1)

المفتولة الشديدة، فهي لا تقدر على الأفول.

الإعراب: فيا: الفاء: للاستئناف، يا: حرف تنبيه ونداء: لك: جار ومجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف فأدعوا لك. من: حرف جرّ زائد، ليل: مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه تمييز، وقيل: إن من أصلية تتعلق ومجرورها بحال من الكاف في لك. كأن: حرف مشبه بالفعل. نجومه: اسم كأن منصوب بالفتحة، والهاء: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. بكل: جار ومجرور متعلقان بشدت. مغار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الفتل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. شدت: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، ونائب الفاعل؛ ضمير مستتر تقديره هي. بيذبل: جار ومجرور متعلقان بشدت.

وجملة (فيا لك): استئنافية لا محل لها. وجملة (كأن نجومه): في محل جرّ صفة لليل. وجملة (شدت): في محل رفع خبر كأن.

الشاهد قوله: (فيا لك)؛ حيث اعتبر اللام هنا للتعجب مجردًا عن القسم.

(1)

التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص 122 وأدب الكاتب ص 519، والأزهية ص 289، والأغاني 15/ 238، وجمهرة اللغة ص 116 وخزانة الأدب 8/ 27 والدور 4/ 166، وشرح اختيارات المفضل ص 1177، وشرح شواهد المغني 2/ 565، والشعر والشعراء 1/ 345، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 102، ورصف المباني ص 223 وشرح التصريح 2/ 48 ولسان العرب 12/ 564 لوم، وهمع الهوامع 2/ 32.

المعنى: لما قتل أخي مالك .. فارقني، فكأننا لم تجمعنا ليلة واحدة معا، مع أننا دائما الاجتماع معًا.

الإعراب: فلما: الفاء: استئنافية، لما: مفعول فيه ظرف زمان متضمن معنى الشرط عند بعضهم، ومتعلق بجوابه، وهو في معنى (كأن) من التشبيه. تفرقنا: فعل ماض مبني على السكون، ونا: ضمير متصل في محل رفع فاعل. كأني: كأن: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل في محل نصب اسم كأن. ومالكًا: الواو: للعطف، مالكًا: معطوف على اسم كأن منصوب بالفتحة الطول: اللام: حرف جرّ وتعليل، طول: اسم مجرور بالكسرة، متعلقان بكأن لما فيها من معنى التشبيه، وقيل إن اللام للسبب، وإن الجار والمجرور متعلقان بالفعل تفرقنا على جعل التفرق

ص: 385

* وبمعنَى في (و (من) و (عن) و (عند).

فالأول: و {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ، {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} .

والثاني: قول الشّاعر:

........................ وَنَحْنُ لَكُم يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفضَلُ

(1)

= مسببًا عن الاجتماع. اجتماع: مضاف إليه مجرور بالكسرة لم نبت: لم: حرف جزم وقلب ونفي، نبِت: فعل مضارع مجزوم بالسكون، والفاعل: ضمير مستتر تقديره نحن. ليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل نبت. معًا: حال منصوبة بالفتحة.

وجملة (فلما تفرقنا كأني ومالكًا): استئنافية لا محل لها. وجملة (كأني ومالكًا): جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة (لم نبت): في محل رفع خبر (كأن). وجملة (تفرقنا): مضاف إليها محلها الجر.

الشاهد: قوله: (لطول اجتماع) حيث وردت اللام هنا بمعنى (بعد)؛ أي بعد طول اجتماعنا كأننا لم نبت معًا.

وهو أيضًا شاهد على ورودها بمعنى (مع) أي مع طول.

(1)

التخريج: وهو عجز بيت من الطويل، وصدره: لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم

وهو لجرير في ديوانه ص 143، والجنئ الداني ص 102، وخزانة الأدب 9/ 480، والدرر 4/ 169، وشرح شواهد المغني 1/ 377، ولسان العرب 2/ 24 حتت، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 75.

اللغة: أنفك راغم: لاصق بالتراب، دليل الهوان والذل.

المعنى: نحن الأفضل والأعلى مكانة في الحياة، شئتم أم أبيتم، ونحن الأفضل أيضًا عندما تقوم القيامة؛ أي نحن الأفضل دينًا ودنيا.

الإعراب: لنا: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف، بتقدير الفضل موجود لنا. الفضل: مبتدأ مرفوع بالضمة. في الدنيا: جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف، متعلقان بالخبر المحذوف أيضًا. وأنفك: الواو: حالية، أنفك: مبتدأ مرفوع بالضمة، والكاف: ضمير متصل في محل جرّ مضاف إليه. راغم: خبر مرفوع بالضمة. ونحن: الواو: للعطف، نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لكم: جار ومجرور متعلقان بأفضل. يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأفضل. القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أفضل: خبر نحن مرفوع بالضمة.

وجملة (لنا الفضل): ابتدائية لا محل لها. وجملة (أنفك راغم): في محل نصب حال. وجملة نحن أفضل): معطوفة على جملة (لنا الفضل) لا محل لها.

الشاهد: قوله: (لكم) حيث جاءت اللام بمعن (من) أي نحن منكم يوم القيامة.

ص: 386

والثّالث قولُه:

كضَرائِرِ الحَسْنَاءِ قِلْنَ لِوَجْهِهَا

حَسَدًا وبُغضًا إِنَّهُ لَذَمِيمُ

(1)

أَي: (عن وجهها).

وقيل: ومنه قوله تعالَى: {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ} .

والرّابع: قوله تعالَى: {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} .

وقيل: بمعنَى في؛ أَي: (في وقتها).

* وهي للتبليغ؛ في نحو: (قلت لهُ).

* وللنسب؛ نحو: (لزيد عمٌّ).

* أشار بقوله: (وَالظَّرْفِيَّةَ اسْتَبِنْ بِبَا

إِلَى آخره)، إلى أَن (الباء) و (في) تكونان للظرفية وللسببية:

* فالظرفية: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ} .

* والسّبية: قوله تعالَى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} ، {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} .

(1)

التخريح: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص 403، وخزانة الأدب 8/ 567، والدرر 4/ 170، وشرح شواهد المغني 2/ 570، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 360، والجنى الداني ص 100، ولسان العرب 12/ 208 دمم، وهمع الهوامع 2/ 32.

اللعة: الضرائر: جمع ضَرَّة وهي الزوجة الثانية بالنسبة للأولى وبالعكس.

المعنى: ضرائر المرأة الحسناء يحسدنها ويبغضنها، وتتآكلهن نار البغضاء والحسد، فيقلن: إنها قبيحة الوجه، أي أن الحاسد يقلب الأمور رأسًا على عقب بسبب غيرته وحسده.

الإعراب: كضرائر: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ. الحسناء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قل: فعل ماضٍ مبني على السكون، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل.

لوجهها: جار ومجرور متعلقان بقلن، وها: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. حسدًا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة. وبغضًا: الواة: للعطف، بغضًا: معطوف على حسدًا منصوب مثله. إنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب اسمها. لذميم: اللام: مزحلقة، ذميم: خبر إن مرفوع بالضمة.

وجملة (الحساد كضرائر الحسناء): ابتدائية لا محل لها. وجملة (قلن لوجهها): في محل نصب حال. وجملة (إنه لذميم): في محل نصب مفعول به مقول القول.

الشاهد: قوله: (قلن لوجهها) حيث وردت اللام بمعنى (عن) أي: قلن عن وجهها.

ص: 387

* ومثال (في) للظرفية:

حقيقة: (المال في الكيس)، و (زيد في الدار).

ومجازًا؛ نحو: (نظرت في العلم).

* ومثالها للسببية: قوله تعالَى: {لَمَسَّكُمْ في مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ؛ أَي: (بسبب ما أفضتم).

قيل: ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "دخلت امرأة النّار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"؛ أي: بسبب هرة.

وقيل: للتعليل.

ورواه السيوطي: "ربطتها، فلم تطعمها وَلَم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتَّى ماتت".

* ومن معانيها: المصاحبة، ومنه في القرآن:{قَالَ ادْخُلُوا في أُمَمٍ} .

* والمقايسة، ومنه:{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا في الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} .

* وللاستعلاء، ومنه:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْلِ} .

ونحو قول الشّاعر:

هُمْ صَلَبُوا العَبْدِيّ في جِذعِ نَخْلَةٍ

فَلا عَطَسَتْ شَيْبان إِلَّا بأجْدَعا

(1)

(1)

التخريج: البيت لسويد بن أبي كاهل في الأزهية ص 268، وشرح شواهد المغني 1/ 479، ولسان العرب 3/ 277 (عبد)، 6/ 115 (شمس)، ولامرأة من العرب في الخصائص 2/ 313، ولسان العرب 15/ 168 (فيا)، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 506، ورصف المباني ص 389، والمقتضب 2/ 319.

المعنى: ونحن القادرون على صلب من نريد على ساق النخلة، ولم تهلك قبيلة شيبان إِلَّا بمقطوع الأنف.

الإعراب: وهم: الواو: بحسب ما قبلها، وهم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. صلبوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. العبدي: مفعول به منصوب بالفتحة. في جذع: جار ومجرور متعلقان بصلبوا. نخلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فلا: الفاء: استئنافية، لا: نافية. عطست: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. شيبان: فاعل مرفوع بالضمة. إِلَّا: حرف حصر. بأجدعا: جار ومجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، متعلقان با عطس. والألف: للإطلاق.

ص: 388

* وللمجاوزة؛ كقولِهِ تعالَى: {لَقَدْ كَانَ في يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} .

* وبمعنَى الباء؛ كقولىِ الشَّاعرِ:

...............................

يَسِيرُونَ في طَعْنِ الأَبَاهِرِ وَالكُلَى (1)

* وبمعنَى إِلى؛ كما في قوله تعالَى: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ} .

* وبمعنَى من؛ كقولِهِ تعالَى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}

وكَقَولِ الشَّاعرِ:

...............................

ثَلَاُثونَ شَهْرًا في ثَلَاثَةِ أحْوَالِ (2)

وجملة (هم صلبوا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (صلبوا): في محل رفع خبر (هم).

وجملة (ولا عطست): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (في جذع نخلة)؛ حيث جاءت في بمعنى على.

(1)

التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: وَيَرْكب يَوْم الرَّوْع مِنَّا فَوَارِس

والبيت من شواهد التصريح: 2/ 14، والأشموني، 550/ 2/ 29 والخزانة، 4/ 165، وأمالي ابن الشجري، 2/ 268 والهمع، 2/ 30، والدرر، 2/ 26، والمغني، 305/ 224.

اللغة: الروع: الفزع والخوف. فوارس: جمع فارس على غير قياس. الأباهر: جمع أبهر، وهو عرق متصل بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه. الكلى: جمع كلوة أو كلية.

المعنى: في اليوم الذي يفزع فيه الناس ويرهبون -وهو يوم الحرب- يركب منا فرسان شجعان مدربون على الحرب، خبيرون بطعن المقاتل التي تقضي على الأعداء.

الإعراب: ويركب: الواو عاطفة، يركب: فعل مضارع مرفوع. يوم: متعلق بيركب، وهو مضاف. الروع: مضاف إليه مجرور. منا: متعلق بمحذوف حال من فوارس؛ والأصل بمحذوف صفة الفوارس؛ فلما تقدم عليه صار حالًا؛ لأن الصفة، لا تتقدم على الموصوف. فوارس: فاعل مرفوع، وقد صرفه الشّاعر -للضرورة- ونونه؛ ومعلوم أن فوارس ممنوع من الصرف؛ لكونه على زنة منتهى الجموع. يسيرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل. في طعن: متعلق بيسيرون، وطعن: مضاف. الأباهر: مضاف إليه مجرور؛ من إضافة المصدر إلى مفعوله. والكلى: الواو عاطفة، الكلى: اسم معطوف على الأباهر مجرور مثله، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف؛ منع من ظهورها التعذر.

الشاهد: قوله: في طعن)؛ حيث جاء في (بمعنى الباء؛ لأن بصير يتعدى بها، ولا يتعدى بـ (في) عادة.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطّويل، وصدره: وَهل ينعمن من كَانَ أقرب عَهده

ص: 389