المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الثّاني يكسب الأول تعريفًا أَو تخصيصًا، والشّيء لا يتعرف بنفسه - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: الثّاني يكسب الأول تعريفًا أَو تخصيصًا، والشّيء لا يتعرف بنفسه

الثّاني يكسب الأول تعريفًا أَو تخصيصًا، والشّيء لا يتعرف بنفسه ولَا يتخصص؛ فَلَا تقول:(قمحُ برٍّ)، ولَا (ليثُ أسدٍ).

وابن الأنباري: يجوز إضافة الشّيء إِلَى نفسه عند الكوفيين إن اختلف اللّفظان، قال: ومنه: {حَقُّ الْيَقِينِ} .

والمعتمد: تأويل ما يوهم ذلك كما قال: (وَأَوِّلْ مُوْهِمًا إذَا وَرَدْ)، فيحمل علَى أَن الأول مسمَّى، والثّاني اسمًا، فيراد بالأول: اللّفظ، وبالثاني: الذّات؛ كـ (سعيد كرزٍ)، بجر (كرز) وهو لقب (سعيد).

ويقاس عليه كلُّ ما أضيف من المرادفين: كـ (يوم الخميس)، و {حَقُّ الْيَقِينِ} .

قيل: وفي نحو: (جاء زيد نفسه) إِضافة الشّيء إِلَى نفسه.

وأجيب: بأن النّفس والعين عامان؛ فإِضافتهما إِضافة العام إِلَى الخاص.

وأما توهم إِضافة الموصوف للصفة: كـ (صلاة الأُولَى)، و (مسجد الجامع)، و (دار الآخرة)، و (حب الحصيد)، و (جانب الغربي)، و (حبة الحمقاء) .. فالموصوف فيه محذوف، والتّقدير:(صلاة السّاعة الأولَى)، و (مسجد المكان الجامع)، و (دار السّاعة الآخرة)، و (حب النّبت الحصيد)، و (جانب المكان الغربي)، و (حبة البقلة الحمقاء). وقيل فيها (الحمقاء)؛ لأَنَّها تنبت فِي مجاري السّيل فيأخذها.

وأما ما يوهم عكس ذلك: كـ (جرد قطيفة)، و (سحق عمامة) .. فالموصوف محذوف أيضًا؛ أَي:(شيء سحق من جنس العمامة)، و (شيء جرد من جنس القطيفة)، فحذف الموصوف وأضيفت صفته لجنسها، فهو ملحق بـ (خاتم فضة).

وحكَى ابن عطية: أن بعض النّحويين يضيف الصّفة للموصوف؛ نحو: (كريمُ زيدٍ، وكرامُ النّاسِ).

والفارسي: علَى أَن الإِضافة لفظية فِي نحو: (سعيد كرز)، و (صلاة الأولَى).

وأبو حيان: محضة.

والمصنف: شبيهة بالمحضة.

‌فائدة:

ذكر جماعة منهم ابن عصفور: أَن لفظ (شهر) لا يضاف إِلَّا إِلَى (رمضان) و (ربيع

ص: 454

الأول) أَو (الآخر).

وصحح ابن ناطر الجيش فِي "شرح التّسهيل": خلافه.

واللَّه الموفق

ص:

396 -

وَبَعْضُ الأَسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا

وَبَعْضُ ذَا قَدْ يَأَتِ لَفْظًا مُفْرَدَا

(1)

ش:

من الأسماء ما لا يستعمل إِلَّا مضافًا لفظًا ومعنَى، فَلَا يفرد لفظه؛ نحو:(عند)، و (لدا)، و (سوى)، و (ذو) بمعنَى صاحب، وفروعها، و (الواو)، وفروعها، و (سبحان)، و (بين)، و (معاذ)، و (وسط)؛ كـ (عند زيد، ولدى عمرو)

إِلَى آخره.

وسوَى بعضهم: بَينَ (لدى)، و (عند) مطلقًا.

وقيل: لا تساويها من كل وجه؛ لأنَّ لدى لا تكون ظرفًا للمعاني، فَلَا يقال:(لديّ علم به).

بخلاف: (عندي علم به) ذكر ذلك هبة اللَّه بن الشّجري.

ولَا يقال: (لديّ مال) إِذا كَانَ (المال) غائبًا، ويجوز ذلك فِي (عند) ذكره الحريري وغيره.

وكلاهما ظرف مكان.

وقد تأتي (عند) فِي الزّمان؛ نحو: (عند اللّيلة) كما سبق فِي المفعول فيه.

* ومن اللازم للإِضافة: (قصارى الشّيء)؛ أَي: غايته، و (حماداه) كذلك بالحاء المهملة.

(1)

وبعض: مبتدأ. الأسماء: مضاف إليه. يضاف: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. أبدًا: منصوب على الظرفية. وبعض: مبتدأ، وبعض مضاف وذا: اسم إشارة: مضاف إليه. قد: حرف تقليل. يأت: فعل مضارع، وقد حذف لامه وهي الياء ضرورة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى (بعض ذا)، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. لفظًا: منصوب على التمييز، أو بإسقاط الخافض، وعلى هذين يكون قوله: مفردًا: حالًا من الضمير المستتر في قوله: يأتي، ويجوز أن يكون قوله:(لفظًا): هو الحال، ويكون قوله:(مفردًا): نعتًا له.

ص: 455

وفي "القاموس": (حماداك)، و (حماداي)؛ أَي:(غايتك) و (غايتي).

* وكذا (بَيدا) بفتح الباء الموحدة بعدها ياء آخر الحروف ودال مهملة، وسبق ذكرها مفصلًا فِي الاستثناء.

ولا يضاف (ذو) و (الواو) وفروعهما إلا لظاهر غير مشتق: كـ (ذو عِزَّةٍ)، و {ذَاتَ بَهْجَةٍ} ، و {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} ، {أُولُو الْأَلْبَابِ} ، {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ} .

وقرأ ابن مسعود: (وفوق كل ذي عالم عليم) فظاهره: الإِضافة لمشتق.

وأجيب: بأن (عالم) هنا مصدر؛ لأنَّ من المصادر ما هو علَى فاعل، كـ (الباطل).

وشذ: (ذووه)، و (ذووها)؛ كقوله:

إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْـ

ـرُوفَ فِي النَّاسِ ذَوُوهُ

(1)

وقولِهِ:

...................

رَجَونَاهُ قِدْمًا مِن ذَوِيكَ الأَفَاضِلِ

(2)

(1)

التخريج: من مجزوء الرمل أنشده الأصمعي ولم يعزه لقائل معين، ورواية ابن يعيش في شرح المفصل 3/ 38 والسيوطي في همع الهوامع 2/ 50 وابن الخباز في الغرة المخفية في شرح الألفية ص 12:

إنما يعرف ذا الفضل

من الناس ذووه

وفي عيون الأخبار 3/ 217:

إنّ للمعروف أهلا

وقليلٌ فاعلوه

أهنأ المعروف ما لم

تبتذل فيه الوجوه

أنت ما استغنيت عن صا

حبك الدّهر أخوه

فإذا احتجت إليه

ساعةً مجّك فوه

إنما يعرف الفضـ

ـل من الناس ذووه

لو رأى الناس نبيًّا

سائلًا ما وصلوه

الشاهد: قوله: (ذووه)، حيث إن (ذو) و (الواو) وفروعهما لا يضافان إلا لظاهر غير مشتق، وما جاء غير ذلك .. فهو شاذ كما في هذا الشاهد.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وإنا لنرْجو عاجلًا مِنكَ مثلَ مَا

ديوانه (179)، والبحر المحيط (1/ 281)، والدرر (2/ 61)، واللسان:"ذو"، والهمع (2/ 50).

الشاهد: قوله: (ذويك)، حيث إن (ذو) و (الواو) وفروعهما لا يضافان إلا لظاهر غير مشتق، وما جاء

ص: 456

* ومن الأسماء اللّازمة للإِضافة معنَى: ما يستعمل مفردًا فِي اللّفظ، ولهذا قال:(وَبَعْضُ ذَا قَدْ يَأَتِ لَفْظًا مُفْرَدَا) فيكون مضافًا فِي المعنَى؛ نحو: (كل) و (بعض) و (أي)، ولا يضاف هذا النّوع والّذي قبله إِلَّا لمفرد.

- فمن إفراد اللّفظ: قوله تعالَى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، {أَيًّا مَا تَدْعُوا} .

- ومن الإضافة لفظًا ومعنَى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} ، {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} .

وقيل: إن (بعض) فِي هذه الآية بمعنَى (كل)، واجتمعت الإِضافة بالوجهين فِي قوله تعالَى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} .

والقواس فِي "شرح ألفية ابن معطي": إن إِضافة (كل) و (بعض) علَى معنَى (اللّام).

* وإِن أُضِيفَت (كل) لنكرة .. فالمطابقة؛ نحو: (كل غلمان أتوك)، قال تعالَى:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} .

* ويجوز الوجهان مع المعرفة؛ نحو: (كل القوم قائم) أَو (قائمون).

* وأما (سبحان): فاسم بمعنَى (التّسبيح)، مصدر مضاف لمفعوله، وقد أُميتَ فعله، كما فِي "الإتقان"

(1)

.

وقيل: هو اسم مصدر، وهو (التّسبيح) .. فهو بدل منه.

ولهذا قال أبو البقاء

(2)

: منصوب انتصاب المصادر، والعامل فيه: فعل بمعناه محذوف وجوبًا؛ نحو: (سبحان الله).

= غير ذلك .. فهو شاذ كما في هذا الشاهد والذي قبله.

(1)

الإتقان في علوم القرآن 2/ 235.

(2)

قال أبو البقاء العكبري في التبيان في إعراب القرآن 1/ 49:

سُبحَانَ: اسمٌ وَاقِعٌ مَوقِعَ المَصدَرِ، وَقَدِ اشتُقَّ مِنهُ: سَبَّحتُ وَالتَّسبِيحُ. وَلَا يَكَادُ يُستَعمَلُ إلَّا مُضَافًا؛ لِأَنَّ الإِضَافةَ تُبَيِّنُ مَنِ المُعَظَّمُ، فَإِذَا أُفرِدَ عَنِ الإِضَافَةِ .. كَانَ اسمًا عَلَمًا لِلتَّسبِيحِ لَا يَنصَرِفُ؛ لِلتَّعرِيفِ وَالأَلِف وَالنُّون فِي آخِرِهِ مِثلَ عُثمَانَ. وَقَد جَاءَ فِي الشِّعرِ مُنَوَّنًا عَلَى نَحوِ تَنوِينِ العَلَمِ إِذَا نُكِّرَ. وَمَا يُضَافُ إِلَيهِ: مَفعُولٌ بِهِ؛ لِأَنَّهُ المُسَبَّحُ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا؛ لِأَنَّ المَعنَى تَنَزَّهتَ. وَانتِصَابُهُ عَلَى المَصدَرِ بِفِعلٍ مَحذُوفٍ، تَقدِيرُهُ:(سَبَّحتُ اللَّه تَسبِيحًا).

ص: 457

وجُرِّد من الإِضافة ونوِّن فِي قوله:

سُبحَانَهُ ثُمَّ سُبحَانًا نَعُوذُ بِهِ

(1)

وجُرِّد فِي قوله:

سُبحَانَ مِنْ عَلقَمَةَ الفَاجِرِ

(2)

(1)

التخريج صدر بيت من البسيط، وع [زه: وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ

وهو لورقة بن نوفل في الأغاني 3/ 115، وخزانة الأدب 3/ 388، 7/ 234، 236، 243، والدرر 3/ 69، ولأميَّة بن أبي الصلت في ديوانه ص 30، ولسان العرب 2/ 471 (سبح)، 3/ 132 (جمد)، 138 (جود)، ومعجم ما استعجم ص 391، ولزيد بن عمرو بن نفيل في شرح أبيات سيبويه 1/ 194، 4/ 36، والمقتضب 3/ 217، وهمع الهوامع 1/ 190.

اللغة: سبحانك: تنزيهًا لك. الجوديُّ، والجمُدُ: جبلان.

المعنى: إننا نسبِّحُه التسبيح تلو التسبيح، كما تُسبحه دائمًا سائر الأشياء جَمَادات وحيوانات.

الإعراب: سبحانه: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: مضاف إليه محله الجرّ. ثم: حرف عطف. سبحانًا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. نعوذ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن. به: جار ومجرور متعلقان بـ (نعوذ). وقبلنا: الواو: حرف استئناف، قبلنا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، وهو مضاف ونا: مضاف إليه محلُّه الجر، والظرف (قبلنا): متعلق بالفعل سَبَّح. سبَّح: فعل ماض مبني على الفتح. الجودي: فاعل مرفوع بالضمة. والجُمُدُ: الواو: حرف عطف الجُمُدُ: معطوف على الجوديُّ.

جملة (سبحانه مع ناصبه المحذوف): ابتدائية لا محل لها. وجملة (سبحانًا مع عامله المحذوف): معطوفة على جملة سبحانه. وجملة (نعوذ): في محلّ نصب نعت سبحانًا. وجملة (سَبَّح الجودي): استئنافية لا محل لها.

الشاهد قوله: (سبحانًا)؛ حيث نصب سبحانًا ضرورة، أو على أنها نكرة.

(2)

التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: أقولُ لمّا جاءني فَخْرُهُ

وهو للأعشى في ديوانه ص 193، وأساس البلاغة (سبح)، والأشباه والنظائر 2/ 109، وجمهرة اللغة ص 278، وخزانة الأدب 1/ 185، 7/ 234، 235، 238، والخصائص 2/ 435، والدور 3/ 70، وشرح أبيات سيبويه 1/ 157، وشرح شواهد المغني 2/ 905، الكتاب 1/ 324، ولسان العرب 2/ 471 (سبح)، وبلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 388، 6/ 286، والخصائص 2/ 197، 3/ 23، والدرر 5/ 42، ومجالس ثعلب 1/ 261، والمقتضب 3/ 218، والمقرب 1/ 149، وهمع الهوامع 1/ 190، 2/ 52.

المعنى: نزّهته عن الفخر عندما بلغني أنّه يفخر على الآخرين.

الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا. لما: ظرف زمان في محلّ

ص: 458

وأبو علي والزّمخشري: لا ينصرف للعلمية، وزيادة الألف والنّون، واحتجا بهذا الشّاهد.

وأجاب المصنف: بأنه مضاف لمحذوف مقدر الثّبوت؛ أَي: (سبحان اللَّه)؛ كما فِي قولُ الشّاعرِ:

خالَطَ من سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا

(1)

أَي: (خياشيمها وفاها).

وشذ اقترانه بـ (أل) فِي قوله:

= نصب مفعول فيه متعلّق بالفعل أقول. جاءني: فعل ماضٍ، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. فخره: فاعل مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جرّ مضاف إليه. سبحانَ: مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب بالفتحة. من علقمة: جار ومجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر سبحان. الفاجر: صفة علقمة مجرورة بالكسرة.

جملة (أقول): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (جاءني): في محلّ جرِّ بالإضافة. وجملة (سبحان مع فعلها المحذوف): في محل نصب مفعول به مقول القول.

الشاهد قوله: (سبحانَ)؛ حيث نصب سبحان وجردها من الإضافة ضرورة.

(1)

التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 2/ 225، وإصلاح المنطق ص 84، وخزانة الأدب 3/ 442، 444، والدرر 1/ 113، وشرح أبيات سيبويه 1/ 204، والمقاصد النحوية 1/ 152، والمقتضب 1/ 240، والممتع في التصريف ص 408، وبلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 437، 6/ 510، 7/ 244،246.

اللغة: الخياشيم: جمع خَيْشُوم، وهو أقصى الأنف.

المعنى: يريد أنَّ طعم خياشيم سلمى، وطعم فمها مثل طعم الخمرة التي يَصِفُها فيما بعد.

الإعراب. خالطَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح. من سلمى: جار ومجرور متعلقان بحال من خياشيم. وخياشيم: مفعول به. وفا: الواو: حرف عطف. فا: معطوف على خياشيم، منصوب، وعلامة نصبه الألف لأنّه من الأسماء الخمسة، والتقدير عند الأخفش: وفاها فحذف المضاف إليه، وفاعل (خالط) هو صهباء المذكورة في بيت لاحق.

وجملة (خالط): ابتدائية لا محل لها من الإعراب

الشاهد: قوله: (فا) إذ الأصل: فاها: فحذف المضاف إليه كما يقول الأخفش، وفي البيت توجيهات أخرى ذكرها البغدادي في الخزانة.

ص: 459

سبحانك اللَّهم ذا السّبحان

(1)

* وأما (بَينَ) .. فظرف لازم للإِضافة: كـ (جلست بَينَ زيد وعمرو).

وتنكف بـ (ما) الزّائدة فيرفع الاسم بعدها؛ نحو: (بينما زيدٌ عندنا).

وإِن زيدت الألف .. جاز الرّفع والجر فِي (زيد)؛ لكن الجر قليل فِي اسم العين.

وروي الوجهان فِي اسم المعنى؛ كقوله:

بَينا تَعنُّقِهِ الكُماةِ ورَوْغِهِ

.................

(2)

مصدر (تعنَّق).

وروي: (تعانُقِهِ) مصدر (تعانق)، و (الكماةَ): منصوب به.

وأنكر ابن السّيد: وواية الجر.

وقيل: (الألف) فِي (بينا)، و (الميم) فِي (بينما): عوض من الأوقات المحذوفة.

وقيل: الجملة بعدهما هي العوض.

(1)

الرجز بلا نسبة في حاشية يس 1/ 125؛ وخزانة الأدب 7/ 234، 243، 244؛ والدرر 3/ 71؛ وهمع الهوامع 1/ 190.

وَهَذَا الرجز أنْشدهُ ابْن مَالك فِي شرح الكافية قَالَ فِي نظمها:

سُبْحَانَ فِي غير اخْتِيَارٍ أفردا

ملابس التَّنْوِين أَو مُجَردا

وشذ قَول راجزٍ رباني

سُبْحَانَكَ اللَّهمَّ ذَا السبحان

وَقَالَ فِي الشَّرْح: من الْمُلْتَزم الْإِضَافَة: (سُبْحَانَ) وَهُوَ اسمٌ بمَعْنى التَّسْبِيح، وَلَيْسَ بِعلم لِأَنَّهُ لَو كَانَ علما لم يضف إِلَى اسم واحدٍ كَسَائِر الْأَعْلَام.

(2)

التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: يوما أتيح له جريء سلفع

وهو لأبي ذؤيب الهذلي وهو في: الخصائص (3/ 122)، والغرة لابن الدهان (2/ 21)، والتذييل (3/ 319، 320)، وابن يعيش (4/ 34، 99)، وجمهرة القرشي (ص 132)، والمفضليات (ص 428)، والخزانة (3/ 183)، والمغني (1/ 371)، (2/ 572)، وشرح شواهده (1/ 263)، (2/ 791)، والهمع (1/ 211)، والدرر (1/ 179)، وديوان الهذليين (1/ 18)، واللسان "بين".

اللغة: الكماة: جمع كمي بمعنى شجاع. السلفع: الجريء الواسع الصدر.

الشاهد: قوله: (بينا تعنقه)؛ حيث أضيف (بين) إلى اسم المعنى .. فجاز الوجهان: الجر على الإضافة، والرفع على الابتداء.

ص: 460

وقيل: الألف للإِطلاق.

وإذا وقع فِي جوابها (إِذ) و (إِذا) الفجائيتان، نحو:(بينما زيد قائمٍ إِذ جاء عمرو) .. فعلَى كون (إِذ) و (إِذا) ظرفي مكان عند المبرد، يكون ما بعدهما عاملًا فِي بَينَ إذ هما حينئذ غير مضافين؛ لأنَّ ظرف المكان سوَى (حيث) لا يضاف لجملة، فَلَا منع من أَن يعمل ما بعدهما فيما قبلهما، فالتّقدير:(جاء عمرو بَينَ أوقات قيام زيد فِي مكان قيامه).

- وأما علَى كونهما ظرفي زمان عند الزّجاج .. فكلاهما مبتدأ مضاف للجملة، وهو حينئذ مخرج من الظّرفية، و (بينما): خبر مقدم، والتّقدير:(وقت مجيء عمرو بَينَ أوقات قيام زيد)؛ أَي: كائن بَينَ أوقات قيام زيد. انتهَى، ملخصًا من "العباب" بمعناه.

* وأما (معاذ) .. فنصبه علَى المصدر بعامل محذوف من لفظه يقال: (أعوذ به عوذًا)، و (عياذا)، و (معاذًا)، وهو لازم الإِضافة كما سبق.

* وأما (وسْط) .. فظرف لازم الإِضافة كما سبق، وتسكن سينها إن صلح موضعها بَينَ: كـ (جلست وسط القوم)، وإِلا فتحت: كـ (جلست وسط الدّار).

ويجوز الفتح مع السّكون، وعكسه.

* وأما (الآل) بمعنَى الأهل .. فالكثير: أَن يضاف للعَلَم، ويقل للضمير؛ كقولِهِ عليه الصلاة والسلام:"آلي كلُّ تقي إِلَى يوم القيامة" أخرجه تمَّام فِي "فوائده"

(1)

.

وكَقَولِ الشَّاعرِ:

(1)

فوائد تمام 2/ 217، والحديث فيه بلفظ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: "كُلُّ تَقِيٍّ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ".

وعليه: فلا شاهد في الرواية على إضافة الآل للضمير.

والحديث الذي يستشهد فيه هنا: هو ما رواه الحاكم في المستدرك برقم 4657: عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة .. قال: "ادعوا لي، ادعوا لي" فقالت صفية: من يا رسول اللَّه؟ قال: "أهل بيتي؛ عليًا وفاطمة والحسن والحسين"، فجيء بهم، فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه، ثم رفع يديه ثم قال:"اللَّهم هؤلاء آلي، فصلِّ على محمد وعلى آل محمد".

وأنزل اللَّه عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد صحت الرواية على شرط الشيخين: أنه علَّمهم الصلاةَ على أهل بيته، كما علَّمهم الصلاةَ على آله.

ص: 461

أنا الرَّجُلُ الحامِي حَقِيقةَ والِدِي

وآلِي، كَما تَحمِي حَقِيقةَ آلِكا

(1)

ونازع النّحاس وأبو علي الزّبيدي: فِي إِضافته للضمير.

ويَرِدُ عليهما ما سبق.

وشرط بعضهم: إِضافته إلى علَم من يعقل، وقد أُضِيفَ لعلَم فرس، فِي قوله:

...................

سِوَى جَيّدِ التَّقرِيْبِ مِنْ آلِ أْعْوَجَا

(2)

وندر تجرده من الإِضافة، فِي قوله:

نَحن آلُ اللَّه فِي بَلْدَتنَا

(1)

التخريج: من الطويل قائله خفاف بن ندبة "الاقتضاب" في شرح أدب الكتاب ص 440. وهو بلا نسبة في الممتع في التصريف 1/ 349.

اللغة: الآل: أهل الرجل وأتباعه وأصله: أهل، أبدلت الهاء همزة فصارت أَأْل، توالت همزتان فأبدلت الثانية ألفًا. قال في "القاموس": ولا يستعمل إلا فيما فيه شرف غالبًا فلا يقال: آل الإسكاف 3/ 331.

الشاهد: قوله: (وآلي

وآلك)؛ حيث أضاف (الآل) إلى الضمير وذلك قليل، والكثير إضافته للاسم الظاهر.

(2)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: نَجَوْت ولم يَمْنُنْ عليك طلاقةً

التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 117؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 102؛ ولسان العرب 11/ 30 (أهل)، 11/ 37 (أول).

شرح المفردات: الربذ: الخفيف في المشي. التقريب: ضرب من السَّير. أعوج: فرس مشهور.

الإعراب: نجوت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. ولم: الواو: حالية، لم: حرف جزم ونفي وقلب. يمنن: فعل مضارع مجزوم بالسكون. عليك: جارّ ومجرور متعلقان بالفعل يمنن. طلاقة: مفعول مطلق -لفعل محذوف- منصوب بالفتحة. سوى: فاعل يمنن مرفوع بضمة مقدّرة على الألف للتعذّر، وهو مضاف. جيدِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. التقريب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من آلِ: جارّ ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لجيد التقريب، وآل: مضاف. أعوجا: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والألف للإطلاق.

وجملة (نجوت): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لم يمنن): في محلّ نصب حال.

الشاهد قوله: (آل أعوج)؛ حيث جعل (أعوج) اسمًا علما لفرس مشهور، وجعل سلالته آله، وإضافة الآل إلى ما لا يعقل مختلف فيها.

ص: 462

لم نَزْل آلًا على عَهْدِ إِرَمْ

(1)

وقيل: أصله: (أهل)، بدليل تصغيره علَى (أُهَيل)، فأبدلت الهاء همزة ثم ألفًا تخفيفًا.

ومن هنا قال من منع إِضافته للضمير: إن الضّمير يرد الشّيء إِلَى أصله كالتصغير.

وأجيب: بأن هذا لم يسمع إِلَّا فِي نحو: (أعطيتكموه).

* ومن الأسماء مما لا يضاف؛ لأن إضافته لا تفيد شيئًا؛ كالمضمرات، وأسماء الإِشارة، والشّرط، والموصولات.

والله الموفق

ص:

397 -

وَبَعْضَ مَا يُضَافُ حَتْمًا امْتَنَعْ

إِيَلاؤُهُ اسْمًا ظَاهِرًا حَيْثُ وَقَعْ

(2)

398 -

كَوَحْدَ لَبَّي وَدَوَالَىْ سَعْدَيْ

وَشَذَّ إِيَلاءُ يَدَيْ لِلَبَّيْ

(3)

(1)

التخريج: شرح الكافية 2/ 955، والهمع 2/ 516، وشرح التسهيل 3/ 244، والمعجم المفصل 7/ 18، من بحر الرمل، ولم ينسب لقائل، ورواه ابن الخباز في شرح الدرة الألفية ص 32:

نَحْنُ آلُ اللهِ فِي كَعْبَتِهِ

لَمْ يَزَلْ ذَاكَ عَلَى دِينِ إبْراهيمَ

الشاهد: قوله: (آلًا)، حيث جاء (آل) مجردًا عن الإضافة وذلك نادر.

(2)

بعض: مبتدأ، وبعض مضاف وما: اسم موصول: مضاف إليه. يضاف: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة. حتما: مفعول مطلق لفعل محذوف. امتنع: فعل ماض. إيلاؤه: إيلاء: فاعل امتنع، والجملة والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وإيلاء: مضاف، والضمير مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله الأول. اسمًا: مفعول ثان لإيلاء. ظاهرًا: نعت لقوله اسمًا. حيث: ظرف متعلق بامتنع. وقع: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى (بعض ما يضاف)، والجملة في محل جر بإضافة حيث إليها.

(3)

كوحد: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف. لبي، ودوالي سعدي: معطوفات على (وحد) بعاطف محذوف من بعضها. وشذ: فعل ماض. إيلاء: فاعل شذ، وإيلاء مضاف مضاف ويدي: مضاف إليه. للبي: جار ومجرور متعلق بإيلاء على أنه مفعول الثاني، ومفعول الأول المضاف إليه.

ص: 463

ش:

الأسماء اللّازمة للإِضافة علَى ثلاثة أقسام:

* قسم يضاف للظاهر والمضمر؛ نحو: (كل)، و (بعض) كما سبق.

* وقسم يضاف للجملة: وسيأتي.

* وقسم، لا يضاف إِلَّا لمضمر: وهو المراد هنا، كـ (وَحْد)، و (لبَّي)، و (دوالي)، و (سعدي)، فيمتنع أَن يليها اسم ظاهر كما قال الشّيخ، فتقول:(لا إِله إِلَّا اللَّه وحده).

قال الشّاعر:

وَكُنتَ إِذْ كُنْتَ إِلَهِيْ وَحْدَكَا

.................

(4)

ونحو: (جئتك وحدي).

وهي بلفظ واحد مطلقًا، كـ (وحدهما)، و (وحدهم)، و (وحدهن).

(4)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: لم يكُ شيء يا إلهي قَبْلَكَا

وهو لعبد الله بن عبد الأعلى القرشيّ في الدرر 5/ 23، وشرح أبيات سيبويه 2/ 29، وشرح شواهد المغني 2/ 681، والكتاب 2/ 210، والمقاصد النحوية 3/ 397، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 2/ 541، ومغني اللبيب 1/ 179، والمقتضب 4/ 247، والمنصف 2/ 232، وهمع الهوامع 2/ 50.

الإعراب. وكنتَ: الواو بحسب ما قبلها، كنت: فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل كان. إذ: ظرف زمان مبنيّ في محل نصب مفعول فيه، متعلّق بـ كان التامّة. كنت: فعل ماضٍ تام، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. إلهي: منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محلِّ جرّ بالإضافة. وحدكا: حال منصوب، وهو مضاف، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة، والألف للإطلاق. لم: حرف جزم. يك: فعل مضارع تام مجزوم بالسكون على آخره المحذوف تقديره: يكن. شيء: فاعل يك مرفوع. يا: حرف نداء. إلهي: منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. قبلكا: ظرف زمان منصوب، معلّق بمحذوف خبر يك، وهو مضاف، والكاف ضمير في محلّ جر بالإضافة، والألف للإطلاق.

وجملة (كنت إذ كنت): بحسب ما قبلها. وجملة (كنت وحدكا): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة النداء (إلهي): اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يك شيء): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (يا إلهي): اعتراضية.

الشاهد: قوله: (وحدكا)؛ حيث أضاف (وحد) إلى الضمير، وهو كلام أكثر في كلام العرب.

ص: 464

وشذ: (جلسا على وحديهما).

وحكَى أبو زيد: (اقبض كل درهم علَى وحده).

وقالوا فِي المدح: (زيد نسيجُ وحدِه)؛ أَي: (لم يماثَل فِي فضائله).

وفي الهجو: (جُحيشُ وحدِه)، و (عُيَيْرُ وحده).

فاستعمل مجرورًا بـ (علَى)، ومضافًا إِليه.

وهو مصدر محذوف الزّيادة.

ذكر العُكبري: (أَوحدتُه إيحادًا).

وقيل: لم يلفظ له بفعل: كـ (الأبوة)، و (الأخوة).

وحكَى الأصمعي: (وَحَدَ يَحِدُ).

وعن يونس: أنه منصوب علَى الظّرفية.

- وأما (لبَّي)، و (دوالَي)، و (سعدَي): فتضاف لضمير المخاطب، وكل منها مصدر مثنى فِي اللّفظ، ومعناه التّكرار، وليس المراد اثنين فقط.

* لكن قال بعضهم: إن قول الحاج: (لبَّيكَ)؛ أي: لبيك بالفعل؛ أَي: (بعد أَن لبيت إِبراهيم بالقول)، فتقول: لبيك؛ أَي: إِقامة علَى إجابتك بعد إِقامة.

وقيل: مأخوذ من: (ألبَّ) أَو (لَبَّ) بالمكان إِذا أقام به؛ أَي: (أنا مقيم علَى طاعتك). أَو: مأخوذ من (لباب الشّيء) وهو خالصه؛ أَي: (إخلاص لك).

* و (سعدَيك) بمعنَى: (مساعدة لطاعتك بعد مساعدة)، أَو (إسعاد بعد إسعاد).

* و (دواليك) بمعنَى: (تداولًا بعد تداول).

* وكذا: (حنانيك) بمعنَى (تحنُّنًا عليك بعد تحنن).

* وقال ثعلب: (دولة بعد دولة)، و (رحمة بعد رحمة).

* و (هذاذيك) بمعنى: (إسراع بعد إسراع).

* ونصب هذه المصادر بفعل محذوف من لفظ المصدر، إِلَّا:(لبيك) و (هذاذيك) فنصبهما بفعل من معناهما.

وعن سيبويه: أنه أَجازَ الحالية فِي نحو قول الشّاعرِ:

ص: 465

ضَرْبًا هَذَاذيْك وطَعْنًا وَخْضَا

.................

(1)

أَي: (مسرعين).

وفيه نظر؛ لكونه معرفة، ولكونه مثنى، وأنت لا تقول:(جاء زيد ركضَين)، بَلْ (ركضًا).

والأعلم: أَن الكاف فِي نحو: (لبيك): حرف لا محل له من الإعراب، كما في (ذينك)، ونقل أيضًا عن سيبويه.

والمعتمد: أنها اسم فِي محل جر؛ لورود نحو: (لبيه) كما سيأتي.

2 -

وقد أضيفت (لبي) للظاهر شذوذًا فِي قوله:

...................

فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَي مِسْوَرِ

(2)

(1)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: يمضي إلى عاصي العروق النحضا

وهو للعجاج في ديوانه 1/ 140، وجمهرة اللغة ص 615، وخزانة الأدب 2/ 106، والدرر 3/ 66، وشرح أبيات سيبويه 1/ 315، وشرح التصريح 2/ 37، والمحتسب 2/ 379، والمقاصد النحوية 3/ 399، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص 158، وشرح الأشموني 2/ 313، والكتاب 1/ 350، ولسان العرب 3/ 517 (هذذ)، ومجالس ثعلب 1/ 157، وهمع الهوامع 1/ 189.

اللغة: هذاذيك: إسراعًا بعد إسراع. طعنًا وَخْضًا: أي طعنًا يصل إلى الجوف. يمضي: يوصل.

المعنى: يقول: اضرب ضربًا بعد ضرب بلا هوادة، واطعن طعنًا يصل إلى الجوف.

الإعراب: ضربًا: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: اضرب ضربًا. هذاذيك: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: اسرعْ منصوب بالياء لأنّه مثنّى، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. وطعنًا: الواو: حرف عطف، طعنًا: مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره: اطعنْ. وخضا: نعت طعنًا منصوب.

وجملة (اضرب) المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أسرع) المحذوفة: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اطعن): المحذوفة استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (هذاذيك) حيث جاء مصدرًا منصوبًا بفعل من معناه لا من لفظه.

(2)

التخريج: عجز بيت من المتقارب، وصدره: دَعَوْت لما نابني مسورا

وهو لرجل من بني أسد في الدرر 1/ 413، وشرح شواهد المغني 2/ 910، ولسان العرب 15/ 239، لبى، والمقاصد النحوية 3/ 381، وبلا نسبة في أساس البلاغة لبى، وأوضح المسالك 3/ 123، وخزانة الأدب 2/ 92، 93، وشرح ابن الناظم ص 278، وشرح أبيات سيبويه 1/ 379، وشرح الأشموني 2/ 312، وشرح ابن عقيل 2/ 53، وشرح التسهيل 1/ 147، =

ص: 466

وإِليه أشار بقوله: (وَشَذَّ

إلى آخره).

و (مِسور): بكسر الميم اسم رجل.

- وشذ إِضافته لضمير الغائب، فِي قول الآخر قوليه:

...................

لَقُلْتُ لَبَّيهِ لِمَنْ يَدْعُونِي

(1)

وظاهر كلام الشّيخ أمير الدّين أبي حيان فِي "الارتشاف": جواز (لي زيد وسعدي

= وشرح الكافية الشافية 2/ 932، وشرح المرادي 2/ 260، والكتاب 1/ 352، والمحتسب 1/ 78، 2/ 23، ومغني اللبيب 2/ 578، وهمع الهوامع 1/ 190.

الشاهد: قوله: (فلبَّي يدي)؛ حيث أضاف (لبي) إلى الظاهر شذوذًا.

(1)

التخريج: عجز بيت من الرجز، وقبله:

إنك لو دعوتني ودوني

زوراء ذات مترع بيون

وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 93، والدرر 3/ 68، وسر صناعة الإعراب 2/ 746، وشرح التصريح 2/ 38، وشرح شواهد المغني 2/ 910، وشرح ابن عقيل 383، ولسان العرب 1/ 731 لبب، 13/ 64 بين، ومغني اللبيب 2/ 578، والمقاصد النحوية 3/ 383، وهمع الهوامع 1/ 190.

شرح المفردات: الزوواء: الأرض البعيدة. المترع: الممتد. البيون: البئر العميقة.

المعنى: يقول: إنك إذا دعوتني وكان بيني وبينك فلوات شاسعة مترامية الأطراف، وبئر عميقة .. لتجاوزتها جميعًا، ولبَّيتُ دعوتك.

الإعراب: إنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم إن. لو: حرف شرط. دعوتني: فعل ماضٍ والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. ودوني: الواو: حالية، دوني: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. زوراء: مبتدأ مؤخر. ذات: نعت زوراء، وهو مضاف. مترع: مضاف إليه. بيون: نعت مترع. لقلت: اللام واقعة في جواب لو، قلت: فعل ماض. والتاء ضمير في محل رفع فاعل. لبيه: مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. لِمَن: جار ومجرور متعلقان بقلت. يدعوني: فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

وجملة: (إنك لو دعوتني): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لو دعوتني): في محل رفع خبر إن. وجملة (ودوني زوراء): حالية. وجملة (لقلت): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة (لبيك): في محل نصب مفعول به، وجملة (يدعوني): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (لبيه)؛ حيث أضاف (لبى) إلى ضمير الغائب، وهذا شاذ؛ والقياس إضافته إلى ضمير المخاطب.

ص: 467