المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والفارسي: يعلق بـ (لعلَّ)، وجعل منه: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ}. وكذا: - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: والفارسي: يعلق بـ (لعلَّ)، وجعل منه: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ}. وكذا:

والفارسي: يعلق بـ (لعلَّ)، وجعل منه:{وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ} .

وكذا: (لو الشّرطية) فِي قولِ الشّاعر:

وَقد عَلِم الأقْوامُ لَو أَنّ حَاتِمًا

أَرَادَ ثَراءَ المَال كانَ لَهُ وَفْرُ

(1)

و (كم الخبرية)؛ لقوله تعالَى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا} ، فـ (كم): منصوب بـ (أهلكنا)، والجملة، سادة مسد المفعولين.

وأما نحو: (علمت أَن زيدًا لقائم) .. فقيل: إن النّاسخ هو المعلِّق.

والصّحيح: أنه اللّام؛ كما قال المصنف فِي (إن وأخواتها): (وكَسَرُوا مِنَ بَعدِ فِعلٍ عُلِّقَا بِالّلامِ)؛ لأَنَّها هي المعلِّقة فِي: (علمت لَزيدٌ قائمٌ).

واستصحب ذلك مع دخول النّاسخ؛ لأنَّ تأخيرها عارض من جهة: أنها للتوكيد، و (إِن) للتوكيد، ولَا يجمع بَينَ حرفين بمعنَى واحد كما علم؛ لكن حكَى أحمد بن الخباز: جواز: (علمت إن زيدًا قائم) بكسر (إن)، فعلَى هذا: تكون معلِّقة؛ لأَنَّها كسرت وَلَم توجد لام.

‌فائدة:

قيل: من شرط التّعليق: أَن لا يعمل الفعل فِي أحد المفعولين، فَلَا تعليق فِي نحو:

(1)

التخريج: البيت لحاتم الطّائي في ديوانه ص 202، والأغاني 17/ 276، 295، وأمالي الزّجاجي ص 209، وخزانة الأدب 4/ 213، والدّرر 2/ 264، والشّعر والشّعراء 1/ 253، ولسان العرب 4/ 548 عذر، 14/ 110 ثرا، وهمع الهوامع 1/ 154، وبلا نسبة في جمهرة اللّغة ص 789.

المعنى: يقول: لقد علم النّاس لو أن حاتمًا أراد جمع المال .. لكان لهُ المال الوفير.

الإِعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. علم: فعل ماض. الأقوام: فاعل مرفوع. لو: حرف امتناع لامتناع. أنَّ: حرف مشبه بالفعل. حاتمًا: اسم (أنَّ) منصوب. أراد: فعل ماض، والفاعل: هو. ثراء: مفعول به لأراد، وهو مضاف. المال: مضاف إِليه مجرور. كان: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر كَانَ المحذوف. وفر: اسم كَانَ مؤخر مرفوع.

وَجُملَة (قد علم الأقوام): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها ابتدائية أو استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة (أراد): في محل رفع خبر أنَّ. وجملة (كان لهُ وفر): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها جواب شرط غير جازم.

الشاهد: قوله: (علم الأقوام

)؛ حيث علق الفعل (علم) عن العمل -وهو ينصب مفعولين- لوقوع (لو الشرطية) قبلهما.

ص: 28

(علمت زيدًا أبو من هو)، و (علمت زيدًا ما أبوه قائم).

وأجازه بعضهم.

والله الموفق

ص:

214 -

لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تُهَمَهْ

تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَهْ

(1)

ش:

بعض أفعال هذا الباب يرد لمعان غير قلبية فيتعدَّى لواحد، ويصير لازمًا علَى حسب ما يراد به.

فـ (علم) بمعنَى (عرف): تتعدَّى لواحد؛ كقولِهِ تعالَى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} ، وقوله تعالَى:{لَا تَعْلَمُونَهُمُ} .

وكذا (ظن) بمعنَى (اتهم)؛ كـ (ظننت زيدًا)؛ أَي: اتهمته.

وفي القرآن: (وما هو علَى الغيب بظنين)؛ أَي: بمتَّهم.

هذا ما ذكره الشّيخ.

وكذا (رأى) بمعنَى (أبصر)، أو من (الرّأي) الّذي هو المذهب؛ نحو:(رأيت زيدًا)، و (رأى الشّافعي حل ذلك).

وقد تحذف همزة (أرى) للضرووة كقولهِ:

صَاحِ هَلْ رَيتَ أَو سَمِعتَ بِرَاعِ .... .....................

(2)

(1)

لعلم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلم مضاف. وعرفانٍ: مضاف إليه. وظنِّ: معطوف على (عِلم)، وظن مضاف. وتهمة: مضاف إليه. تعديةٌ: مبتدأ مؤخر. لواحد: جار ومجرور متعلق بتعدية. ملتزمة: نعت لتعدية.

(2)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: ردَّ فِي الضرَّع مَا قَرى فِي العلابِ؟

وهو لإسماعيل بن يسار في الأغاني 11/ 265، وأعيان العصر 3/ 425، وهو من شواهد الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين 2/ 562، وشرح شافية ابن الحاجب 4/ 321.

اللغة: العلاب: جمع علبة، وهي القدح الذي يحلب فيه. وقيل: العلاب: جفان تحلب فيها الناقة. ويروى "الحلاب" بالحاء المهملة: وهو الإناء الذي يحلب فيه اللبن.

الشاهد: قوله: (ريت)؛ إذ أصله (رأيت)، حذفت الهمزة وهي عين الفعل تخفيفًا.

ص: 29

وقول الآخر:

أَرَيْتَكَ إِن مَنَعتَ كَلَامَ لَيلَى

أَتَمْنَعُنِي عَلَى لَيلَى البُكَاءَ؟!

(1)

ويستعمل (وجد) بمعنَى (استغنى) من الجِدة، وهي: السّعة.

وبمعنَى: (غضب)، أَو (حقد)، أَو (حزن) .. فيكون لازمًا.

وكذا (حسِب) بمعنَى (أحسب)؛ أَي: صار أحسب؛ أَي: ذا شقرة كالبرص.

وكذا: (زعم) بمعنَى (تكفل)، والزّعم: قول مقرون باعتقاد، صح أم لا.

وقيل: يستعمل فِي القول من غير صحة، ولهذا قالوا:(زعموا مطية الكذب)

(2)

.

وكذا: (حجا) بمعنَى (بخل)، وتأتي بمعنَى:(قصد) أَو (غلب فِي المحاجاة)، فيتعدَّى لواحد.

وتأتي (تخِذ) و (اتخذ) بمعنى (اكتسب) فيتعدى لواحد، ذكر ذلك محمد البعلي تلميذ المصنف.

وتأتي (جعل الاعتقادية) بمعنَى (أوجد) فيتعدَّى لواحد، ومنه:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} .

وكذا إذا استعملت بمعنَى (ألقى)؛ نحو: جعلت المتاع؛ أَي: ألقيته، وتكون من أفعال الشّروع كما سبق فِي أفعال المقاربة.

وتأتي (خال) بمعنَى (تكبر)، فيكون قاصرًا.

ويقال: (علِم الرّجل)؛ أَي: (صار أعلم)؛ أَي: مشقوق الشّفة العليا، فيكون لازمًا، يقال:(هذا رجل أفلح أعلم)؛ أَي: مشقوق الشفتين.

ويروَى للزمخشري رحمه الله:

(1)

البيت من الوافر، وهو لركاض بن أباق الدبيري في لسان العرب 14/ 293 (رأي)، انظر المعجم المفصل في شواهد العربية 1/ 20.

والشاهد فيه هنا: قوله: (أريتَك)؛ حيث سهل همزة (أرأيتك).

(2)

يروى حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صحيح بنحوه، أخرجه أحمد وأبو داود وابن المبارك في الزهد، والبخاري في الأدب المفرد، والطحاوي في مشكل الآثار، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، وانظر الصحيحة (ح 866).

ص: 30

وَأَخَّرنِي دَهرِي وقَدَّم مَعشَرًا

عَلَى أَنَّهُم لَا يَعلَمُونَ وَأَعلَمُ

وَمُذ أَفلَحَ الجُهَّالُ أَعلَمُ أَنَّنِي

أَنَا المِيمُ وَالأَيَّامُ أَفلَحُ أَعلَمُ

ومن المعلوم: أَن الميم شفهية، فَلَا ينطق بها الأفلح الأعلم.

والله الموفق

ص:

215 -

وَلِرَأَى الرُّؤيَا انْمِ مَا لِعَلِمَا

طَالِبَ مَفْعُوْلَيْنِ مِنْ قَبْلُ انْتَمَى

(1)

ش:

أَي: يثبت لرأى الحُلُميّة ما ثبت لعلم المتعدية إِلَى مفعولين؛ فتقول: (رأيت فِي نومي زيدًا ضاحكًا) علَى أنهما مفعولان.

وفي القرآن: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} فالياء: مفعول أول، وجملة (أعصر خمرًا): فِي موضع الثّاني.

ومنه قولُ الشّاعرِ:

أَرَاهُم رِفقَتِي حتَّى إِذَا مَا

تَجَافَى اللّيلُ وَانخَزَلَ انخِزَالا

(2)

(1)

لرأى: جار ومجرور متعلق بـ (انمِ)، ورأى المقصود لفظه: مضاف. والرؤيا: مضاف إليه. انم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. ما: اسم موصول: مفعول به لانمِ. لعلما: جار ومجرور متعلق بانتمى. طالبَ: حال من علم، وطالب مضاف. ومفعولين: مضاف إليه. من قبل: جار ومجرور متعلق بانتمى. انتمى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى (ما) الموصولة، والجملة من انتمى وفاعله ومتعلقاته: لا محل لها صلة الموصول: أي انسب لرأى الرؤيا ما انتسب لعلم حال كونه طالب مفعولين.

(2)

البيت من قطعة، وهي:

أَبُو حنش يُؤرِقني وَطَلقُ

وَعَمار وَآونَة أَثالا

أَرَاهُم رِفقَتِي حَتَّى إِذَا مَا

تَجَافى اللّيْلُ وَانْخَزَلَ انْخِزَالا

إِذَا أنا كالَّذي يَجْري لِورد

إِلَى آلِ فَلَمْ يُدْرِك بِلالا

التخريج: والأبيات لابن أحمر في ديوانه ص 129، والحماسة البصريةَ 1/ 262، وشرح أبيات سيبويه 1/ 487، ولسان العرب 6/ 289 حنش، والمقاصد النّحوية 2/ 421، وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة 1/ 240، والإِنصاف 1/ 354، وتخليص الشّواهد ص 455، والخصائص 2/ 378.

ص: 31

فالضمير: مفعول أول، و (رفقتي): مفعول ثان.

وتجافَى: انطوَى، وانخزل: انقطع.

وأضاف الشّيخ: (رأى) للرؤيا؛ ليعلم أَن المقصود بها الحلمية؛ فإِن الحُلُميَّة مصدرها الرّؤيا، قال الله تعالَى:{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} .

ورأى البصرية: مصدرها الرّؤية.

وقد تقع الرّؤيا مصدرًا لغير الحلمية.

اللُّغة: أبو حنش، وطلق، وعمار، وأثالة: أعلام رجال، وهم رفقاء الشّاعر. يؤرقني: يسهدني. تجافى اللّيل وانخزل انخزالا: مشى بتثاقل، كناية عن ظهور حقيقة رفاقه. الوَرد: إِتيان الماء. الآل: السّراب. البِلال: البلل.

الإِعراب: أبو: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتة، وهو مضاف. حنش: مضاف إِليه مجرور. يؤرقني: فعل مضارع مرفوع، والنّون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو: وطلق: الواو حرف عطف، طلق: معطوف على أبو. وعمار: الواو حرف عطف، عمار: معطوف على أبو. وآونةً: الواو حرف عطف، آونة: ظرف زمان منصوب، متعلق بفعل محذوف يفسره المذكور والتّقدير: يؤرقني آونة أثالًا. أثالا: معطوف على أبو، وحذفت تاؤه للترخيم، تقديره: أثالة. أراهم: فعل مضارع مرفوع، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. رفقتي: مفعول به ثان، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. حتى: ابتدائية. إِذا: ظرف يتضمن معنى الشّرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. تجافى: فعل ماض. اللّيل: فاعل مرفوع بالضّمة. وانخزل: الواو حرف عطف، انخزل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. انخزالا: مفعول مطلق منصوب. إِذا: الفجائية. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. كالذي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. يجري: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. لورد: جار ومجرور متعلقان بيجري. إِلى آل: جار ومجرور متعلقان بيجري. فلم: الفاء حرف عطف، لم: حرف جزم. يدرك: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. بلالا: مفعول به منصوب.

وَجُملَة: (أبو حنش): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (يؤرقني): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: (أراهم): استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (إِذا ما تجافى): شرطية استئنافية لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (تجافى اللّيل): في محل جر بالإِضافة. وجملة (انخزل): معطوفة على تجافى. وجملة (إِذا أنا كالذي يجري): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإِعراب. وجملة (يجري): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة: (لم يدرك): معطوفة على الجملة السّابقة.

الشاهد: قوله: (أراهم رفقتي)؛ حيث نصب برأى الحلمية مفعولين، وأجراها مجرى رأى البصرية.

ص: 32

وبعضهم: لا ينصب بـ (رأى) الحلمية مفعولين، بَلْ واحدًا، ويجعل الثّاني حالًا.

ولَا يدخل الحُلُميةَ إلغاءٌ ولَا تعليقٌ، خلافًا لبعضهم، ويُفهَم ذلك من المتن؛ فعدم التّعليق: يفهم من قوله: (طَالبَ مَفعُولَينِ)؛ لأنه حال من قوله: (عَلِمَا)، والتّقدير:(انتسب لرأى الحلمية ما انتمى لعلم)؛ أي: ما انتسب لعلم حالة كون علم طالب مفعولين صريحين؛ كـ (علمت زيدًا قائمًا)، وحينئذ لا تعليق.

وعدم الإِلغاء: يفهم من قوله: (مِن قَبلُ)؛ لأَنَّها حال ثانية من (عَلِمَا) أيضًا، يعني: فِي حال الابتداء بها قبل المفعولين، وقد علم أنه لا يجوز الإِلغاء مع الابتداء على الصّحيح كما سبق.

واحترز بـ (طَالبَ مَفعُولَينِ) مِن: (علم الّتي بمعنَى عرف)؛ فإِنها تتعدَّى لواحد كما سبق.

والله الموفق

ص:

216 -

وَلَا تُجِزْ هُنَا بِلَا دَلِيْلٍ

سُقُوْطَ مَفْعُوْلَيْنِ أَوْ مَفْعُوْلِ

(1)

ش:

لا يجوز حذف المفعولين أَو أحدهما فِي هذا الباب إِلَّا إذا دل عليه دليل، وسيأتي الخلاف فِي ذلك.

فحذف أحدهما لدليل؛ نحو: (ظننت زيدًا) لمن قال: (هل ظننت زيدًا كريمًا؟).

ومنع هذا إسحاق بن ملكون وحده من نحاة المغاربة شيخ الشّلوبين.

وأورد عليه قول الشّاعرِ:

وَلَقَد نَزَلتِ فَلَا تَظُنِّي غَيَرهُ

.....................

(2)

(1)

ولا: ناهية. تجز: فعل مضارع مجزوم بلا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. هنا: ظرف مكان متعلق بتجز. بلا دليل: الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير ظهر إعرابه على ما بعده، بطريق العارية، وهو مجرور محلًا بالباء، والجار والمجرور متعلق بتجز، ولا مضاف، ودليل: مضاف إليه. سقوط: مفعول به لتجز، وسقوط مضاف. ومفعولين: مضاف إليه. أو مفعول: معطوف على مفعولين.

(2)

التخريج: صدر بيت وعجزه: مِني بِمَنْزِلَةِ المحَبِّ المكرَمِ

ص: 33

أَي: لا تظني غيره واقعًا.

ونزلت: بكسر التّاء، أَي: نزلتِ فِي قلبي فَلَا تظني غيره واقعًا.

وحذفهما معًا للقرينة: (نعم) لمن قال: (هل ظننت زيدًا كريمًا؟).

ومنه قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} ، التّقدير:(تزعمونهم شركائي).

وقيل: الأحسن أَن يكونَ التّقدير: تزعمون أنهم شركائي، لأنَّ الغالب فِي زعم أَن يقع علَى (أَنَّ) وصلتها، ولَا يقع علَى المفعولين صريحًا إِلَّا قليلا.

وكذا: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .

وقولِ الشّاعرِ:

بِأَيّ كِتَابٍ أَمْ بِأَيَّةِ سُنّةٍ

تَرَى حُبَّهُم عَارًا عَلَيّ، وَتَحْسِبُ

(1)

ذكره من شراح الألفية: ابن هشام 1/ 324، ابن عقيل 1/ 255، والأشموني 1/ 164، المكودي ص 48، والسندوبي، والسيوطي ص 44، وأيضا ذكره في همع الهوامع ج 1 ص 152، وداود، وخزانة الأدب الشاهد 200 والخصائص 2/ 116.

وقائله: عنترة بن شداد العبسي من معلقته المشهورة، وهو من الكامل.

اللغة: المحب: بفتح الحاء، بمعنى المحبوب، اسم مفعول من أحب، وهو القياس، ولكنه قليل في الاستعمال، والأكثر أن يقال: اسم المفعول محبوب أو حبيب، مع أنهم هجروا الفعل الثلاثي، المكرَم: على صيغة المفعول من الإكرام.

المعنى: والله لقد نزلت أيتها المحبوبة مني منزلة الشيء المحبوب المكرم فلا تظني غير ذلك واقعًا.

الإعراب: ولقد: الواو للقسم، واللام للتأكيد، وقد حرف تحقيق. نزلت: فعل وفاعل. فلا: ناهية. تظني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون وياء المخاطبة فاعل. غيره: مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف. مني: جاو ومجرور متعلق بقوله نزلت. بمنزلة: مثله. المحَب: مضاف إليه. المكرَم: صفة له.

الشاهد: قوله: (فلا تظني غيره)؛ حيث حذف المفعول الثاني اختصارًا، والتقدير فلا تظني غيره واقعًا، وهو جائز عند جمهور النحاة خلافًا لابن ملكون.

(1)

التخريج: البيت للكميت في خزانة الأدب 9/ 137، والدّرر 1/ 272، 2/ 253، وشرح التّصريح 1/ 259، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 692، والمحتسب 1/ 183، والمقاصد النّحوية/ 2/ 413، 3/ 112، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص 225، وهمع الهوامع 1/ 152.

اللغة: ترى: هنا من الرّأي بمعنى الاعتقاد.

الإِعراب: بأي: جار ومجرور متعلقان بترى، وأي: مضاف. كتاب: مضاف إِليه مجرور بالكسرة.

ص: 34

فحذف من الثّاني لدلالة الأول، والتّقدير:(وتحسبه عارًا).

والحذف لدليل يسمَى اختصارًا.

وحذف أحدهما لغير دليل: ممنوع عند سيبويه والأخفش والمصنف.

وأجازه الأكثرون؛ لقوله تعالَى: {فَهُوَ يَرَى} ؛ أَي: يعلم.

ومنه قولهم: (من يسمع .. يَخَلْ)، ومعنَى هذا الأخير:(من يسمع شيئًا يخل ما سمعه حقًا أَو باطلًا).

والحاصل:

* أنه يجوز حذفهما للقرينة بإِجماع.

* ولغير القرينة بخلف.

* ويجوز حذف أحدهما للقرينة خلافًا لابن ملكون.

* ولَا يجوز لغير القرينة بإجماع.

والله الموفق

ص:

217 -

وَكَتَظُنُّ اجْعَلْ تَقُوْلُ إِنْ وَلِي

مُسْتَفْهَمًا بِهِ وَلَمْ يَنْفَصِلِ

(1)

أم: حرف عطف. بأية: جار ومجرور معطوفان على الجار والمجرور السّابقين، وأية: مضاف. سنة: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. ترى: فعل مضارع مرفوع بالضّمة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. حيبهم: مفعول به أول لترى، وهم ضمير متصل مبني على السّكون في محل جر مضاف إِليه. عارًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. علي: جاو ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ (عارًا) وتحسِبُ: الواو حرف عطف، وتحسب فعل مضارع مرفوع بالضّمة الظّاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.

وَجُملَة (ترى): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب، وجملة (تحسب): معطوفة على جملة (ترى) لا محل لها من الإِعراب.

الشَّاهد: قوله: (تحسب) حيث حذف المفعولين اختصارًا لدلالة سابق الكلام عليهما، والتّقدير:(وتحسب حبهم عارًا علي).

(1)

كتظن: جار ومجرور متعلق باجعل. اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. تقول: قصد لفظه: مفعول به لاجعل. إن: شرطية. ولي: فعل ماض، فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تقول. مستفهمًا: مفعول به لولي. به: جار ومجرور في موضع نائب فاعل لمستفهم، لأنه اسم مفعول، ولم ينفصل: الواو للحال، ولم:

ص: 35

218 -

بِغَيْرِ ظَرْفٍ أَوْ كَظَرفٍ أَوْ عَمَلْ

وَإِنْ بِبَعْضِ ذِي فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ

(1)

ش:

الجملة الواقعه بعد القول تحكى بلفظها؛ نحو: (قال زيد: عمرو كاتب)، و (أنت تقول: زيد شاعر).

وهي فِي محل نصب علَى المفعولية.

فإِن كَانَ الواقع بعد القول مفردًا فِي معنَى الجملة .. نصب لفظه بالقول؛ نحو: (قلت قصيدة وخطبة)، و (أنت تقول شعرًا) علَى المفعولية كذلك.

وقيل: إنه وصف لمحذوف؛ أَي: (قولًا شعرًا).

وقد يكون مقول القول مفردًا غير مضمن معنَى الجملة، فينصب لفظه أيضًا، بشرط: أَن يقصد اللّفظ؛ نحو: (قلت: كلمة ولفظة). ذكره فِي "التّسهيل"، وسيأتي الكلام علَى مقول القول آخر الباب.

واعلم: أَن القول يجوز فيه وجه آخر، وهو أَن يجرى مجرَى الظّن، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، بشرط:

1 -

أَن يكونَ ذلك القول فعلًا مضارعًا لمخاطب؛ كما قال: (وكَتَظنُّ اجعَلْ تَقُولُ).

2 -

ولَا بد أَن يقع بعد استفهام؛ كما قال: (إنْ وَلي مُستَفهَمًا بهِ).

3 -

وأَن لا يفصل بَينَ الاستفهام والفعل المذكور بغير ظرف، ولا مجرور، ولا أحد المفعولين؛ كما قال:(وَلَم يَنفصَلِ بِغَيرِ ظَرفٍ أَو كَظَرفٍ أَو عَمَلْ)؛ أَي: بمعمول.

حرف نفي وجزم وقلب. ينفصل: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لأجل الروي، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تقول، وجملة (لم ينفصل وفاعله): في محل نصب حال.

(1)

بغير: جار ومجرور متعلق بينفصل في البيت السابق، وغير مضاف. وظرف: مضاف إليه. أو: عاطفة. كظرف: الكاف اسم بمعنى مثل معطوف على غير، والكاف مضاف، وظرف: مضاف إليه. أو: عاطفة. عمل: معطوف على غير. وإن: شرطية. ببعض: جار ومجرور متعلق بفصلت الآتي، وبعض مضاف. وذي: مضاف إليه. فصلت: فصل: فعل ماض فعل الشرط، والتاء ضمير المخاطب فاعل. يحتمل: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم بالسكون، لأنه جواب الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الفصل المفهوم من قوله: فصلت.

ص: 36

فإِن فصل بَينَ الهمزة والفعل بواحد ممَّا ذكر .. جاز؛ كما قال: (وإِن بِبَعضِ ذي فَصَلتَ يُحتَمَلْ)؛ لأنَّ الظّرف والمجرورات متوسع فيها.

* فمثال المستكمل الشّروط من غير فصل: (أتقول زيدًا كريمًا؟).

ومنه قولهُ:

مَتَى تَقُولُ الْقُلُصَ الرَّواسِمَا

يَحْمِلْنَ أُمَّ قاسمٍ وَالْقَاسِمَا

(1)

فـ (القلصَ): مفعول أول، وجملة (يحملن): فِي موضع الثّاني.

ويروَى: (متَى تظن) .. فَلَا شاهد.

والقلص: جمع قلوص، وهي الشّابة من النّوق.

* والفصل بأحد المفعولين: (أكريمًا تقول زيدًا؟).

ومنه قوله:

(1)

التخريج: البيت لهدبة بن خشرم العذري، من أرجوزة رواها غير واحد من حملة الشّعر، ومنهم التّبريزي في شرح الحماسة (2/ 46)، ولكن رواية التّبريزي للبيت المستشهد به على غير الوجه الذي يذكره النّحاة، وروايته:

لَقَدْ أَرَاني وَالغُلامُ الحَازِمَا

نزْجِي المَطيّ ضمَّرًا سِواهُما

مَتَى يَقود الذّبل الرّواسِما

وَالجلّة النّاجِيَة العَوَاهِمَا

اللّغة: القلص: بزنة كُتُب وسُرُر جمع قلوص، وهي الشّابة الفتية من الإبل، وهي أول ما يركب من إِناث الإبل خاصة. الرّواسم: المسرعات في سيرهن، مأخوذ من الرّسيم، وهو ضرب من سير الإبل السّريع. يحملن: يروى في مكانه (يدنين) ومعناه: يقرِّبنَ. أم قاسم: هي كنية امرأة، وهي أخت زيادة بن زيد العذري.

المعنى: متى تظن النّوق المسرعات يقربن مني من أحب أن يحملنه إِلي؟

الإعراب: متى: اسم استفهام مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفية الزّمانية، وعامله: تقول. تقول: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. القلُصَ: مفعول به أول لتقول. الرّواسما: نعت للقُلُص. يحملن: يحمل: فعل مضارع، ونون الإناث: فاعل، والجملة: في محل نصب مفعول ثان لتقول. أمَّ: مفعول به ليحملن، وأم مضاف. وقاسم: مضاف إِليه. وقاسما: معطوف على أم قاسم.

الشَّاهد: قوله: (تقول القُلُصَ يحملن)؛ حيث أجرى (تقول) مجرى (تظن)، فنصب به مفعولين، الأول قوله:(القلص)، والثّاني: جملة (يحملن)، وذلك لاستيفائه الشّروط.

ص: 37

أَجُهّالًا تَقوُل بَنِي لُؤَيٍّ

..........................

(1)

* والفصل بالظّرف: (هل عندك تقول زيدًا خادمًا؟).

ومنه قوُلهُ:

أَبَعدَ بُعْدٍ تَقُوُل الدَّارَ جَامِعَةً؟

.......................

(2)

(1)

صدر بيت من الوافر، وعجزه: لَعَمْرُ أَبيكَ أَمْ مُتَجَاهِلِينا

التخريج: البيت للكميت بن زيد في خزانة الأدب 9/ 183، 184، والدّرر 2/ 276، وشرح أبيات سيبويه 1/ 132، وشرح التّصريح 1/ 263، وشرح المفصل 7/ 78، 79، والكتاب 1/ 123، والمقاصد النّحوية 2/ 429، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 363، وأوضح المسالك 2/ 78، وتخليص الشّواهد ص 457، وخزانة الأدب 2/ 439، وشرح ابن عقيل ص 228، والمقتضب 2/ 349، وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة: الجهَّال: من الجهل، وهو السّفه والعصيان، أو عدم المعرفة. المتجاهل: هو المتظاهر بالجهل.

المعنى: يقول: أتظن أن بني لؤي جهالًا حقيقة، أم أنهم يتظاهرون بالجهل؟

الإِعراب: أجهالا: الهمزة للاستفهام، جهالًا: مفعول به ثان مقدم لتقول منصوب. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. بني: مفعول به أول منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم، وهو مضاف. لؤي: مضاف إِليه مجرور. لعَمْرُ: اللّام: للقسم، عمر: مبتدأ، والخبر: محذوف تقديره: قسمي، وهو مضاف. أبيك: مضاف إِليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء السّتة، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإِضافة. أمْ: حرف عطف: متجاهلينا: معطوف على جهالًا منصوب بالياء، والألف للإِطلاق.

وَجُمَلَة (تقول): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها ابتدائية أو استئنافية.

الشاهد: قوله: (أجهالًا تقول بني لؤي)؛ حيث أعمل (تقول) عمل (تظن)، فنصب به مفعولين، أحدهما قوله:(جهالا)، والثّاني قوله:(بني لؤي)، مع أنه فصل بين أداة الاستفهام والفعل بفاصل -وهو قوله: جهالًا- وذلك لأن هذا الفصل لا يمنع الإِعمال، لأن الفاصل معمول للفعل، فهو مفعوله الثّاني.

(2)

صدر بيت من البسيط، وعجزه: شَمْلي بِهِم أَمْ تَقول الْبُعْد مَحتُومًا

التخريج: وهو من شواهد: التّصريح: 1/ 263، والأشموني: 344/ 1/ 164، وهمع الهوامع: 1/ 157 والدّرر اللّوامع: 1/ 140، ومغني اللّبيب: 1176/ 909 والسّيوطي: 327، والعيني: 2/ 438، والشّذور: 198/ 501.

اللغة: جامعة: اسم فاعل جمع، والجمع ضد التّفريق. شملي: مصدر شمَلَهم الأمرُ إِذا عمَّهم، يقال: فرق شملهم: أي: ما اجتمع من أمرهم. وجمع الله شملهم: أي ما تفرق منه. محتوما: أي واجبًا، وهو اسم مفعول من حتم الأمر، أوجبه.

ص: 38

بنصب (الدّارَ جامعة).

* والفصل بالمجرور: (هل فِي الدّار تقول عمرًا نائمًا؟).

* ويجوز الفصل بالثّلاثة جميعًا؛ نحو: (أكريمًا عندك فِي القوم تقول زيدًا؟).

والحاصل:

أنه إذا اجتمعت الشّروط:

فيجوز أَن يجرى القول مجرَى الظّن فينصب مفعولين.

ويجوز أَن تحكى الجملة بعده.

فإِن شئت قلت: (هل تقول زيدًا كريمًا؟) بنصبهما.

أَو: (هل تقول زيد كريم؟) بالرّفع على الحكاية.

فإِن تعدَّى المضارع باللّام .. امتنع النّصب؛ نحو: (أتقول لزيدٍ عمرو منطلق؟).

وكذا: إن لم يكن الفعل حاضرًا علَى ما قيل.

وقوله: (تقولُ): مفعول بـ (اجعَلْ)، و (كَتَظُنُّ): مفعول ثان لهُ.

والله الموفق

المعنى: أبعد تفرقنا وتنائينا، تظن الدّار تجمع شملنا ثانية، ونلتقي بعد فراق، أم تظن البعد أصبح أمرًا مقضيًا به علينا إِلى الأبد؟

الإِعراب: أبعد: الهمزة حرف استفهام. بعد: متعلق بـ (تقول)، أو بـ (جامعة). بعد: مضاف إِليه. تقول: فعل مضارع بمعنى تظن، والفاعل: أنت. الدّارَ: مفعول به أول لـ (تقول). جامعةً: مفعول به ثانٍ؛ وفي جامعة ضمير مستتر، فاعل لاسم الفاعل، يعود إِلى الدّار. شملي: مفعول به لاسم الفاعل جامعة، والياء: مضاف إِليه. بهم: متعلق بـ (جامعة). أم: حرف عطف. تقول: فعل مضارع بمعنى تظن مرفوع، والفَاعل: أنت. البعدَ: مفعول به أول لـ (تقول). محتوما: مفعول به ثان له.

الشّاهد: (تقول الدّار جامعة)، (تقول البعد محتوما)؛ حيث أعمل الفعل (تقول) عمل الفعل (تظن)، فنصب به مفعولين، وذلك بعد استيفائه الشروط. مع أنه فصل بين أداة الاستفهام والفعل بفاصل، وهو قوله (بعد) وذلك لأن هذا الفصل لا يمنع الإِعمال، لأن الفاصل ظرف.

ص: 39

ص:

219 -

وَأُجْرِيَ الْقَوْلُ كَظَنٍّ مُطْلَقَا

عِنْدَ سُلَيْمٍ نَحْو: قُلْ ذَا مُشْفِقَا

(1)

ش.

يجري القول مجرَى الظّن عند سليم مطلقًا من غير شرط؛ نحو: (قلت: زيدًا كريمًا)، و (قال زيد: عمرًا كريمًا)، و (هم يقولون: زيدًا كريمًا).

و (قُلْ ذَا مُشفِقا؟) فـ (ذا): مفعول أول عند سليم مطلقًا من غير شرط، و (مُشفِقَا): مفعول ثان.

وجاء على مذهب سليم قوله:

قَالَتْ وَكُنتُ رَجُلًا فَطِيْنَا

هَذَا لَعَمرُ اللهِ إِسْرَائينا

(2)

المفعول الأول: (هذا)، والثّاني:(إسراينا): لغة فِي إسرائيل.

(1)

أُجرِي: فعل ماض مبني للمجهول. القول: نائب فاعل لأُجري. كظنٍّ: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من القول. مطلقا: حال ثان من القول. عند: ظرف متعلق بأُجري، وعند مضاف. وسليم: مضاف إليه. نحوُ: خبر لمبتدأ محذوف. قل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. ذا: مفعول أول لقل. مشفقا: مفعول ثان.

(2)

التخريج: الرجز لأعرابي في المقاصد النحوية 2/ 425، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 456، والدرر 2/ 272، وسمط اللآلي ص 681، وشرح التصريح 1/ 264، ولسان العرب 13/ 323 فطن، 459، 460 يمن، والمعاني الكبيرة ص 646، وهمع الهوامع 1/ 157.

اللغة: الفطين: الفهيم. إسرائين: لغة في إسرائيل.

المعنى: قالته امرأة لزوجها، وقد صاد ضبًا: إنه مسخ من بني إسرائيل.

الإعراب: قالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هي. وكنت: الواو حالية، كنت: فعلٍ ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. رجلا: خبر كان منصوب. فطينا: نعت رجلًا منصوب. هذا: اسم إشارة في محل نصب مفعول به أول لقالت. لعَمرُ: اللام للقسم، عمر: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: لعمر الله قسمي. إسرائينا: مفعول به ثان لقالت، والألف للإطلاق.

وَجُملَة: (قالت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (وكنت رجلًا): في محل نصب حال. وجملة: (لعمر الله): اعتراضية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: (قالت

هذا إسرائينا)؛ حيث ورد الفعل (قال) بمعنى (ظن)، فنصب مفعولين: أولهما: (هذا)، وثانيهما:(إسرائينا) من غير أن يستوفي الشروط، وذلك على لغة سُلَيم.

ص: 40