الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفعول مَعَه
ص:
311 -
يُنْصَبُ تَالِي الوَاوِ مَفْعُولًا مَعَهْ
…
فِي نَحوِ سِيرِي وَالطَّرِيقَ مُسْرِعَهْ
(1)
312 -
بِمَا مِنَ الفِعْلِ وَشِبْهِهِ سَبَقْ
…
ذَا النَّصْبُ لا بِالوَاوِ فِي القَوْلِ الأَحَقّ
(2)
ش:
المفعول معه:
هو الاسم الفضلة الواقع بعد (واو) هي بمعنَى (مع)؛ أَي: دالة علَى المصاحبة، منصوب بما يسبقه من فعل أَو ما يشبهه من صفة، أَو مصدر ونحو ذلك.
وعبد القاهر الجرجاني: أَن النّاصب لهُ (الواو)؛ إِذ لو حذفت .. لم يصح الكلام.
ورُدَّ: بأنها لو كانت عاملة .. لامتنع انفصال الضّمير؛ فِي قولهم: (لو تركت أم الفصيل وإِياه لرضعها)؛ لأنَّ عامل النّصب لا يفصل من معموله إِذا كَانَ ضميرًا؛ نحو: (إنه أعطاني) إلا ضرورة؛ كقوله:
إِنِّي لَأَرْجُو مُحْرِزًا أَنْ يَنْفَعَا
…
إِيَّايَ لَمَّا صِرْتُ شَيْخًا قَلِعَا
(3)
(1)
ينصب: فعل مضارع مبني للمجهول. تالي: نائب فاعل ينصب، وتالي مضاف. والواو: مضاف إليه. مفعولًا: حال من نائب الفاعل. معه: مع: ظرف متعلق بقوله: مفعولًا، ومع: مضاف والضمير: مضاف إليه. في نحو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن في نحو. سِيري: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعل، والجملة في محل جر بإضافة نحو إليها. والطريق: مفعول معه. مسرعه: حال من ياء المخاطبة في قوله: سيري.
(2)
بما: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. من الفعل: جار ومجرور متعلق بقوله: سبق الآتي. وشبهه: الواو عاطفة، وشبه: معطوف على الفعل، وشبه: مضاف، والضمير: مضاف إليه. سبق: فعل ماض، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة ما المجرورة محلا بالباء. ذا: اسم إشارة مبتدأ مؤخر. النصبُ: بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة. لا: حرف عطف. بالواو: جار ومجرور معطوف على بما. في القول: جار ومجرور متعلق بقوله: النصب السابق. الأحق: نعت للقول.
(3)
التخريج: البيت من الرجز، وأنشده ابن الأعرابي ولم ينسبه اللسان 10/ 164، شواهد التوضيح والتصحيح 26.
اللغة: المحرز من أحرزت الشيء أحرزه: إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ، ومحرز:
والأصل: (ينفعني) ففصل (الياء)، فقال: إِياي.
وقال آخر:
. . . . . . . . . .
…
إِلَيكَ حَتَّى بَلَغَتْ إيَّاكا
(1)
والأصل: (بلغَتْكَ) ففصل (الكاف)، وسبق فِي الفاعل.
والزّجاج: أَن النّاصب فعل بعد (الواو)؛ فتقدير: (سرت والطّريق)؛ أَي: ولابست الطّريق، وعلَى هذا: فـ (الطّريق): مفعول به.
ومن هنا قال أحمد بن الخباز: فعلَى قوله .. فُقِد المفعول معه من الكلام. انتهى.
اسم، وقوله: شيخٌ قَلِع: ككتف: يتقلَّع إذا قام ومَشَى كأنَّهُ يَنْحَدِرُ.
الشاهد: قوله: (ينفعا إياي)، حيث إن عامل النّصب لا يفصل من معموله إِذا كَانَ ضميرًا إلا ضرورة كما في هذا البيت.
(1)
التخريج: هذا عجز بيت من الرجز، وصدره: أَتَتْكَ عنسٌ تَقْطَعُ الأَرَاكا
وهو لحميد الأرقط في تخليص الشواهد ص 92، وخزانة الأدب 5/ 280، 281، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 169، وتخليص الشواهد ص 85، والخصائص 1/ 307، 2/ 194، ورصف المباني ص 138، والكتاب 2/ 362، واللمع في العربية ص 189.
اللغة: العنس -بفتح فسكون-: الناقة الشديدة القوية على السير. وقوله: (تقطع الأراك): أراد تقطع الأرضين التي هي منابت الأراك، والأراك -بوزن السحاب-: العود الذي يساك به.
المعنى: لقد جاهدَت هذه الناقة في مسيرها حتى وصلت إليك وتنعّمت بقربك.
الإعراب: أتتك: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. عنسٌ: فاعل مرفوع بالضمة. تقطع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. الأراكا: مفعول به منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق. إليك: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الضمير في تقطع. حتى: حرف جر وغاية. بلغت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. إياكا: ضمير نصب منفصل في محلّ نصب مفعول به، والألف: للإطلاق. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بلغت: في محلّ جرّ بحرف الجر، والجار والمجرور: متعلقان بالفعل تقطع.
وجملة (أتتك): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (تقطع): في محل رفع نعت عنس.
الشاهد: قوله: (بلغت إيّاك)؛ حيث وضع الضمير المنفصل (إياك) موضع الضمير المتصل (الكاف)، وهذا من الشاذّ.
والأخفش: أنه منصوب انتصاب الظّرف؛ قال: لأنَّ الواو واقعة موقع (مع)، وهي منصوبة علَى الظّرفية، فلما حذفت وأقيمت (الواو) مقامها .. تعذر نصب الواو؛ لأَنَّها حرف لا يظهر فيها إِعراب؛ فجعل النّصب فيما بعدها.
قال ابن الخباز: وهذا فاسد؛ لأنَّ (مع) ظرف، و (زيد) ليس بظرف؛ يعني فِي؛ نحو:(سرت وزيدًا).
والكوفيون: انتصب علَى الخلاف.
قال البعلي: ولو كَانَ كذلك .. لجاز نصب المبتدأ؛ لمخالفته الخبر. انتهَى.
والصّحيح: ما ذكر أولًا.
- فالواقع بعد الفعل: (سيري والطّريقَ)، و (سرت والطّريقَ)، و (الزّيدون يسيرون والنّيلَ)، و (استوَى الماء والخشبةَ)، و (جاء البرد والطيالسةَ).
- والواقع بعد الصّفة: (زيد سائر والطّريقَ)، و (الزّيدون سائرون والنّيلَ).
- والواقع بعد المصدر: (يعجبني سيرك والطّريقَ).
• فاشتراط الاسم .. يخرج:
• الفعل؛ نحو: (لا تأكل السّمك وتشربَ اللّبن) بنصب (تشرب) بأن مضمرة.
• والجملة الاسمية؛ كـ (جاء زيد والشمس طالعة).
خلافًا لصدر الأفاضل تلميذ الزّمخشري: في جواز مجيء الجملة مفعولًا معه.
• والفضلة .. يخرج الّذي لابد من ذكره؛ كالمعطوف فِي نحو: (اشترك زيد وعمرو).
• واشتراط النّصب بالفعل وشبهه .. يخرج:
• ما بعد (الواو) فِي نحو: (كل رجل وصنعته)، فَلَا يجوز نصبه مفعولًا معه وإن كانت الواو فيه بمعنَى (مع)؛ لفقد الفعل وشبهه.
وأجازه بعضهم: علَى تقدير: (يستغني وصنعتَه).
• ومخرج المجرور؛ لأنَّ بعض العرب تخفض بالواو الّتي بمعنَى (مع)، قال الشّاعر:
شَرِبتُ وَفِتيَانٍ كجِنَّةِ عَبقَرٍ
…
كِرَامٌ إِذَا مَا الأَمْرُ أَعيَتْ مَدَائِرُه
(1)
ومن شواهد المفعول معه:
. . . . . . . . . . .
…
هَذَا رِدَائِيَ مَطْويًّا وسَرْبَالا
(2)
(1)
التخريج: البيت للقطامي كما في المحب والمحبوب والمشموم والمشروب ص 150 وهو من قصيدة خمرية له، وهي:
وكأسٍ تمشّى في العظامِ سبيئةٍ
…
منَ الراحِ تعلو الماءَ حينَ تُكاثِرُهْ
كُميتٍ إذا ما شجّها صرَّحتْ بهِ
…
ذخيرةُ حانوتٍ عليها تبادرُهْ
فجاءَ بها بعدَ الإباءِ وبعدَما
…
بذَلْنا لهُ في السّومِ ما شاءَ تاجرُهْ
شربتُ وفتيانٌ كجِنّةِ عبقرٍ
…
كرامٌ إذا ما الأمرُ أعيَتْ مصادرُهْ
فقلتُ اشربوا حيّاكمُ اللهُ واسبِقوا
…
عواذِلَنا منها بريٍّ نُباكرُهْ
فلمّا تنشّينا ودارَتْ بهامِنا
…
وقلنا اكتفَيْنا بعدَ عَفْقٍ نُظاهرُهْ
فرُحْنا أُصيلالًا نجرُّ ذيولَنا
…
بأنعَمِ ليلٍ قدْ تطاولَ آخرُهْ
الشاهد: قوله: (شربت وفتيانٍ)؛ حيث استعمل الواو الّتي بمعنى (مع) حرف جر، فجرَّ بها الاسم بعدها.
(2)
التخريج: هذا عجز بيت من البسيط، وصدره: لا تَحْبسَنَّكَ أثوابِي فَقَدْ جُمَعَت
وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 76، والدرر 3/ 154، وشرح التصريح 1/ 343، والمقاصد النحوية 3/ 86.
المعنى: يخاطب الشاعر رفيقًا له، وهما يريدان النجاة من الأعداء: لا تكن أثوابي عائقًا فيما أنت ذاهب إليه، فإنها مجموعة وسهلة الحمل.
الإعراب: لا: حرف نهي وجزم. تحبسنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون: للتوكيد، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به، والفعل تحبسنك في محل جزم بلا الناهية: أثوابي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: تعليلية، قد: حرف تحقيق. جمعت: فعل ماض للمجهول، والتاء: للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. ردائي: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مطويًّا: حال منصوب. وسربالا: الواو: للمعية، سربالا: مفعول معه منصوب.
وجملة (لا تحبسنك): لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد جمعت): لا محل من الإعراب.
وجملة (هذا ردائي): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وسربالا) حيث نصب (سربالا) على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل مطويًّا، أو كما يرى الفراء بعد اسم الإشارة (هذا)، لذا نصب الحال الذي صاحبه ردائي الذي هو خبر المبتدأ هذا.
فـ (سربالًا): مفعول معه منصوب بـ (مطويًّا) علَى القياس.
وأَجازَ الفراء: نصبه باسم الإِشارة؛ لأنه متضمن معنَى (أشير).
ويدخل فِي قوله: (بِمَا مِنَ الفِعْلِ وَشِبْهِهِ): اسم الفعل أيضًا؛ نحو: (حسبك وزيدًا درهم)؛ أَي: (يكفيك وزيدًا درهم).
قال الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . .
…
فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
(1)
بنصب (الضّحاك).
(1)
التخريج: هذا عجز بيت من الطويل، وصدره: إذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا
وهو لجرير في ذيل الأمالي ص 140، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 581، وسمط اللآلي ص 899، وشرح شواهد الإيضاح ص 374، وشرح شواهد المغني 2/ 900، وشرح عمدة الحافظ ص 407، 667، وشرح المفصل 2/ 51، ولسان العرب 1/ 312 حسب، 2/ 395 هيج، 15/ 66 عصا، والمقاصد النحوية 3/ 84.
اللغة: انشقت العصا: تفرق القوم. الهيجاء: الحرب الطاحنة الشرسة. و (العصا) هُنا: الجماعة، كنّى بانشقاق العصا عن التّفرُّق.
المعنى: إذا نشبت الحرب، وتفرقت الجماعات، فيكفيك أن تصحب السيف الضحاك بيمينك.
الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط. كانت: فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة، والتاء: للتأنيث، وحركت بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين. الهيجاء: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وانشقت: الواو: عاطفة، انشقت: فعل ماض مبنى على الفتحة الظاهرة، والتاء: للتأنيث، وحركت بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين. العصا. فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. فحسبك: الفاء: رابطة لجواب الشرط، وحسب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والضحاك: الواو: للمعية، الضحاك: مفعول معه منصوب. سيف: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. مهند: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة.
وجملة (إذ كانت الهيجاء فحسبك): لا محل لها. وجملة (كانت الهيجاء): في محل جر بالإضافة.
وجملة (وانشقت العصا): معطوفة في محل جر بالإضافة. وجملة (فحسبك سيف): جواب شرط غير جازم لا محل لها.
الشاهد: قوله: (والضحاك)؛ حيث انتصب على أنه مفعول معه، والعامل فيه اسم يشبه الفعل وهو حسبك. ويروى البيت بجر الضحاك وبرفعه وفي هاتين الحالتين لا يستشهد به هنا.
ولَا يتقدم المفعول معه علَى عامله.
وأَجازَ تقديمه علَى مصحوبه: أبو الفتح؛ نحو: (استوى والخشبةَ الماءُ)، قال: ومنه قوله:
جَمَعْتَ وَفُحْشًا غِيبَةً وَنَمِيمَةً
…
خِصَالًا ثَلَاثًا لَسْتَ عَنْهَا بِمُرْعَوِي
(1)
علَى أَن (فحشًا): مفعول معه.
والجمهور: معطوف قُدِّم علَى المعطوف عليه، وهو فِي الضّرورة جائز بإِجماع؛ كما صرح به ابن ناظر الجيش فِي "شرح التّسهيل".
وأَجازَ الكوفيون: فِي الاختيار: تقديم المعطوف علَى المعطوف عليه إن كَانَ العطف بواو.
والأصل فِي هذا الشّاهد: (جمعت غيبة، ونميمة، وفحشًا).
وبعض النّحويين اقتصر علَى ما ورد من المفعول معه، فلم يَقِس.
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو ليزيد بن الحكم في خزانة الأدب 3/ 130، 134، والدرر 3/ 156، وشرح شواهد المغني 2/ 697، وشرح عمدة الحافظ ص 637، والمقاصد النحوية 3/ 86، 262، وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 141، والخصائص 2/ 383، وشرح التصريح 1/ 344، 2/ 137، وهمع الهوامع 1/ 220.
اللغة: الفحش: القول القبيح. الغيبة: الاغتياب. النميمة: الوشاية والإفساد. ارعوى عن الجهل: امتنع عنه وانصرف.
الإعراب: جمعت: فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وفحشًا: الواو: للمعية، وفحشًا: مفعول معه منصوب. غيبةً: مفعول به منصوب. ونميمة: الواو: حرف عطف، ونميمة: معطوف على غيبة منصوب. خصالا: بدل من فحشًا وغيبة ونميمة منصوب، وهو مضاف. ثلاثًا: نعت منصوب. لست: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس. عنها: جار ومجرور متعلقان بمرعوي. بمرعوي: الباء: حرف جر زائد، ومرعوي: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا خبر لست، والياء: للإطلاق.
وجملة (جمعت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لست عنها بمرعوي): في محل نصب نعت خصالًا.
الشاهد: قوله: (جمعت وفحشًا)؛ حيث تقدم المفعول معه فحشًا على مصاحبه؛ أي: المعطوف عليه (غيبة)، وهذا جائز عند أبي الفتح.
تنبيه:
قال بعضهم: لا يكون الفعل فِي هذا الباب إِلَّا لازمًا؛ لئلا يلتبس بالمفعول به فِي نحو: (ضربته وعمرًا) فَلَا يدرى هل (عمرو): مفعول به أَو معه.
والصّحيح: جواز كونه لازمًا، ومتعديًا.
وأَجازَ بعضهم: حذف الواو من المفعول معه، وجعل منه:
فَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاشِفَةٍ
…
تَبْكِي عَلَيكَ نُجُومَ اللَّيلِ والْقَمَرَا
(1)
فـ (نجومَ اللّيل): مفعول معه، و (القمرَ): معطوف عليه، والتّقدير:(تبكي عليك ونجومَ اللّيل)؛ أَي: مع نجوم اللّيل والقمر.
حكاه ابن إياز: فِي "شرح فصول ابن معط" رحمه الله.
وقيل: انتصب (نجوم) بـ (تبكي)؛ كما يقال: (باكيت زيدًا فبكيته)؛ أَي: (غلبته فِي البكاء)؛ فهو مفعول به.
وقيل: انتصب بـ (كاشفة)؛ يعني: (أَن الشّمس ليست بكاشفة نجوم اللّيل إِذا طلعت؛
لحزنها عليك، فنور النّجوم باق معها).
وقد يحذف ناصبه فِي الضّرورة؛ كقوله:
أَزْمَانُ قَومِي وَالجَمَاعَةَ كالَّذِي
…
. . . . . . . . . . .
(2)
(1)
التخريج: هذا البيت من البسيط، وهو لجرير في ديوانه (158)، وفي شرح الشواهد الشعرية في أمهات الكتب النحوية 1/ 449.
اللغة: كاشفة يَعْنِي ظَاهِرَة يُقَال ضربه فكشف عظمه أَي أظهره
الشاهد: قوله: (نجوم الليل والقمرا)؛ حيث نصب (الليل) على أنه مفعول معه، وحذف الواو وذلك جائز عند ابن إياز، وقيل غير ذلك.
(2)
التخريج: هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه: لَزم الرِّحالةَ أنْ تميل مَمِيلا
وهو للراعي النميري الشاعر، المعاصر لجرير والفرزدق وهو من قصيدة له في مدح عبد الملك بن مروان، وفيها يشكو إليه من عمال الصدقات ويعلن ولاءه لعبد الملك.
وهو في جمهرة أشعار العرب 172. والبيت الشاهد، من شواهد: التصريح: 1/ 195، وهمع الهوامع: 1/ 122 والدرر اللوامع: 1/ 92 وسيبويه: 1/ 54، والمقرب: 64، والعيني: 2/ 95، 3/ 99، والخزانة: 1/ 502، وجمهرة القرشي: 172، وديوانه: 146.
أَي: (كَانَ قومي والجماعة).
وقول الآخر:
فَمَا أَنَا وَالسَّيرَ فِي مُتْلِفِ
…
. . . . . . . . . .
(1)
اللغة: أزمان: جمع زمن وزمان، وهما اسمان لقليل الوقت وكثيره. الرحالة: سرج من جلد ليس فيه خشب، يتخذ للركض الشديد، والجمع: رحائل. مميلا: مصدر ميمي، بمعنى الميلان؛ أي: الانحراف.
المعنى: يصف الشاعر ما كان من استقامة الأحوال واجتماع الكلمة، قبل عثمان رضي الله عنه وبعده؛ فشبه حال قومه في تماسكهم وارتباطهم بالجماعة، وعدم تنافرهم، والتزامهم الطاعة، بحالة راكب لزم الرحل، خوفًا من أن يميل ميلًا.
الإعراب: أزمان: مفعول فيه لفعل سابق. قومي: فاعل، أو اسم لكان المحذوفة، والياء: في محل جر بالإضافة. والجماعةَ: الواو واو المعية، الجماعة: مفعول معه منصوب، وعامله كان. كالذي: متعلق بخبر كان إن عدت ناقصة، وبمحذوف حال، إن عدت تامة. لزم: فعل ماضٍ، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. الرحالة: مفعول به لـ لزم. أن: حرف مصدري ونصب. تميل: فعل مضارع منصوب بـ (أن)، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. مميلا: مفعول مطلق، والمصدر المؤول من (أن) وما دخلت عليه: مجرور بلام تعليل محذوفة، والجار والمجرور متعلقان بلزم، أو أن المصدر المؤول منصوب على أنه مفعول لأجله.
الشاهد: قوله: (والجماعة)؛ حيث نصب الاسم الواقع بعد واو المعية من غير تقدم فعل يعمل فيه وذلك ضرورة شعرية.
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من المتقارب، وعجزه: يُعَبِّرُ بِالذَّكَرِ الضابِطِ
وهو لأسامة بن حبيب الهذلي في الدرر 3/ 157، وشرح أبيات سيبويه 1/ 128، وشرح أشعار الهذليين ص 1289، والمقاصد النحويَّة 3/ 93، وللهذلي في لسان العرب 4/ 532 (عبر)، وبلا نسبة في رصف المباني ص 421، وشرح الأشموني 1/ 224، وشرح عمدة الحافظ ص 404، والكتاب 1/ 303، وهمع الهوامع 3/ 93.
اللغة: المتلف: المهلك. يبرح: يجهد. وروي: يعبر بالذكر: أي يحمله على ما يكره. الذكر الضابط: البعير العظيم.
الإعراب: فما: الفاء: استئنافية، ما: اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. أنا: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ. والسير: الواو: للمعية، والسير: مفعول معه منصوب. في متلف: جار ومجرور متعلّقان بالسير. يبرّح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. بالذكر: جار ومجرور متعلقان بيبرّح. الضابط: نعت الذكر مجرور بالكسرة.
وجملة: (فما أنا والسير): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (يبرّح) في محلّ جرّ نعت متلف.
كأنه قال: (ما أكون والسّير).
والله الموفق
ص:
313 -
وَبَعْدَ مَا اسْتِفْهَامٍ أوْ كَيْفَ نَصَبْ
…
بِفِعْلِ كَوْنٍ مُضْمَرٍ بَعْضُ العَرَبْ
(1)
ش:
سُمِع نصبُ المفعول معه بعد (ما) و (كيف) فِي حالة الاستفهام من غير أَن يُلفَظ معه بفعل ونحوه؛ كقولهم: (ما أنت وزيدًا)، و (كيف أنت وقصعةً مِن ثريد) بنصب (زيدًا)، و (قصعةً): مفعولًا معه.
فأجيب: بأن الأصل: (ما تكون وزيدًا؟) و (كيف تكون وقصعةً من ثريد؟) فحذف الفعل، فبرز الضّمير وانفصل من الفعل، فصار (ما أنت وزيدًا؟)، و (كيف أنت وقصعة من ثريد؟)، فالعامل فيه حينئذ: هو الفعل المحذوف الّذي برز منه الضّمير.
فمعنَى البيت: نصبَ بعضُ العرب المفعولَ معه بفعل كون؛ أَي: بفعل مشتق من الكون محذوفًا بعد (ما) و (كيف) الاستفهاميتين كما ذكر.
ومنه ما سبق فِي الشّاهدين فِي البيت قبله؛ لأنَّ فعل الكون محذوف أيضًا فيهما.
وَ (كَانَ) فِي الموضعين: ناقصة، فالضّمير هو اسمها، و (كيف): هو الخبر قدم لكونه استفهامًا.
لكن منع بعضهم: إعمال (كَانَ) النّاقصة فِي المفعول معه؛ إِذ ليس فيها معنَى حدث.
والمشهور: الإعمال؛ لأنَّها تدل علَى معنًى سوى الزّمان، فيعمل فيه بواسطة (الواو) كغيرها من الأفعال، وتعمل فِي الظّرف، ويتعلق بها الجار كما سيأتي فِي آخر حروف الجر.
الشاهد: فيه قوله: (ما أنا والسيرَ)؛ حيث نصب (السيرَ) على أنّه مفعول معه بإضمار فعل يعمل فيه تقديره: (ما كنت)، أو لأن (ما أنا) بمعنى (ما أصنع).
(1)
وبعد: ظرف متعلق بقوله: (نصَب) الآتي، وبعد مضاف. وما: قصد لفظه: مضاف إليه، وما: مضاف. واستفهام: مضاف إليه من إضافة الدال إلى المدلول. أو: عاطفة. كيف: معطوف على ما السابق. نصب: فعل ماض. بفعل: جار ومجرور متعلق بنصب، وفعل: مضاف. وكون: مضاف إليه: مضمر: نعت لفعل. بعضُ: فاعل نصب، وبعض: مضاف: والعرب: مضاف إليه.
وقوله: (بعضُ): فاعل بقوله: (نَصَب).
والله الموفق
ص:
314 -
وَالعَطْفُ إِنْ يُمْكِنْ بِلَا ضَعْفٍ أَحَقّ
…
وَالنَّصْبُ مُخْتَارٌ لَدَى ضَعْفِ النَّسَق
(1)
ش:
ما صلح أَن يكونَ مفعولًا معه؛ إن أمكن عطفه علَى ما قبله من غير ضعف .. فعطفه أولَى من نصبه مفعولًا معه؛ نحو: (كنت أنا وعمرو فِي الدّار)، و (سار زيد وعمرو)، فرفع (عمرو) فِي المثالين أولَى؛ لأنه:
فِي الأول: يعطَف علَى التّاء، وليس فيه ضعف؛ لوجود الفاصل؛ فإِن العطف علَى الضّمير المتصل المرفوع مشروط بوجود فاصل كما سيأتي فِي العطف.
وفي الثّاني: معطوف علَى (زيد) بلَا ضعف وإِنما كَانَ الرّفع أولَى؛ لأنَّ كليهما يشترك مع الآخر فِي الرّفع، والتّشريك أَولَى من عدم التّشريك، وهذا هو معنَى قوله:(وَالعَطْفُ إِنْ يُمْكِنْ بِلَا ضَعْفٍ أَحَق).
- فإِن ضعف عطف النسق .. كَانَ النّصب أولَى كما قال: (وَالنَّصْبُ مُخْتَارٌ
…
إِلَى آخره)؛ نحو: (قمت وزيدًا)، و (كنت وزيدًا فِي الدّار) بنصب (زيدًا): مفعولًا معه وهو الأولَى كما ذكر؛ لأنَّ الرّفع: فيه العطف علَى الضّمير المرفوع المتصل بِلَا فاصل.
- فإِن وجد الفاصل .. كَانَ الرّفع أولَى من النّصب علَى المعية؛ نحو: (قمت أنا وزيدٌ)، و (سرت اليوم وبكرٌ)، وتقول:(ما لك وزيدًا) بنصب (زيدًا)؛ لأنَّ جره يستلزم العطف علَى الضّمير المجرور من غير إِعادة الجار، وهو ممنوع عند
(1)
والعطف: مبتدأ. إن: شرطية. يمكن: فعل مضارع فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف. بلا ضعف: الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير مجرور بالباء، وقد ظهر إعرابه على ما بعده بطريق العارية، ولا: مضاف، وضعف: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية، والجار والمجرور متعلق بيمكن. أحق: خبر المبتدأ، وجملة الشرط وجوابه معترضة بين المبتدأ وخبره. والنصب مختار: مبتدأ وخبره. لدى: ظرف متعلق بمختار، ولدى: مضاف. وضعفِ: مضاف إليه، وضَعف: مضاف. والنسق: مضاف إليه.
الأكثرين، خلافًا للمصنف رحمه الله وجماعة.
ونصبه بـ (كان) محذوفة؛ أَي: (ما كَانَ لك وزيدًا).
والحاصل:
أنه إن أمكن العطف بِلَا ضعف .. فهو أولَى من نصب المعطوف مفعولًا معه، وإِن كَانَ فِي العطف ضعف .. فالنّصب مختار.
والله الموفق
ص:
315 -
وَالنَّصْبُ إِنْ لَمْ يَجُزِ العَطْفُ يَجِبْ
…
أَوِ اعْتَقِدْ إِضْمَارَ عَامِلٍ تُصِبْ
(1)
ش:
يقول إذا لم يجز العطف .. فالنّصب واجب:
إما علَى المفعول معه، أَو علَى المفعول به.
فالأول؛ كـ (سرت والطريق)، و (سار زيد والجبل)، فلا يعطف (الطريق) على (التاء)، ولا (الجبل) على (زيد)، لأنَّ المعطوف هنا لا يشارك المعطوف عليه فِي السّير.
والثّاني؛ كقولهِ:
. . . . . . . . .
…
عَلفْتُهَا تِبنًا وَمَاءً بَارِدَا
(2)
(1)
النصب: مبتدأ. إن: شرطية. لم: نافية جازمة. يجز: فعل مضارع فعل الشرط. العطف: فاعل يجز، وجواب الشرط محذوف. يجب: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى النصب، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. أو اعتقد: أو: عاطفة، اعتقد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إضمار: مفعول به لاعتقد، وإضمار مضاف. وعامل: مضاف إليه. تصب: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر الذي هو اعتقد، ويجوز أن يكون (يجب): جواب الشرط، وتكون جملة الشرط وجوابه -على هذا- في محل رفع خبر المبتدأ.
(2)
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه 258، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 108، 7/ 233، وأمالي المرتضى 2/ 259، والإنصاف 2/ 612، وأوضح المسالك 2/ 245، والخصائص 2/ 431، والدرر 6/ 79، وشرح التصريح 1/ 346، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1147، وشرح شواهد المغني 1/ 58، 2/ 929، وشرح ابن عقيل ص 305،
فَلَا يعطف (ماء) علَى (تبنًا)؛ لأن الماء لا يعلف ولَا ينصب علَى المعية؛ لعدم المصاحب، فيقدر لهُ عامل يناسبه؛ أَي:(وسقيتها ماء باردًا) فهو: مفعول به كما ذكر.
والمبرد والمازني وجماعة: أن (ماء) معطوف علَى (تبنًا)، وأن (علفتها): عامل فيهما النّصب علَى المفعول به؛ لكن بتأويل (أنلتها تبنًا وماءً)، فيؤوّلون (علفتها) بفعل يصح انصبابه عليهما.
3/ 367 قلد، 9/ 255 علف، ومغني اللبيب 2/ 632، والمقاصد النحوية 3/ 101، وهمع الهوامع 2/ 130.
وقال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في منحة الجليل: هذا البيت من الشواهد التي لم يذكر العلماء نسبتها إلى قائل معين، وقد اختلفوا في تتمته، فيذكر بعضهم أن الشاهد صدر بيت، وأن تمامه:
. . . . . . . . .
…
حتى شَتَتْ همَّالةً عَيناها
ويرويه العلامة الشيرازي عجز بيت، ويروي له صدرا هكذا:
لمَّا حططتُ الرَّحلَ عَنها وَاردا
…
. . . . . . . . . . .
اللغة: علف: أطعم. التبن: ما تهشم من سيقان القمح والشعير بعد الدرس. همالة عيناها: أي غزيرة الفيض.
المعنى: يقول: إنه علف دابته تبنا، وسقاها ماء باردًا حتى سالت دموعها بغزارة.
الإعراب: علفتها: فعل ماض، والتاء: فاعل، وها: في محل نصب مفعول به أول. تبنًا: مفعول به ثان. وماء: الواو: حرف عطف. ماء: مفعول به لفعل محذوف تقديره: سقيتها ماء. باردًا: نعت ماء. حتى: حرف جر وغاية. شتت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. همالة: حال من فاعل شتت منصوب. عيناها: فاعل شتت مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: مجرور بحتى. والجار والمجرور متعلقان بعلف والتقدير: علفتها تبنًا وسقيتها ماء إلى أن شتت همالة عينها.
وجملة (علفتها): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (شتت): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي المقدر.
الشاهد: قوله: (وماء)؛ حيث لا يصح أن يكون مفعولا به، لأنه لا يصح أن يشترك مع لفظة (التبن) بعامل واحد، وهو قوله:(علفتها)، لأن الماء لا يعلف، وإنما يُسقى، فلابد من تقدير عامل، والتقدير: سقيتها. وقيل: الماء مفعول معه. وقيل: إنه معطوف على (تبنًا) لأن الشاعر ضمَّن الفعل علفتها معنى الفعل أنلتها، أو قدمت لها.
وأما قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} ، فقيل: إن (شركاءكم): مفعول به معطوف علَى أمركم بتقدير مضاف؛ أَي: و (أمر شركائكم).
وإِنما قدر مضاف؛ لأنه يقال (أجمع): فِي أسماء المعاني، و (جمع): فِي أسماء الأعيان.
قال الشاعر:
أَجْمَعُوا أَمرَهُم بِلَيلٍ فَلمَّا
…
أَصبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُم ضَوضَاء
(1)
وقد يستعمل (أجمع) فِي الأعيان فيقال: (أجمعت شركائي) فَلَا تقدم.
وقيل: منصوب بـ (أجمعوا) محذوفًا.
وقيل: بـ (ادعوا) كما هي فِي مصحف أُبيّ.
وقال الفارسي: مفعول معه.
ويجوز: أجمعت علَى الأمر، والأولى: أجمعت الأمر.
تنبيه:
إِذا اجتمعت المفاعيل .. قدم (المفعول المطلق)، ثم (المفعول به)، ثم (المفعول فيه)، ثم (المفعول له)، ثم (المفعول معه)؛ كـ (ضربت ضربًا زيدًا بسوط نهارًا هنا تأديبًا وعمرًا).
فـ (ضربًا): مفعول مطلق.
و (زيدًا): مفعول به.
(1)
التخريج: البيت من الخفيف، وهو للحارث بن حلزة في ديوانه ص 24، ولسان العرب 14/ 488 (ضوا)، ومقاييس اللغة 1/ 480، وتهذيب اللغة 12/ 97، وخاص الخاص ص 98، وشرح القصائد السبع ص 452، وشرح القصائد العشر ص 380، وشرح المعلقات السبع ص 221، وشرح المعلقات العشر ص 120، وتاج العروس (غوي)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 242. وهو مع نسبته في لسان العرب 15/ 143 (غوي) برواية غوغاء مكان ضوضاء.
الشاهد: قوله: (أجمعوا أمرهم)؛ حيث استعمل (أجمع) في أسماء المعاني، على الأصل، ويستعمل (جمع): فِي أسماء الأعيان.
و (بسوط): مفعول به أيضًا؛ لأنَّ الفعل وصل إِليه بواسطة كما تقول: (مررت بزيد) فأخر عما وصل إِليه الفعل بنفسه.
و (نهارًا): ظرف زمان.
و (هنا): ظرف مكان مفعول فيه، وجرت العادة بتقديم ظرف الزمان علَى ظرف المكان.
و (تأديبًا): مفعول لهُ.
و (وعمرًا): مفعول معه.
وقلت فِي هذا:
مَفَاعِيلَهُم رَتِّبْ فَصَدِّر بِمُطلَقٍ
…
وَثنّ بِهِ فِيهِ لَهُ، مَعَهُ، كَمَلْ
تَقُولُ ضَربتُ الضَّربَ زَيدًا بِسَوطِهِ
…
نَهَارًا هُنا تَأدِيبَهُ وَامْرَأً نَكَلْ
والله الموفق
* * *