الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّائب عَن الفَاعِل
ص:
242 -
يَنُوْبُ مَفْعُوْلٌ بِهِ عَنْ فَاعِلِ
…
فِيْمَا لَهُ كَنِيْلَ خَيْرُ نَائِلِ
(1)
ش:
يحذف الفاعل:
1 -
لغرض معنوي؛ كـ (الإيجاز)؛ كقولِهِ تعالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} .
2 -
أَو لغرض لفظي؛ كموافقة حرف الرّوي؛ كقولِ الشَّاعرِ:
. . . . . . . . . . . .
…
وَلا بُدَّ يَومًا أَن تُرَدَّ الوَدَائعُ
(2)
3 -
أَو للعلم به، كـ (أُنزل القرآن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم).
4 -
أَو يحذف للجهل به، كـ (ضُرِب زيد)، إذا لم يعلم ضاربه.
5 -
أَو لتعظيمه وحقارة المفعول؛ كـ {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} .
6 -
أَو ضد ذلك؛ كـ (قُتِل الحسين رضي اللَّه تعالى عنهُ).
7 -
أَو للخوف عليه
(3)
؛كـ (قُتل ابن الأمير).
8 -
أَو للخوف منه
(4)
؛ كـ (سُرِق المتاع).
9 -
وكذا إذا لم يتعلق مراد التكلم بتعيين الفاعل؛ كقولِهِ تعالَى {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ}
(1)
ينوب: فعل مضارع. مفعول: فاعل ينوب. به: جار ومجرور متعلق بمفعول. عن فاعل: جار ومجرور متعلق بينوب أيضًا. فيما: مثله، وما: اسم موصول. له: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول. كنيل: الكاف جارة لقول محذوف، نيل: فعل ماض مبني للمجهول. خير نائل: نائب فاعل، ومضاف إليه.
(2)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وما المال والأهلون إلا ودائع
وهو من قصيدة للبيد بن ربيعة يرثي بها أخاه، انظر الديوان (ص 88) والشعر والشعراء (1/ 248).
الشاهد: قوله: (ترد الودائع)؛ حيث حذف الفاعل وأناب المفعول به عنه لغرض لفظي، وهو حركة الروي.
(3)
أي يحذف الفاعل وينوب المفعول به عنه إذا علمتَ الفاعل وخِفتَ عليه.
(4)
أي يحذف الفاعل وينوب المفعول به عنه إذا علمتَ الفاعل وخِفتَ منه بأن كان شريرًا.
الآية، {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} الآية، ونحو ذلك.
فيحذف الفاعل كما ذكر، ويثوب عنهُ المفعول به فيما كَانَ لهُ من:
• وجوب الرّفع.
• والتّأخير عن الفعل.
• واتصاله بالعامل.
• وثبوت التّاء فِي نحو: (ضُرِبت هند).
• وجواز الوجهين فىِ: (غُرِسَت الأرض) و (غُرِس الأرض).
• ولَا يحذف النّائب كما لا يحذف الفاعل.
ويسمَّى: (النّائب عن الفاعل)، و (المفعول الّذي لم يسم فاعله).
والزّمخشري: يسميه فاعلًا، فتقول فِي (ضَرَب زيد عمرًا)، و (نال بكر خير نائل):(ضرب عمرو)، و (نِيلَ خيرُ نائلٍ).
فـ (عمرو)، و (خيرُ نائل): كانا مفعولين.
و (زيد)، و (بكر): كانا فاعلين، فحذف الفاعل وأقيم المفعول به مقامه.
وتقول فِي: (زيد ضَرب أبوه غلامَه): (زيدٌ ضُرب غلامُه).
أَو ترفعه باسم المفعول، فإِنه كالفعل المبني للمفعول؛ نحو:(زيد مضروب غلامه).
ومن رفعهِ بالمصدر: قولُ الشّاعرِ:
إنَّ قَهرًا ذَوُو الضَّلَالَةِ وَالبَا
…
طِلِ عِزٌّ لِكُلِّ عَبدٍ مُحِقِّ
(1)
تقديره: (إن أن يُقهَر ذو والضّلالة) بالبناء للمفعول فِي (يُقهَر)، وهذا الشّاهد يعضد الأخفش حين أَجازَ تقدير المصدر بـ (أنْ) والفعل المبني للمفعول كما سيأتي فِي إعمال المصدر.
(1)
التخريج: البيت من الخفيف، وهو بلا نسبة في التذييل والتكميل (4/ 934)، وشرح عمدة الحافظ ص 184.
الشاهد: قوله: (إن قهرًا ذوو الضلالة) على جواز رفع (ذوو) على أنه نائب فاعل للمصدر المنون، وتقديره:(أن يُقهَر ذوو الضلالة).
ونيابة المفعول عن الفاعل مشروطة بكون الفعل لا بد أَن يتغير عن بنيته الّتي كَانَ عليها مع الفاعل، وإِلَى ذلك أشار بقوله:
ص:
243 -
فَأَوَّلَ الْفِعْلِ أضْمُمَنْ والمُتَّصِلْ
…
بالآخِرِ اكْسِرْ فِي مُضِيٍّ كَوُصِلْ
(1)
244 -
وَاجْعَلْهُ مِنْ مُضَارعٍ مُنْفَتِحَا
…
كَيَنْتَحِي الْمَقُولُ فِيْهِ يُنتَحَى
(2)
ش:
يعني أَن الفعل المبني للمفعول:
يضم أوله ماضيًا كَانَ أَو مضارعًا؛ كما قال: (فَأَوَّل الْفِعْلِ اضْمُمَنْ).
ويكسر ما قبل آخر الماضي؛ نحو: (وُصِل الثوبُ)، و (ضُرِب العبدُ)؛ كما قال:(والمُتَّصِلْ بِالآخِرِ اكْسِرْ فِي مُضِيٍّ كَوُصِلْ).
ويفتح مما قبل آخر المضارع؛ نحو: (يُضرَب العبدُ) و (يُنتحى الأمرُ)؛ كما قال: (وَاجْعَلْهُ مِنْ مُضَارِعٍ مُنْفَتِحَا)؛ أَي: واجعل المتصل بالآخر منفتحًا من المضارع.
قال البعلي: ولَا يبنى للمفعول إِلَّا ما كَانَ متصرفًا متعديًا، خلافًا لمن يجيزه فِي اللّازم ويقيم المصدر المعرَّف بلام العهد مقام الفاعل، علَى نحو:(جلسنا الجلوس)
(1)
فأول: مفعول مقدم، والعامل فيه:(اضممن) الآتي، وأول مضاف. والفعل: مضاف إليه. اضممن: اضمم: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. والمتصل: الواو حرف عطف، المتصل: مفعول مقدم، والعامل فيه اكسر الآتي. بالآخر: جار ومجرور متعلق بالمتصل. أكسر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. في مضي: جار ومجرور يتعلق باكسر أو بمحذوف حال. كوصل: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كقولك. . . إلخ، ووصل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والجملة مقول القول المحذوف.
(2)
واجعله: اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول أول. من مضارع: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء. منفتحا: مفعول ثان لاجعل. كينتحي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف. المقول: نعت لينتحِي الذي قصد لفظه: فيه: جار ومجرور متعلق بالمقول. ينتحَى: قصد لفظه: محكي بالقول، فهو نائب فاعل للمقول.
مستدلًا بقراءة: (وأما الَّذين سُعِدوا ففي الجنة)، بضم السّين.
وأجيب: بأن الكسائي حكَى سعد متعديًا.
والظّاهر: جواز نحو: (ذُهِب بزيد).
والهاء فِي (أجعله): تعود علَى ما قبل الآخر، و (المقول): نعت لقوله: (ينتحي)، و (ينتحى): محكيٌّ بالقول.
ويجوز كون (المقول): مبتدأ، و (ينتحي): خبر، و (فيه): متعلق بالمقول.
واللَّه الموفق
ص:
245 -
وَالثَّانِيَ التَّالِي تَا الْمُطَاوعَه
…
كَالأَوَّلِ اجْعَلْهُ بِلَا مُنَازَعَه
(1)
ش:
المطاوعة: حصول الأمر من الأول للثاني؛ نحو: (علَّمتُه فتعلَّم)، و (كَسَرتُه فتكسَّر)، و (دحرجتُه فتدحرج).
فالأول: مطاوَع بفتح الواو.
والثّاني: بكسرها.
وتاء المطاوعة لا تكون إلَّا فِي الماضي؛ فإذا بني ما فيه تاء المطاوعة للمفعول. . ضُم ثانيه كما يضم أوله؛ نحو: (تُعُلم النّحو) ، و (تُكُسر الحجر)، و (تُدُحرجت الحصا)، بضم تاء المطاوعة وما بعده.
وأما الحرف الثّالث. . فهو ساكن علَى حاله.
وقوله: (الثّانيَ): مفعول لمحذوف يفسره (اجعله)، و (التّاليَ): نعت للثاني، و (تا
(1)
والثاني: مفعول أول لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: واجعل الثاني. التالي: نعت للثاني. تا: قصر للضرورة مفعول به للتالي، وفاعله ضمير مستتر فيه، وتا مضاف، والمطاوعة: مضاف إليه. كالأول: جار ومجرور في موضع المفعول الثاني لاجعل الآتي. أجعله. أجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول أول. بلا منازعة: الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير، مجرور محلًا بالباء، وقد ظهر إعرابه على ما بعده بطريق العارية، والجار والمجرور متعلق باجعل، ولا: مضاف، ومنازعة: مضاف إليه، مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية، وسكن لأجل الوقف.
المطاوعة): مفعول بـ (التّالي).
واللَّه الموفق
ص:
264 -
وَثَالِثَ الَّذِي بِهَمْزِ الْوَصْلِ
…
كَالأَوَّلِ اجْعَلَنَّهُ كَاسْتُحْلِي
(1)
ش:
همزة الوصل، لا تكون فِي ماض إِلَّا إن كَاَن زائدًا على أربعة أحرف؛ كـ (انطلَقَ، واستخرَجَ).
فإِذا بُنِيَ للمفعول. . ضم ثالثه كما يضم أوله؛ نحو: (اُستُخرج الخط)، و (اُنطُلق بزيد)، و (اُستُحلي العسل) بضم الأول والثّالث.
وأما الحرف الثّاني. . فهو ساكن علَى حاله.
والأصل: (استخرجتُ الخط)، و (انطلقتُ بزيد)، و (استحليتُ العسل).
وقوله: (وثالِثَ) مسموع بالنّصب لمحذوف يفسره (اجعَلَنَّه) علَى الاشتغال، ويشكل عليه قول الرّضي: أَن الفعل المؤكد بالنّون لا يعمل فيما قبله؛ لأنَّ ما لا يعمل لا يفسر.
واللَّه الموفق
ص:
247 -
وَاكْسِرْ أَوِ اشْمِمْ فَا ثُلَاثِيٍّ أُعِلّ
…
عَيْنًا وَضَمٌّ جَا كَبُوعَ فَاحْتُمِلْ
(2)
(1)
وثالثَ: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وثالث مضاف، والذي: مضاف إليه. بهمز: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الذي، وهمز مضاف، الوصل: مضاف إليه. كالأول: جار ومجرور في موضع المفعول الثاني لاجعل مقدمًا عليه. اجعلنه: أجعل: فعل أمر، والنون للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والهاء مفعول أول. كاستحلي: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف على النحو الذي سبق مرارًا.
(2)
واكسر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. أو اشمم: مثله، والجملة معطوفة على الجملة السابقة. فا: مفعول به تنازعه العاملان، وفا: مضاف، ثلاثي: مضاف إليه. أعل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ثلاثي، والجملة في محل جر نعت لثلاثي. عينا: تمييز. وضم: مبتدأ. جا: أصله جاء، وقصره =
ش:
الفعل المبني للمفعول إن كَان ثلاثيًا؛ كـ (قيل)، و (نيل)، و (بيع)، و (صيم). . يجوز فِى فائه ثلاثة أوجه:
إخلاص الكسر؛ كـ (قيل الشّعر)، و (بيع العبد)، و (نيل الخير)، والأصل:(قُوِل، وبُيِع، ونُيِل) بضم الفاء وكسر العين فِي الثّلاثة، فاستثقلت الكسرة علَى الواو والياء، فنقلت إِلَى الفاء بعد سلب الضّمة، فانقلبت الواو ياء؛ لوقوعها ساكنة بعد كسرة، وبقيت الياء لمجانستها الكسرة.
الثّاني: إخلاص الضّم، وهي لغة دبير وفقعس؛ كـ (قُول الشّعر)، و (بُوع العبد)، و (قُول الخير)، والأصل:(قُوِل، وبُيع، ونُيِل) بضم الفاء وكسر العين، فحذفت الكسرة، فبقيت الواو فِي الأول، وقلبت الياء واوًا فِي الآخرين لوقوعها ساكنة بعد ضمة، ومنه قولُهُ:
حُوكَتْ عَلَى نَولَينِ إِذْ تُحَاكُ
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
= للضرورة: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ضم، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. كبوع: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال. فاحتمل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود على ضم.
(1)
التخريج: هذا بيت من مشطور الرجز، وبعده قوله: تخْتَبط الشَّوْك وَلا تُشَاكُ
وهو من شواهد التصريح: 1/ 295، والأشموني: 384/ 1/ 181، وابن عقيل: 154/ 2/ 114 والهمع: 2/ 165، والدرر: 2/ 223، والمصنف لابن جني: 1/ 250.
اللغة: حوكت: نسجت، من حاك الثوب يحوكه حوكًا وحياكة. نيرين: مثنى نير؛ وهو مجموع القصب والخيوط. تختبط: تضرب بعنف وشدة. لا تشاك: لا يؤثر فيها الشوك.
الإعراب: إن هذا الرداء نسج على نيرين - وما ينسج بهذه الطريقة، يكون أصفق وأحكم في النسج؛ فاكتسب متانة وصلابة، حتى إذا ضرب بها الشوك لا يدخل فيها، ولا يحدث بها أثرًا أو ضررًا.
الإعراب: حوكت: فعل ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي، يعود إلى الحُلَّة؛ أو الرداء؛ لأنه يذكر ويؤنث. على نيرين: متعلق بحوكت. إذ: متعلق بحوكت. تحاك: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل: هي، وجملة (تحاك): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: (حوكت)؛ حيث أخلص فيه الضم، فقلبت ألفه واوًا؛ ويروى: حيكت فيكون شاهدًا على إخلاص الكسر، وقلب الألف ياء؛ وهذه الرواية أقوى؛ لأنها في سياق الفصحى.
من الحياكة: النّسج. ويروَى: (نيرين).
وقولُهُ:
لَيتَ وَهَل يَنفَعُ شَيئًا لَيتُ
…
لَيتَ شَبَابًا بُوعَ فَاشتَرَيتُ
(1)
و (ليتُ) الثّانية: فاعل بقوله: (ينفع) من باب إِعراب الأداة إِذا نسب لها حكم؛ كما سيأتي فِي الحكاية.
الثّالث: الإشمام: وهو عبارة عن الإِشارة إلى الضّمة بعد التّلفظ بالكسرة.
وقيل: أَن يؤتَى بحركة علَى الفاء بين الضّمة والكسرة، وقرئ به فِي:{قيل} ، و {غيض} من قوله تعالَى:{وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ} .
(1)
التخريج: هذا بيت من الرجز، وقبله قوله:
يا قوم قد حَوقَلْتُ أو دَنَوْتُ
…
وبعض حيقال الرجال المَوْتُ
ما لي إذا أجذبها صَأَيْتُ
…
أَكِبَرٌ قد عالني أم بَيْتُ
والشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 295، والأشموني: 1/ 181، 383، وابن عقيل: 155/ 2/ 115 وشرح المفصل: 7/ 70، والعيني: 2/ 254، وهمع الهوامع: 1/ 248، 2/ 165، والدرر اللوامع: 1/ 206، 2/ 222، والمغني: 731/ 513 وشرح السيوطي: 277. وأمالي القالي ط. دار الفكر: 1/ 20؛ زيادات ديوان رؤبة.
اللغة: حوقلت: ضعفت وأصابني الكبر. دنوت: قربت. أجذبها: أراد أنزع الدلو من البئر. صأيت: صحت، مأخوذ من قولهم: صأى الفرخ؛ إذا صاح صياحًا ضعيفًا، وأراد بذلك أنينه من ثقل الدلو عليه. قد عالني: غلبني وقهرني وأعجزني.
المعنى: يتمنى الشاعر أن يعود إليه شبابه من جديد أو يشتريه؛ ولكن هيهات أن يعود الشباب مرة أخرى؛ لأن ما مضى لن يعود أبدًا.
الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل يفيد التمني. هل: حرف استفهام معناه النفي هنا، لا محل له من الإعراب. ينفع: فعل مضارع مرفوع. شيئا: مفعول به مقدم منصوب. ليتُ: فاعل ينفع؛ لأنه قصد لفظها؛ والجملة: معترضة، لا محل لها من الإعراب. ليت: الثالثة: مؤكدة للأولى. شبابًا: اسم ليت الأولى. بوع: فعل ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، وجملة بوع: في محل رفع خبر ليت. فاشتريت: الفاء عاطفة، اشتريت فعل ماضٍ، والتاء: فاعل؛ وجملة اشتريت: معطوفة على جملة (بوع): في محل رفع.
الشاهد: قوله: (بوع)؛ إذ الفعل المبني للمفعول إن كَانَ ثلاثيًا. . يجوز في فائه ثلاثة أوجه، ومنها: إخلاص الضم، وهي لغة دبير وفقعس، كما في هذا الشاهد.
وهذا الّذي تقدم فيما أعلت عينه؛ كما فِي الأمثلة.
فإن صحت العين؛ نحو: (عُوِرَ)، و (صِيدَ) بفتح الفاء وكسر العين. . فضم الفاء لا غير؛ نحو:(عُوِر فِي المكان) و (صُيِد فيه)، بضم الفاء وكسر العين فقط.
بخلاف نحو: (قال)، و (صام)، و (باع)، و (نال)؛ فإِنه معل، والأصل:(قُوِل، وصُوِمَ، وبُيع، ونُيِل) فقلبت العين ألفًا للمقتضي.
واللَّه الموفق
ص:
248 -
وَإِنْ بِشَكْلٍ خِيْفَ لَبْسٌ يُجْتَنَبْ
…
وَمَا لِبَاعَ قَدْ يُرَى لِنَحْوِ حَبّ
(1)
ش:
المعتل العين المبني للمفعول؛ كـ (قيل)، و (بيع)، إِذا أسند إِلَى ضمير المتكلم أَو المخاطب يشكل بما لا لبس فيه من الضّمة والكسرة والإِشمام.
ويمتنع إن يُشكل بما يحصل به اللّبس، فتقول من (سامه غيره):(سِمت) بالكسر أَو الإشمام، ويمتنع ضم السّين؛ فإِنه يلتبس بفعل الفاعل.
وتقول من (خافه غيره): (خُفت) بالضّم والإشمام، ويمتنع كسر الخاء؛ لالتباسه بفعل الفاعل كما سبق.
وقس علَى ذلك.
وَلَم يلتفت سيبويه إِلَى اللّبس.
وأشار بقوله: (وَمَا لِبَاعَ. . .) إِلَى آخره: إِلَى أَن الفعل الثّلاثي المضاعف كـ (حَبَّ)، و (شَدَّ)، و (رَدَّ): يجوز فِي فائه ما جاز فِي الفاء من نحو: (قيل وبيع)، فتقول:(حُب زيد، وشُم الطّيب، ووُد الثّوب) بالضّم، والكسر، والإشمام إِذا بنيته للمفعول.
(1)
وإن: شرطية. بشكل: جار ومجرور متعلق بخيف. خيف فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط. لبس: نائب فاعل خيف. يجتنب: فعل مضارع مبني للمجهول جواب الشرط، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى شكل. وما. اسم موصول: مبتدأ. لباع: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة. قد: حرف تقليل. يري: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. لنحو: جار ومجرور متعلق بيرى، ونحو مضاف، وحب: قصد لفظه: مضاف إليه.
ولَا يجيز فيه البصريون إِلَّا الضّم.
والكسر لغة بني ضبة وبعض بني تميم، وبها قرأ علقمة:(هذه بضاعتنا رِدَّت) بكسر الراء، (ولو رِدوا لعادوا لما نهوا عنهُ) كذلك.
وأما الإشمام. . فقد أجازه المصنف رحمه الله.
وفهم من قوله: (قَدْ يَرَى): أَن هذا قليل فِي المضاعف.
واللَّه الموفق
ص:
249 -
وَمَا لِفَا بَاعَ لِمَا الْعَيْنُ تَلِي
…
فِي اخْتَارَ وَانْقَادَ وَشِبْهٍ يَنْجَلِي
(1)
ش:
الّذي ثبت للفاء فِي (باع) و (قال) عند البناء للمفعول: هو الضّم والكسر والإشمام كما سبق.
فما ثبت لفاء (باع). . يثبت لما تليه العين من كل فعل مبني للمفعول معتل العين على وزن (افتعل)؛ نحو (اختار) ، و (اجتاز)، و (اعتاد).
أو علَى وزن (انفعل)؛ كـ (انقاد)، و (انقاس).
فالّذي تليه العين فِي (اختار، واجتاز، واعتاد): هو (التّاء).
والّذي تليه العين فِي (انقاد وانقاس): هو القاف.
لأن العين فِي هذه الأفعال هي الألف، فيجوز فِي التّاء والقاف: الأوجه الثّلاثة إِذا بُني الفعل للمفعول.
فالضّم: (اختُور الحق)، و (اجتُوز بالمكان)، و (اعتُود الخير)، و (انقُود الرّجل)،
(1)
وما: اسم موصول مبتدأ. لِفَا: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة (ما) الموصولة، وفا مضاف. وباع: قصد لفظه: مضاف إليه. لما: اللام جارة، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. العين: مبتدأ، وجملة تلي وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: لا محل لها صلة ما المجرورة باللام. في اختار: جار ومجرور متعلق بتلي. وانقاد، وشبه: معطوفان على اختار. ينجلي: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى شبه، والجملة في محل جر نعت لشبه.
و (انقوس الثوب).
والكسر: (اختير)، و (اجتيز)، و (اعتيد)، و (انقيد)، و (انقيس).
وسبق تعريف الإشمام.
وحكم الهمزة هنا: أَن تحرك بما حُرّك به التّاء والقاف، وقس عليه.
واللَّه الموفق
ص:
250 -
وَقَابِلٌ مِنْ ظَرْفٍ أَوْ مِنْ مَصْدَرِ
…
أَوْ حَرْفِ جَرٍّ بِنِيابَةٍ حَرِي
(1)
ش:
سبق أَن المفعول ينوب عن الفاعل.
وذكر هنا: أنه إِذا لم يوجد المفعول. . ناب المصدر أَو الظّرف أَو المجرور إلى كَانَ قابلًا للنيابة.
فالمصدر: (سِير سيرٌ شديد)، و (ضُرِبَ ضَربٌ شديد)، وفي القرآن:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} .
وظرف الزّمان: (صِيمَ يومُ الخميس)، و (سِيرَ يومُ الجمعةِ)، و (ذُهب به يومان).
والمكان؛ نحو: (جُلِس خلفَ الدّارِ)، و (مُكِث أَمامَ المسجد)، و (سِيرَ بهِ فرسخان).
والمجرور؛ (سِيرَ بزيدٍ)، وقوله تعالَى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ، {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ} .
وكذا: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} ؛ لأنَّ اسم المفعول كالفعل المبني للمفعول كما سبق ذكره.
فالبصريون: أَن النّائب هو المجرور فقط.
(1)
وقابل: مبتدأ، وخبره قوله: حري في آخر البيت. من ظرف: جار ومجرور متعلق بقابل. أو من مصدر: معطوف على الجار والمجرور السابق. أو حرف جر: معطوف على مصدر، ومضاف إليه. بنيابة: جار ومجرور متعلق بحري. حري: خبر المبتدأ الذي هو قابل في أول البيت كما ذكرنا من قبل.
والفراء: الجار فقط.
وقيل: هما والسّهيلي وابن درستويه: ليس المجرور نائبًا، وإِنما النّائب ضمير المصدر؛ لأنَّ كل ما ناب عن الفاعل إِذا تقدم. . يكون مبتدأ، والمجرور إِذا قدم. . لا يكون مبتدأ؛ كما فِي قوله تعالى:{كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} فنائب الفاعل فِي (مسؤولًا) عندهما: ضمير السّؤال.
والوجه: أنه ضمير راجع إِلَى ما رجع إِليه اسم كَانَ، وهو المكلف.
وأما قول الشّاعر:
وقالتْ مَتَى يُبْخَلْ عليكَ ويُعْتَلَل
…
. . . . . . . . . . .
(1)
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: يَسُؤكَ وَإِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ
وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 42، وشرح التصريح 1/ 289، وشوح شواهد المغني 4 ص 92، 883، ولعلقمة في ديوانه ص 83، ولأحدهما في المقاصد النحوية 2/ 506، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص 516.
المعنى: يقول: إن هجرناك واعتللنا عليك. . يسؤك هذا الأمر، وإن وصلناك فكشف غرامك. . كان ذلك عادة لك ودربة.
الإعراب: قالت: الواو بحسب ما قبلها، قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، وفاعله: هي. متى: اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بيبخل. يُبخَل. فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه فعل الشرط. عليك: جار ومجرور متعلقان بيبخل. ويعتلل: الواو حرف عطف، يعتلل: معطوف على يبخل ويعرب إعرابه، ونائب الفاعل: مستتر، تقديره: هو يعود إلى مصدر الفعل يعتلل. يسؤك: فعل مضارع مجزوم، لأنه جواب الشرط، والفاعل: هو، والكاف في محل نصب مفعول به. وإن: الواو حرف عطف، إنْ: حرف شرط جازم. يكشف: فعل مضارع للمجهول، وهو فعل الشرط. غرامُك: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. تدرب: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامته السكون، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية.
وجملة (قالت): بحسب ما قبلها. وجملة (متى يبخل): في محل نصب مفعول به. وجملة (يبخل عليك): في محل جر بالإضافة. وجملة (يعتلل): معطوفة على جملة يبخل. وجملة (يسؤك): جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا لا محل لها من الإعراب. وجملة (إن يكشف): معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة (تدرب): جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (ويعتلل)؛ فإن النائب عن الفاعل هو ضمير المصدر، أي: يعتلل هو الاعتلال =
فـ (عليك): نائب الفاعل فِي (يُبخَل عليك).
وأما (يُعتَلَل) فالنّائب فيه: ضمير المصدر الّذي هو الاعتلال؛ فلما لم يوجد إِلَّا هو. . ناب؛ إِذ نائب الفاعل لا يحذف كما علم.
ولَا نقول بأنه يجب نيابة المصدر مطلقًا وإِن وجد المجرور، خلافًا لهما كما سبق آنفًا.
وقيل: ناب الظّاهر نفسه؛ فالتّقدير: (ويُعتَلَل اعتلالٌ عليك)، فحذف (اعتلال) لأنه معهود، وحذف (عليك) لدلالة الأول عليه، ومنه قول الآخر:
يُغْضِي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِه
…
. . . . . . . . . . . .
(1)
= المعهود، والتقدير: يعتلل اعتلال عليك، فيقدر عليك ههنا أيضًا؛ لدلالة عليك في قوله:(متى يبخل عليك) عليها.
وقال ابن هشام: ولا بد عندي من تقدير عليك مدلولًا عليها بالمذكورة، وتكون حالًا من الضمير ليتقيد بها، فيفيد ما لم يفده الفعل. "المغني" ص 516.
(1)
التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فما يُكَلّمُ إلّا حينَ يَبْتَسِمُ
وهو للحزين الكناني عمرو بن عبد وهيب في الأغاني 15/ 263، ولسان العرب 13/ 114 حزن، والمؤتلف والمختلف ص 89، وللفرزدق في ديوانه 2/ 179، وأمالي المرتضى 1/ 68، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1622، وشرح شواهد المغني 2/ 732، ومغني اللبيب 1/ 320، والمقاصد النحوية 2/ 513، 3/ 273، وبلا نسبة في شرح المفصل 2/ 53.
اللغة: يغضي: يخفض جفنه. المهابة: الاحترام.
المعنى. يقول: إنه يغض الطرف حياء، ولكن الناس لفرط مهابته لا يرفعون إليه أبصارهم، ولا يكلمونه إلا إذا ابتسم لهم.
الإعراب: يغضي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. حياء: مفعول لأجله منصوب. ويغضى: الواو حرف عطف، يغضى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه تقديره: هو يعود إلى مصدر الفعل يغضى. من مهابته: جار ومجرور متعلّقان بيغضى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. فلا: الفاء حرف عطف، ولا: حرف نفي. يكلّم: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. إلا: حرف حصر. حين: ظرف زمان متعلّق بيكلّم. يبتسم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (يغضي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يغضى): من مهابته معطوفة على جملة (يغضي حياء). وجملة (يكلم): معطوفة على جملة يغضى. وجملة (يبتسم): في محل جر =
أما (يُغضِي) الأول فمبني للفاعل، وأما الثّاني: فهو بفتح الضّاد مبني للمفعول، والنّائب عن الفاعل:
- هو المصدر الموصوف، والتّقدير:(ويغضي الإِغضاء المعهود).
- أَو ضمير المصدر عند من أجازه.
والإِغضاء: إدناء الجفون.
ولَا يكون قوله: (مِن مهابته) نائب الفاعل؛ لأنه مفعول لأجله.
وإذا اجتمع الظّرف والمجرور والمصدر، وأقيم واحد مقام الفاعل. . نصب ما عداه؛ إِما لفظًا أَو محلًا علَى حسب المقام؛ لأنَّ الفاعل واحد، فكذلك نائبه.
فإِذا أقمت المجرور. . قلت: (سِيرَ بزيد يومين فرسخين سيرًا شديدًا).
وإِن أقمت ظرف المكان. . قلت: (سير بزيد يومين فرسخان سيرًا شديدًا).
وإِن أقمت المصدر. . قلت: (سير بزيدٍ يومين فرسخين سير شديد).
تنبيه:
يشترط فِي نيابة المصدر أَن يكونَ متصرفًا.
فخرج نحو: (سجان)، و (معاذ).
وأن يكون مقيدًا، فخرج نحو:(ضُرِب ضربٌ، وسِيرَ سيرٌ).
وكذا يشترط الإِفادة في المجرور، فخرج نحو:(جُلِس فِي دارٍ، ومُكِث فِي موضع).
وأنْ لا يلزم طريقة واحدة كالمجرور فِي القسم نحو: (واللَّه)، وكالمجرور بـ (مذ
= بالإضافة.
الشاهد: قوله: (ويغضى من مهابته)؛ حيث جاءت من للتعليل، وجاء نائب فاعل (يغضى) ضميرًا مستترًا فيه جوازًا تقديره:(هو) يعود إلى مصدر موصوف بوصف محذوف، يتعلق الجار والمجرور به، فكأنّه قال:(ويغضى إغضاء حادث من مهابته).
وذهب الأخفش إلى أنَّ الجارّ والمجرور (من مهابته): نائب فاعل، مع اعترافه أن (مِن) هنا للتعليل، وعنده: أنه لا يمتنع نيابة المفعول لأجله عن الفاعل بخلاف جمهور النحاة.
ومنذ)؛ فإن الواو لَا تجر إِلَّا فِي القسم، ومذ ومنذ لا يجران إِلَّا ظرف الزّمان.
قال ابن إِياز رحمه الله: ولَا يجوز نيابة المجرور بالباء إِذا كَان حالًا؛ كما أَن الحال النّائب هو عنها كذلك؛ نحو: (ألقيتُه البحر بثيابه).
وكذا المجرور (بمِن) إن كَانَ تمييزًا؛ نحو: (غرست الأرض من شجر)؛ إن قيل بجواز جره هنا.
وشرط الظّرف أَن يكونَ متصرفًا، فخرج نحو:(سير سحر، وجلس عندك)؛ إِذ لا فائدة فِي هذا التّركيب.
خلافًا للأخفش فِي: (جُلِس عندك).
واللَّه الموفق
ص:
251 -
وَلَا يَنُوبُ بَعضُ هَذِي إِنْ وُجِدْ
…
فِي اللَّفْظِ مَفعُولٌ بِهِ وقَدْ يَرِدْ
(1)
ش:
إِذا وجد المفعول به مع غيره. . وجب عند البصريين إِلَّا الأخفش نيابة المفعول به، سواء قدم فِي اللّفظ أَو أُخِّر؛ نحو:(ضُرِبَ زيد يومَ الجمعةِ فِي داره أمامَ المسجدِ ضربًا شديدًا) برفع (زيدٌ) ونصب ما عداه.
وأَجازَ الكوفيون: إِقامة غير المفعول به وإِن كَان موجودًا، فينوب المصدر؛ نحو:(ضُرِب ضربٌ شديدٌ زيدًا)، والمجرور؛ نحو:(ضرب فِي الدّار زيدًا)، وكذا الظّرف إِلَى آخره.
ودليلهم: قراءة أبي جعفر: (ليُجزى قومًا بما كانوا يكسبون)، فأقيم المجرور مقام
(1)
ولا: نافية. ينوب: فعل مضارع. بعض: فاعل ينوب، وبعض: مضاف، واسم الإشارة في هذي: مضاف إليه. إن: شرطية. وُجِد: فعل ماض مبني للمجهول، فعل الشرط. في اللفظ: جار ومجرور متعلق بوجد. مفعول: نائب فاعل لوُجِد. به: متعلق بمفعول، وجواب الشرط: محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إن وجد في اللفظ مفعول به. . فلا ينوب بعض هذه الأشياء. وقد: حرف تقليل. يرد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى نيابة بعض هذه الأشياء مناب الفاعل مع وجود المفعول به في اللفظ المستفاد من قوله:(ولا ينوب. . .) إلخ.
الفاعل فِي الآية، ونصب المفعول به.
ومنه قول الشّاعر:
لَم يُعْنَ بِالْعَلْيَاءِ إلا سَيِّدَا
…
. . . . . . . . . . .
(1)
فأقام المجرور ونصب (سيدًا).
وقول الآخر:
وَإِنَّمَا يُرضِي المُنِيبُ رَبَّهُ
…
مَا دَامَ مَعْنيًّا بِذِكْرِ قلبَهُ
(2)
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: ولا شفى ذا الغي إلا ذو هدى
الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 173، والدرر 2/ 292، وشرح التصريح 1/ 291، والمقاصد النحوية 2/ 521، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص 497، وشرح ابن عقيل 1/ 259، وهمع الهوامع 5/ 162.
اللغة: يُعنَى: يهتم. العلياء: المجد. الغي: الضلال.
الإعراب: لم: حرف جزم. يُعنَ: فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة. بالعلياء: جار ومجرور نائب فاعل. إلا: أداة حصر. سيدَا: مفعول به. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي. شفى: فعل ماض. ذا: مفعول به مقدم، وهو مضاف. الغي: مضاف إليه مجرور. إلا: أداة حصر. ذو: فاعل مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. هدى: مضاف إليه مجرور.
وجملة لم (يعن): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا شفى): معطوفة على جملة (لم يعن).
الشاهد: قوله: (لم يعن بالعلياء إلا سيدا)؛ حيث أناب الجار والمجرور (بالعلياء) عن الفاعل مع وجود المفعول به (سيدا)، وهذا جائز عند الكوفيين، وضرورة شعرية عند البصريين.
(2)
التخريج: الرجز بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 149، وشرح التصريح 1/ 291، والمقاصد النحوية 2/ 519.
اللغة: المنيب. التائب. المعني: المهتم. الذكر: الصلاة والدعاء.
الإعراب: وإنما: الواو بحسب ما قبلها، إنما: حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بما الزائدة، ما: زائدة. يرضي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علي الياء للثقل. المنيب: فاعل مرفوع بالضمة. ربَّه. مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ما: حوف مصدري. دام: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. معنيًا: خبر ما دام منصوب بالفتحة. بذكر: الباء حرف جر، ذكر اسم مجرور بالكسرة، وهو نائب فاعل لاسم المفعول معنيا. قلبَه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير =
فـ (معنيًا): اسم مفعول، حكمه حكم الفعل المبني للمفعول كما علم، فأقام المجرور مقام الفاعل، ونصب (قلبَه).
وقول الآخر:
لَقَدْ وَلَدَتْ قُفَيْرةُ جِرْوَ كَلْبٍ
…
فَسُبَّ بذلك الجِروِ الكلابا
(1)
وقيل: (سُبَّ) هنا: فعل أمر.
وقال الأخفش:
إذا قدم المفعول به علَى غيره فِي الذّكر. . تعينت إقامته؛ نحو: (ضُرِبَ زيدٌ فِي الدّار).
وإن قدم غيره عليه. . جاز إِقامة المتقدم؛ نحو: (ضُرِب فِي الدّار زيدًا، أو زيدٌ)، و (ضرب أمام المسجد زيدًا، أَو زيد)، ونحو ذلك إِلى آخره فأيهما أقمت. . رفعته ونصبت ما عداه.
= متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة (إنما يرضي): بحسب ما قبلها. وجملة المصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل نصب مفعول فيه.
الشاهد: قوله: (معنيا بذكر قلبَه)؛ حيث أناب الجار والمجرور بذكر عن الفاعل، مع وجود المفعول به قلبه. وهذا جائز عند الكوفيين بشرط تقدم نائب الفاعل.
(1)
التخريج: البيت لجرير في خزانة الأدب 1/ 337، والدرر 2/ 292، وبلا نسبة في الخصائص 1/ 397، وهمع الهوامع 1/ 162.
اللغة: قُفَيرة: أسم أم الفرزدق. الجرو: ولد السبع، ومنها الكلاب.
المعنى: ذم الشاعر قُفَيرة بأنها ولدت جروًا، فسُب بسببه كل الكلاب؛ لسوء خُلقه وخَلقه.
الإعراب: لقد: اللام واقعة في جواب القسم، قد: حرف تحقيق. وَلَدت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها. قُفَيرة: فاعل مرفوع بالضمة. جروَ: مفعول به منصوب. كلبٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. لَسُب: اللام: واقعة في جواب لو. سُبَّ: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح. بذلك: الباء حرف جر. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر. واللام للبعد، والكاف للخطاب، والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل. الجر: بدل من اسم الإشارة مجرور. الكلابا: مفعول به للفعل (سُبَّ)، وقيل: لفعل محذوف تقديره (أذم)، وقيل غير ذلك. والألف: للإطلاق.
وجملة (لقد ولدت): ابتدائية لا محل لها. وجملة (فسب): معطوفة عليها لا محل لها.
الشاهد: أن الكوفيين وبعض المتأخرين أجازوا نيابة الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول الصريح، فقد جعل هؤلاء (بذلك) نائبًا عن الفاعل مع وجود المفعول الصريح (الكلاب).
وسوى الجزولي: بَينَ المفعول به وغيره من غير شرط.
وإذا لم يوجد إِلَّا الظّرف وحده أَو المجرور. . أقيم ضرورة كما سبق.
وإِذا اجتمع الظَّرف والمجرور والمصدر. . فمذهب البصريين: الخيار.
وأبو حيان: يقام ظرف المكان.
وابن معطي: يقام المجرور.
وابن عصفور: يقام المصدر؛ كقولِهِ تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ} .
والإِشارة بقوله: (بعضُ هَذِي): إِلَى الظّرف والمجرور والمصدر المتقدم ذكرها فِي البيت قبله.
تنبيه:
البصريون: لا يبنى مِن (كَانَ) فعل لما لم يسم فاعله؛ لأنَّ الّذي يقام مقام الفاعل هو خبرها، وقد يكون خبرها جملة، والفاعل ونائبه لا يكون جملة.
وأَجازَ الفراء: فِي (كَانَ زيد أخاك): (كِينَ أخوك).
قال ابن بابشاذ: وقيل: يجوز: (كين زيدٌ قائمٌ) برفعهما، واسم كَانَ مصدر مقدم؛ يعني: ضمير فيها.
وأَجازَ الكسائي: نيابة التّمييز، فيقول فِي:(امتلأت الدّار وجالًا): (امتُلئ رجال).
وأَجازَ هو والفراء: نيابة الفعل؛ نحو: (جُعِل يفعل) بالبناء للمفعول فيهما.
والصّحيح: خلاف ذلك.
واللَّه الموفق
ص:
252 -
وَبِاتِّفَاقٍ قَدْ يَنُوبُ الثَّانِ مِنْ
…
بَابِ كَسَا فِيمَا التِباسُهُ أُمِنْ
(1)
(1)
وباتفاق: الواو للاستئناف، باتفاق: جار ومجرور متعلق بينوب الآتي. قد: حرف تقليل. ينوب: فعل مضارع الثان: فاعل ينوب. من باب: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثاني، وباب مضاف. وكسا. قصد لفظه: مضاف إليه. فيما: جار ومجرور متعلق بينوب. التباسه: التباس: مبتدأ، والتباس مضاف، والهاء: مضاف إليه. أمن. فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى التباس، والجملة من (أُمِن) ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره: لا محل لها من الإعراب، صلة (ما) المجرورة محلًا بفي.
ش:
الفعل المتعدي إِلَى مفعولين إن كَانَ من باب أعطى وكسا -وهو ما كَانَ ثاني مفعوليه غير الأول- إِذا بني للمفعول. . يقام الأول مقام الفاعل، وهو الأصل.
ويجوز أَن يقام الثّاني إن لم يكن لبس.
فالأول: (أعطُي زيدٌ درهمًا)، و (كُسيَ زيدٌ ثوبًا).
والثّاني: (أُعطيَ درهمٌ زيدًا)، و (لُبسَ ثوبٌ زيدًا).
ويتعين إقامة المفعول الأول إن وجد اللَّبس؛ نحو: (أعطيَ زيدٌ عمرًا)؛ لأنك إِذا أقمت الثّاني. . تُوهِّم أنه أخذ، وأنت تريد أنه مأخوذ.
ونقل بعضهم فما ليس فيه لَبس؛ (كأُعطي درهمٌ زيدًا): إنه لا يجوز نيابة الثّاني إِلَّا أَن اعتقد قلب الإِعراب، وهو كون المرفوع منصوبًا، والمنصوب مرفوعًا.
وقيل: يمتنع مطلقًا.
وقيل: إن كَانَ الأول معرفة والثّاني نكرة؛ نحو: (أُعطي زيد درهمًا). . تعين إِقامة الأول عند الكوفيين.
وهذا وارد علَى قوله: (باتفاق) إِلَّا أَن يؤول.
واللَّه الموفق
ص:
253 -
فِي بَابِ ظَنَّ وَأَرَى المَنْعُ اشْتَهَرْ
…
وَلَا أَرَى مَنْعًا إِذَا القَصْدُ ظَهَرْ
(1)
ش:
المشهور عند النّحويين: أَن المفعول الثّاني فِي باب ظن وأخواتها لا ينوب عن
(1)
في باب: جار ومجرور متعلق باشتهر الآتي، وباب مضاف. وظن: قصد لفظه: مضاف إليه. وأرى: معطوف على ظن. المنع: مبتدأ، وجملة اشتهر: وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ. ولا: نافية. أرى: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. منعًا: مفعول به لأرى. إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط. القصد: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إذا ظهر القصد، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله المذكور: في مجل جر بإضافة (إذا) إليها. ظهر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى القصد، والجملة من ظهر المذكور وفاعله: لا محل لها من الإعراب تفسيرية.
الفاعل.
وكذا الثّاني والثّالث فِي باب (أعلم وأرى)، فيقام الأول فِي البابين؛ نحو:(ظنَّ زيدٌ قائمًا)، و (أُعلم بكرٌ زيدًا قائمًا).
وأَجازَ المصنف وابنا عصفور وطلحة: نيابة الثّاني فِي باب ظن وأخواتها إن لم يكن لبس؛ نحو: (ظُنَّ زيدًا قائمٌ)، فَلَا يقال:(ظُن زيدًا عمرو) علَى أَن (زيدًا) مفعول أول؛ فإِنه يوهم أَن (عمرو) مفعول أول، وليس هو المراد.
واشترط بعضهم فِي نيابة الثّاني هنا: أَن لا يكون ظرفًا ومجرورًا ولا جملة؛ فَلَا يقال: (ظُن زيد عندك) ولَا: (فِي الدّار)، ولَا:(يَقرأ).
بَلْ يحب رفع زيد علَى أنه نائب الفاعل، وهو ظاهر فِي المثال الثّالث، إلا أَن نائب الفاعل لا يكون جملة.
وقال بعض من منع إِقامة الثّاني فِي باب ظن: لو قيل: (ظن قائم زيدًا). . لزم عليه أَن الخبر يصير مخبرًا عنه، لأنَّ (قائمٌ) هو الخبر فِي الحقيقة.
وأَجازَ قوم منهم المصنف: إِقامة الثّاني فِي باب (أرى وأعلم) إن لم يحصل لبس؛ نحو: (أُعلِم زيدًا كبشُك سمينًا) برفع (كبش)، و (أُعلِم زيدًا فرسُك مسرجًا) برفع (فرس).
ويمتنع ذلك مع اللّبس، فَلَا يقال:(أُعلم زيدًا عمرٌو كريمًا)؛ لأنه يوهم أَن الّذي أعلم هو (عمرو)، وليس المقصود، إِلَّا أَن زيدًا هو الّذي أعلم.
والحاصل: أنه إِذا ظهر القصد. . لا يمتنع نيابة الثّاني فِي البابين، وإليه إِشارة بقوله:(ولَا أرَى منعًا إِذا القصدُ ظَهَر).
وأما إِقامة الثّالث فِي باب (أعلم وأرَى)؛ نحو: (أُعلم زيدًا كبشَك سمينٌ)، و (أُعلم زيدًا فرسَك مسرجٌ) برفع (سمين ومسرج) علَى النّيابة. . فقال الخضراوي وابن أبي الرّبيع: لا يجوز باتفاق.
وقال أبو حيان: ذكر صاحب "المُختَرع" جوازه عن بعضهم، بشرط أمن اللّبس؛ كالمثالين.
و (المنع): مبتدأ، و (أشتهر): خبر.
واللَّه الموفق
ص:
254 -
وَمَا سِوَى النَّائِبِ مِمَّا عُلِّقَا
…
بِالرَّافِعِ النَّصْبُ لَهُ مُحَقَّقَا
(1)
ش:
إِذا اجتمع النّائب وغيره. . نصب ما سوَى النّائب ممَّا يتعلق بالفعل من ظرف ونحوه، فتقول:(ضُرب زيدٌ يوم الجمعة فِي داره ضربًا شديدًا أمام المسجد)، برفع (زيدٌ) وحده إدن جعل نائبًا ونصب ما عداه لفظًا كالمصدر، أَو محلا كالمجرور، وسبق التّنبيه علَى ذلك.
تنبيه:
سمع رفع المفعول ونصب الفاعل مع ظهور المعنَى؛ كقولهم: (خرقَ الثوبُ المسمارَ) برفع (الثوب) ونصب (المسمار)، و (كسر الزّجاجُ الحجرَ)، وقول الشاعر:
إنّ مَن صَادَ عَقْعَقًا لَمَشُومُ
…
كَيْفَ مَن صَادَ عَقْعَقَانِ وبُومُ
(2)
برفع (بومُ).
وكل ذلك يحفظ ولَا يقاس عليه.
قال المصنف فِي "الكافية":
(1)
وما: اسم موصول: مبتدأ أول. سوى النائب ، مما: متعلقان بمحذوف صلة (ما) الواقع مبتدأ. عُلِّقا: علق: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود لما، والجملة لا محل لها صلة (ما) المجرورة محلا بمن. بالرافع: متعلق بقوله: علق. النصبُ: مبتدأ ثان. له: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره: في محل وفع خبر المبتدأ الأول، وهو (ما) في أول البيت. محققا: حال من الضمير المستكن في الخبر.
(2)
التخريج: البيت من الخفيف لقائل مجهول وهو في: التذييل (2/ 1241)، والمغني (2/ 699)، والهمع (1/ 165)، والدرر (1/ 144)، وحاشية الشيخ محيي الدين الأشموني (2/ 235)، وشرح شواهد المغني (2/ 976).
اللغة: عَقْعَق: طائر يشبه الغراب. مشوم: مشؤوم.
الشاهد قوله: "من صاد عقعقان وبوم"؛ حيث رفع المفعول وهو "عقعقان" وكذا المعطوف عليه وهو "بوم" وذلك لظهور المعنى؛ فقد عرف أنهما مصيدان.
ورفعَ مفعولٍ به لا يلتبس
…
مع نصبِ فاعلٍ رَوَوا فَلَا تَقس
لكن أجازه ابن الطّراوة عند أمن اللّبس.
واللَّه الموفق
* * *