المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

* فـ (المحضة): تفيد الأول. تخصيصًا إن كَانَ الثّاني نكرة: كـ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: * فـ (المحضة): تفيد الأول. تخصيصًا إن كَانَ الثّاني نكرة: كـ

* فـ (المحضة): تفيد الأول.

تخصيصًا إن كَانَ الثّاني نكرة: كـ (غلام امرأة)، و (متاع رجل).

وتعريفًا .. إن كَانَ الثّاني معرفة: كـ (غلام هند) و (ثوب الرّجل).

‌تنبيه:

(غير) و (مثل): ملازمان للإبهام؛ فإِذا أضيفا لمعرفة وَلَم يرد بـ (غير) كمال المغايرة، ولَا بـ (مثل) كمال المماثلة .. أفادهما ذلك المعرف تخصيصًا لا تعريفًا، كـ (جاءني رجل غيرك)، و (عند رجل مثلك)، فلم يتعرفا؛ لأنه أريد بـ (غير): مطلق المغايرة، وبـ (مثل): مطلق المماثلة.

ولو اكتسبا تعريفًا .. لم يوصف بهما النّكرة.

فإِذا أريد كمال المغايرة والمماثلة: اكتسبا التّعريف؛ كما فِي: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} فـ (غير) هنا: معرفة علَى أحد الأوجه.

قال الشّيخ: لأَنَّها إِذا وقعت بَينَ ضدين .. تعرفت بالإِضافة، وهو المشهور عن ابن السّراج وتلميذه السّيرافي.

ورده ابن هشام تبعًا لابن يزيد المبرد.

وفي "شرح المفصل" للشيخ جمال الدّين بن عمرون تلميذ ابن يعيش: هل يتعرف (غير) بالإِضافة؟

ثلاثة أقوال:

فقيل: تتعرف؛ لوجود الإِضافة، وهي من أسباب التّعريف.

وقيل: لا تتعرف؛ لإِفراط الشّياع وبقائه مع الإِضافة.

وقيل: تتعرف إِذا وقعت بَينَ ضدين كما سبق؛ لأنَّ المنعم عليه غير المغضوب عليه.

قال الشّيخ: فوقوعها بَينَ ضدين .. أزال معنَى الإبهام، وإِذا زال .. تعرفت؛ لأنَّ المانع من التّعريف إِنما هو شدة الإبهام.

وفي "الإتقان": قُرِئ بالأوجه الثّلاثة قوله تعالَى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} .

فالرفع: صفة لـ (لقاعدون).

ص: 431

والجر: صفة لـ (لمؤمنين)، وإذا عطف اسم علَى مجرورِ (ربَّ) وَكَانَ مضافًا لضمير مجرورها .. فهو نكرة عند المصنف، كـ (رب رجل وأخيه)، فـ (أخيه) نكرة؛ لأنَّ العامل فِي المعطوف: هو العامل فِي المعطوف عليه علَى الصّحيح، و (رب): لا تجر معرفة؛ فالتّقدير: (رب رجل وأخ لهُ)؛ وكذا نحو: (كم ناقة وفصيلها)؛ لأنَّ (كم) الاستفهامية لا تعمل إِلَّا فِي النّكرة؛ والتّقدير: (كم ناقة وفصيلًا لها).

واختار بعضهم غير هذا محتجًا بأنه يغتفر فِي المعطوفات، وسيأتي فِي العطف.

وفي الضّمير العائد علّى النّكرة أقوال:

* نكرة مطلقًا.

* معرفة مطلقًا.

* نكرة إن كان ما يعود إِليه واجب التّنكير؛ كالحال والتّمييز.

* وإِن كَانَ جائز التّنكير؛ كـ (رجل) .. فمعرفة.

وأبو حيان: أنه معرفة علَى الصّحيح، قال: لسدِّ المعرفة مسدَّه؛ فِي نحو: (لقيت رجلًا فضربت الرّجل)؛ أَي: (فضربته).

والفارسي: إن من العرب من يجعل (واحدُ أمِّه) و (عبدُ بطنِه) نكرتين، فيدخل عليهما (رب).

قال الشّيخ: وكونهما معرفتين: أشهر، ويلزم عليه تعرف الشّيء بنفسه؛ لأن الهاء عائدة علَى (واحدُ)، و (عبدُ).

وأجيب: بأنها عائدة علَى موصوف محذوف.

وقيل: إن تعريف الضّمير، والضّمير متوقف علَى ما يعود إِليه، فيكونان نكرتين بهذا الاعتبار؛ للزوم الدّور.

وقيل: إن نحو هذا إِنما وضع من أول الأمر مضافًا .. فهو نكرة، والكلام فيها طويل.

واللَّه الموفق

ص: 432

ص:

388 -

وَإِنْ يُشَابِهِ الْمُضَافُ يَفْعَلُ

وَصْفًا فَعَنْ تَنْكِيْرِهِ لَا يُعْزَلُ

(1)

389 -

كَرُبَّ رَاجِيْنَا عَظِيْمِ الأَمَلِ

مُرَوَّعِ الْقَلْبِ قَلِيْلِ الْحِيَلِ

(2)

390 -

وَذِي الإِضَافَةُ اسْمُهَا لَفْظِيَّهْ

وَتِلْكَ مَحْضَةٌ وَمَعْنَوِيَّهْ

(3)

ش:

سبق ذكر الإِضافة المحضة.

* وأشار إِلَى القسم الثّاني: وهي الإِضافة اللّفظية.

وضابطها: أَن يكونَ المضاف وصفًا يشبه المضارع.

والمراد بشبه المضارع: كون الوصف مرادًا به الحال أَو الاستقبال، وإِليه أشار بقوله:(وَإِنْ يُشَابِهِ الْمُضَافُ يَفْعَلُ).

والمراد بالوصف هنا: اسم الفاعل واسم المفعول والصّفة المشبهة، بشرط إرادة الحال أَو الاستقبال كما ذكر.

فالأول: (زيد ضاربُ عمرٍو الآن أَو غدًا) ومنه قوله: (رَاجِيْنَا).

(1)

إن: شرطية. يشابه: فعل مضارع، فعل الشرط. المضاف: فاعل يشابه. يفعل: قصد لفظه: مفعول به ليشابه. وصفا: حال من قوله المضاف. فعن: الفاء لربط الشرط بالجواب، عن: حرف جر. تنكيره: تنكير: مجرور بعن، وتنكير مضاف، والهاء مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بيُعذل الآتي. لا: نافية. يعزل: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، وجملة الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.

(2)

كَرُبَّ: الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كائن كقولك رب

إلخ، ورب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد. راجينا: راجي: اسم فاعل مجرور برب، وراجي مضاف، ونا: مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.

عظيم: صفة لراج، وعظيم مضاف والأمل: مضاف إليه. مروع: صفة ثانية لراج، ومروع مضاف والقلب: مضاف إليه. قليل: صفة ثالثة لراج، وقليل مضاف والحيل: مضاف إليه.

(3)

وذي: اسم إشارة مبتدأ أول. الإضافة: بدل أو عطف بيان: اسمها: اسم: مبتدأ ثان، واسم مضاف، وها: مضاف إليه. لفظية: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول. وتلك: اسم إشارة مبتدأ. محضة: خبره. ومعنوية: معطوف على محضة، والجملة من هذا المبتدأ وخبره معطوفة على جملة المبتدأ وخبره السابقة.

ص: 433

والثّاني: (زيد مضروبُ العبدِ) ومنه: (مُرَوَّعِ الْقَلْبِ).

والثّالث: (حسنُ الوجهِ)، و (قليلُ الحيلِ)، و (عظيمُ الأملِ).

ويشترط فِي اسم الفاعل واسم المفعول هنا: أَن يضافا للمفعول؛ كـ (ضارب زيد)، و (مروع القلب)؛ فخرج نحو:(مضروب زيد)؛ لأنَّ (زيدٍ) ليس مفعولًا قبل الإضافة؛ ونحو: (ضارب القاضي)؛ أَي: (الّذي يُضرب بأمر القاضي) لا أَن القاضي مضروبه؛ ونحو: (أنا ضارب زيد أمس)، {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ؛ لأنَّ اسم الفاعل لا ينصب المفعول به ماضيًا علَى الصّحيح.

فالإِضافة فِي هذه المواضع: محضة لا لفظية.

وكذا إضافة المصدر: كـ (ضرب زيد).

خلافًا لابن الطّراوة وابن برهان: والصّحيح: أنها محضة؛ لوصفه بالمعرفة، فِي قول الشّاعرِ:

إنَّ وَجْدي بِكِ الشَّديدَ أَرَانِي

.................

(1)

(1)

التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: عاذرا فيك من عهدت عذولا

البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 9، 251، وشرح التصريح 2/ 27، والمقاصد النحوية 3/ 366، وهمع الهوامع 2/ 48، 93.

اللغة: وجدي: عشقي وحبي، العاذر: الذي يقبل العذر. العذول: اللائم.

المعنى: يقول: إن فرط حبي لك، وهيامي بك حمل الذين كانوا يلومونني على التماس الأعذار لي.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. وجدي: اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بك: الباء حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بوجدي الشديد: نعت وجد منصوب بالفتحة. أراني: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. عاذرًا: مفعول به ثالث تقدم على المفعول الثاني. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان. عهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيك: حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بعاذرًا. عذولا: حال منصوب بالفتحة.

وجملة (أراني): في محل رفع خبر إن. وجملة (عهدت): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: (وجدي بك الشديد) حيث أفادت إضافة المصدر التعريف بدليل نعته بالمعرفة.

ص: 434

وكذا أفعل التّفضيل علَى الصّحيح.

خلافًا للفارسي.

وفصل الكوفيون وابن السّراج والجزولي والجرجاني فقالوا: إن لم يرد به معنَى (مِن) .. كانت محضة؛ لأنه حينئذ بمنزلة ما لا تفصيل فيه.

وإِن أريد به معنَى (مِن) .. فغير محضة؛ لأنه حينئذ متضمن معنى الفعل والمصدر؛ إِذ التقدير فِي (زيد أفضلكم): (زيد يزيد فضله عليكم)، فَلَا يتعرف، كما لا يتعرف الفعل.

والإِضافة اللّفظية لا يكتسب فيها الأول تخصيصًا ولَا تعريفًا، فهو ملازم التّنكير كما قال:(فعَنْ تَنكِيرِهِ، لَا يُعزَلُ).

بخلاف المحضة كما سبق.

وحكَى أبو حيان عن سيبويه: أنه يجوز فيما إضافته لفظية: أَن يتعرف إِذا أُضِيفَ لمعرفة، خلا الصّفة المشبهة، ويؤيده قولُ الشّاعرِ:

لَمُبْلِغُكَ الوَاشِي أَغَشُّ وأَكْذَبُ

(1)

أن يجمعَ العالم في واحد

قال أبو حيان: هو هنا معرفة؛ لأنه وصف بالواشي وهو معرفة. انتهَى.

وإطلاقه يحتاج إِلَى تقييد.

والوجه: ما ذكره السّيوطي، قال: قَدْ يقصد تعريف الوصف المضاف لمعموله بأن يقصد الوصف به من غير اختصاص بزمان دونَ زمان، ولهذا وصف به المعرفة فِي قوله تعالَى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} ، {غَافِرِ الذَّنْبِ} .

وقيل: بدل؛ لكن المبدل بالمشتق ضعيف.

وأما كون الصّفة لا تتعرف مطلقًا .. فلأن الإِضافة فيها نقل عن أصل وهو الرّفع.

(1)

التخريج: هذا البيت من الطويل للنابغة الذبياني المشهور، وهو في: ديوانه (ص 72)، وجمهرة أشعار العرب (ص 74)، وشعراء النصرانية قبل الإسلام (ص 460، 655)، والتذييل والتكميل (4/ 727).

الشاهد: قوله: (لمبلغك)، حيث تعرف اسم الفاعل بالإضافة، ولذلك وصف بالمعرفة "الواشي" ولو عمل "مبلغ" .. لم يتعرف، بل كان نكرة.

ص: 435

بخلاف غيرها؛ فإِنها نقل عن فرع وهو النّصب.

والحاصل: أَن الوصف ما دام مختصًا بالزّمان .. هو نكرة، ويدل علَى ذلك: دخول (رب) عليه، ووصف النّكرة به، ووقوعه حالًا:

فالأول؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كانَ يَطْلُبُكُمْ

.................

(1)

وقول الشّيخ: (رُبَّ رَاجِينَا).

وبعضهم: منع دخول (رب) علَى المضاف المحلَّى بـ (أل)، فَلَا يقال:(رب الضّارب الرّجل).

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا

وهو لجرير في ديوانه ص 163، والدرر 5/ 9، وسر صناعة الإعراب 2/ 457، وشرح أبيات سيبويه 1/ 540، وشرح التصريح 2/ 28، وشرح شواهد المغني 2/ 712، 880، والكتاب 1/ 427، ولسان العرب 7/ 174 عرض، ومغني اللبيب 1/ 511، والمقاصد النحوية 3/ 364، والمقتضب 4/ 150، وهمع الهوامع 3/ 47، وبلا نسبة في المقتضب 3/ 227، 4/ 289.

اللغة: الغابط: هو من يتمنى مثل ما عند غيره لنفسه، وقيل: المسرور.

المعنى: يقول: إن من يغبطنا لا يعلم ما في محبتنا لكم وتعلقنا بكم من العذاب واللوعة، ولو طلبكم .. للاقى ما لقيناه من عذاب وحرمان.

الإعراب: يا: حرف تنبيه. رُبَّ: حرف جر شبيه بالزائد. غابطنا: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لو: حرف شرط غير جازم. كان: فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. يطلبكم: فعل مضارع مرفوع، وكُم: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. لاقى: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. مباعدة: مفعول به منصوب، منكم: جار ومجرور متعلقان بمباعدة. وحرمانا: الواو حرف عطف، حرمانا: معطوف على مباعدة منصوب.

وجملة (يا رُبَّ): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لو كان يعرفكم): الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (يطلبكم): في محل نصب خبر كان. وجملة (لاقى): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

الشاهد: قوله (يا رب غابطنا)؛ حيث جر اسم الفاعل غابطنا المضاف إلى ضمير المتكلم بـ (رُبَّ) التي لا تدخل إلا على النكرة، فدل على أن اسم الفاعل غابط لم يكتسب التعريف بإضافته إلى الضمير، إذ لو اكتسب التعريف .. لما دخلت عليه (رب).

ص: 436

وسيأتي أَن (أل) تدخل هنا علَى المضاف.

والثّاني: كقولِهِ تعالَى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} ، فـ (بالغ): صفة لـ (هديًا).

وقيل: بدل منه.

وأجيب: بأنه حيث كَانَ بدلًا من الحال .. فهو حال، والحال: واجبة التّنكير.

والثّالث: علَى وجهٍ من الإِعراب قوله تعالَى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} ، فِي قراءة عاصم، بنصب (حمالة).

وقيل: نصب علَى الذّم؛ أَي: أذم حمالة الحطب.

ونحو قول الشّاعرِ:

فَأتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطَّنًا

.................

(1)

أَي: (حديد الفؤاد ضامر البطن)، فنصب (حوش) علَى الحال من الهاء، وهو صفة مشبهة.

(1)

التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: سُهُدا إِذا ما نامَ لَيلُ الهَوجَلِ

وهو لأبي الكبير الهذلي في جمهرة اللغة ص 360، وخزانة الأدب 8/ 194، 203، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1073، وشرح التصريح 2/ 28، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 88، وشرح شواهد المغني 1/ 227، والشعر والشعراء 2/ 675، ولسان العرب 3/ 224 سهد، 6/ 290 حوش، 11/ 690 هجل، ومغني اللبيب 2/ 551، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1176، وشرح شواهد المغني 2/ 880، ولسان العرب 14/ 214 جيا.

اللغة: أتت به: ولدته، والتاء تعود إلى أم تأبط شرًّا، والهاء في به تعود إلى تأبط شرًّا. حوش الفؤاد: أي الجريء. المبطن: الضامر البطن. السهد: قلة النوم. الهوجل: الأرض الواسعة، أو الأحمق.

المعنى: يقول: إن تأبط شرًّا قد ولدته أمه جريئًا، قوي الفؤاد، ضامر البطن، لا ينام إلا قليلًا في الصحراء الواسعة، أو كما ينام الأحمق.

الإعراب. فأتت: الفاء بحسب ما قبلها، أتت: فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. به: جار ومجرور بأتت حوش: حال منصوبة، وهو مضاف. الفؤاد: مضاف إليه مجرور. مبطنًا: حال ثانية منصوبة. سهدًا: حال ثالثة منصوبة. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. نام: فعل ماضٍ. ليل: فاعل مرفوع، وهو مضاف الهوجل: مضاف إليه مجرور.

وجملة (أتت): بحسب ما قبلها. وجملة (نام): في محل جر بالإضافة.

الشاهد: قوله: (حوش الفؤاد) حيث أضاف الصفة المشبهة إلى فاعلها، فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفًا، بدليل مجيئها حالًا من الضمير في به.

ص: 437

وسميت هذه الإِضافة لفظية: لأنَّ فائدتها ترجع إِلَى اللّفظ فقط، فـ (زيد ضارب عمرو) علَى، تقدير:(ضاربٌ عمرًا) بالنّصب، فأضيف لمفعوله طلبًا للتخفيف.

فالإِضافة هنا: فِي تقدير الانفصال، بخلاف المحضة المعنوية؛ فإِنها خالصة من تقدير الانفصال، ووصفت بالمعنوية: لأَنَّها أفادت أمرًا معنويًا؛ لأنَّ المضاف يكون مبهمًا، كـ (دار)، و (غلام)؛ فإِذا أُضِيفَ لنكرة .. اكتسب تخصيصًا، كـ (دار رجل)، و (غلام امرأة).

وإِذا أُضِيفَ لمعرفة .. اكتسب تعريفًا؛ كـ (دار زيد).

بخلاف: (هذا ضاربُ زيدٍ) بالإِضافة، فَلَا تخصيص فيه؛ لأنَّ الأصل:(ضاربٌ زيدًا) بالنّصب كما سبق.

فالتّخصيص بالمعمول: موجود قبل الإِضافة.

وقيل: فيه تخصيص؛ بناء علَى أَن الأصل (ضاربٌ) فقط.

والإِضافة اللّفظية: ليست علَى معنَى حرف علَى الصّحيح.

وقيل: علَى معنَى (اللّام)؛ لظهورها فِي بعض المواضع؛ كقولِهِ تعالَى: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} ، {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}. وقد علم: أَن الإِضافة:

إما للتعريف.

أَو للتخصيص.

أَو للتخفيف.

وزاد بعضهم: أَو للتوكيد؛ كقولِهِ تعالَى: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} ، فـ (اللّومة) لا تكون إلا من (اللّائم)، فلم يحصل من هذه الإِضافة فائدة سوى التّوكيد.

واللَّه الموفق

ص: 438

ص:

391 -

وَوَصْلُ أَلْ بِذَا الْمُضَافِ مُغْتَفَرْ

إِنْ وُصِلَتْ بِالثَّانِ كَالْجَعْدِ الشَّعَرْ

(1)

392 -

أَوْ بِالَّذِي لَهُ أُضِيْفَ الثَّانِي

كَزَيْدٌ الضَّارِبُ رَأْسِ الْجَانِي

(2)

393 -

وَكَوْنُهَا فِي الْوَصْفِ كَافٍ إِنْ وَقَعْ

مُثَنًّى أوْ جَمْعًا سَبِيْلَهُ اتَّبَعْ

(3)

ش:

الإِضافة المحضة لا تدخل (أل) فيها علَى المضاف، فَلَا يقال:(الغلام الّذي الرّجل)؛ لأنَّ هذه الإِضافة معاقبة لـ (الألف واللّام) فلا يجمع بينهما.

ونقل الكوفيون: (الثّلاثة الأبواب)، و (الخمسة الدّراهم) بإِضافة الأول للثاني، ولَا يقاس عليه.

وأما غير المحضة: فيجوز فيه ذلك؛ كما قال: (وَوَصْلُ أَلْ بِذا الْمُضَافِ مُغْتَفَرْ)؛ لأَنَّها علَى نية الانفصال.

(1)

ووصل: مبتدأ، ووصل مضاف وأل: قصد لفظه: مضاف إليه. بذا: جار ومجرور متعلق بوصل.

المضاف: بدل أو عطف بيان أو نعت لاسم الإشارة. مغتفر: خبر المبتدأ. إن: شرطية. وصلت:

وصل: فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي يعود إلى أل. بالثان: جار ومجرور متعلق بوصلت، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

(2)

أو: عاطفة. بالذي: جار ومجرور معطوف على قوله: بالثان في البيت السابق. له: جار ومجرور متعلق بقوله: أضيف الآتي. أضيف: فعل ماض مبني للمجهول. الثاني: نائب فاعل أضيف، والجملة لا محل لها صلة.

(3)

وكونها: كون: مبتدأ، وها: مضاف إليه، من إضافة المصدر الناقص إلى اسمه. في الوصف: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر الكون الناقص. كاف: خبر المبتدأ. إن: شرطية. وقع: فعل ماض، فعل الشرط، وفيه ضمير مستتر جوازًا يعود إلى المضاف فاعل. مثنى: حال من الضمير المستتر في وقع السابق. أو: عاطفة. جمعًا: معطوف على مثنى. سبيله: سبيل: مفعول مقدم على عامله وهو قوله اتبع الآتي، وسبيل مضاف والهاء مضاف إليه. اتبع: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على قوله جمعًا، والجملة في محل نصب صفة لقوله جمعا، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، ويجوز أن تقرأ (أَن): بفتح الهمزة على أنها مصدرية؛ فهي وما بعدها في تأويل مصدر فاعل لكاف، أو بكسر الهمزة على أنها شرطية، وشرطها قوله:(وقع) كما سبق تقريره، والجواب محذوف يدل عليه سابق الكلام.

ص: 439

واسم الإِشارة فِي قوله: (بِذَا) يشير به إِلَى ما سبق من قوله: (رَاجِينَا عَظِيمِ الأملِ مُرَوَّعِ القَلبِ

إِلَى آخره).

* فتدخل (أل) علَى المضاف بشرط أَن تدخل علَى المضاف إِليه؛ كما قال: (إِنْ وُصِلَتْ بِالثَّانِ كَالْجَعْدِ الشَّعَرْ)، و (القليل الحيل)، و (العظيم الأمل)، و (المروع القلب)، و (الضّارب الرّجل).

* أَو تدخل علَى ما أُضِيفَ لهُ الثّاني؛ كما قال: (أَوْ بِالَّذِي لَهُ أضِيْفَ الثَّانِي)؛ نحو: (الضّارب رأس الجاني)، و (الزّاهد عرض الفاني)، و (الحسن وجه الأب)، بجر (رأس)، و (عرض) و (وجه).

فإِن دخلت علَى الأول دونَ الثّاني .. فَلَا إِضافة.

وكذا إن لم تدخل علَى ما أُضِيفَ لهُ الثّاني، فَلَا يقال:(هذا الضّارب رجل) ونحو ذلك، خلافًا للفراء.

وحكم المفرد فِي هذا: حكم المجموع جمع تكسير لمذكر أَو مؤنث:

فالمذكر، نحو:(الصّوام الشّهر)، و (الضّراب رأس الجاني)؛ ونحو قول الشّاعرِ:

لَقَدْ ظَفِرَ الزُّوّاوُ أَقْفِيةِ العِدَى

.................

(1)

(1)

التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ما جاوز الآمال ملأسر والقتل

وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 93، وشرح التصريح 2/ 29، والمقاصد النحوية 3/ 391.

اللغة: ظفر: غلب. الأقفية: جمع القفا، وهو مؤخر العنق. ملأسر: أي من الأسر.

المعنى: يقول: إنهم ظفروا بالأعداء وقتلوا وأسروا منهم عددًا كبيرًا تجاوز ما كانوا يأملون.

الإعراب: لقد: اللام واقعة في جواب قسم، قد: حرف تحقيق. ظفر: فعل ماضٍ. الزوار: فاعل مرفوع، وهو مضاف. أقفية: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. العدى: مضاف إليه مجرور. بما: جار ومجرور متعلقان بظفر. جاوز: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. الآمال: مفعول به منصوب. ملأسر: جار ومجرور متعلقان بجاوز. والقتل: الواو حرف عطف، القتل: معطوف على الأسر مجرور.

وجملة القسم المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (لقد ظفر): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (جاوز): صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد قوله: (الزوار أفقية العدى)؛ حيث أضاف الاسم المقترن بأل، والذي جوز هذه الإضافة كون المضاف وصفًا، وكون المضاف إليه مضافًا إلى مقترن بأل.

ص: 440

بجر (أقفيِة).

والمؤنث؛ نحو: (الضّوارب الغلام)، و (السّوارق مال الرّجل).

* وكذا جمع السّلامة للمؤنث نحو: (الضّاربات العبد)، و (الضّاربات غلام الرّجل)، ومنه قول الشّاعر:

...................

شِفَاءٌ وَهُنَّ الشَّافِيَاتُ الحَوَائِمِ

(1)

بجر (الحوائم).

* ويكفي وصل (أل) بالمضاف وحده إن كَانَ مثنى؛ نحو: (هذا الضّاربا زيد) وكَقَولِ الشَّاعرِ:

إِنْ يَغْنَيَا عَنِّيَ المُسْتوطِنَا عَدَنِ

.................

(2)

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أَبَأنا بِهِم قَتلى وَما في دِمائِهِم

وهو للفرزدق في ديوانه 2/ 310، وخزانة الأدب 7/ 373، وشرح التصريح 2/ 29.

اللغة: أباء فلانًا بفلان: قتله به. الحوائم: اللواتي يحُمن حول الماء.

المعنى: يقول: قتلنا منهم قدر ما قتلوا منا، ولكننا لم نجد في دمائهم شفاء لغليلنا لأنهم غير أكفاء لمن قتلوا منا.

الإعراب: أبأنا: فعل ماضٍ، ونا: ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان بأبأنا. قتلى: مفعول به. وما: حرف نفي. في دمائهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. شفاء: مبتدأ مؤخر مرفوع. وهن: الواو حالية، هن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. الشافيات: خبر المبتدأ مرفوع وهو مضاف. الحوائم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة (أبأنا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ما في دمائهم شفاء): في محل نصب حال. وجملة (وهن الشافيات): في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: (الشافيات الحوائم)؛ حيث أضاف الاسم المقترن بأل، وسوغه كون المضاف إليه وصفًا مقترنًا بأل.

(2)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فإنني لست يومًا عنهما بغني

وهو بلا نسبة في الدرر 5/ 11، وشرح التصريح 2/ 29، والمقاصد النحوية 3/ 393، وهمع الهوامع 2/ 48.

اللغة: يَغنى: يكتفي. الغني: المستغني.

المعنى: يقول: إذا كان الشخصان اللذان سكنا عدنًا قد استغنيا عني ولم يعودا بحاجة إلى معونتي،

ص: 441

بجر (عدن).

* وكذا إن كَانَ المضاف جمعًا تابعًا سبيل المثنى، والمراد به: جمع المذكر السّالم؛ فإِنه تبع سبيل المثنى فِي كونه سلم فيه مفرده، وأعرب بالحرفِ، وتحذف نونه للإِضافة، فتقول:(القائلوا بكر)، و (الضّاربوا عمرو)، ومنه قول الشّاعر:

ليسَ الأخِلَّاءُ بالمُصْغِي مَسَامِعِهم

....................

(1)

فإنني لست مستغنيًا عنهما أبدًا.

الإعراب: إن: حرف شرط جازم. يَغنيا: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير في محل رفع فاعل. عنى: جار ومجرور متعلقان بيغنيا. المستوطنا: بدل من الألف في يغنيا مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف.

عدن: مضاف إليه مجرور. فإنني: الفاء رابطة لجواب الشرط، إن: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم إن. لست: فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم ليس. يومًا: ظرف زمان منصوب، متعلق بغني. عنهما: جار ومجرور متعلقان بغني.

بغني: الباء حرف جر زائد، غني: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر ليس.

وجملة (إن يغنيا): الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (فإنني

بغني): في محل جزم جواب الشرط. وجملة (لست بغني): في محل رفع خبر إن.

الشاهد: قوله: (المستوطنا عدن)؛ حيث أضاف الاسم المقترن بأل إلى اسمٍ ليس مقترنًا بها، وهو:(عدن)، وسوغ ذلك: كون المضاف وصفًا دالًّا على المثنى.

(1)

التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: إلى الوشاة ولو كانوا ذوي رحم

وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 97، والدرر 2/ 139، وشرح التسهيل 3/ 85، والمقاصد النحوية 3/ 394، وهمع الهوامع 2/ 48.

اللغة: الأخلاء: جمع خليل وهو الصديق المخلص. بالمصغي، جمع مصغ، وهو اسم فاعل من أصغى إليه إذا أنصت له وأمال أذنه إليه، مسامعهم: جمع مسمع وهو مكان السمع، أي الآذان، الوشاة: جمع واش، وهو النمّام الذي يسعى بين المتصافين لإفساد قلوبهم. رحم: قرابة.

المعنى: إن الأصدقاء المخلصين في صداقتهم، لا يستمعون ولا يلتفتون لكلام النمامين الذين يسعون للإفساد بين قلوب الأصدقاء، ولو كان هؤلاء الساعون من الأقرباء.

الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص. الأخلاء: اسم ليس مرفوع. بالمصغي: الباء حرف جر زائد.

المصغي: اسم مجرور لفظًا، منصوب محلًا على أنه خبر ليس؛ وهو مضاف، مسامعهم: مسامع مضاف إليه مجرور؛ وهو مضاف، وهم مضاف إليه. إلى الوشاة: متعلق بقوله: المصغي. ولو: الواو عاطفة، والمعطوف عليه محذوف، لو: حرف امتناع لامتناع؛ أو حرف شرط غير جازم.

ص: 442

بجر (مسامعهم).

وهذا هو المشار إِليه بقوله: (وَكَوْنُهَا فِي الْوَصْفِ كَافٍ

إِلَى آخره).

ورُبَّما نصب مثلُ هذا؛ كقراءة الحسن: (والمقيمي الصّلاةَ) بالنّصب.

وتساهل فيه بعضهم؛ لكون الوصف محلَّى بـ (أل).

وقيل: لغة.

ومنه قول الشّاعر:

الحَافِظُو عَوْرَةَ العشيرةِ لا

يَأتِيهِمُ مِن وَرَائنا نَطَفُ

(1)

= كانوا: فعل ماض ناقص، مبني على الضم؛ لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع اسم كان. ذوي: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم؛ وهو مضاف. رحم: مضاف إليه مجرور.

وجملة كان واسمها وخبرها: معطوفة بالواو على محذوف هو أولى بالحكم، والتقدير:(إن لم يكن الوشاة ذوي رحم، وإن كانوا).

الشاهد: إضافة الاسم المقترن بأل، وهو (المصغي) إلى الخالي منها، وهو (مسامعهم)، لأن المضاف وصف مجموع جمع مذكر سالمًا، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

وَوَصْلَ أل بِذَا المُضَافِ مُغْتَفَر

إِنْ وُصِلَتْ بِالثّانِ كَالجَعْدِ الشّعْرِ

أَو بِالَّذِي لَهُ أُضِيفَ الثّانِي

كَزَيْد الضَّارِب رَأْسَ الجَاني

(1)

التخريج: البيت لعمرو بن امرئ القيس في خزانة الأدب 4/ 272، 274، 276، والدرر 1/ 146، وشرح شواهد الإيضاح ص 127، ولقيس بن الخطيم في ديوانه ص 115، وملحق ديوانه ص 238، ولعمرو بن امرئ القيس أو لقيس بن الخطيم في لسان العرب 9/ 363 وكف، ولشريح بن عمران أو لمالك بن العجلان في شرح أبيات سيبويه 1/ 205، ولرجل من الأنصار في خزانة الأدب 6/ 6، والكتاب 1/ 186، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 324، وإصلاح المنطق ص 63، وجواهر الأدب ص 155، وخزانة الأدب 5/ 122، 469، 8/ 29، 209، ورصف المباني ص 341، وسر صناعة الإعراب 2/ 538، والكتاب 1/ 202، والمحتسب 2/ 80، والمقتضب 4/ 145، والمنصف 1/ 67، وهمع الهوامع 1/ 49.

اللغة: عورة العشيرة: كناية عن المكان الذي يأتي منه ما يكره. والعشيرة: هي القبيلة. الوكف: العيب. المعنى: يقول: إنهم يحفظون عورة عشيرتهم إذا ما هزموا ويحمونهم من أعدائهم، ومن كل عيب.

الإعراب: الحافظو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم، أو نحن الحافظون، وقد حذفت النون للتخفيف. عورة: مفعول به لاسم الفاعل، وهو مضاف. العشيرة: مضاف إليه مجرور. لا: نافية. يأتيهم: فعل مضارع مرفوع، وهم: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. من ورائهم:

ص: 443

بنصب (عورة).

وقرأ أبو السّماك أيضًا: (واعلموا أنكم غير معجزي اللهَ) بالنّصب.

وفي "همع الهوامع": (أنكم لذائقوا العذابَ) بالنّصب أيضًا.

وقد وجهوا نحو هذا: علَى أَن نون الجمع، عوملت معاملة التّنوين فِي الحذف لا لالتقاء السّاكنين، فلما قدرت ساكنة .. حذفت لملاقاة السّاكن بعدها، وهو (اللّام).

وأما قراءة: (قال هل أنتم مُطْلِعونِ) بتخفيف الطّاء وكسر النّون.

فقال أبو البقاء ما معناه: إنها إن كانت نون وقاية .. فَلَا تلحق الأسماء، وإِن كانت للجمع .. فَلَا تثبت فِي الإِضافة، فاستبعدها.

وقال أبو الفتح: أجرى اسم الفاعل مجرى المضارع فِي إثبات النّون مع الياء؛ كما تثبت فِي قول الشّاعرِ:

...................

أمُسْلمُنِي إِلى قَومِي شَرَاحِي (1)

جار ومجرور متعلقان بيأتي وهو مضاف، وهم: ضمير مبني في محل جر بالإضافة. وكف: فاعل مرفوع بالضمة.

الشاهد: قوله: (الحافظو عورة العشيرة) بنصب عورةَ على الرواية المشهورة على أنها مفعول به لـ (الحافظو)، وعلى هذه الرواية تكون النون محذوفة من جمع المذكر السالم (الحافظو) للتخفيف لا للإضافة، وهذا جائز.

(1)

التخريج: ذكره الشاطبي في شرحه للألفية، وابن هشام في المغني 1/ 25، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 65.

اللغة: شراحي أصله شراحيل، اسم لرجل لحقه الترخيم. وظني الواو تصلح أن تكون بمعنى مع والتقدير وما أدري مع ظني كل ظن، فكل ظن تأكيد للأول، وروي في الهمع، فما أدري وكل الظن مني.

الإعراب: وما أدري: ما: نافية أدري: فعل مضارع والفاعل ضمير، وظني: الواو تصلح أن تكون بمعنى مع والتقدير وما أدري مع ظني كل ظن فكل ظن تأكيد للأول ويقال: وظني كل ظن جملة معترضة، فيكون وظني مبتدأ وكل خبره وظن مضاف إليه، أمسلمني: الهمزة للاستفهام مسلمني: في محل النصب على المفعولية لقوله وما أدري، إلى قومي: جار ومجرور متعلق بشراحي شراحي: فاعل لقوله أمسلمني وأصله شراحيل اسم رجل لحقه الترخيم.

الشاهد: في (أمسلمني) فإن النون فيه نون الوقاية، فأجرى اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع في إثبات النون.

ص: 444