الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي شيء منها يا أمير المؤمنين، قال: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، فقال عمر: لرجل غني يعمل بالحسنات، ثم بعث الله له الشيطان يعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها، وكانت له جنة فاحترقت عند أحوج ما كان إليها، حين كثر الولد وبلغ هو الكبر، قال: أيبغي أحدكم أن يوافي يوم القيامة عند أفقر ما كان إلى عمله، فلا يوافي له شيء. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ا. هـ. كذا قال! وحذفه الذهبي.
قلت: أخرجه البخاري من حديث ابن عباس وعبيد بن عمير (4538) كتاب (تفسير القرآن) باب (قَوْلِهِ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}) قال: حدثنا إبراهيم، أخبرنا هشام، عن ابن جريج، سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس قال: وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال: قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيم ترون هذه الآية نزلت: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} ؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل، قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
ومن ذكر عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما
329 -
3/ 553 (6342) حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق رضي الله عنه، أبنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الأسود بن شيبان، أبنا أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي قال: صلب الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما على عقبة المدينة، ليرى ذلك قريشا فإما أن يقروا، فجعلوا يمرون ولا يقفون عليه، حتى مر عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله
عنهما - فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب - قالها ثلاث مرات - لقد نهيتك عن ذا - قالها ثلاثا - لقد كنت صواما قواما تصل الرحم. قال: فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فاستنزله فرمى به في قبور اليهود، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تأتيه - وقد ذهب بصرها - فأبت، فأرسل إليها: لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فأتى رسوله فأخبره، فقال: يا غلام ناولني سبيبتي، فناوله بغلته (1) فقام وهو يتوقد حتى أتاها، فقال لها: كيف رأيت الله صنع بعدو الله، قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك، وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين: أجل لقد كان لي نطاقان، نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل، ونطاقي الآخر لا بد للنساء منه، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت ذاك. قال: فخرج.
وسكت عنه الحاكم والذهبي.
قلت: أخرجه مسلم (2545) كتاب (فضائل الصحابة) باب (ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، حدثنا يعقوب يعني ابن إسحق الحضرمي، أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة، قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى مر عليه عبد الله ابن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم، أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير. ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن
(1) كذا هي في المطبوع، وعند مسلم: نعليه، وهو الصواب.
تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. قال: فقال أروني سبتي فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك. بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذات النطاقين: أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا:"أن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قال: فقام عنها ولم يراجعها.
330 -
3/ 555 (6347) قال: حدثني علي بن حمشاد العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق على أطم، فكان يطأطأ لي فأنظر إلى القتال، وأطأطأ له فينظر إلى القتال، فرأيت أبي يجول في السبخة، يكر على هؤلاء مرة، ويكر على هؤلاء مرة، فلما رجع قلت: يا أبت قد رأيتك، قال: أي بني وقد رأيتني؟ قلت: نعم، قال: قد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم أبويه. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ولم يقل: ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقلت: أخرجاه: البخاري (3720) كتاب (المناقب) باب (مناقب الزبير بن العوام) قال: حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم" فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: "فداك