الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما وقع من الأوهام في المستدرك
للعلماء في نقد منهج الحاكم في استدراكه على الصحيحين كلام حسن لا بد من الرجوع إليه للوقوف على أوهام الحاكم في المستدرك؛ قال ابن كثير في (مختصر علوم الحديث): وقد قال الحافظ أبو عبد الله بن يعقوب ابن الأخرم: قل ما يفوت البخاري ومسلما من الأحاديث الصحيحة. ا. هـ. وقد ناقشه ابن الصلاح في ذلك، فإن الحاكم قد استدرك عليهما أحاديث كثيرة، وإن كان في بعضها مقال، إلا أنه يصفو له شيء كثير. قلت: في هذا نظر، فإنه يُلزمهما بإخراج أحاديث لا تلزمهما، لضعف رواتها عندهما، أو لتعليلهما ذلك (1). وقال أيضا: في هذا الكتاب أنواع من الحديث كثيرة: فيه الصحيح المستدرك، وهو قليل؛ وفيه صحيح قد خرجه البخاري ومسلم أو أحدهما لم يعلم به الحاكم، وفيه الحسن والضعيف والموضوع أيضًا (2). وقال الحافظ ابن حجر: ووراء ذلك كله: أن يُروى إسناد ملفق من رجالهما، كسماك عن عكرمة عن ابن عباس، فسماك على شرط مسلم، وعكرمة انفرد به البخاري، والحق أن هذا ليس على شرط واحد منهما. وأدق من هذا: أن يرويا عن أناس مخصوصين من غير حديث الذين ضعفوا فيهم، فيجيء عنهم حديث من طريق من ضعفوا فيه برجال كلهم في الكتابين أو أحدهما، فنسبته أنه على شرط من خرج له غلط، كأن يقال: هشيم عن الزهريّ: كل من هشيم والزهري أخرجا له، فهو على
(1) انظر الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص 24 (دار الفكر).
(2)
انظر مختصر علوم الحديث مع الباعث ص 27 (دار الفكر).
شرطهما، فيقال: بل ليس على شرط واحد منهما، لأنهما إنما أخرجا عن هشيم من غير حديث الزهريّ، فإنه ضعف فيه، لأنه كان دخل إليه فأخذ عنه عشرين حديثا، فلقيه صاحب له وهو راجع، فسأله رؤيتها، وكان ريح شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار هشيم يحدث بما علق منها بذهنه، ولم يكن أتقن حفظها، فوهم في أشياء منها، ضعف في الزهريّ بسببها. وكذا همام ضعيف في ابن جريج، مع أن كلا منهما أخرجا له، لكن لم يخرجا له عن ابن جريج شيئًا. فعلى من يعزو إلى شرطهما أو شرط واحد منهما أن يسوق ذلك السند بنسق رواية من نسب إلى شرطه، ولو في موضع من كتابه. وكذا قال ابن الصلاح في شرح مسلم: من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنه من شرط الصحيح، فقد غفل وأخطأ، بل ذلك متوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أي وجه اعتمد (1).
قلت: أودع الحاكم في كتابه من حديث سماك عن عكرمة أربعًا وثلاثين حديثا أرقامها (564، 1104، 1543، 1544، 1547، 1795، 2209، 2261، 2810، 2920، 3063، 3190، 3213، 3222، 3261، 3407، 3415، 3420، 3452، 3506، 3546، 3675، 3789، 3814، 3859، 4079، 4582، 4635، 7225، 7564، 7766، 7989، 8016، 8094).
كما أودع من حديث همام عن ابن جريج حديثا واحدا (670).
وقال الحافظ العراقي في (التقييد والإيضاح) بعد أن أورد كلام ابن الصلاح في المستدرك: وفيه أمران: أحدهما: أن قوله: (أودعه ما ليس في واحد من الصحيحين) ليس كذلك، فقد اودعه أحاديث مخرجة في الصحيح وهمًا منه في ذلك، وهي أحاديث كثيرة. منها حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا "لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن" الحديث، رواه الحاكم في مناقب أبي سعيد الخدري وقد
(1) انظر تدريب الراوي ص 77 (دار الفكر)، تحقيق عرفان عبد القادر.
أخرجه مسلم في صحيحه (1). انتهى المراد منه. قلت: وقد نبه الحافظ الذهبي رحمه الله على طائفة من ذلك أشرت إليها آنفا، وذكرت تعليقاته عند كل حديث استدركه، ولكنه لم يستوعبه.
فظهر أن الأوهام في المستدرك كثيرة منها:
أنه قال:
1 -
صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وقد خرجاه أو خرجه أحدهما.
2 -
صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وقد خرجه البخاري.
3 -
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد خرجه مسلم.
4 -
صحيح ولم يخرجاه، وقد خرجه أحدهما أو خرجاه.
5 -
وأحيانا يقول: ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأجده فيهما أو في أحدهما بها. وربما قال مثلا: أخرجه مسلم أو البخاري مختصرا، ويكون الحديث مخرجا بتمامه.
6 -
ومنها ما سكت عنه وقد أخرجاه أو أخرجه أحدهما.
وهذه الست موضوع كتابنا هذا.
7 -
صحيح على شرطهما، وليس كذلك. فقد يكون صحيحا ولكنه ليس على شرطهما: إما على شرط أحدهما، أو صحيح ليس على شرط أحدهما. وقد استدرك الحافظ الذهبي عليه من هذا الباب طائفة؛ ومثاله: قال: 2/ 221: (2875) حدثنا أبو جعفر محمَّد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسن بن الفضل، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف بن أبي جميلة، حدثنا يزيد الفارسي قال: قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من
(1) الحديث أخرجه الحاكم في كتاب العلم: 1/ 126، 127 (437)، وأخرجه مسلم (3004).
المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟! فقال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول:"ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وتنزل عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال، وهو وهم، فيزيد الفارسي ليس من رجالهما، لكنه رواه: 2/ 330، وقال: صحيح ولم يخرجاه. ا. هـ.
8 -
صحيح ولم يخرجاه، وهو ضعيف. مثاله: قال: 2/ 105 (2507) حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أبنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أبنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه حدثه: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} .. الحديث، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فقد احتجا بأبي صخر وهو حميد بن زياد الخراط المصري، وبأبي معاوية البجلي وهو والد عمار ابن أبي معاوية الدهني الكوفي. ا. هـ.
قال الذهبي: لا والله، ولا ذكر لأبي معاوية في الكتب الستة، ولا احتج البخاري بأبي صخر، والخبر منكر. ا. هـ.
وقال: 2/ 241 (2949) أخبرني الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمَّد، حدثنا هارون بن حاتم، أبنا عبد الرحمن بن أبي حماد، حدثني إسحاق ابن يوسف، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "يا علي
الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة" ثم قرأ: رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. كذا قال، وتعقبه الذهبي فقال: لا والله، هارون هالك. ا. هـ.
وقال: 2/ 106 (2510) حدثنا أبو علي الحافظ حدثنا القاسم بن زكريا المطرز حدثنا عمرو بن محمَّد الناقد، حدثنا يعقوب بن محمَّد الزهريّ، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر: عبد الرحمن، والأوس: بني عبد الله، والخزرج: بني عبيد الله. هذا حديث غريب صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إنما أخرجا في الشعار حديث الزهريّ عن كثير بن العباس عن أبيه لما كان يوم حنين انهزم الناس الحديث بطوله يذكر فيه شعار القبائل. وتعقبه الذهبي بقوله: بل يعقوب وإبراهيم ضعيفان.
وقد استدرك الحافظ الذهبي رحمه الله طائفة كثيرة من ذلك.
9 -
أحيانا يقول: ولم يخرجاه
…
، ثم يذكر إسنادا عندهما أو عند أحدهما فيوهم؛ مثاله: قال: 2/ 177 (2729) أخبرني الشيخ أبو بكر ابن إسحاق الفقيه، أبنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا المعافى بن سليمان الحراني، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسماعيل الأسلمي، أن أبا حازم حدثه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار على ثماني أواق، فتفزع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل! هل رأيتها؟ فإن في عيون الأنصار شيئًا" قال: قد رأيتها. قال: "ما عندنا شيء ولكنا سنبعثك في بعث وأنا أرجو أن تصيب خيرا" فبعثه في ناس إلى أناس من بني عبس، وأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بناقة فحملوا عليها متاعهم، فلم يرم إلا قليلاً حتى بركت فأعيتهم أن تنبعث، فلم
يكن في القوم أصغر من الذي تزوج، فجاء إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو مستلق في المسجد، فقام عند رأسه كراهية أن يوقظه، فانتبه نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله إن الذي أعطيتنا أحببنا أن تبعثه، فناوله النبي صلى الله عليه وسلم يمينه، وأخذ رداءه بشماله فوضعه على عاتقه، وانطلق يمشي حتى أتاها، فضربها بباطن قدمه، والذي نفس أبي هريرة بيده لقد كانت بعد ذلك تسبق القائد، وأنهم نزلوا بحضرة العدو وقد أوقدوا النيران فأحاط بهم، فتفرقوا عليهم وكبروا تكبيرة رجل واحد، وأن الله هزمهم وأسر منهم. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم من حديث شعبة، عن أبي إسماعيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رجلًا تزوج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هلا نظرت إليها" فقط. وأبو إسماعيل هذا هو بشير بن سليمان، وقد احتجا جميعًا به. ا. هـ. كذا قال في إسناد مسلم، وقد رواه مسلم (1424) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنظرت إليها؟ " قال: لا. قال: "فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا" كذا مختصرا، ثم قال: وحدثني يحيى بن معين، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئًا؟ " قال: قد نظرت إليها. قال: "على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه" قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم.
قلت: فأوهم الحاكم في الإسناد، وكذا في قوله:"هلا نظرت إليها" فقط.
وقال: 2/ 303 (3185) أخبرني أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود بن حرب المقري، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض في بني سلمة، فقلت: يا رسول الله كيف أقسم مالي بين ولدي؟ فلم يرد علي شيئًا، فنزلت:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} . قد اتفق الشيخان على إخراج حديث شعبة عن محمَّد بن المنكدر في هذا الباب بألفاظ غير هذه، وهذا إسناد صحيح ولم يخرجاه. ا. هـ. قلت: انفرد البخاري بحديث شعبة عن ابن المنكدر (194، 5676، 6743) واتفقا على حديث سفيان عن ابن المنكدر: البخاري (5651، 6723، 7309)، ومسلم (1616)، وكذلك اتفقا على حديث ابن جريج عن ابن المنكدر: البخاري (4577) ومسلم (1616).
10 -
أحيانا يقول: إنما أخرجه مسلم وحده، ويكونا قد اتفقا على إخراجه؛ كما قال: 2/ 82 (2429) حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، أبنا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أبنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان وقال:"ليخرج من كل رجلين رجل" ثم قال للقاعد: "أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج" قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرج مسلم وحده حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد:"من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا". كذا قال، وتعقبه الذهبي قال: صحيح، أخرجه مسلم، وعند مسلم من حديث زيد بن خالد:"من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا". ا. هـ. قلت: حديث أبي سعيد أخرجه مسلم (1896) قال: وحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْن مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أِبي حَبِيبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ:"لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ" ثُمَّ قَالَ لِلْقَاعِدِ: "أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ في أَهْلِهِ وَمَالِهِ بخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ"؛ وأما حديث زيد بن خالد فلم ينفرد به مسلم بل رواه البخاري (2843)، ومسلم (1895).
1 -
وأحيانا يوهم في العزو: قال: 2/ 428، 429 (3604): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثني جعفر بن محمَّد بن إسحاق بن يوسف الأزدي، حدثني جدي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن أبي سفيان سعد بن طريف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فأنزل الله عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه يكتب آثاركم" ثم قرأ عليهم الآية، فتركوا. هذا حديث صحيح عجيب من حديث الثوري، وقد أخرج مسلم بعض هذا المعنى من حديث حميد عن أنس. ا. هـ. قلت: لم يخرج مسلم الحديث عن أنس، وإنما أخرجه البخاري (656، 1887) عن حميد عن أنس. وأما مسلم فأخرجه عن جابر (665).
وقال: 2/ 284 (3123): حدثني أبو عبد الرحمن محمَّد بن محمود الحافظ، حدثنا حماد بن أحمد القاضي، حدثنا محمَّد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: أبنا أبو حمزة، عن إبراهيم الصائغ، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أولادكم هبة الله لكم يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا، إنما اتفقا على حديث عائشة:"أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه". كذا قال! وليس الحديث في الصحيحين وإنما رواه أحمد في مواطن منها: 6/ 31، 42، وأبو داود (3528، 3529)، والنسائي (4449: 4452)، وابن ماجة (2137، 2290)، وغيرهم. والعجيب أن الحاكم رواه (2/ 47 رقم: 2294، 2295) وقال هناك: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ ولم يذكر التعليق السابق.
وقال: 4/ 88، 89 (7006): أخبرني عبد الله بن محمَّد بن موسى، ثنا
إسماعيل ابن قتيبة، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى، ثنا معمر، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن عز وجل بما أقسطوا في الدنيا" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه جميعًا. كذا قال، وقال الذهبي: قد أخرجاه. ا. هـ. وهو وهم منهما رحمهما الله، فقد انفرد مسلم بإخراجه (1827).
وقال 3/ 410، 411 (5741): أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمَّد ابن سلمة العنزي، حدثني عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا الجراح بن المنهال، عن الزهريّ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أن عامر بن ربيعة رجل من بني عدي بن كعب، رأى سهل بن حنيف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالخرار فقال: والله ما رأيت كاليوم قط ولا جلد مخبأة، فلبط سهل وسقط، فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف؟ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتغيظ عليه، وقال:"لم يقتل أحدكم أخاه أو صاحبه ألا يدعو بالبركة اغتسل له" فاغتسل له عامر فراح سهل وليس به بأس. الحديث. قال الحاكم: قد اتفق الشيخان رضي الله عنهما على إخراج هذا الحديث مختصرا
…
قال: فأما الجراح بن المنهال فإنه أبو العطوف الجزري وليس من شرط الصحيح، وإنما أخرجت هذا الحديث لشرح الغسل كيف هو، وهو غريب جداً مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أتى عبد الله بن وهب على أثر حديثه هذا بإسناد آخر بزيادات فيه. ا. هـ. كذا قال، وقال الذهبي: اتفقا على إخراجه مختصرا من حديث يونس عن الزهريّ أخبرني أبو أمامة - فذكره، وأما الجراح فهو أبو العطوف، وليس من شرط الصحيح، وإنما أخرجته لشرح كيفية الغسل. ا. هـ. وهو وهم منهما فالحديث لم يخرجاه البتة، وإنما أخرجه مالك: 2/ 938 (1) عن الزهريّ، وأحمد: 3/ 486 عن أبي أويس عن الزهريّ، وابن ماجة (3509) من طريق سفيان عن الزهريّ، وابن حبان (6105) من طريق مالك.
بل قال (4/ 134): وقد خرج الشيخان رضي الله عنهما حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم حائط أخيه فليأكل منه ولا يتخذ خبنة". كذا قال، ووافقه الذهبي! وهو وهم منهما، فالحديث لم يخرجاه، وإنما أخرجه الترمذي (1287)، وابن ماجة (2301).
***