الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إهداء
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، وبعد: أهدي كتابي هذا إلي كل (أم .. وأخت .. وبنت) مؤمنة تريد أن تحيا الحياة الطيبة التي وعد الله عز وجل في كتابه فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ حَيَاةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (1)
أهدي كتابي إلي كل مؤمنة تحب الله ورسوله وتريد أن تهتدي بهديهما وتسير علي نهجهما لتنال شرف الدنيا وكرامة الآخرة. أهدي كتابي هذا إلي كل مؤمنة تُحب أن تحشر مع أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .. وقد ذكرت لكِ من أخبارهن وصلاحهن ما يأخذ بقلبك وروحك إلي الاقتداء بهن والسير علي نهجهن .. فذكر الصالحين والصالحات يُزيد الإيمان، ويرفع الهمم، وحادي يحدو القلوب إلي حب الرب المعبود، وحادي يحدو الأرواح إلي بلاد الأفراح. ولقد منَّ الله عز وجل عليَّ وجمعت لكِ هذا الكتاب الطيب المبارك، المملوء بصفات، وأفعال، وأحوال النساء الأُول: نساء القرن، الذي مدحه النبي صلى الله عليه وسلم وبين خيريته، فقال: " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،
(1) سورة النحل - الآية 97.
الخ الحديث " متفق عليه (1).فكما أن رجال هذه القرون خير رجال فكذلك نساءهم كن خير النساء .. وهم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وهن النسخة الأصلية التي وجب عليكن يا نساء القرن الحادي والعشرين أن تصححن حياتكن على حياتهن .. فقد رضي الله عن حياتهن، ومن تبعهن بإحسان فقال: {وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فيها أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (2) وفى قوله " اتّبَعُوهُم " دليل رضي الله عز وجل وجوب الأتباع لهن .... وإلا، لا يرضى الله عز وجل عن حياة إلا الحياة المماثلة لحياتهن، ولهذا بدأ لله عز وجل في كثير من الأحكام بذكرهن أولا لأنهن قدوة لمن أتى بعدهن فقال:{يا نِسَآءَ النّبِيّ لَسْتُنّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآءِ إِنِ اتّقَيْتُنّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مّعْرُوفاً} (3)
(1) مشكاة المصابيح - كتاب مناقب الصحابة 1/ 1695.
(2)
سورة التوبة - الآية 100.
(3)
سورة الأحزاب - الآية 32.
وفى آية الحجاب قال تعالى: {يَأَيّهَا النّبِيّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلَابِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رّحِيماً} (1).
وعندما تقرأ في تاريخ الإسلام وتتصفح سير المؤمنات عبر القرون تجد عجيبٌ أمر هذه الأمَّة؛ كما أخرجت رجالاً لا يُعرف لهم مثيلٌ في تاريخ الأمم، أخرجت أيضًا النّساء الفُضْليَات القدوات التي لا تطاولهن نساء أمة من الأمم.
وقد كتبتُ في كتابي هذا لكثير من فضليات الأمة ما تيسر لي أن أذكره، وإلا فمنهم الكثيرات والكثيرات، مما لم يطلعني الله عليهن.
وقد سميت هذا الكتاب بصلاح البيوت في جهد الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأعنى بجهد الرسول صلى الله عليه وسلم كل قول أو فعل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثة وعشرين عاما إذا قامت به الأمة نساءً ورجالاً .. لأصبحت بيوتهم تحيا حياة السعادة والراحة والطمأنينة.
أخوكم
أبو على
محمد على محمد إمام
(1) سورة الأحزاب - الآية 59.