الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحث
على التعليم
فى البيت
أختي المسلم تشغلين وقتك فى نظافة البيت والملابس وطهي الطعام، .. فماذا تركت من الوقت لنظافة قلبك؟
نظافة القلب لا تأتى إلا بسماع كلام الإيمان (كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم)، وذلك بالجلوس في حلقات تعليم البيت ليتحقق فينا قول ربنا {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىَ فِي بُيُوتِكُنّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} (1)
بالجلوس في حلقات التعليم يتحقق فينا أيضا قول ربنا {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (2)
وقيل: البيت الذي يذكر فيه الله يكثر خيره ويقل شره ويتسع علي أهله.
(1) سورة الأحزاب - الآية 34.
(2)
سورة التوبة - الآية 71.
- التعليم في البيت يأتي بالنور في حياتنا:
قال تعالى: {قَدْ جَآءَكُمْ مّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مّبِينٌ} (1)
وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: كنت أخيط الثوب فسقطت الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع وجه رسول الله. رواه ابن عساكر (2).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل ولم يقيم مع شمس إلا غلب ضوءه، ضوء الشمس، ولم يقيم مع سراج إلا غلب ضوءه ضوء السراج.
فهذا نور جسده الشريف، فكيف بنور كلامه، وهديه صلى الله عليه وسلم؟
فعائشة طغى نور بصيرتها، على نور عينيها فرأت الإبرة في نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنور الإيمان نري حقيقة الأشياء المادية، والحقائق الغيبية 0
فلما نستقيم على حلقة التعليم فى البيت، فالذي عنده بصيرة عندما يدخل بيوتنا فيرى فيها نور كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحرص الناس علي تعليم زوجاته بنفسه، فقد مرّ على زوجته جويرية بنت الحارث وقد كانت عابدة قانتة لله تعالى فقال لها:" ألا أعلمك كلمات تقوليهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته " رواه مسلم.
وقد ذكر البلاذري في فتوح البلدان: أن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب كانت تتعلم الكتابة في الجاهلية على يد امرأة كاتبة تدعى الشفاء العدوية
(1) سورة المائدة – الآية 15.
(2)
سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد.
فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة.
ومن أسباب الصلاح عند الأبناء أن نذكر لهم دائماً قصص الأنبياء والصالحين والصالحات، حتى ينشأ فى قلوبهم حب الصلاح، وبقدر ما نسمعهم نربى فيهم الفضائل .... فكان الأمام أحمد كثيراُ ما يحدث أبناءه عن فضل الإمام الشافعي وعلمه وتقواه فدعاه الإمام أحمد لزيارته، فلما تناول طعام العشاء، توجه الشافعي في فراشه واستلقى عليه ونام. فقالت بنت الإمام أحمد: يا أبتاه أهذا هو الشافعي الذي تحدثنا عنه؟ قال لها: نعم، قالت: لقد لاحظت عليه ثلاث أمور انتقدته فيها: إنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيرا ..... وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلى قيام الليل والتهجد وقد صلى بنا الفجر من غير أن يتوضأ! فذهب أحمد للشافعي وسأله عن هذه الأمور
…
قال له الشافعي: يا أحمد! لقد أكلت كثيرا لأنني أعلم أن طعامكم من الحلال
…
وأنت كريم وطعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء، وما أكلت لأشبع، وإنما أكلت لأتداوى بطعامك. وأما أنني لم أقم الليل، لأنني عندما وضعت رأسي لأنام، نظرت كأن كتاب الله وسنة نبيه أمام عيني، فاستنبطت اثنين وسبعين مسألة فقهية ينتفع بها المسلمون، فلم يكون هناك فرصة لقيام الليل. . وأما أنني صليت بكم الفجر من غير وضوء، فو الله! ما ذاقت عيني طعم النوم حتى أجدد الوضوء، فلقد بقيت طول الليل يقظاناً، فصليت الفجر بوضوء العشاء.
- - - - -