المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مذاكرةفي جهد النساء - صلاح البيوت

[محمد علي محمد إمام]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌مقصد خلق الإنسان

- ‌آياتوردت في الرجال والنساء

- ‌المرأة والمساواة

- ‌القوامة

- ‌نماذجمن إيمان النساء بالغيب وتكذيب المشاهد

- ‌يقين المرأة المسلمة

- ‌من روائعالحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌امتثالأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أحلىوصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌نساء عاقلات

- ‌مُعيناتعلى الخير

- ‌نساءيراقبن الله جل جلاله

- ‌نساء ورعات

- ‌نساءمخلصات

- ‌نساءخائفات

- ‌نساءعابدات .. قوامات

- ‌نساء فقيهات

- ‌نساءوفيات لأزواجهن

- ‌نساء صابرات

- ‌نساءيُحببن الإنفاق

- ‌نساء مضحيات

- ‌مواقف بطوليةمن صنع النساء

- ‌حب النساءللجهاد والخروج في سبيل الله

- ‌حب الشهادةفى سبيل الله

- ‌أين الملتقي

- ‌أجرالخارج فى سبيل الله

- ‌ثوابالمرأة إذا خَلَفَت زوجها

- ‌حرمة نساء المجاهدين

- ‌وافدة النساء

- ‌المرأة والشورى

- ‌الحثعلى التعليم

- ‌تربية الأولاد

- ‌النيةفى تربية الأولاد

- ‌الصفات الإيمانية

- ‌التربيةعلي الإيمان وأثرها الطيب

- ‌نماذجمن أدب أولاد الصحابة

- ‌الهمة العاليةلشباب سلف الأمة

- ‌النبوغ

- ‌نصائح غاليةفي تربية الأولاد

- ‌من وصايالقمان الحكيم للأبناء

- ‌مرحلة ما قبل التكليف

- ‌القدوة المفقودة

- ‌تعريضالأولاد لرحمة الله

- ‌الصبرعلى تربية الأولاد

- ‌وقرن فى بيوتكن

- ‌الخلوة

- ‌مصافحةالرجل للمرأة الأجنبية

- ‌آداب الطريق للمرأة

- ‌أدلةحجاب المرأة المسلمة

- ‌كلمة لكل فتاة

- ‌زينة المرأة الحياء

- ‌إلي عشاق الموضة

- ‌دعوة لكل مؤمن

- ‌حياة البساطة

- ‌القناعة

- ‌النبى صلى الله عليه وسلميمزح

- ‌حق الزوجة

- ‌حق الزوج

- ‌الخدمة

- ‌رفقا بالقوارير

- ‌أفراحنا

- ‌بنات الصالحين

- ‌قدرة المرأة العقلية

- ‌جرأة وشجاعة

- ‌ورع وتقوى

- ‌رسالة من عالم

- ‌حسن الأخلاق

- ‌مكارم الأخلاق

- ‌مركبانالشكر والصبر

- ‌الرضا

- ‌إنصاف البنات

- ‌رفيدة الأنصارية

- ‌أم عطية الأنصارية

- ‌أم الدرداء الصغرى

- ‌أم البنين

- ‌عمرةتلميذة عائشة

- ‌ذكر الله جل جلاله

- ‌صوامة قوامة

- ‌غيرة عائشة

- ‌خمس بخمس

- ‌نسيان الجميل

- ‌وفى صلاة الخسوف:

- ‌المرأة السوء

- ‌البسوس

- ‌المرأة الصالحة

- ‌سفعاء الخدين

- ‌اظفر بذات الدين

- ‌موجبات الجنة

- ‌من جميلالشعر فى النساء

- ‌من جميلما يروى فى حلم النساء

- ‌لاحت أعلام الهداية

- ‌الضعيفين

- ‌أدوات تجميل

- ‌أطيب الطيب

- ‌صفاتيجب أن تتخلص منها النساء

- ‌كاسيات عاريات

- ‌نساء ملعونات

- ‌امرأة وامرأة

- ‌نصيحة عمرية

- ‌نصائح غالية

- ‌الحذر .. الحذرمن غضب الزوج

- ‌تفقد الزوجة لحال زوجها

- ‌أعظم الناس حقاً

- ‌أجر المرأةالحامل والمرضع

- ‌موت فى طاعةخير من حياة فى معصية الله عز وجل

- ‌أم حارثة

- ‌نصيحة لكل زوج

- ‌الصلاة .. الصلاة

- ‌العفاف

- ‌نساء مؤمنات يوافقهن القرآن

- ‌وصية أم لولدها

- ‌الصبر على الأزواج

- ‌امرأة فرنسية

- ‌صفات تُحبها النساء

- ‌المرأة داعية إلى الله عز وجل

- ‌فتاوى

- ‌مقتطفاتمن بيانات النساء

- ‌من أقوالالشيخ سعيد أحمد رحمه اللهفى جهد النساء

- ‌مذاكرةفي جهد النساء

- ‌آداب وأصولفى الجهد علي النساء

- ‌وختاما

- ‌المراجع

الفصل: ‌مذاكرةفي جهد النساء

‌مذاكرة

في جهد النساء

الله جل جلاله نادى الأمة بأعظم نداء .. وأعظم نداء في القرآن (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ) .. الله يناديك حتى يبين مقامك (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ) ودائما لما المنادي ينادي يقبل على المنادى، كأن الله عزو جل يقول أنا أقبل فأقبل عليَّ فهذا الخطاب للجميع الرجال والنساء.

وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (1)

هذا ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم والدين حق الجميع، وجهد الدين حق الجميع، ولهذا الله ما أرسل امرأة نبيا .. لكن كرامة لهذه الأمة الشيء الذي لم يعطه لزوجات الأنبياء وبنات الأنبياء أعطاه لزوجاتنا وبناتنا وأمهاتنا.

هذه الأمة كلها بلا استثناء الله اختارها .. (الاختيار بنسبة الجهد والاصطفاء بنسبة الجهد).

(1) سورة التوبة - الآية 71.

ص: 405

وما معنى الاختيار: الخير الذي فيك، أنا اخترتك .. والصفاء الذي فيك أنا اصطفيتك {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (1)

الله ذكر النساء في القران .. فكم جعل الله فيهم من الخير والعلاقة مع الأنبياء عليهم السلام.

الله ذكر أم موسى وأخت موسى وزوجة موسى .. هؤلاء نساء، ولكن كلهن شاركن في الجهد.

والله ذكر زوجة عمران التي نوت نية الخير والله تقبل نيتها وذكر مريم {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} (2).

وذكر آسية بنت مزاحم التي تحصلت المكانة العالية عند الله، في أسوأ مكان، كانت في قصر فرعون لعنة الله عليه، ومن أسوأ مكان هي تحصلت الصديقية وإبليس من أحسن مكان تحصل علي اللعنة.

الله ذكر هؤلاء النساء الذي بسببهم جاء التغير في الأمم.

وكذلك هذه الأمة لها نفس النسبة مسئولية الدين.

القرآن ينزل للرجال وما ينزل للنساء فنزلت آية واحدة جمعت عشر صفات، قال تعالى: {إِنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ

(1) سورة فاطر- الآية 32.

(2)

سورة آل عمران - الآية 42.

ص: 406

وَالْقَانِتَاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدّقِينَ وَالْمُتَصَدّقَاتِ والصّائِمِينَ والصّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللهُ لَهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (1)

هذه الصفات للوصول إلى الله، وهي حق للرجال والنساء .. والنساء خفن أن يضيع الميراث.

وسورة مريم تسمى سورة المواريث .. ولكن لا توجد سورة الدرهم والدينار .. أي مواريث الجهد وميراث النبوة هبة الله.

زكريا عليه السلام خاف أن يضيع ميراث النبوة فدعا، قال تعالي:{كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (2) الله قال أنت طلبت وليا فأهب لك نبيا {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} (3).

(1) سورة الأحزاب - الآية 35.

(2)

سورة التوبة - الآية 71.

(3)

سورة التوبة - الآية 71.

ص: 407

وإبراهيم عليه السلام خاف أن يضيع هبة الميراث {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} (1) فالأنبياء خافوا أن يموتوا فيضيع الميراث، فالله وهب لهم هبة بنسبة الجهد.

فلا بد نتفكر يا الله كيف لا يضيع الميراث .. لما الأنبياء خافوا، فالله وهب لهم، فالذي يأتي من أصلابهم في هذا الجهد فهذا هبة الله.

تتفكر في العالم وما تتفكر للذي في صلبك؟؟

الأنبياء لا يخرجوا من الدنيا حتى يطمئنوا أن مسؤوليتهم حملها الأبناء.

والنبي صلى الله عليه وسلم الله أعطاه أعظم هبة ولكن الشرط أن يأخذ الله منه الولد (لأن أولاد الأنبياء إن عاشوا ذكورا يكونوا أنبياء (2) ولا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم فالله أخذ منه الولد، وجميع أولاده ماتوا في الرضاعة، ولكنه أعطي عطاءً لم يعطاه نبي قبله وهب له أمته كلها، وما خرج من الدنيا حتى اطمئن أن أمته كلها تعمل بجهده .. هذه الأمة هبة الله .. أما مواريث الشهادات تأكل وتشرب وتنام .... الخ بجهد تعرف من أنت فالنبي صلى الله عليه وسلم رفع أمته إلى هذا المستوى .. كم قدم من الجهد؟؟؟.

لا بد كل منا يشكر الله على هذه النعمة ويتفكر أن لا يضيع الميراث.

زكريا عليه السلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) أربع أسباب لعدم الإنجاب، ولكن عنده صدق الطلب والتوجه (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) .. هل عنده أسباب بنظر البشرية أو طبية

(1) سورة الصافات - الآيتان 100، 101.

(2)

أو يظن الناس أنهم لا بد أن يوكنوا أنبياء.

ص: 408

لا يوجد أسباب ولكن عنده اليقين على الله ولما طلب بالصدق .. الله أعطاه يحيى والاسم من الله والتربية من الله .. وأعطيناه الحكم صبيا {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (1) ولما طلب بالصدق الله أعطاه.

هل نحن عندنا الطلب الصادق؟ إذا خرجت الجنازة من البيت طلع الدين من البيت .. نتفكر كيف هذا الميراث يكون متصل (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) .. ليس منقطعا، لا بد أن نتفكر الرجال والنساء كيف لا يحرم أقرب الناس إلي من هذا الخير {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (2) يقول ابن عباس رضي الله عنه: أي أذن بيتك وبيته أن يرفع. لماذا نبنى المساجد هل للطعام والشراب والنوم؟

اتق الله! المساجد بنيت لذكر الله، والأكل والنوم والشرب فيه للحاجة.

لماذا نبني البيت هل للطعام والشراب والنوم

الخ؟

اتق الله! يا مسلم بيتك أذن الله أن يرفع كما رفع المسجد لذكر الله، والطعام والنوم يجوز في المسجد للضرورة وكذلك في البيت للضرورة.

ولكن لماذا تبني بيتك؟؟ ليذكر فيه اسم الله، فرفع الله مستواه، لهذا ذكر الله في القرآن سورة الحجرات هذه الحجرات خرج منها الهدى والنور، وتسع حجيرات أفضل بقاع على وجه الأرض كان الوحي ينزل على النبي في هذه الحجيرات وكل الناس تصلي وتسلم على صاحب الحجيرات، وهناك ملائكة يطوفون في الطرقات

(1) سورة مريم _ الآية 12.

(2)

سورة النور _ الآية 36.

ص: 409

يبلغون النبي السلام (كما جاء في الحديث أن صلاتكم معروضة علي أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. كل السلام في العالم تحمله الملائكة إلى الحجيرات.

عائشة رضي الله عنها رأت رؤيا أن ثلاثة أقمار تنزل في حجرتها فقال أبو بكر لعائشة إن صحت رؤياك يدفن في هذه الحجيرات خير أهل الأرض ولما دفن صلى الله عليه وسلم فيها فقال لها هذا أول أقمارك وهو خير أهل الأرض .. كم قوة في هذه الحجيرات فالله أراد حجرتك مثل هذه الحجيرات .. علم الذي تحصل عليه عائشة في هذه الحجيرات هي عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم تقريبا 9 سنوات ونصف وحصتها مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام في الشهر، وأكثر أوقات النبي صلى الله عليه وسلم في الخارج أحسبها كم عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالأيام سنة، ولكن كم أخذت الرواية من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 2220 حديثا وهي حافظة لكتاب الله ومحدثة وفقيهة، وعاشت بعده صلى الله عليه وسلم 50 سنة ونصف .. الدين موجود عند عائشة خذ الدين من الحميراء .. يقول أحد التابعين سمعت من أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ولم أسمع أخطب من عائشة فكم دين وأخلاق وعفة .... الخ من الحجيرات صفات عالية.

لو كل واحد منا ينظر حياة أي واحدة من الحجيرات حياة أم سلمة كلها صفات، وحياة حفصة كلها صفات، فكل صاحبة حجيرات عندها كنوز من الصفات رضي الله عنهما .. كم خير للأمة حملوا ورحمة للأمة وما بخلوا على أمة النبي صلى الله عليه وسلم .. عائشة رضي الله عنها الذي رأته في الحجيرات تطبقها وكان صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه وهي في الحجيرات تقوم كقومة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة يعطي العطايا ولا يجد ما يفطر عليه وهذا الذي رأته طبقته .. فكم نقلت الرحمة للأمة إلى آخر يوم من حياة عائشة.

دخل عليها عبدالله بن عباس وقال: مات رسول الله عنك وهو راض ولم يتزوج بكرا إلا أنت وإنك أحب الناس إلى رسول الله وأنزل الله براءتك من سبع سموات وكان جبريل ينزل وهو في لحافتك ومات رسول الله في بيتك بين سحرك

ص: 410

ونحرك وجمع الله بين ريقك وريقه وليس بينك وبين رسول الله إلا روح يخرج من الجسد قالت إليك عني يا ليت مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.

فعائشة من أول يوم إلى آخر يوم وهي تقدم للأمة.

قالت عائشة من زوجاتك معك في الجنة؟ قال: " أنت منهن ".

قال صلى الله عليه وسلم لها رأيت بياض كفك في الجنة.

هذا ميراث الجميع، فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها، أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك - واعلم نفس لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهى على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات ومقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضي شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرض، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا

خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال:" هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه "؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال: " انصرفي أيتها المرأة، واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله "، فأدبرت المرأة وهى تهلل وتكبر استبشاراً." رواه البيهقى (1).

(1) الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للسيوطى 2/ 532.

ص: 411

كل كان مزاجهم منافسة للوصول إلى هذه الحجيرات .. فهي أفضل الحجيرات ومنها تنشق الأرض .. نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج من الروضة سأل: " أين أبو بكر تعال عن يميني وأين عمر تعال عن بساري مسك أيديهم ورفعهم وقال هكذا نبعث يوم القيامة ".

من هذه الحجيرات .. أول ما تشق الأرض ثم البقيع من الحجيرات بداية المحشر لما هدمت الحجيرات، قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه حينما هدمت حجرات أمهات المؤمنين، فلم ير أكثر بكاءً أهل المدينة، ليس لإزالة هذه الحجرات، وإنما على قول سعيد رضي الله عنه لكي ينظر الناس إليها وما تحتويه من أثاث ومحتويات، فيجعلهم يتفكرون ويعتبرون في أحوال معيشته صلى الله عليه وسلم، فأكثر طعامه الأسودين الماء والتمر، وغرف زوجاته فيها حصير، وتحت رأسه وسادة من أُدُم محشوة ليفا. يا مسلم كيف يكون بيتك مثل هذه الحجيرات.

هذا حقك من سورة الحجرات، هذا حقك من سورة مريم لا تزهد فيه .... كما ذكر الله في سورة العنكبوت:{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (1) هنا أعظم البيوت وهنا أوهن البيوت

العنكبوت لا توجد عنده حياة اجتماعية أبدا .. الذكر يلقح الانثى، والانثى تقتل الذكر ويأتون الأبناء يقتلون الأم .. عاشوا الأبناء يصبح المقتل بين الأبناء تفكك كامل كما الآن موجود وكم بيت في العالم حاله كحال بيت العنكبوت لا توجد محبة ولا رحمة (وجعل بينكم مودة ورحمة) وأساسها الإيمان وبغير الإيمان لا توجد مودة ورحمة أي علاقة خلاف الشريعة منزوع المودة والرحمة .. علاقة زواج علاقة شرعية أساسها المودة والرحمة أي علاقة غير شرعية منزوع المودة والرحمة هذا أمر

(1) سورة العنكبوت _ الآية 41.

ص: 412

الله .. أحييت أمر الله استفدت من الأمر خلاف أمر الله لا تستفيد إلا عداوة وبغضاء لهذا نحافظ بيوتنا كيف لا تكون كبيت العنكبوت ولا تكون بيوت مثل المقابر يخرج من البيت كأنه خارج من المقبرة يذهب إلى المسجد وعنده الحلقة ومشورة وجولة وزيارة .... الخ يرجع إلى البيت يرجع إلى المقبرة (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) كما تجعل مسجدك فيه الأعمال اجعل في بيتك أعمال فلا تجعل البيوت مقابر .. من المسئول عن البيت؟؟؟.

قال تعالى: {الرّجَالُ قَوّامُونَ عَلَى النّسَآءِ بِمَا فَضّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (1)

هذا تكليف ما تشريف .. كما نقوم بخمس أعمال في المسجد، نقوم بخمس أعمال في البيت يرتفع البيت مثل المسجد ساعتين ونصف يوميا كذلك مطلوب منك الجهد في البيت .. وإلا البيوت الآن كبيت العنكبوت، كم من أحباب دخلوا الدعوة وتركوا الدعوة، بسبب البيوت، كم خطر الذي يمشي في الدعوة وحده كأنه يقحم على قدم واحد، هذا خلاف الفطرة، امشي بقدمين بيتك سرك، والمسجد علانيتك.

كم قوة في النساء، وكم قوة اليقين عند (أم موسى) هل بسيط أن ترمي الابن في البحر، لهذا الله ربط على قلبها، بسببها رفع العذاب عن بني إسرائيل السر في سورة القصص (وأوحينا إلى أم موسى) نجاة بني إسرائيل أبناء الأنبياء بسبب تضحية امرأة بني إسرائيل فيهم العباد والزهاد .. الله اختار أم موسى ووقت الضعف ووقت الولادة لكن بتضحيتها رفع الله العذاب على الأمة وبالتضحية يرفع العذاب عن أمة النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحرم نساءنا من الرحمة.

(1) سورة النساء - الآية 34.

ص: 413

إذا مطلوب خمسة أعمال في المسجد، والبيت، فيرتفع بيتك عند الله كبيته بالأعمال، ولكن كم قصر عند الله كبيت العنكبوت، وكم بيت من الطين لكنه مرفوع عند الله رفع بالإعمال، هناك أعمال يومية في البيت مثل المسجد كما أن في المسجد ثلاثة أعمال يومية (التعليم، المشورة، مذاكرة في الصفات) نتشاور في من يقوم بالعمل، أحيانا المشورة بالبيت على من التعليم والمشورة ومذاكرة الصفات لابد 3 أعمال يومية وعمل أسبوعي الجولة، هل تتجول النساء؟؟؟ لا (المرأة عليها الدعاء والذكر في يوم الجولة ودعاءها يؤثر في الجولة ويكون تأثيرها في العالم وتأخذ نصيبها في البيت في حديث سهم واحد يدخل فيها ثلاثة في الجنة (راميها وباريها وحاملها) هل حرمت من خير هي في الذكر والدعاء وهي في البيت وتأثيرها في الجولة والعالم.

وعمل واحد شهري خروج ثلاثة أيام جماعة مسجد، يعينوا خروج شهري وبالاهتمام، ويعينوا خروج جماعة الرجال مع المحارم كل شهرين، ولا نجمع كل القدماء في أسبوع واحد، بل اثنين قدماء وباقي جدد، وبعد شهرين خروج نساء نرتب جماعة من المسجد 27يوم جهد إخراج الناس 3 أيام، وعندك 2شهر جهد على الزوجة والأولاد حتى أهيئ لهم الخروج، فجماعة مسجد عندهم ترتيب شهري كذلك يجعل بعد شهرين خروج مع نسائهم، أقل قليل تخرج المرأة خلال سنة 5 مرات وتستقبل 4مرات أو 5مرات.

المرأة عندها معاذير كثيرة، فأحيانا لا تقدر أن تخرج، فإذا لم تخرج عليها أن تستقبل الآن خلال سنة تتكون بيئة الإيمان.

ولا نجعل التعليم على المرأة، تقول أنت مسئولة وأنا مسئول عن الأمة وهي من الأمة؟؟ هي مسؤوليتك الأولى {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ قُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لاّ

ص: 414

يَعْصُونَ اللهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (1) وقت التعليم لابد نتشاور بالاهتمام .. نعين وقت وأكون موجود فيه .. الدعوة لترتيب حياتك شريعة (25 حقوق الله، و75 حقوق الناس) وأول حق حق بيتك .. دين يعطيك المعاذير حتى تعطي حقوق الجميع.

أعين وقت، وألتزم بالوقت، وأي شي أقدم وأؤخر، بهذا الترتيب يزيد مستوى البيت.

كما تفكر بالأمة فكر في زوجتك وأولاد، الأولاد لا يأخذون منك، بل يأخذون منها، إذا الأم ما قبلت الدعوة، الأولاد لا يقبلون الدعوة بغير ترتيب الصحيح.

الله أعطى المرأة قوة الصبر، تصبر علي أولادها.

لو تقوم بأعمال الدين بهذا الصبر، يرضى عنها الله؟؟.

والمرأة عندها حسن التدبر، وعندما نقرأ قوله تعالي:{إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (2) نحن نسمع هذه الآية فورا نفكر في الشر، أي حسن التدبير في الشر .. شر عظيم، وللخير خير عظيم، والتدبير والحكمة عند المرأة أكثر من الرجل، إذا استخدم في مكان صحيح.

ومائة بيان للرجال قوة، وبيان واحد للنساء له قوة وتأثير، لرقة قلوبهن.

فمن مستعد يكون بيته كالحجيرات؟؟؟؟

(1) سورة التحريم - الآية 6.

(2)

سورة التحريم - الآية 6.

ص: 415