الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آداب الطريق للمرأة
- إذا خرجت المرأة من بيتها للضرورة:
فعليها أن تلتزم بالآداب الآتية:-
1) لا تضع الطيب على ثيابها أو جسد ها:
فعن أبى موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل عين زانية، وإن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا " يعنى زانية. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. ولأبى داود والنسائي نحوه. (1)
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: إني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقبل صلاة امرأة تطيبت للمسجد حتى تغتسل غسلها من الجنابة " رواه أبو داود ـ أحمد والنسائي نحوه. (2)
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ́إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا " رواه مسلم (3)
(1) مشكاة المصابيح - كتاب الصلاة - باب الجماعة وفضلها 1/ 334.
(2)
المرجع السابق.
(3)
المرجع السابق.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة أصابت بخوراً؛ فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ". رواه مسلم (1)
وعن موسى بن يسار قال: مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها: أين تريدين يا أمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد، قال: وتطيبت؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يقبل الله من امرأة صلاة، خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع وتغتسل " رواه ابن خزيمة.
2) المشي على حافتي الطريق:
على المرأة أن تمشى على حافة الطريق وتدع وسطه للرجال، فقد جاء في الحديث عن أبى أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال للنساء: " استأخرن فإنه ليس لكن أن تتحققن (2) الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار. رواه أبو داود والبيهقي في شعب الإيمان (3)
(1) المرجع السابق.
(2)
تذهبن في حاق الطريق أي وسطه.
(3)
مشكاة المصابيح - كتاب الآداب ــ باب الجلوس والنوم والمشى 3/ 1337 وفى رواية فقال للنساء: " استخرن ليس لكن أن تحتضن الطريق .... ".
حتى في الطواف حول الكعبة واستلام الحجر ، يجب على المرأة ألا تختلط بالرجال وتزاحمهم فقد روى الإمام البخاري عن عطاء قال: كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم. فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك وأبت.
وأخرج الببيهقي عن منبوذ بن أبى سليمان، عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين رضي الله عنها فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثة، فقالت لها عائشة رضي الله عنها ـ لا آجرك الله، لا آجرك، تدافعين الرجال، ألا كبرت ومررت؟
3) غض البصر:
أي خفضه ونكسه .. وأصل الغض إطباق الجفن علي الجفن بحيث تمنع الرؤية .. وكف البصر عما لا يحل بخفضه إلي الأرض، أو بصرفه إلي جهة أخري، وعدم النظر بملء العين.
الآيات التي تحث علي غض البصر:
قال تعالى: {قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَىَ لَهُمْ إِنّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَىَ جُيُوبِهِنّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنّ أَوْ آبَآئِهِنّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنّ أَوْ أَبْنَآئِهِنّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنّ أَوْ إِخْوَانِهِنّ أَوْ بَنِيَ إِخْوَانِهِنّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنّ أَوْ نِسَآئِهِنّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنّ أَوِ التّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرّجَالِ أَوِ الطّفْلِ الّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىَ عَوْرَاتِ النّسَآءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنّ وَتُوبُوَاْ إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1)
أسباب نزول الآية: عن مقاتل بن حيان، أن جابر بن عبد الله حدث أن أسماء بنت مرثد كانت في نخل لها في بني حارثة، فجعل النساء يدخلن عليها غير مؤتزرات فيبدو ما في أرجلهن يعني الخلاخل، ويبدو صدورهن وذوائبهن، فقالت أسماء: ما أقبح هذا؟ فأنزل الله في ذلك {وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ} (2)
يقول ابن كثير رحمة الله في قوله {وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ}
…
: أي عما حرم الله عليهن من النظر إلي غير أزواجهن .. ولهذا ذهب كثير من العلماء إلي أنه لا يجوز للمرأة النظر إلي الرجال الأجانب بشهوة وبغير شهوة أصلا، لما روي عن أم سلمه عندما دخل عليهم ابن أم مكتوم .. وذهب آخرون من العلماء إلي جواز نظرهن إلي الأجانب بدون شهوة، كما ثبت
(1) سورة النور – الآيتان 30 – 31.
(2)
مختصر تفسير ابن كثير 2/ 599 الدر المنثور 5/ 104 - تفسير آيات الأحكام الصابوني 2/ 148
في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلي الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. (1)
الأحاديث في الحث علي غض البصر:
عن يريدة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:" يا عليَّ لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي، وليست لك الآخرة " رواه أحمد والترمذي وأبو داود والدار مي. (2)
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة ‘ فقال: " اصرف بصرك " رواه مسلم. (3)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كتب علي ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، والعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناهما البطش، والرجل زناها الخطأ، والقلب يهوي ويتمني ويصدق الفرج ذلك أو يكذبه " متفق عليه (4)
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" احتجبا منه " فقلنا: يا رسول الله! أليس هو أعمي إلا يبصرنا ‘ ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(1) المرجع السابق.
(2)
مشكاة المصابيح ـ كتاب النكاح ـ باب النظر إلي المخطوبة وبيان العورات 2/ 933
(3)
رياض الصالحين ـ باب تحريم النظر إلي المرأة الأجنبية ص 562.
(4)
المرجع السابق.
أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه!؟ رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. (1)
الأحاديث في ثواب غض البصر:
عن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم ينظر إلي محاسن امرأة أول مرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها " رواه أحمد (2)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه " رواه الطبراني.
يقول ابن القيم رحمه: في غض البصر فوائد عديدة:
1) امتثال أمر الله الذي هو غاية السعادة.
2) يمنع أثر السهم المسموم.
3) يقوي القلب ويفرحه.
4) يورث في القلب أنسا في الله واجتماعا عليه.
5) يكسب القلب نورا
6) يورث الفراسة الصادقة (أي يقوي نور البصيرة).
7) يسد علي الشيطان مداخله .. أن بين العين والقلب منفذاً يوجب انفصال أ
وقد أحسن من قال:
كل الحوادث مبدأها النظر
…
ومعظم النار من مستصغر الشرر
(1) مشكاة المصابيح ـ كتاب النكاح ـ باب النظر إلي المخطوبة وبيان العورات 2/ 934.
(2)
المرجع السابق 2/ 936.
والمرء مادام ذا عين يقلبها
…
في أعين الغير موقوف علي الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
…
لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
…
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
- - - - -