الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نساء
عابدات .. قوامات
- مريم عليها السلام:
قال تعالى: {يَمَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ} (1)
قال قتادة في قوله {اقْنُتِي لِرَبّكِ} : أطيعي لربك.
عن أبى سعيد: كانت مريم تصلى حتى ترم قدماها.
وعن الأوزاعى: كانت مريم تقوم حتى يسيل القيح من قدميها.
وعن مجاهد. قال: لما قيل لمريم {اقْنُتِي لِرَبّكِ} ، قامت حتى ورمت قدميها.
وبسبب المجاهدة واليقين على الله عز وجل .... كان الله عز وجل يرزقها بغير حساب كما في قولها {إنّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (2)(3)
(1) سورة آل عمران - الآية 43.
(2)
سورة آل عمران - الآية 37.
(3)
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي 2/ 195.
- أم سليمان النبي عليه وعليها السلام:
عن عثمان بن أبى العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كان لداود عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله يقول: قوموا فصلوا، فإن هذه الساعة يستجيب الله عز وجل فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار (1) ". رواه أحمد (2).
وكانت أم سليمان توصي ابنها وتقول: يا بني لا تدع الصلاة بالليل فإن النوم بالليل يجعل العبد فقيرا يوم القيامة.
- أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها:
كانت رضي الله عنها تحب قيام الليل، لتخلوا بربها عز وجل، فتقوم حتى تتعب فتجعل لها حبل بين الأعمدة لتعتمد عليه، فعن أنس رضي الله عنه. قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا بحبل ممدود بيني الساريتين (3)، فقال:" ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت (4) تعلقت به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد " متفق عليه. (5)
(1) آخذ العشور من أموال الناس.
(2)
مشكاة المصابيح ـ كتاب الصلاة ـ باب التحريض علي قيام الليل 3898.
(3)
أي من سواري المسجد. وفي رواية مسلم:" بين ساريتين " والسارية العمود.
(4)
أي كسلت عن القيام فى الصلاة.
(5)
رياض الصالحين ـ باب الاقتصاد في الطاعة ص 104.
- أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:
لما طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل عليه السلام وقال له: راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجك فى الجنة ". رواه الطبراني برجال الصحيح.
انظر لهذه المرأة الصالحة ـ الله عز وجل أنزل جبريل من أجلها يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمراجعتها ـ لأن الله يحبها .. لما بينها وبينه سبب واصل وهو مداومتها على الصوم والصلاة .. ولهذا ذكر ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية: أن رجلا سأل امرأة عابدة أن تدعو له. فقالت: فهل بينك وبينه سبب واصل، فإذا دعوته لك استجاب لى.
- معاذة بنت عبد الله أم الصهباء العدوية البصرية (رحمها الله):
كانت إذا جاء النهار ، قالت: هذا يومي الذي أموت فيه ، فما تنام حتى تمسى ، وإذا جاء الليل قالت هذه ليلتي التي أموت فيها ، فما تنام حتى تصبح .. وإذا كان البرد كانت تلبس الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم.
وكانت تصلى في كل يوم وليله ستمائة ركعة ، وتقرأ جزئها من الليل تقوم به.
وكانت تقول عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقود في ظلم القبور.
وكان زوجها صلة بن أشيم في مغزى معه ابن له ، فقال: أي بني! تقدم فقاتل حتى احتسبك ، فحمل فقاتل حتى قتل .. ثم تقدم فقتل ، فاجتمعت النساء عندها فقالت: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن .. ولم تتوسد معاذة فراشا بعد أبى الصهباء حتى ماتت.
ولما جاءها الموت بكت ثم ضحكت فقيل لها مم بكيت ثم ضحكت؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم ، فإني ذكرت مفارقه الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك
…
وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكى فإني نظرت إلى أبى الصهباء قد أقبل في صحن الدار وعليه حلتان خضراوان وهو في نضر ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة (1).
- حفصه بنت سيرين (رحمها الله):-
نشأت في بيت تقوى وصلاح فأخيها محمد بن سيرين صاحب كتاب تفسير الأحلام .. قرأت القران وهى ابنة اثنتي عشرة سنه وماتت وهى ابنه تسعين سنه .. مكثت في مصلاها ثلاثين سنه لا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة (2).
- فاطمة بنت محمد بن المنكدر (رحمها الله):
كانت نهارها صائمة فإذا جنها الليل تنادى بصوت حزين: هدأ الليل واختلط الظلام وأوى كل حبيب إلى حبيبه وخلوت بك.
(1) انظر تاريخ الإسلام للذهبي 3/ 76 - صفه الصفوة لابن الجوزى 4/ 13.
(2)
صفه الصفوة لابن الجوزى4/ 14.
- امرأة رياح بن عمرو القيسى (رحمها الله):
كان زوجها رجل صالح وأراد أن يختبر عزيمتها على قيام الليل، فتناوم، فقامت هى تصلى وأيقظته، فادعى التثاقل وأنه سيقوم، فكررت إيقاظه بعد ما مضى ربع الليل، وهكذا إلى أن مضى الليل ولم يقم فقالت: مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم! ليت شعرى من غرنى بك يا رياح (1).
- - - - -
(1) صفه الصفوة لابن الجوزى4/ 44.