الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حب النساء
للجهاد والخروج في سبيل الله
عز وجل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج للجهاد فكان يقرع بين نساءه. فمن وقع سهمها خرجت معه .. وتخرج معه نساء المؤمنين يسقين المرضى، ويداوين الجرحى. ويقمن على خدمتهن .. فعن أم عطية الأنصارية (رضى الله عنها) قالت: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، وأصنع لهم الطعام، وأداوى الجرحى، وأقو م على الزمني .. أخرجه الإمام أحمد ومسلم وابن ماجة (1).
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبى بكر، وأم سليم (رضى الله عنهما) وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقزان (2) القرب؟ رواه البخاري.
وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما (3) ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم " أخرجه مسلم (4).
(1) حياة الصحابة - باب خدمة النساء فى الجهاد.
(2)
أى تنقلان.
(3)
علي ظهورهما.
(4)
المرجع السابق.
وكانت النساء مع جهد الخدمة، والسقاية، ومداواة الجرحى، يقمن بالقتال من وراء الرجال إذا اشتدت الحاجة لذلك، كما روى عن أم سعد بنت سعد بن الربيع (رضى الله عنها) كانت تقول: دخلت على أم عمارة (1)(رضى الله عنها) فقلت لها: يا خالة! أخبريني خبرك؟ فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف، وأرمى عنه القوس حتى خلصت الجراح إلىَّ، قالت: فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقلت لها من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة، أقمأه الله! لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير رضي الله عنه وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان. كذا في البداية (2).
وتقول: لقد رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله وما بقي إلا نفر يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرآى رجلاً مولياً معه ترس. فقال لصاحب الترس: ألقي ترسك لمن يقاتل، فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل على فرس فضربني فتترست له فلم يصنع سيفه شيئاً فولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا أم عمارة أمامك قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب المنية.
(1) نسيبة بنت كعب.
(2)
حياة الصحابة - باب الجهاد - قتال النساء فى الجهاد 1/ 579.
وعن عمرو (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما التفت يوم أحد يميناً وشمالاً إلا وأراها تقاتل دوني. كذا في الإصابة (1).
وكانت صفية في غزوة أحد بيدها رمح تضرب به فى وجوه المشركين. وقتلت يومئذ رجل من اليهود (2).
وكانت أم سليم في غزوة حنين تحمل خنجراً .. وتقول: إذا دنى أحد من المشركين بقرت به بطنه (3).
وهذه أسماء بنت عم معاذ بن جبل (رضى الله عنهما)، قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود الفسطاط. رواه الطبرانى (4).
فكانت المرآة تقف بجوار الرجل جنباً لجنب لنصرة دين الله عز وجل وتتحمل
مسؤولية الدين.
- - - - -
(1) المرجع السابق.
(2)
المرجع السابق.
(3)
المرجع السابق.
(4)
المرجع السابق.