الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، .. وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحا.
فحفظت وصية أمها، فأنجبت الحارث بن عمرو جد امرئ القيس. (1)
وصية أم لولدها
1) كان الأوقص المَخْزُوميّ قاضياً بمكة فما رًئى مثلُه في عَفافه وزُهْده فقال يوماً لِجُلسائه: قالت لي أُمي: يا بني إنك خُلقت خِلْقة لا تصلح معها لمَجَامع الفِتْيان عند القيان «إنك لا تكون مع أحدِ إلا تَخَطتْك إليه العيون» فعليك بالدِّينِ فإنَّ الله يَرْفَع به الخَسِيسة وُيتمُّ به النَّقيصة .. فنفعني اللهّ تعالى بكلامها وأطعتها فوليتُ القضاء.
يا لها من امرأة عاقلة .. فهذا عطاء بن أبي رباح كان أفْطَس أشَلّ أعرج ثم عَمِي وأمه سَوداء تسمَّى بَرَكة. . ما رفعه إلا العلم، فقد قيل لأهل مكة: كيف كان عَطاءُ بن أبي رَبَاح فيكم قالوا: كان مثلَ العافية التي لا يُعرف فضلُها حتى تُفْقد. (2)
(1) من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف.
(2)
العقد الفريد لابن عبد ربه، وكتاب المستطرف في كل فن مستظرف.
2)
…
أوصت أم ولدها فقالت:
يابني! إن سؤالك الناس ما في أيديهم من أشد الافتقار إليهم، ومن افتقرت إليه، هنت عليه، ولا تزال تُحفظ وتُكرم، حتي تسأل وترغب.
فإذا ألحت عليك حاجة ولزمك سوء الحال، فاجعل سؤالك إلي من إليه حاجة السائل والمسئول (الله جل جلاله فإنه يُعطي السائل (1).
3) وأوصت أم ولدها عند سفره فقالت:
أي بني! اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك، فإن الوصية أجدي عليك (2) من كثير عقلك. أي بني! إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة، وتفرق بين المحبين.
أي بني! إياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضا (3) وخليق (4) ألا يثبت الغرض علي كثرة السهام، وقلما اعتورت (5) السهام غرضا (6) إلا كَلَمَته (7) حتي يهي (8) ما اشتد من قوته.
(1) العقد الفريد لابن عبد ربه 2/ 85.
(2)
أنفع لك.
(3)
هدفا للنيل منك.
(4)
جدير.
(5)
قصدت.
(6)
هدفا.
(7)
جرحته.
(8)
يضعف.