الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتاوى
السؤال الأول: ماذا تقولون عن الدعوة إلى الله بالنسبة للمرأة؟.
الجواب: الحمد لله هي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك وكلام أهل العلم صريح في ذلك، فعليها أن تدعوا إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالآداب الشرعية التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك أن لا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر، لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمل وتصبر، ولو رأت من الناس ما يُعتبر نوعاً من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أن ترعى أمراً آخر وهو أن تكون مثالاً للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، فإن دعت الرجال دعتهم وهي متحجبة بدون خلوة بأحد منهم، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يُعترض عليها، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة من إظهار المحاسن وخضوع في الكلام مما يُنكر عليها بل تكون العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ولا يضر سمعتها. . (1)
(1) الشيخ عبد العزيز بن باز في كتاب الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ص 1010
السؤال الثاني: هناك مجموعة من أهل الدعوة تخرج من مدينة لأخرى، في أوقات مختلقة من السنة، ويستمر ذلك لعدة أيام أو أسبوع، كما أنهم يخرجون مرة في السنة إلى باكستان لمدة (40) يوما للدعوة للإسلام، وتعليم المسلمين تعاليم دينهم، بحيث يجلس الرجال في أحد المساجد وتجلس النساء في بيت أحدهم، فهل يستحب خروج النساء للدعوة، مع العلم أنهن يتركن أطفالهن عند أحد الأقارب وأحيانا يتركونهم عند إحدى النساء اللاتي لا يستطعن الخروج بسبب عدم وجود محرم؟
ج: إذا كان الخارجون للدعوة عندهم علم وبصيرة بما دل عليه الكتاب والسنة في شأن العقيدة وغيرها من الأحكام الشرعية فعملهم طيب وقد أحسنوا في ذلك سواء كانت المدة قليلة أو كثيرة لقول الله عز وجل {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (1) ولقوله سبحانه {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (2) ولقوله عز وجل {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} (3)
(1) سورة فصلت - الآية 33.
(2)
سورة النحل - الآية 125.
(3)
سورة يوسف - الآية 108.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود إلى الإسلام " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " متفق عليه.
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم الدعاة إلى الله سبحانه إلى اليمن وإلى كثير من قبائل العرب، ولا مانع أن يصطحب الرجل معه زوجته، والله ولي التوفيق (الشيخ / ابن باز رحمه الله.
s : ما الفرق بين مسئولية المرأة ومسئولية الرجل في الدعوة إلي الله؟
ج: أجاب الدكتور نعمان أبو الليل فقال: ما كلف الله عز وجل، المرأة بالتضحية التي تُذلها، فما بعث الله عز وجل، نبية من النساء لتمشي في الشوارع، وتذهب إلي الأسواق وتدعو الرجال والنساء، لأن المرأة ضعيفة، وعورة، وقد يتعرض لها السفهاء بالإيذاء والسوء، وقد يكشف شيء من جسدها.
فهي خلف الرجل تساعده وتسانده وتؤازره، كما فعلت زوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها.
فالتضحية خاصة بالرجل، أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمشترك، قال تعالي:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (1).
لكن التضحية:
(1) سورة التوبة _ الآية71.
وقال تعالى: {وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىَ قَالَ يَقَوْمِ اتّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ} (3)
ولذا أرسل الله سلسلة الأنبياء الكريمة 124 ألف نبي ورسول ليس فيهم امرأة، لأن جهد الأنبياء يحتاج إلي تضحيات، تعجز عنها النساء.
ولكن الصديقية كانت في الرجال والنساء، فمريم عليها السلام كانت صديقة، قال تعالي:{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4).
(1) سورة الأحزاب _ الآية23.
(2)
سورة المائدة _ الآية23.
(3)
سورة يس – الآية 20.
(4)
سورة المائدة – الآية 75.
وقوله تعالي: {انتَبَذَتْ} والانتباذ الاعتزال والانفراد (2) أي لاتخالط الناس في
وحدها، أي احتجبت عن الرجال، لا تري المجتمع، فالمرأة تترقي كلما جعلت وسيلتها القرار في البيت، ليس القرار عبادة في ذاته، إنما هي وسيلة، لقوة عبودية المرأة، قال تعالي: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
(1) سورة مريم – الآيتان 16، 17.
(2)
قال الإمام الرازي: النبذ أصله الطرح والإلقاء النبذ أصله الطرح والإلقاء والانتباذ افتعال منه ومنه: {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} آل عمران – الآية 187، وانتبذت تنحت يقال جلس نبذة من الناس ونبذة بضم النون وفتحها أي ناحية وهذا إذا جلس قريبا منك حتى لو نبذت إليه شيئا وصل إليه ونبذت الشيء رميته ومنه النبيذ لأنه يطرح في الإناء / وأصله منبوذ فصرف إلى فعيل ومنه قيل للقيط منبوذ لأنه يرمى به ومنه النهي عن المنابذة في البيع وهو أن يقول: إذا نبذت إليك هذا الثوب أو الحصاة فقد وجب البيع إذ = =عرفت هذا فنقول قوله تعالى: {إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} معناه تباعدت وانفردت على سرعة إلى مكان يلي ناحية الشرق ثم بين تعالى أنها مع ذلك اتخذت من دون أهلها حجابا مستورا وظاهر ذلك أنها لم تقتصر على أن انفردت إلى موضع بل جعلت بينها وبينهم حائلا من حائط أو غيره ويحتمل أنها جعلت بين نفسها وبينهم سترا (مفاتيح الغيب – تفسير سورة مريم الآية 16).
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (1). فالقرار وسيلة، والغاية هي: قال تعالي: {َاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (2). فالقرار في البيت هو مزاج النساء، فتجلس في بيتها وتساند زوجها في الدعوة إلي الله (3).
(1) سورة الأحزاب الآية 33.
(2)
سورة الأحزاب الآية 34.
(3)
هذا السؤال طرحه وأجاب عليه الدكتور نعمان أبو الليل باجتماع طونجي في (دكا – بنجلاديش).