الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصافحة
الرجل للمرأة الأجنبية
أحاديث بيعة النبي صلى الله عليه وسلم النساء تدل على حرمة مصافحة الرجل للمرأة: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله تعالى:" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك .... "
قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات ، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قد بايعتك كلاما " والله ما مست يده امرأة قط في المبايعة ، ما بيعهن إلا بقوله:" قد بايعتك علي ذلك " رواه البخاري
وعن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحن بقول الله عز وجل: " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك
قالت عائشة: فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن، قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقن فقد بايعتكن بالكلام، قالت عائشة: والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على نساء قط إلا بما أمر الله تعالى، وما مست كف الرسول صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن:" قد بايعتكن كلاما " رواه مسلم.
وعن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت: ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد امرأة قط إلا أن يأخذها عليها، فإذا أخذ عليها، فأعطته قال:" اذهبي فقد بايعتك "0 رواه مسلم (1)
وعن أميمة بنت رقيقة قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوةٍ يبايعنه، فقلنا: نبايعك يا رسول الله! علي أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فيما استطعتن وأطقتن، فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله! فقال: " إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة ". أخرجه مالك وصححه ابن حبان .. وأخرجه الترمذي وغيره مختصراً. (2)
وفى رواية أخرى:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاءت أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام، فقال: أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلين الأولى. أخرجه الطبراني - والنسائي وابن ماجة - والأمام أحمد - وصححه الترمذي. (3)
(1) صحيح مسلم شرح النووي 13/ 10
(2)
حياة الصحابة - كيف كانت الصحابة يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم بيعة النساء 1/ 0234
(3)
المرجع السابق.
وقال صلى الله عليه وسلم: " لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " رواه الطبراني والبيهقي.
- يقول الحافظ ابن حجر (رحمة الله):
قوله " قد بايعتك كلاما " أي يقول ذلك كلاما فقط، لا مصافحة باليد، كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة. (1)
- ويقول الإمام النووي:
فيه أن بيعة النساء بالكلام من غير أخذ كف، وفيه أن بيعة الرجال بأخذ الكف مع الكلام، ومنه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة، وأنه لا يمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد وحجامة وقلع ضرس ونحوه مما لا توجد امرأة تفعله، جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة. (2)
- يقول الصابوني:
ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة، وإرشادها إلي طريق الاستقامة، وهو الطاهر، الفاضل الشريف، الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه، لايصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن، مع أن أمر البيعة أمر عظيم الشأن .. فكيف يباح لغيره
(1) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
(2)
انظر صحيح البخاري مسلم شرح النووي
مصافحة النساء .. مع أن الشهوة فيهم غالبة؟ والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجري الدم. . (1)
- - - - -
(1) روائع البيان في تفسير آيات الأحكام للصابوني 2/ 566.