الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جرعة من لبنها، ولم يمص مصة، إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإذا أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة. (1)
موت فى طاعة
خير من حياة فى معصية الله عز وجل
-
قال أحد التجار: كنت في ذات ليله في منزلي .. فقرع عليَّ الباب، قارع، وإذا أنا بشابة جميلة، تخجل البدر، وكأنها الشمس في وسط النهار، فشكت إلىَّ جوعها، فحادثتها ثم راودتها عن نفسها، فقالت: الموت ولا معصية ربي، ثم رجعت من حيث أتت، وبعد أيام، عادت وتوسلت إليًّ فقلت كما قالت أولا، فبكت ثم دخلت البيت وأشرفت علي الهلاك، ثم قالت: تطعمني لوجه الله، قلت: لا، إلا أن تمكنيني من نفسك، قالت: الموت خير من عذاب الله، فسمعتها تقول وهي منصرفة:
أيا واحدا شمل إحسانه الخلقا
…
بسمعك ما أشكو بعينك ما ألقى
لقد صدمتني شدة وخصاصة
…
ونازلني ما بعضه يمنع النطقا
كأني ظمآن ترى الماء عينه
…
فلا قلة تروي ولا شربة تسقي
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
تنازعني نفسي إلي نيل أكلة
…
لذاذاتها تفنى وغصتها تبقى
أأعصاك بعد الفضل والجود والهدى
…
وكيف وبالطالعات أجلب الرزقا
سأتلفها في نيل حبك سيدي
…
عساي أستوجب القرب والعتقا
قال: فجزعت لما سمعت من قولها، ودخل في قلبي الإيمان، وقلت لها: عودي وكلي وخذي من المال ما شئت لله. فقالت: اللهم كما أنرت قلبه، وهويت لبه، فأجب دعاءه، ولا ترده خائبا، فكان ما دعت به، ثم تزوجها.
صدقت أيتها المرأة العظيمة، الجليلة، المؤمنة، التقية، حيث قلت: الموت ولا معصية ربي، وبمناسبة قصتك هذه أزف إلي كل مسلم ومسلمة حديثا لحبيبنا وقرة عيوننا سيدنا محمد، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:" خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صار رشوة علي الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الإسلام حيث دار، إلا إن الكتاب والسلطان يفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء فيقضون لأنفسهم ما لا يقضون إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يا رسول الله! كيف نصنع؟ قال: " كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحُملوا علي الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله ". (1)
(1) رواه الطبراني - جمع الجوامع للسيوطي برقم 013540.