الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نساء صابرات
- أم سليم رضي الله عنها:
عن أنس قال مات بن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون انا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب فقال ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت انه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو ان قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم الهم ان يمنعوهم قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب وقال تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول أبو طلحة انك لتعلم يا رب انه يعجبني ان اخرج مع رسولك إذا خرج وادخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد انطلق فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاما فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعه أحد حتى نغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت قلت نعم فوضع الميسم قال وجئت به فوضعته في حجره ودعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله (1)
- أم سعد بن معاذ رضي الله عنهما:
عندما قتل ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه جاءت تعدو، وسعد أخذ بلجام فرسه، فقال: يا رسول الله! أمي، فقال:" مرحباً بها " ووقف لها
…
فلما دنت عزاها بابنها عمر بن معاذ، فقالت: أما إذا رأيتك سالماً، فقد اشتوت المصيبة (أي قلتَّ) ثم دعا لأهل من قتل بأحد وقال: يا أم سعد! أبشرى وبشرى أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعاً، وقد شفعوا في أهلهم جميعاً قالت: رضينا يا رسول الله! ومن يبكى عليهم بعد هذا؟ ثم قالت: يا رسول الله! أدع لمن خلفوا منهم، فقال:" اللهم اذهب حزن قلوبهم، واجبر مصيبتهم وأحسن الخلف على من خلفوا "(2)
وما أن تمر سنتان من موت عمرو إلا ويلحق به أخيه البطل الشهيد سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز له عرش الرحمن فرحا بقدوم روحه، علي أثر جرح قد أصابه في غزوة الخندق، بعد أن حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة – وهو ابن سبع وثلاثون سنة – فصاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله إليه، واهتز له العرش ". (3)
(1) صحيح مسلم _ باب فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
(2)
السيرة الحلبية 2/ 47 – سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 4/ 335.
(3)
رواه الحاكم في المسترك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي 3/ 106.
فجاءت أم سعد تنظر إليه في اللحد، فردها الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دعوها "، فأقبلت حتي نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبني عليه اللبن والتراب، فقالت: أحتسبك عند الله، وعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي قبره. . (1)
- قال الأصمعي:
أصيبت أعرابية بابنها وهي حاجة، فلما دفنته، قامت علي قبره وقالت: والله! يا بني، لقد غذوتك رضيعا، وفقدتك سريعا، وكأنه لم يكن بين الحالين مدة ألتذ بعيشك فيها، فأصبحت بعض النضارة والغضارة ورونق الحياة، والتنسم في طيب روائحها، تحت أطباق الثرى، جسدا هامدا، ورفاة سحيقا، وصعيداً جرزاً.
أي بني: لقد سحبت الدنيا عليك أذيال الفناء، وأسكنتك دار البلى، ورمتني بعدك بنكبة الردى.
أي بني: لقد أسفر لي عن وجه الدنيا، صباح داج ظلامه. ثم قالت: أي رب: منك العدل .. وهبته لي قرة عين، فلم تمتعني به كثيرا بل سلبتنيه وشيكا ثم أمرتني بالصبر ووعدتني عليه الأجر، فصدقت وعدك، ورضيت قناعك، فرحم الله علي من ترحم علي من استودعته الروح، ووسدته الثرى - اللهم: ارحم غربته، وآنس وحشته، واستر عورته، يوم تنكشف الهنات والسوءات.
ولما أرادت الرجوع إلي أهلها، قالت: أي بني! إنني قد تزودت لسفري، فليت شعري، ما زادك لبعد طريقك، يوم معادك؟
(1) الطبقات الكري لابن سعد 3/ 432.
اللهم إني أسألك له الرضا، برضائي عنه0
اللهم إني أستودعك من استودعتني إياه في أحشائي جنينا واثكل الوالدات، ما أمضى حرارة قلوبهن، وأقلق مضاجعهن، وأقصر نهارهن، وأقل أنسهن، وأشد وحشتهن، وأبعدهن من السرور، وأقربهن من الأحزان .. ثم حمدت الله عز وجل واسترجعت وانصرفت وأبكت كل الحاضرين.
- عجوز:
وقفت عجوز أمام الحجاج بن يوسف الثقفي، يوم أن سجن ابنها، وحلف بالله للعجوز أن يقتله، فقالت في ثقة: لو لم تقتله لمات! ما أعقلك أيتها العجوز المؤمنة، الواثقة بربها .. وكيف أخذت هذا الأمر ببساطة؟ .. فما أحلي الإيمان، إذا امتلأ به القلب، وتنور به العقل، وفاض علي اللسان، وتزينت به الأركان0
- - - - -