الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نساء
خائفات
- أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق:
فعن عوف بن مالك بن الطفيل، أن عائشة رضي الله عنها، حدثت أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة رضي الله عنها: والله! لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، قالت: أهو قال هذا! قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: لا، والله لا أشفع فيه أبداً، ولا أحنث في نذري. فلما طال ذلك علي ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وقال لهما: أنشد كما الله لما أدخلتماني علي عائشة رضي الله عنها، فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن حتى استأذنا علي عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أندخل؟ قالت عائشة رضي الله عنها: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلما دخلوا، دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة رضي الله عنها، وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدنها إلا كلمته وقبلت منه، ويقولان إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلما أكثروا علي عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تذكرهما وتبكى، وتقول: إني نذرت والنذر
شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكى حتى تبل دموعها خمارها. رواه البخاري (1)
أخرج ابن سعد، عن عمرو بن أبى سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله! لوددت أني كنت مدرة، والله! لوددت أن الله لم يخلقني شيئا قط.
وعن ابن أبى ملكية أن ابن عباس رضي الله عنه دخل علي عائشة قبل موتها، فأثني عليها، قال: أبشري زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
!!! ولم ينكح بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء، فدخل عليها ابن الزبير رضي الله عنه خلافه، فقالت: أثنى عليَّ عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا يُثنى عليَّ، لوددت أني كنت نسيا منسيا (2).
وفي رواية الحاكم عن أبي ملكية قال جاء ابن عباس رضي الله عنه يستأذن علي عائشه رضي الله عنها في مرضها، فأبت أن تأذن له، فقال لها بنو أخيها: ائذني له، فإنه من خير ولدك، قالت: دعوني من تزكيته، فلم يزالوا بها حتى أذنت له، فلما دخل عليها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنك سميت أم المؤمنين لتسعدي، وإنه لأسمك قبل أن تولدي .. إنك كنت من أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا، وما بينك وبين أن تلقى الأحبة إلا أن تفارق الروح الجسد ولقد سقطت قلادتك يوم الأبواء فجعل الله للمسلمين خيرة في ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى آية التيمم، ونزلت فيك آيات من القرآن فليس مسجد من مساجد المسلمين، إلا تلي فيه عذرك، أناء الليل وأناء النهار، فقالت: دعني من تزكيتك لي يا ابن عباس، فوددت أني كنت نسيا منسيا " (3).
(1) رياض الصالحين - كتاب المنثورات والملح - صـ628ـ.
(2)
حياة الصحابة 2/ 613.
(3)
الحاكم في المستدرك وقال صحيح ووافقه الذهبي 4/ 9.
- أم المؤمنين أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها:
أخرج بن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعتني أم حبيبة - رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا مابين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك، فقالت: سررتني سرك الله! وأرسلت إلي أم سلمة فقالت لها مثل ذلك (1).
- المرأة الغامدية:
روى مسلم في صحيحه أن امرأة تسمى الغامدية جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إني زنيت فطهرني
…
إلخ
نفوس كريمة عفيفة ، أخطأت .. أرغمها الخوف من الله عز وجل أن تعترف بزناها لتتطهر في الدينا من الذنب وتلقى الله طاهرة نقية، ما الذي جاء بها إنه الإيمان بالله عز وجل والخوف منه.
(1) حياة الصحابة ـ كتاب خروج الصحابة عن الشهوات ـ باب استرضاء المسلم 2/ 418.