الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المرأة داعية إلى الله عز وجل
-
بمشاركة زوجها بفكرها ومالها ودعائها .. فخديجة رضي الله عنه ما حملت السلاح ولكن دفعت نفسها ومالها للدين .. فأول عمل صالح عملته خديجة .. هو الدعوة .. وآخر عمل عملته هو الدعوة .. ماتت قبل فرض الصلوات الخمس .. التشريع الوحيد الذي نزل قبل وفاة خديجة هو تحريم الذبائح لغير الله عز وجل .. ظلت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات في تاريخ الإسلام، أسلمت في رمضان، وماتت في رمضان .. كانت تدعو النساء وتنفق على الدعوة الإسلامية.
فالمرأة ينبغى أن يكون لها حظ وافر من ذالك فهى لا تعدو أن تكون بنتا أو أختا أو أما، فإذا كانت بنتا فهى تدعو والديها إن احتاجا الى ذالك، بألطف وأرق عبارة، أسوة بأبينا ابراهيم عليه السلام لما دعا أباه. وإن كانت أختا فهى تدعو إخوتها وإن كانت أما فتدعو أولادها. وهذا لايمنعها أن تكون داعية فى مكان آخر حيث وجدت. فالدعوة إلى الله واجب كل مسلم ومسلمة قال تعالى {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) وهى من العبودية لله تعالى {لّكُلّ أُمّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً
(1) سورة يوسف - الآية 108.
هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنّكَ فِي الأمْرِ وَادْعُ إِلَىَ رَبّكَ إِنّكَ لَعَلَىَ هُدًى مّسْتَقِيمٍ} (1)
والدعوة ليست محصورة في خطب ودروس لا يتصدى لها إلا العلماء كما قد يظن البعض، بل كل مسلمة تستطيع أن تكون داعية إلى الله بسلوكها وتعاملها مع مجتمعها، وبعملها وهى تبلغ عن ربها ما علمت من دينه، وباحتسابها وهي تنهى عن منكر أو تحث على فعل خير وبكل ما تيسر لها ، دون انتظار النتائج لان النتائج أمرها إلى الله.
وليس هناك حق أجلى ولا أوضح من الحق الذي في أيدي المسلمين كتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم الله عليه وسلم، فقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأمة لن تضل ما تمسكت بهما، فهذا الذي نراه من الباطل كله يذهب لو قام أهل الحق بما يجب عليهم، لكن المشكل في أن الباطل يمتد، وأهل الحق كثير منهم غافلون وإذا كان هناك ضعف أو شك في الإمكانيات أو خوف من قوة الباطل، فإنه ينبغي أن يمحى من الأذهان، ولا يمنعنا من أن نقوم لله بما يجب لان الخطر في القعود والسكوت قال تعالى: {هَا أَنتُمْ هََؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنّمَا يَبْخَلُ عَن نّفْسِهِ وَاللهُ
(1) سورة الحج - الآية 67.
الْغَنِيّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لَا يَكُونُوَاْ أَمْثَالَكُم} (1)
لا بد أن نري ربنا من أنفسنا أننا جديرون بحمل هذا الرسالة وتبليغها للناس، والقيام بما يجب علينا لأننا كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأن لاحتقر أنفسنا أمام اى عدو مهما كان، فلو تأملنا القرآن الكريم ، نجد الله ضرب لنا مثلا عجيبا يلفت أنظار الناس ، ففي سورة النمل ذكر قصة النمل مع سليمان، يقول الله سبحانه وتعالى:{وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنْس وَالطّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *حَتّىَ إِذَآ أَتَوْا عَلَىَ وَادِي النّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيّهَا النّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (2) فلو نظرنا في هذه القصة لشعرنا بالخجل، فهذه نملة قومها كثر حتى سمي الوادي بوادي النمل وهى واحدة لكنها شعرت بالخطر المحدق بقومها. فلم تهتم فقط بمئات النمل حولها، ولكنها تجاوزت ماهو أكثر من ذالك فإذا هي تنادى جميع النمل {يَأَيّهَا النّمْلُ} تنبههم بالخطر القادم، ولاحظوا أنها ما احتقرت نفسها، ما قالت: ما قدرى في هذا المجتمع، فالنمل كثر جداً لكنها رأت أن عليها واجبا يجب أن تقوم به ، فقامت به.
(1) سورة محمد - الآية 38.
(2)
سورة النمل - الآيتان 17، 18.
فلم تضعف لما رأت من كثرة الجيش {وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنّ وَالإِنْس وَالطّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} ولكنها قامت بواجبها فحذرت من الخطر مع أنها أمام أمة لا تريد بها شرا، فنحن أولى بالتحذير فجيوش الباطل هذه تريد بنا شرا واضحا، فلا يريدون بقاءا للإسلام، قال عز وجل {وَدّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً فَلَا تَتّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَلَا تَتّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً} (1).
والمهم هو الإخلاص والعمل، فمتى ما أخلصت الداعية نيتها لله، واستنارت بهدي الله، نفع الله بها وبارك في جهودها، وحقق الخير على أيديها، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم، والله الموفق
(1) سورة النساء - الآية 89.