الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غيرة عائشة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كانت ليلتي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعها عند رجليه، وبسط طرف إزاره علي فراشه، فأضجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويداً، وانتعل رويدا، وفتح الباب ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، ثم انطلقت علي إثره، حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول، فهرولت، فأحضر فأحضرت ـ أي عدا فعدوت ـ فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضجعت فدخل، فقال: مالك يا عائشة حشيا رابية ـ أي تضطرب بطنك كالتي أرهق الربو أحشائها ـ قالت: قلت: لا شيء. قال: " تخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قالت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي، فأخبرته، فقال:" فأنت السوادُ الذي رأيتُ أمامي "؟ قالت: نعم، فلهدني (ضربني بمجمع كفه في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: " أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ قال:" نعم، فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك ـ أي أخفى النداء ـ فأحببته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: ـ أي جبريل ـ: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم " قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون " رواه مسلم.
ما أرفقك بزوجك يا رسول الله!!! حيث خرجت برفق وقد ظننت أن أم المؤمنين نائمة فخشيت أن توقظها، وبعد عودتك من البقيع ما منعك ما رأيت منها أن تدللها بقولك " مالك يا عائش؟ " ما أعظم حسن عشرتك وصدق الله حيث مدح أخلاقك فقال " وإنك لعلى خلق عظيم.
وما أذكى أم المؤمنين عائشة حين علمت أن الأمر ليس كما كانت تظن فغيرت بذكاء مجرى الحديث والحوار والعتاب بطريقة طيبة مهذبة مملوءة باللهفة للتعليم .. واستجاب لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمها.
أربعة وأربعة
أربعة من النساء في الجنة، وأربعة في النار وذكر من الأربعة اللواتي في الجنة امرأة عفيفة، طائعة لله ولزوجها، ولودا صابرة، قانعة باليسير مع زوجها، ذات حياء، إن غاب عنها زوجها حفظت نفسها وماله، وان حضر أمسكت لسانها عنه ، وامرأة مات عنها زوجها ولها أولاد صغار فحبست نفسها على أولادها وربتهم وأحسنت إليهم ولم تتزوج خشية أن يضيعوا.
وأما اللواتي في النار: فامرأة بذيئة اللسان على زوجها، إن غاب عنها لم تصن نفسها، وان حضر آذته بلسانها .. وامرأة تكلف زوجها مالا يطيق .. وامرأة لا تستر نفسها من الرجال، وتخرج من بيتها متبرجة .. وامرأة ليس لها هَمَّ إلا