الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
80 -
بيان أن السحر كفر أكبر
س: هل السحر والغيبة والنميمة، تلحق بالكبائر أم لا؟ (1)
ج: السحر كفر أكبر، لأنه لا يتوصل إليه إلا بالشرك، بعبادة الجن ودعوتهم من دون الله، ولهذا قال سبحانه في السحر عن الملكين:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} (2). وقال في هذه الآيات سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ} (3)، يعني: السحر {مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (4)، يعني: من حظ ولا نصيب، وقال:{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (5)، فدل على أن السحر ضد الإيمان، وضد التقوى نسأل الله العافية، فالسحر يتوصل إليه بعبادة الجن من دون الله، والتقرب إليهم بالذبائح والنذور ونحو ذلك، فلهذا روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من سحر فقد أشرك (6)» وقال عليه الصلاة والسلام: «اجتنبوا السبع الموبقات "، قلنا وما هن يا رسول الله؟ قال: " الشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال
(1) السؤال الرابع من الشريط رقم 79
(2)
سورة البقرة الآية 102
(3)
سورة البقرة الآية 102
(4)
سورة البقرة الآية 102
(5)
سورة البقرة الآية 103
(6)
أخرجه النسائي في كتاب تحريم الدم، باب الحكم في السحرة، برقم 4079
اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (1)» رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فجعل السحر قرين الشرك، وقدمه على القتل لأنه ظلم، من الشرك، ولأنه عبادة للجن من دون الله، وتقرب إليهم بما يريدون منه من دعاء أو استغاثة، أو ذبح أو نذر، حتى يعلموه بعض الشيء، وهو ممن يطيع الشياطين، كما قال سبحانه:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} (2)، فجعل تعليمهم السحر كفرا وضلالا نسأل الله العافية، وكذلك الغيبة والنميمة، من الكبائر، لما جاء فيهما من الوعيد، والغيبة: ذكر الإنسان أخاه بما يكره، كأن يقول: بخيل، جبان، شرس، أخلاقه كذا، وكذا، والنميمة نقل الكلام الذي يسبب الفتنة، من شخص إلى شخص، أو من جماعة إلى جماعة، أو من قبيلة إلى قبيلة، كأن يقول: سمعت فلانا يقول فيكم كذا، إنكم بخلاء، إنكم جبناء، أو يقول لزيد: سمعت فلانا يقول فيك، إنك زناء، إنك خبيث، إنك جبان، إنك تتبع مواقع التهم، إنك إنك. يعني يأتي بأشياء تسبب الفتنة، بينه وبين المنقول عنه، هذه هي النميمة، والله يقول سبحانه:{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (3){هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (4)،
(1) أخرجه البخاري في كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى:(إن الذين يأكلون أموال اليتامى)، برقم 2767، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، برقم 89.
(2)
سورة البقرة الآية 102
(3)
سورة القلم الآية 10
(4)
سورة القلم الآية 11
ويقول الله جل وعلا: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} (1)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم يصف الغيبة، قال:«ذكرك أخاك بما يكره " قيل يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال: " إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته (2)» ، فصار المغتاب على شر إن صدق فهو مغتاب، وإن كذب فهو باهت، وقال صلى الله عليه وسلم:«رأيت ليلة أسري بي رجالا، لهم أظفار من نحاس، يخدشون بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء، فقيل لي: إن هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم (3)» ، هذا يدل على شدة الوعيد في هذا، وأنها من الكبائر، وقال عليه الصلاة والسلام:«لا يدخل الجنة نمام (4)» متفق على صحته، فدل ذلك على أن النميمة والغيبة، من الكبائر، نسأل الله العافية.
(1) سورة الحجرات الآية 12
(2)
أخرجه الإمام مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الغيبة، برقم 2589.
(3)
أخرجه أحمد في مسند أنس بن مالك رضي الله عنه
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب ما يكره من النميمة، برقم 6056، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة، برقم 105