الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصدق مع الله، كفاه الله شرهم، كما قال سبحانه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (1)، وقال:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (2).
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2)
سورة الطلاق الآية 4
98 -
بيان أن التولة من أنواع السحر
س: ما حكم من يزور الأولياء أو السادة، ويطلب منهم حاجته، أو يكون عنده مريض مصروع، علما أن الأولياء يذبحون للجن، وما حكم من اضطر إلى ذلك بسبب الصرع أي الجنون، وما حكم من يعمل المحبة والكراهية بين الزوجين؟ (1).
ج: هذه أمور خطيرة فإن زيارة الأولياء والصالحين أو الأنبياء، ليطلبهم ويستغيث بهم وينذر لهم، هذا هو الشرك الأكبر، وهكذا من يسمون السادة، كونه يزورهم ليستغيث بهم أو ليسألهم المدد والعون عند قبورهم، أو بعيدا من قبورهم، كل هذا منكر كل هذا من الشرك الأكبر، فالذي يستغاث به والذي يطلب الشفاء منه، هو الله وحده سبحانه وتعالى، أما الذهاب إلى السادة أحياء أو أمواتا، يطلب منهم أن يشفوا مريضه فيعتقد فيهم أنهم يشفون المرضى، وأن لهم سرا أو
(1) السؤال السادس من الشريط رقم 124
يطلب منهم عند قبورهم أو يسألهم المدد، والعون أو شفاء المريض أو إغناء الفقير أو ردع الظالم أو ما أشبه ذلك، من الأمور هذا معناه يعتقد فيهم أنهم يتصرفون، فيكون عمله كفرا أكبر، وهذا عمل المشركين مع اللات والعزى نعوذ بالله من ذلك، فالواجب الحذر من هذا، والبعد عنه لأنه شرك أكبر، وهكذا الذبح للجن والتقرب إليهم بالذبائح شرك أكبر، أو الذبح لأصحاب القبور كالبدوي والحسين أو ابن علوان، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم ممن قبلهم وبعدهم، ويذبح لهم يتقرب إليهم، ليشفوا مريضه أو ليقضوا حاجته أو ليدفعوا عنه الظلم أو يردوا ضالته أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر وهكذا قول: المدد المدد، المدد المدد هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله السلامة، وهكذا سؤال من يدعي الكهانة عن حاجات، هذا لا يجوز أيضا، فإن صدقه في دعوى علم الغيب كان الشرك أكبر، فإنه يوجد من يدعي علم الغيب بواسطة النجوم، والنظر في سيرها واجتماعها وافتراقها، وهذا يسمى المنجم هذا إذا صدق في دعوى علم الغيب كان كفرا أكبر، وهكذا الكاهن الذي له رئي من الجن، أصحاب من الجن يستحضرهم ويسألهم، فإذا صدقهم الإنسان فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، لأن الرسول قال:«من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد (1)» صلى الله عليه وسلم، يعني صدقه في علم الغيب، لأن هؤلاء يدعون علم
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسند أبي هريرة رضي الله عنه، برقم 9252
الغيب، بما يحصل لهم من الأخبار من أصحابهم من الجن، فيظن الظان أنهم عندهم شيء من علم الغيب، فيصدقونهم فيما يدعون، وهذا خطر عظيم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه، أنهم كفار بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، وهكذا من يتعاطى أسباب العطف والمحبة، يعني يتعاطى أشياء يسمونها الصرف والعطف، يعني يحبب الرجل إلى امرأته والمرأة إلى زوجها، وهو نوع من السحر ويسمى التولة كما ذكر في الحديث:«إن الرقى والتمائم والتولة شرك (1)» . فالتولة معناها أن تعمل المرأة أو الرجل ما يسبب بغض الزوج لامرأته، أو بغضها لزوجها وذلك بواسطة الجن، ودعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك، حتى يتسلطوا على هذا الرجل، أو على المرأة بأشياء تجعلها تبغض زوجها، أو تجعله يبغض زوجته وينفر منها، هذا من أقبح المنكرات، وظلم للعباد ومع ذلك هو في نفسه شرك لأنه إنما يتوسل إليه بواسطة الجن، ودعائهم والاستغاثة بهم. نسأل الله العافية، فقد جمع بين الشرك والظلم للعباد. نعوذ بالله.
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، برقم 2604