الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زواجي قريب..وبكاؤها يحزنني
!!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 9/10/1422
السؤال
أنا شاب مقدم على الزواج قريبا جداً، وأعترف أنه كان لي بعض العلاقات قبل الزواج مع بعض البنات، ولكن هذه العلاقات لم تصل إلى أكثر من الهاتف أو النظرة من بعيد، كانت هناك لي علاقة مميزة جداً من هذه العلاقات واستمرت أكثرمن السنة. هذه العلاقة كانت مجرد صداقة وتحولت إلى شبه حب وكان شرط هذه العلاقة هو: إذا وفق أي منا بزواج من شخص آخر أن نقطع هذه العلاقة فورا وإلى الأبد. وكانت الدهشة أنه تقدم لها شخص وخطبت وكذلك أنا بعد أسبوع تقدمت وخطبت فتاة أخرى. حاولت أن أخفف من الاتصالات وكذلك هي وقد صبرت ولم أتصل بها أكثر من أسبوعين وهي كذلك، لكن بعد الأسبوع الثاني اتصلت وأخذت تبكي كأنها فقدت أمها أو أباها وقالت كلاماً يصعب أن أتحمله، وقد حاولت أن أهدئ من الوضع لكن كان بكاؤها مؤلما، والله لقد أحسست بالذنب العظيم الذي اقترفته وهو هذه العلاقة غير الشرعية. أستاذي، ما الحل؟ أنا أنوي أن أقطع العلاقة إلى الأبد، ومصمم على أن أبدأ حياة زوجية نظيفة إلى الأبد - إن شاء الله - لكن والله إني خائف على هذه الفتاة من التهور أو أن يحصل لها مكروه.. صدقني أرجو منكم الحل السريع، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
أخي الفاضل.. اشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.. أما استشارتك فتعليقي عليها من وجوه:
أولاً: مشكلتنا يا عزيزي أننا كثيراً ما ننساق وراء رغباتنا وأهوائنا، وننسى أن البر لا يبلى وأن الذنب لا ينسى، وأن الديان لا يموت، وأن من نعبث أو نلهو معهن هن من بنات المسلمين ومحارمهم وعوراتهم..!!!!!! فكيف نسمح لأنفسنا بتجاوز تلك المحرمات، وتحطيم تلك الممنوعات بدعاوى فارغة إلا من بقايا زيف، وتجاوزات وعبارات نجترها ونرددها على أسماع تلك المخدوعات بمنظر السراب الكاذب.. الهائمات على وجوههن بانتظار مالا يأتي؟! ولا تسأل هنا عن الثمن الذي يدفع.. وعن الوقت الذي يضيع وعن.. وعن..!! وعند الله تجتمع الخصوم.
فهل كنت ترضاه لأحد محارمك؟! أو قريباتك..؟! وماذا لو علمت أن من تنوي الزواج منها ـ لا قدر الله ـ كان لها مثل هذه التجارب.. ما موقفك الآن، أو في المستقبل؟!! فلماذا نرضى للناس مالا نرضاه لأنفسنا؟!!
اعرف أخي الكريم أنني وضعت مدخلاً في إجابتي عن سؤالك أكثر مما تريد أن تقرأ.. ولكني أشعر بمرارة كبيرة تجاه هذه المآسي التي تكرر نفسها، وتخلف ضحاياها في مشهد عبثي " حزين " يعرض أمام جمهور صامت في مجمله، وكأن الأمر لا يعنيه.. لثقته "العمياء" بأنه لن يكتوي بناره..!! وما علم أن الجميع يحملون نفس القنا عات.. ونفس الثقة ومع ذلك تتكرر المآسي، وتقع الضحايا في المصائد، ويستمر المشهد، ويظل السؤال الحائر..!!!
ثانياً: اعتقد ـ أخي الكريم ـ أنك _ إن شاء الله - قد تجاوزت هذه المرحلة.. وندمت عليها.. وتبت منها.. واستغفرت الله عليها.. وأردت البدء في حياة جديدة كما ينبغي وهي الزواج وبناء الأسرة المسلمة، وتقدمت في ذلك خطوات إلى الإمام، إذ خطبت وتنتظر الوقت المحدد للزواج.. ولكن ما يربطك بالماضي هو " بكاء ونحيب " هذه الفتاة التي "عشمتها" أنت أو "تعشمت" هي بإنهاء " العبث الهاتفي " المغلف زيفاً بغلاف الصداقة..!! بالزواج.
ثالثاً: لتعلم يا عزيزي أن الكثير من هذه التجارب التي بدأت عن طريق " العبث الهاتفي " وانتهت بالزواج (على ندرتها) غير مشجعة..!! بل إنها تحمل في طياتها ونسيجها عوامل فشلها.. فمن البديهي أن المدخلات الخاطئة ينتج عنها مخرجات خاطئة.. والأمثلة هنا لا تعد..!! ومع إدراكي ومعرفتي بما يعنيه ألم المشاعر وجراحها.. إلا أننا نحن المسؤولون غالباً عنها؛ باندفاعنا وتهورنا، وجموحنا وعدم إدراكنا بل.. وعبثنا!! كمن يسير في حقل مليء بالأشواك وجحور الأفاعي والعقارب.. مستعجلاً الوصول إلى هدفه.. فإن لدغ أو تألم أو تعطل مسيره بين الأشواك بكى وانتحب ولام غيره..!! رغم أنه هو الملوم.. فهو الذي يملك قرار نفسه إلى حد كبير.. وهو الذي اختار هذا الطريق طمعاً في سرعة الوصول رغم تحذيرات العقلاء والصادقين ونصح الناصحين؛ بأن هذه الطريق شائكة وغير مأمونة وأنها لن تؤدي إلى الهدف..وخسائرها أكبر بكثير من أرباحها..!! ولذلك كله.. فليرض من الغنيمة بالإياب.. وليحمد الله ـ كما أسلفت ـ على كل حال.. وأن الخسائر لم تتعد المشاعر إلى الجسد.. وهنا تكون الكارثة!!
رابعاً: دعك من بكائها، واستغفر الله لك ولها، وادع الله لها بالتوفيق والسداد والرشاد، وأن يرينا وإياك وإياها الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.. متمنياً لها أن تستفيد من هذه التجربة، وتفيق من هذه الغفلة، وتحمد الله أنها لم تتورط في أمر قد يترتب عليه تبعات كبيرة.. وخطيرة!! ولتحسن الظن بالله، وتتوب إليه، وتستغفره، وتستهديه، وتسأل الله أن يوفقها إلى ما فيه صلاحها في دينها ودنياها إنه سبحانه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. وتأكد أن الأيام مليئة بالعبر لمن أراد أن يعتبر، والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.
خامساً: اسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا الله وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يهدينا لصالح الأعمال ويصلحنا ويصلح بنا ويصلح لنا.. كما اسأله تبارك وتعالى أن يهدي شباب المسلمين وفتياتهم، وأن يردهم إلى الحق رداً جميلا وأن يحفظهم من كل سوء ويقيهم كل مكروه إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.