الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفعال وسلوكيات.. مخلة
!!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد
التاريخ 15-3-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مشكلتي مع ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف حيث أنني احترت ولم أجد أي حل وأنا الآن أرغب وأتمنى ممن يعرف الحل أن يدلني عليه وله جزيل الشكر والدعاء في ظهر الغيب.
عندما نقوم بزيارة أحد الأقارب أو الإخوان في الله ويكون عندهم أبناء في نفس سن ابني فإنه يقوم بالدخول مع أحدهم في إحدى الغرف ويغلق عليه الباب ويقوم بخلع سرواله وإظهار ذكره ويطلب من الابن الآخر فعل الشيء نفسه ثم يقومان بالمداعبة..!!! قد تستغربون مثل هذا الفعل فلقد جننت من هذا المشهد ولم استطع فعل أي شيء تجاهه، وقد يتبادر للذهن أنه رأى أباه عندما يجامع أمه أو شاهد فلم أو مسرحية أو أو.... فهذا من المستحيلات..! ولم يحصل أي شيء من ذلك حتى إن هذه الحركة التي يفعلها لم يفعلها أبوه حتى لا يظن البعض أنه رأى والده.
هذه المشكلة حصلت أكثر من مرة..!! وأنا الآن أبحث عن الحل فهل من مغيث..؟!!
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الكريم....
أشكر لك ثقتك وتواصلك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:
أولاً: لتعلم - أخي الكريم - أن ما حدث مع ابنك ذي الثلاثة أعوام نوع من العبث الطفولي البريء!! لأن الطفل في هذا العمر لا يدرك أو يستوعب أبعاد هذا الفعل وما وراءه.. بل حتى لا يجد الدافع إليه وربما استقذره واشمئز منه.. وهو يمارسه أو يمارس معه!!! فالبراءة والطهر والنقاء والعفوية هي ما يصبغ مرحلة الطفولة بوجه عام.. وهذه المرحلة بوجه خاص.
ثانياً: ولذلك فإن تنبيه الطفل لخطأ هذا الأمر وقذارته بما يناسب عمره وتفكيره يعتبر خطوة هامة وكافية في هذا الجانب الخاص بالطفل.. مع الأخذ في الاعتبار أن العقاب قد يأتي لاحقاً إذا تكرر الفعل وبعد أن ينبه الطفل كما أسلفت لتجنب هذا الموضوع وما قد يترتب عليه من العقاب سواء المادي أو المعنوي المتناسب مع عمر الطفل ثم المبادرة فوراً باتخاذ الإجراء المناسب وشرح أسبابه.. ثم تناسيه وعدم تعيير الطفل بما بدر منه بين فترة وأخرى بل مساعدته على تجاوزه ونسيانه!
ثالثاً: الخطورة هنا يا عزيزي تكمن في أن الطفل لا يمكن أن ينشئ أو يبتكر هذه الطريقة وبهذا الشكل.. فعفوية الطفل وبراءته تجعله أحياناً يعبث بأعضائه التناسلية بشكل أو بآخر.. ولكنه سرعان ما ينشغل بأي أمر آخر..! أما ما يحدث من طفلك فإنه والله أعلم نوع من المحاكاة أو التقليد أو التعويد..!!! ولذلك فهو يحتاج إلى وقفة..! بل وقفات جادة لبحث هذا الأمر ومعرفة أسبابه وعلاجه من جذوره..!! حتى لا تغرق السفينة كما يقال.
رابعاً: هناك العديد من التساؤلات والفرضيات التي يجب أن نضعها في الاعتبار ونوسع من خلالها دوائر البحث الهادئ المتزن.. والجاد في نفس الوقت.. حتى نتدارك ما فات ونصلح ما يمكننا إصلاحه..!!
فمثلاً: مع من يحتك ويختلط الطفل داخل المنزل وخارج المنزل؟! هل هناك عمالة منزلية لديكم من خدم أو سائقين أو لدى أحد أقاربكم ممن تختلطون معه؟
وسع الدائرة قليلاً.. وتتبع برنامج الأسرة الأسبوعي أو الشهري.. وحاول أن تفترض بعض الفرضيات ولا بأس من سؤال الطفل بهدوء وتروي عمن أغواه في هذا العمل..؟! وتأكد أنه قد يؤتى الحذر من مأمنه!!! والمهم لديك هنا علاج هذه المشكلة من جذورها حتى لا تتطور لما هو أسوء ضرراً وأشد خطراً..!!! والعاقل من وعظ بغيره!
وقد تكتشف أن البداية انتقلت إلى طفلك عن طريق طفل آخر
…
وهكذا.. والهدف من كل ذلك
كما أسلفت معرفة الأسباب وعلاجها والعمل على متابعة أبناءنا وإرشادهم وتبصيرهم.. والوضوح معهم في ذلك بما يتناسب مع إدراكهم وفهمهم وعدم التهاون مع أنفسنا لأننا نحن المسؤولون بغفلتنا وتساهلنا وربما بحسن نوايانا!!! وسوء فهمنا بأن هؤلاء الأطفال لا يجب أن يبصروا بأمور لا يفهمونها حتى لا ينتبهوا لها..!!!
وهذا خطأ ولا شك..!! فطفولتهم وبراءتهم وجهلهم تجعلهم عرضة للاستغلال أو التغرير من قبل بعض أصحاب النفوس المريضة أو المنحرفة!!! وتبصيرهم بشكل واضح بما قد يتعرضون له.. والطريقة المثلى للتعامل مع ذلك..وتسمية الأشياء بأسمائها بشكل وأضح مطلب ضروري وهام.
خامساً: اقترب أخي الفاضل من أطفالك.. ولاعبهم.. ومازحهم وحدثهم واقصص القصص الهادفة عليهم واستمع إليهم وأوصل لهم العديد من الأفكار والقيم الإسلامية والمعاني التربوية العظيمة عن طريق القصص والحكايات البسيطة.. وعلمهم بعض الأذكار اليومية والأوراد الشرعية ولاحظ استجابتهم لك وانسجامهم معك وهذب سلوكهم وقوم أخلاقهم من خلال مثل هذه الجلسات القصيرة والقصص البسيطة..!! وستزيل بطريقتك تلك الكثير من الحواجز الوهمية والنفسية التي قد تحول بين طفلك ومصارحته لك ببعض الأمور التي قد لا يدرك خطورتها أو يفهم أبعادها.. فتستطيع أنت بفطنتك تداركها وعلاجها.
سادساً: ولا أنسى قبل الختام أن أوصيك ونفسي بصدق الالتجاء إلى الله بطلب العون والسداد والرشاد في تربية أبناءنا وأن يقر عيوننا بصلاحهم وهدايتهم وتوفيقهم كما اسأله تعالى أن يحفظهم وجميع أبناء المسلمين من شياطين الجن والإنس إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.. وهو حسبنا ونعم الوكيل.