الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنتها المراهقة والمحادثات الغرامية
المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد
التاريخ 26/08/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
أنا لي ابنة عمرها 14سنة، فاجأتني قبل أيام أنها تحب شاباً عمره 16سنة تقريباً، ولم تتجاوز العلاقة بينهما المحادثات الهاتفية، يوهمها أنه يحبها ويريد الزواج بعدما ينتهي من دراسته، وفترة العلاقة 3 أشهر تقريباً، ماذا أفعل معها؟ هل أضربها وأحبسها أو ماذا أفعل معها؟، أفيدونا أفادكم الله، وأسأل الله العظيم أن يجعله في موازين أعمالكم.
ملاحظة: عندما علم أبوها أراد أن يضربها، فهدأته، وقلت دعنا نسأل أهل العلم، فأرجو أن تردوا بأسرع وقت. ولكم جزيل الشكر.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن ما حصل من البنت مشكلة خطيرة، وهي ليست بمستغرب أن تحصل من بعض البنات والشباب وهم في مثل هذه الفترة العمرية (14-16 سنة) ، وهي جزء من فترة متعبة جداً للشاب وللفتاة، ولمن لم يحسن معرفة التعامل معهما من الآباء أو الأمهات، وهذه الفترة تسمى فترة المراهقة.
وهذه الفترة تحتاج من الوالدين الاستعداد لها والاهتمام بأمرها في وقت مبكر قبل أن يبدأ الابن أو البنت بها، ويتم الاستعداد لها بالتربية السليمة وتعويدهم على الفضائل، وتعريفهم وهم صغار بالحرام، وتخويفهم بالعقوبة يوم القيامة وبأمرهم بالطاعات، والحرص على الصلوات، وأن يكون البيت خالياً من وسائل تسهيل المنكر، مثل الأغاني والموسيقى، والأفلام، والمسلسلات التلفزيونية، والبرامج غير المنضبطة بضوابط شرعية صحيحة، ويلزم حرص الأب والأم على حسن العلاقة بالأبناء التي تساعدهم على سماع النصيحة والثقة بالأبوين؛ حتى لا يحتاج الوالدان إلى استخدام وسائل خاطئة كالقسوة في المعاملة والحرمان، والأساليب، والألفاظ غير المناسبة، مما يزيد في نفور وعقوق الأبناء للآباء والأمهات، وأن يحرص الأب على مساعدة الابن، وتحرص الأم على مساعدة البنت، قبل أن يصل الابن وتصل البنت إلى هذه الفترة التي تبدأ من (14-18 أو 20 سنة) فيحسن الأب اختيار الأصدقاء لابنه، والأم تحسن اختيار الصديقات لابنتها، أو على الأقل مراقبتهما مع أصدقائهما بطريقة صحيحة.
ومتى فرَّط الأب وتخلت الأم عن كل ما سبق ذكره فربما تحصل المشكلات بسببهما، ثم يندمان ولا ينفع حينئذ الندم.
أما مشكلة البنت التي ذكرتها هنا فهي -بحمد الله- لا تزال في بدايتها، ويمكن لك ولأبيها تدارك الأمر، وقطع الشر قبل أن تتطور المشكلة، فتحصل أمور لا تحمد عقباها من هذه العلاقة بين مراهقين لا قدَّر الله.
فالشاب المراهق الذي تعرَّفت عليه البنت لا يزال صغيراً وهي أصغر، ولن يحدث - إن شاء الله- شر إذا سارعت أنت وأبوها إلى تنفيذ التوصيات والنصائح؛ لذا أنصح بما يلي:
(1)
اجلسي مع البنت في وقت مناسب وعلى انفراد بينك وبينها لتوضحي لها خطورة هذه الصداقة وشرها العظيم إذا تمت بسبب مكالمات هاتفية وليست بأمور شرعية، وتوضحي لها أن الشاب يزعم أنه سيتزوجك بعد التخرج، فإن كان صادقاً فلماذا العلاقة غير الصحيحة من الآن، ولماذا تتم بدون ترتيب مع الوالدين لكل من البنت والولد، وقولي لها لا تنخدعي بكلامه، فكم من علاقة تمت مثل هذه، وانتهت بالسجن والمخدرات والفاحشة، ثم بعدها لم ينفع الندم، وقولي لها: سننظر في حال هذا الشاب إن كان عاقلاً ونيته سليمة وهو من أسرة متدينة، فلا مانع من الزواج، ولكن ليس الآن ولا بهذه العلاقة غير الشرعية، وخوفيها بالله وأكثري من مدحها بالأعمال الطيبة.
(2)
من الأفضل أن يتصل الأب بالشاب ويجلس معه لمناقشته وتخويفه بالله أن هذه طريقة خاطئة، ويوضح له الطريق الصحيح إن كان صادقاً في نيته، فإن وجده شاباً عاقلاً ومتديناً لكنه متعجل ومخطئ ينصحه أن ينتظر، وبعد التخرج يتقدم لكم عن طريق والديه، فإن وافقتم يتم كل شيء بأسلوب صحيح، وإلا تعتذرون أو ربما هو يتغير رأيه فيما بعد، وعلى الأب أن يحذِّر الشاب من أي اتصال بالبنت بعد اليوم.
(3)
: فكري وتفحصي، ما هي أسباب بدء هذه العلاقة بين البنت وهذا الشاب، هل تربية البنت عندكم قد تمت على أصول حسنة وسليمة؟ فلا أغاني ولا أفلام، ولا قنوات فضائية غير منضبطة؟! وهل أهل البيت كلهم محافظون على الطاعات وأهمها أداء الصلوات والحشمة؟! وهل وصول البنت إلى المدرسة وعودتها منها يتم بضوابط شرعية صحيحة؟ وهل البنت لا تخرج للسوق إلا للضرورات، وإذا خرجت تخرج محتشمة ومعها من يرعاها؟ فهي في سن المراهقة، ومثل هذه الفترة تحتاج من الوالدين عناية واحترازاً شديدين، فإن كانت أسرتكم مهتمة وحريصة على هذا بفضل الله، فما حصل لا شك أمر خطير، ويلزمكم الحرص الشديد والعاجل على معالجته بالحكمة، سواء مع البنت أو مع الشاب الذي ابتليتم به، وإن كان الإهمال من البيت بسبب المخالفات الشرعية فإن هذه المشكلة واحدة من النتائج الحتمية لهذا التسبب، فاتقوا الله وسارعوا للتوبة حتى لا تتطور هذه المشكلة، وقد يحصل مثلها أو أشد وأعظم.
أما حل المشكلة هذه: فنوصيك ونوصي والدها بالحكمة والتعقل، وعدم العجلة، ما حصل أمر يمكن تداركه - بإذن الله- والخلاص منه بسهولة، إن وجهتموه الوجهة الصحيحة. وفقكم الله.