الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان قراراً حازماً..!! والآن
..؟!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 13/12/1422
السؤال
أسأل الله تعالى لي ولكم ولجميع المسلمين الصحة والهداية والثبات على الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه......أما بعد: أبعث إليكم بهم طالما أرقني. لعلي أجد من يشير علي ويوجهني. قبل سنتين تقريبا تعرفت على شاب من أهل بلدي واستمرت علاقتي الهاتفية معه مدة شهر واحد فقط لا غير..بعد ذلك حصل بيننا نقاش بسيط فخيرني بين البقاء معه أو العكس فاخترت الانفصال بكامل إرادتي وقناعتي في ذلك الوقت لعدة أسباب أولا: إنني طوال ما كنت أحدثه كنت أشعر بذنب. كنت أحتقر نفسي وأنني سأبلغ العشرين وتصرفاتي كأني مراهقة. أيضا كنت أشعر بالخوف لا أدري قد يكون منه أو من كثرة القصص التي أسمعها عن الفتيات اللاتي سلكن هذا الطريق. وأيضا هو رجل فيه شيء من الغرور، هذا الإحساس كنت أشعر به من خلال مكالمتي له؛ لذلك أردت أن أريه أنني قوية وأستطيع أخذ قرار
…
المهم في آخر مكالمة وبعد أن أخبرته قراري وجه لي عدة نصائح في حياتي المستقبلية وفي دراستي.. كل هذا وأنا لم أندم بل العكس كنت أقول: إنني عملت الصحيح، وإنه بالتأكيد كذاب ولعاب....!! وقد مضت - الآن- ثلاث سنوات على هذا الأمر ومن الله علي بالحج. كنت وأنا حاجة أدعو له، وأقول: اللهم اعف عني، اجتمعت معه على معصية ومع ذلك أدعو له، أنا لا أريد أن أعود إلى الضلال مرة أخرى، ولكنني لا أكف عن التفكير فيه دائماً، أشعر أن هناك ارتباطاً بيني وبينه، أو هكذا أتخيل لا أعلم، لا أخفيكم سراً أنني ما صليت أو دعوت إلا ودعوت له والله إنني أخصه بالاسم وأدعو له كما أدعو لأمي وأبي..حاليا عندي أمل كبير في أنه سيأتي ويخطبني. لا أدري لماذا لكنه لا يفارق خيالي دائماً، أفكر به أصبحت أرفض أي خاطب يتقدم لي بحجة أنني أكمل دراستي لكن الواقع أنني على أمل انه سيأت يوماً..أرشدوني أرجوكم هذا الشعور يعذبني لا أعلم هل أنا على حق أم على باطل، لا أدري هل شعوري هذا حقيقي أم الشيطان يوسوس لي أنا حاليا أشعر بفراغ كبير خصوصاً أنني على الانترنت حقيقة أخشى من الفتنة، أخشى أن أنزلق في هذا التيار في الدردشة والحوار..أرجو أن تطلعوا على رسالتي، وأتمنى الرد علي وإرشادي. هل شعوري هذا حقيقي هل هو كان صادقاً معي
…
وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير؟
الجواب
أختي الكريمة أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-أولاً: لقد كان هاجسك وقتها وخوفك وقلقك.. هو صوت الضمير الحي في داخلك.. وصوت الدين.. وصوت التربية الحقة.. صوت الخوف من الله والخشية من عقابه التي تكمن في نفسك النقية.. التي ترفض الخطأ والتجاوز والخيانة..!!
ثانياً: احمدي الله تبارك وتعالى إذ رحمك.. ودلك على الخير وهداك إليه باختيارك إنهاء هذا الأمر " وهو المكالمات الهاتفية " مع هذا الشخص.. لأنك لا تدرين إلى ماذا ستنتهي لولم تنهيها..؟! ربما انتهت إلى فضيحة أو كارثة أو غير ذلك مما يتكرر حدوثه في مثل هذه الأمور.. والضحية دائماً هي الفتاة وعائلتها..!!
ثالثاً: تأكدي أن هذه العلاقة لو استمرت.. فإنها قد تنتهي إلى أي شيء.. إلا شيئاً واحداً لا يمكن أن تحققه مهما علت الوعود وتكررت العهود وهو " الزواج "..!! لماذا؟! لأن من يريد أن يختار زوجته لن يختارها بهذا الشكل ويقبلها بهذه الطريقة!! وحتى لو قبلها وهي نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر.. فإن البدايات لن تختفي من ذاكرة الرجل وستكون هماً يؤرقه.. وهاجساً يسقط عليه الكثير من المواقف الحياتية العابرة..!! وبالتالي يتحول إلى ورم خبيث في جسد الحياة الزوجية ينتهي غالباً إلى إنهائها..؟!
رابعاً: كثيرات هن المخدوعات اللاتي مررن بمثل تجربتك ولكنهن صدقن الوهم واسترسلن بالحديث.. وسرن بهذا الطريق الشائك..!! وفي النهاية.. حسرات.. وزفرات.. ودموع وآهات..!!! بل وعار وشنار!!! فانظري لهذا الأمر من هذه الزاوية.. والعاقل من وعظ بغيره لا من وعظ بنفسه!!
خامساً: دعينا نتجاهل كل الاعتبارات الأخرى.. ونفترض أن هذا الإنسان كان - فعلاً - سيخطبك ويتزوجك فمن قال لك إن سيرته وأخلاقه كانت ستعجبك وستقبلينه لو تقدم لك..؟!! ربما كان شخصاً تافهاً.. مغروراً.. منحرفاً..؟! وربما.. وربما..!! علماً أن بعض الاعتبارات لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها.. لأنها تدخل ضمن الثوابت الشرعية والأخلاقية.
سادساً: بغض النظر عن كل شيء فلقد تصرفت كما يجب - بعد أن كدت أن تتردي إلى طريق الهاوية.. فاحمدي الله واسأليه الثبات حتى الممات.. واحذري من كيد الشيطان ونزغاته وتلبيسه فهو الذي يسعى - أخزاه الله - إلى أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.. فالحذر.. الحذر!! سابعاً: الله.. الله باختيار الرفقة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه.. وعليك - أختي الكريمة - بصدق الالتجاء إلى الله بأن يحفظك ويوفقك ويعيذك من الشيطان.. وعليك بقراءة الأوراد اليومية.. والاستغفار.. وإحسان الظن بالله.. والانشغال بالطاعة قدر الجهد.. ووضع الجنة نصب عينيك.. والاحتياط لنفسك ودينك.. وأما ما تشعرين به من الفراغ.. فاغتنمي فيه خمساً قبل خمس كما جاء في الحديث (فراغك قبل شغلك.. وغناك قبل فقرك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وحياتك قبل مماتك.. الحديث) . وفقك الله وحماك، وسدد على طريق الخير والحق خطاك.