الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابني والإنترنت
المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 16/3/1425هـ
السؤال
عندي ولدي الأكبر يبلغ من العمر سبعة عشر سنة، ويخرج من المنزل ليلا، ويرفض إخباري إلى أين يذهب، وبعد مدة اكتشفت أنه يذهب إلى مقهى الإنترنت، علماً أن البيت ولله الحمد لا يوجد فيه تلفزيون ولا غيره، فماذا أفعل له؟ (تعاملت معه بعدة طرق ولكن دون فائدة معه) ، هل أمكنه من التعامل مع الإنترنت، وهو يريد المواقع المحرمة (غير الإباحية طبعا) الله يهديه، أم يخرج إلى المقهى (غصباً عني؟) دلوني على الطرق في التعامل معه. جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك ثقتك وتواصلك الإلكتروني مع موقع الإسلام اليوم، سائلاً الله -تعالى- أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يرينا وإياك الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخي الكريم: من خلال قراءتي لاستشارتك وإشارتك أنك استخدمت عدة طرق، لا أدري ما هي تلك الطرق ولم توضحها، ولكن سأجيب عليك بقدر ما ورد في استشارتك، وسأبين لك بعض النقاط المهمة؛ لعل الله -تعالى- أن تجد فيها ما يعينك على فتح صفحات جديدة مع ابنك حفظه الله لك ورزقك برّه.
أخي: إن المرحلة التي يعيشها ابنك هي مرحلة المراهقة، فهي مما لا شك فيه مرحلة تتميز بالقلق وعدم الاستقرار والمعاناة الذاتية، وتبرز خلالها محاولات من المراهق لإثبات الشخصية وقدراتها، وتأكيد الهوية الفردية، والصفات الخاصة التي يملكها المراهق أو يتمنى امتلاكها.
وما تمرّد الأبناء المراهقين على من حولهم هو نتاج وانعكاس لنوع المعاملة تجاههم، فالتعامل المثالي معهم واحترام شخصياتهم واستشارتهم، وتحميلهم مسؤوليات تجعل العلاقة رائعة مع من حولهم خالية من الصراع المتبادل؛ بعكس التعامل بطريقة أفعل لا تفعل، فهي طريقة لا يحبذها المراهقون من الأقربين، فهي تجعل العلاقة يشوبها الشد والرفض والتمرد، وهو أمر طبيعي لا يلام فيه المراهق نتيجة قلة الخبرة والتجربة، وحاجتهم إلى فهم شخصياتهم واحترامها.
ما سبق مقدمة مختصرة جداً لحال المراهقة، وسأورد لك بعض النقاط التي أتمنى أن تعينك، ولا أدعي فيها الكمال:
أولاً: الدعاء الصادق دائماً وتحرّي ذلك في أوقات الإجابة بأن يهديه، ويصلحه، ويقيه الشر، وأهله، وهي لا شك أنها نقطة لم تغفل عنها، ولكن ذكرها من باب الذكرى.
ثانياً: إن اهتمام ابنك بالإنترنت وهو اهتمام يحتاج إلى التوجيه والتشجيع، وأنت تريد حرمانه منها بقصد حفظ وقته وفكره من الانحراف، مما أوجد صراع بينكما مما تسبب بأن يخرج في أوقات غفلتك لإشباع رغباته، لذلك أسألك ما المانع من اقتناء جهاز حاسب آلي ووضعه في مكان عام داخل المنزل وتقديم اشتراك سواء بالساعة أو الشهر كهدية لابنك ليمارس هوايته أمام ناظريك ومع التشجيع له بتكوين مكتبة لعدد من العلوم والمعارف تكون مأخوذة من الإنترنت.
ثالثا: اطلب المساعدة من المدرسة من خلال المرشد الطلابي أو أحد المعلمين المحببين لابنك لكي يكون هناك متابعة لنوعية زملائه الطلاب وكذلك تكليفه ببحث الكثير من الموضوعات النافعة من الإنترنت وكذلك بتكليفه بأعمال خاصة يكتبها الابن في المنزل.
رابعاً: تقرب أكثر لابنك من خلال المشورة في شؤون المنزل وتكليفه بترتيب زيارات ورحلات خاصة للعائلة.
خامساً: ساعد ابنك على تكوين رفقة حسنة واطلب منه استقبالهم بالمنزل وابتعد عن الرقابة المركزة؛ لأن المراهق شخصية حساسة جداً لكل تصرف يحدث من الأقربين له.
سادساً: تجنب تعنيفه أو الاستهزاء بأي تصرف قد يحدث منه، وتعامل مع ذلك التصرف بتجاهل تام في البداية على أن تقدم له النصح والتوجيه في وقت آخر، وقدم له رأيك حوله: لو كان تصرفك تجاه هذا الموقف هكذا أليس ذلك أفضل؟.
سابعاً: يجب أن تدرك أن ابنك لا يعيش في عالم معزول عن الآخرين فهو يرى ويدرك ما يتمتع به أقرانه، فهو في حاجة ماسة لإشباع رغباته، تتنازل عن بعض قناعاتك بحيث لا تكون ذات تأثير كبير على سلوكه وعن طريقها تتقرب إليه أكثر لتكوِّن صداقة معه، يتحدث معك بكل أريحية لا خوف ولا رهبة!، وحتى لا يلجأ إلى غيرك قد يكون سيئاً فيسوء معه، لذلك ابتعد عن تأويل أخاف إن فعلت كذا حصل له من ذلك انحراف عقدي وفكري.
ثامناً: تحدث معه بصدق عن مخاطر النظر إلى الصور المحرمة وسماع الأغاني وشرب الدخان وتناول المخدرات واللواط، واجعله في صورة واضحة، فتلك الطريقة من أفضل الطرق التربوية للتحاور مع الأبناء وتبصيرهم بالطرق السيئة لكي يرسم في داخله خطوطاً حمراء يجعلها نبراساً له في حياته.
ووضح له سبب تقديمك جهاز الحاسب والاشتراك في الشبكة العنكبوتية وإنها بهدف تنمية ثقافته وإطلاعه على كل جديد ومفيد، وشاركه الإطلاع وشجّع قدراته، وتعاقد معه على وقت محدد للإنترنت ووقت للمذاكرة ووقت لقضاء حوائج المنزل، واحرص على تحديد وقت إغلاق الجهاز ليلاً بالاتفاق معه، وتدرج معه في ذلك. حفظ الله لك أبناءك وجعلهم قرة عين لك ولوالدتهم.