الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التدرج في طلب العلم
المجيب نايف بن جمعان الجريدان
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم
التاريخ 02/06/1427هـ
السؤال
قررت دراسة العلم الشرعي، وأريد من فضيلتكم بيان الكتب التي أبدأ بها مع ملاحظة أني أريد أن أبدأ بالكتب السهلة الميسرة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:
بداية أشكر لك أخي تواصلك مع موقعك موقع الإسلام اليوم، وأهنئك على اتخاذك هذا القرار الصائب السديد، دراستك للعلم الشرعي.
ثم اعلم أخي بارك الله فيك أن الإنسان إذا أراد مكاناً فلا بد أن يعرف الطريق الموصلة إليه، وإذا تعددت الطرق فإنه يبحث عن أقربها وأيسرها؛ لذلك كان المهم لطالب العلم أن يبني طلبه للعلم على أُصول، ولا يتخبط خبط عشواء، فمن لم يتقن الأصول حُرِمَ الوصول، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في منظومته:
وبعد فالعلم بحور زاخرةٍ *** لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكنَّ في أصوله تسهيلاً *** لنيله فاحرص تجد سبيلاً
اغتنم القواعد الأصولا *** فمن تفته يحرم الوصولا
والعلوم المتعارفة بين أهل العمران على صنفين: علوم مقصودة لذاتها؛ كالشرعيات، وعلوم آلة ووسيلة لهذه العلوم (علوم الوسائل التي يُتَوصل بها إلى فهم الكتاب والسنة) .
ولا يتأتى للطالب الظفر بما يؤمله من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون:
- نهازاً للفرص.
- مبتدئاً للعلم من أوله.
- آتياً له من مدخله.
- منصرفاً عن التشاغل بطلب مالا يضر جهله.
- مُلِحًا في ابتغاء درك ما استصعب عليه، غير مهمل له، وعلوم المقاصد هي:(العقيدة، الفقه، الحديث، التفسير) ، وسأذكر لك أهم الكتب التي يَبتدئ بها طالب العلم في كل فن، وهي مرتبة ترتيباً منهجياً، فلا يُنتقل إلى الثاني إلا بعد الانتهاء من الأول وهكذا، وهي كما يلي:-
م العقيدة الفقه الحديث التفسير
1 ثلاثة الأصول أحكام الصلاة الأربعين النووية منظومة مشتركات القرآن
2 القواعد الأربع شروط الصلاة عمدة الأحكام تحفة الأديب
3 كتاب التوحيد آداب المشي إلى الصلاة بلوغ المرام كلمات القرآن
4 كشف الشبهات أخصر المختصرات كشف الخفاء التفسير الوجيز
5 نواقض الإسلام دليل الطالب قنعة الأريب تفسير ابن سعدي
6 لُمعة الاعتقاد الحسبة رياض الصالحين تفسير الطبري
7 الواسطية زاد المستقنع الجامع الصغير للسيوطي الجامع للقرطبي
8 الطحاوية السياسة الشرعية جامع الأصول تفسير ابن كثير
9 الحموية الاقناع مجمع الزوائد
10 التدمرية منتهى الارادات الصحيحان
11 النونية المغنى السنن
وأما علوم الوسائل التي هي آلة لغيرها -مثل العربية والمنطق فلا ينبغي لطالب العلم في بداية طلبه أن ينظر فيها إلا من حيث هي آلة لذلك الغير فقط، ولا يوسع فيها الكلام ولا تفرع المسائل.
وهي كثيرة متعددة، أذكر لك باختصار بعضاً منها وبعض ما يُبتدأ به عند طلبها:
علوم الوسائل أهم ما يدرس فيها
النحو الآجرومية، قطر الندى، شذور الذهب، ألفية ابن مالك.
أصول الفقه الورقات، رفع الملام، مرتقى الوصول.
مصطلح الحديث الموقظة، نخبة الفكر.
القواعد الفقهية منظومة القواعد الفقهية لابن سند، نظم الأصول والقواعد لابن عثمين.
السيرة المختصر الصغير لابن جماعة -ألفية العراقي، زاد المعاد.
الآداب نظم حلية طالب العلم لابن سبهان، الأدب المفرد للبخاري.
الفرائض التحفة السنية، الرحبية.
هذا أهم ما يذكر من علوم الوسائل، وإلا فهي كثيرة أذكرها سرداً:
(المقاصد الشرعية، الرقائق والأذكار، اللغة، البلاغة، الصرف، الأدب، الشعر، الاشتقاق، أصول القراءات، الجرح والتعديل، التخريج، العلل، الإملاء، رسم القرآن، فنون الشعر، الفلك، الفلسفة، المنطق، الوضع، النسب) وكل علم له كتبه التي يبتدأ بها طالبه.
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
ثم أختم بالتذكير بالنقاط التالية:
1-
لا يُبدأ بأي علم من العلوم السابقة إلا بعد حفظ القرآن الكريم وإتقانه، حفظاً وتلاوتاً وتجويداً.
2-
العلم صيد وشراكه النية، فمن صحت نيته وحسن قصده صاد من العلم دُرره، ونال منه غرره، ومن ساء قصده لم يصب من الصيد إلا أرذله، مما لا يقصده صائد، ولا يُبشر به رائد، ومن كنوز السنة:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" صحيح البخاري (1) ، وصحيح مسلم (1907) . وبتصحيح النيات تُدرك الغايات.
3-
العزم مركب الصادقين، ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة، فإن العزائم جلاّبة الغنائم، فاعْزَم تغنم، وإياك وأماني البطالين.
4-
تؤخذ أصول الفنون حفظاً وفهماً عن شيخ عارف متصف بوصفين اثنين:
أحدهما: الأهلية في الفن وتمكنه في النفس.
والآخر: النصح وحسن المعرفة بطرق التعليم.
وأخيراً: أسأل الله لنا ولك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.