المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أعينوني على غض بصري - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٩

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌التربية بالضرب والتخويف

- ‌الغيرة بين الأطفال

- ‌كيف أجيب على أسئلة ابني

- ‌ماهي الطريقة المثلى في تربية الطفل

- ‌مشكلتها: عدم الصبر على أولادها

- ‌الأنسب في تعليم اللغة للناشئين

- ‌الحيرة مع الأولاد

- ‌أريد لها الصلاح.. ولكن

- ‌السنة الدراسية الأولى: هم الوالدين وآمال الطفل

- ‌ابني يكره الصلاة

- ‌كيف أعلم ابني آداب قضاء الحاجة

- ‌ابنتي الصغيرة عنادها وبكاؤها

- ‌عناد الطفل

- ‌تربية الأطفال والعلاقات الأسرية

- ‌تربية الأولاد في بلاد الكفر

- ‌كيف نعالج أخطاء الأبناء

- ‌الطفل والسؤال المحرج

- ‌طفلتي وحب التملك

- ‌طفلي كثير الحركة

- ‌طفلي يرفض التعلُّم

- ‌ابنتها عصبية المزاج

- ‌بعد ولادتي لأخيه تغيرت طباعه

- ‌العلاقات الأسرية لدى المراهقين

- ‌مرحلة المراهقة

- ‌حتى لا تخسر ولدك

- ‌مراهق يغير صداقاته…ويحب المال

- ‌أبناؤنا ومزالق المراهقة

- ‌الاستقلالية والذات

- ‌لا أعترف بالمراهقة

- ‌مشكلة أبنائي الثلاثة

- ‌كيف نتعامل مع هذا المراهق

- ‌إخوتي والرفقة السيئة

- ‌أعايش وضعاً صعباً

- ‌كيف أربي أخوتي

- ‌هذا ما يفعله ابني.. فماذا اصنع

- ‌تربية الفتيات.. فن له أصوله

- ‌ابني سيئ الخلق

- ‌ابن أختي مراهق

- ‌والدي يحقرني ولا يرى فيَّ إلا العيوب

- ‌كيف نتعامل مع هذا المراهق

- ‌ابنتي لا تحترمني

- ‌حائرة مع بناتي

- ‌ابني والإنترنت

- ‌ابني انخفض مستواه

- ‌أختي والمرَاهَقَة

- ‌التربية الجنسية للأبناء

- ‌تعلق الفتاة بمهاتفة الشباب

- ‌أخي المراهق…أرهقنا

- ‌التعامل مع مشكلات الأولاد

- ‌ابنتي الصغيرة تسرق

- ‌ابني تغيَّر

- ‌أبي لم يعد يثق بي

- ‌طفلتي خجولة وعنيدة

- ‌طفلي.. والبديل

- ‌طفلي.. يخاف ويكذب

- ‌وعليكم.. حركته الزائدة.. تخيفيني

- ‌كذب الأطفال

- ‌عند غضبه يضرب رأسه بقوة، وعنيد أيضًا

- ‌ابني يكذب

- ‌ابني كثير المشاجرة

- ‌ابني متعلق بالقنوات

- ‌ابنتنا مدمنة أغانٍ

- ‌ابنتها المراهقة والمحادثات الغرامية

- ‌التعلق بالرضاعة بعد الفطام

- ‌كيف يرغب ابنه الصغير في الطاعات

- ‌طفلة لا تنام وتشعر بالخوف

- ‌ابنتي الصغيرة والعناد

- ‌ابني جهوري الصوت

- ‌كيف نتعامل مع أبنائنا الذين لا يصلون

- ‌ابني والدراسة متنافران

- ‌أفعال وسلوكيات.. مخلة

- ‌ابني يضرب عن الطعام

- ‌ابني يتحرش جنسياً

- ‌تشعر أن ولدها لا يحبها

- ‌ابني يكرهني

- ‌انحراف أبنائي

- ‌أختي الصغيرة تطالبنا بجوال

- ‌الأولاد وكثرة الشجار

- ‌أخي الصغير والإنترنت

- ‌أنا غريبة في أسرتي

- ‌ابنتي تعيش في عزلة

- ‌علاقة جنسية بين الأطفال

- ‌ثانيًا: العلاقات العاطفية

- ‌أرجوكم.. فرِّقوا بيننا

- ‌الحب

- ‌ضعيف الثقة بالنفس

- ‌كان قراراً حازماً..!! والآن

- ‌هل استمر في هذا الطريق

- ‌علاقة غير متزنة

- ‌لم يخطبها أحد، فهل تعذر لو تعرّفت على شاب

- ‌أحبته فتركها دون مبرر

- ‌تعرّفت على شاب نصراني فأحبته

- ‌تعرفَتْ على شاب وأبوها لا يبالي

- ‌لماذا لا تجوز ممارسة الحب قبل الزواج

- ‌العلاقة عبر الهاتف والإيميل

- ‌أحبه حتى بعد زواجه

- ‌متعلقة به وهو متزوج

- ‌كيف الخلاص من حبها

- ‌يمنعني من زواجها العلم وصغر السن

- ‌يمرض إذا لم تراسله

- ‌ومرة أخرى أحببت

- ‌أحبه وهو لا يدري

- ‌أحببتُه ولكن خطب غيري

- ‌هل الحب حرام

- ‌زواجي قريب..وبكاؤها يحزنني

- ‌ماذا أفعل مع أختي

- ‌انحراف أخواتي.... ما العلاج

- ‌علاقة عن طريق النت

- ‌الحب من خلال الإنترنت

- ‌علاقة خاطئة

- ‌أريد التعرف عليه

- ‌تعشق شاباً وسيماً

- ‌أحبه…وأريد أن أكون زوجته الثانية

- ‌علاقة هاتفية

- ‌أنا.. وأخت زوجتي

- ‌علاقتي مع هذه الفتاة

- ‌أنا متهم بأنني عاطفي

- ‌علاقاتي الغرامية والمستقبل

- ‌وأنا أيضاً عاشقة

- ‌أفلتت من بين أنياب الذئب

- ‌انقلب التعارف إلى حب

- ‌لقد ابتلاني الله بحبها

- ‌ترفض الزواج من ابن خالتها لأنها

- ‌خطأ سببه الأهل

- ‌اجتهدت في إرشادهنَّ فتعلقن بي

- ‌الإعجاب والتعلق

- ‌انقذوني من خالي

- ‌تعرفت عليه.. وعلاقتنا جادة، فما المحظور

- ‌حُبٌ مثلي

- ‌تعلقت بدكتور نصراني

- ‌هل هذا الحب طبيعي

- ‌معجبة بداعية

- ‌كيف أنصح هذه الفتاة

- ‌هل هذا حب في الله أم تعلق قلبي

- ‌صديقي فيه رقه

- ‌الصداقة والحب العاطفي

- ‌الفتيات والتعلق القلبي

- ‌ما رأيكم في هذه العلاقة

- ‌تعلق الفتيات بالداعية

- ‌صديقي كثير الشكوك فيمن حوله

- ‌ثالثا: انحرافات سلوكية

- ‌أخشى أن أعود للهروين

- ‌المخدرات

- ‌والدي يتعاطى المشروبات الكحولية

- ‌أخي يتعاطى الحشيش

- ‌اخوتي مدمنون

- ‌هل أقاطع هذا الصديق أم أستمر في نصحه

- ‌ابني المراهق يدخن

- ‌التدخين

- ‌زوجي يدخن

- ‌ابني يدخن، أريد الحل

- ‌كيف أتعامل مع هذا الطالب

- ‌كيف أقلع عن التدخين

- ‌علاج الشهوة

- ‌العادة السرية

- ‌ابني مراهق

- ‌العادة السرية

- ‌العادة السرية حطمتني

- ‌ماذا أقول له ليلة الدخلة

- ‌افتض بكارتها فهل يجب شيء غير التوبة

- ‌الزنا

- ‌زنت وتريد أن تتوب

- ‌وقع فيما يوجب الرجم

- ‌أعينوني على صديقي

- ‌أخي والخادمة

- ‌أدمن على الزنى فرغب عن الزواج

- ‌كيف أنقذ هذا الطفل من الاغتصاب

- ‌الشذوذ الجنسي

- ‌مشكلة الشذوذ

- ‌كيف أتصرف مع من أذنبت معهم

- ‌ابني والفاحشة

- ‌هل من مخرج من هذه المصيبة

- ‌أنا شاذ فأنقذوني

- ‌لا علاقة للجن بسرقة أخيك

- ‌السرقة

- ‌ابنتي تسرق

- ‌أختي تسرق

- ‌أختي همازة لمازة

- ‌السخرية والاحتقار

- ‌سلوك غريب من طفل صغير

- ‌اخرى

- ‌أعينوني على غض بصري

- ‌أدمنتُ النظر إلى الحرام

- ‌النميمة.. فرقت بيننا

- ‌أمارس الجنس مع محارمي في المنام

- ‌ابني التقط ألفاظاً بذيئة

- ‌أختي منحرفة

- ‌علاقة جنسية بين الأطفال

- ‌الحجب والمنع في تربية الأبناء

- ‌صدوف الطالب عن حلقة التحفيظ

- ‌أولاده من مطلقته النصرانية ومشكلة تربيتهم

- ‌تربية البنات بعد طلاق أمهن

- ‌زوجي.. وابنتي..والقلق

- ‌أهلي يعوقون تربيتي لأبني

- ‌ابنتي والإنترنت

- ‌تربية الابن في بلاد الغرب

- ‌ضريبة باهظة

- ‌تأتيها خواطر جنسية عند النوم

- ‌أخي والانترنت.. والفراغ

- ‌لهذا رضيتُ بالمقام في بلاد الغرب

- ‌مفتون بالإنسان الغربي النصراني

- ‌كيف أتعامل مع هذا الصديق

- ‌لقد تعبت كثيرا.. فماذا اصنع

- ‌التدرج في طلب العلم

- ‌طريقة جديدة في المذاكرة

- ‌ترك العمل للتفرغ لطلب العلم

- ‌فتاة تريد السفر للدراسة

- ‌أحبطت بسبب إكمالي الدراسة

- ‌أسباب الفهم الخاطئ في القراءة

- ‌مقترحات للاستفادة من القراءة

- ‌يُرغماني على الدراسة وأنا لها كارهة

- ‌علاقة بريئة…فهل أقطعها

- ‌أرغب التحول عن التخصص الشرعي

- ‌بأي التخصصات تنصحوني

- ‌مستواي الدراسي متدنٍ

- ‌ذلك "الشبح" المخيف.. الامتحان

- ‌والدي يعارضني في اختيار التخصص

- ‌أيهما أفضل.. طلب العلم أم تربية النفس

- ‌اللغة الإنجليزية.. كيف ادرسها وأتجنب محاذير الدراسة في الغرب

- ‌أرغمت على الدراسة في كلية لا ترغبها

- ‌كان متفوقاً في دراسته فانتكست حاله

- ‌استدراك وجواب حول (المشاكل التربوية التي تواجه المعلم)

- ‌مشاكل تربوية تواجه المعلم

- ‌خائف من الاختلاط

- ‌نصائح لمعلم تحفيظ القرآن

- ‌أخي يتحرَّش بأختي

- ‌إرشادات معينة على التفوق

- ‌أريد منهجاً أتَّبعه لتدريس الفتيات

- ‌مديرة مدرستي تظلمني

- ‌زهد شباب الصحوة في التخصصات غير الشرعية

- ‌الخيالات الجنسية

- ‌الشرود الذهني في الفصل الدراسي

- ‌يكره وصفه بالوهابي

- ‌كيف يملك نفسه عند الغضب

- ‌ استشارات دعوية وإيمانية

- ‌أولًا: أساليب الدعوة

- ‌زوجي يَرْشُو

- ‌دعوة الزوج والزوجة

- ‌زوجي انتكس

- ‌أخي لا يصلي

- ‌دعوة الأخوة والأخوات

- ‌صوت المنكر ينفذ إلى غرفتي

- ‌أود مناصحتها وأخشى انتقامها

- ‌لباس أختي غير محتشم

- ‌كيف أدعو أهلي

- ‌هل أقبل هذا المال من أخي

- ‌أخي لم يعد مسلماً ما العمل

- ‌لهذا لا أستطيع البرَّ بوالدي

- ‌دعوة الوالدين

- ‌أبي لا يصلي الفجر

- ‌كيف أدعو أهلي

- ‌أفضل الأساليب في دعوة أطفال الكفار

- ‌دعوة الأولاد

- ‌صديقتي تطلب الشهرة بكل سبيل

- ‌دعوة الأقارب والأصدقاء

- ‌وصايا لداعية صغير

- ‌التقاليد فقط تمنعه من الحرام

- ‌هذا ما يُعيقني عن الدعوة

- ‌وصمتُ اليهود بالإرهاب، فهل أنا مخطئ

- ‌الاغترار بسعة عفو الله

- ‌لا أستطيع العمل إلا مع جماعة

- ‌الاغترار بسعة عفو الله ورحمته

- ‌كثيرا ما تجنبت ذلك.. مخافة الرياء

- ‌جمع فظاظة وأفكارًا غالية! فهل نهجره

- ‌أخي وصلاة الفجر

- ‌أردت نصحه.. فوقع في الزنا

- ‌الداعية والرد على منتقديه

- ‌بسبب خلافات المتدينين انتكستُ

- ‌أريد أن أخدم ديني ولكن كيف

- ‌جدتي لا تصلي، فكيف ننصحها

- ‌كيف أتعامل مع هؤلاء

- ‌أجيد إسداء النصائح..واعجز عن تطبيقها

- ‌المسلمون في المهجر

- ‌قلة الامتثال

- ‌الجدية مع الناشئة

- ‌التردد في تربية الطلاب

- ‌أنا داعية…وعندي حساسية زائدة

- ‌الشباب وجوالات الجيل الثالث.. بين المنع والتحذير

- ‌مشكلتي في المحرك الذاتي

- ‌أجد هذا الأمر صعباً علي

- ‌النقد..وموقفنا من الآخرين

- ‌التأثير في الأصدقاء

- ‌شريعة الشباب، أفكار وأساليب

- ‌فتور الملتزم

- ‌صديقي كثير اللعن

- ‌الاحتجاج بالقدر على المعاصي

- ‌بين الدعوة ومواصلة التعليم

- ‌دعوتهم ولم يستجيبوا

- ‌الدعوة إلى الله وصعوبة التكلم

- ‌أصحابي يسخرون منِّي

- ‌صديقتي لم تعد كما كانت

- ‌حين تكون المَدرسة بيئة فاسدة

- ‌شباب الدعوة وحب الرياسة

- ‌كيف أستثمر مواهبي

- ‌نصائح في دعوة غير المسلم

- ‌هل يباهلونه

- ‌الناس في رمضان

- ‌هل لي من توبة

- ‌التزم ويريد العودة للمعاصي

- ‌اهتديت فناصبوني العداوة

- ‌أخاف أن أعود إلى الفاحشة

- ‌معاناتي مع صلاة الفجر

- ‌إخوتي منحرفون

- ‌كيف أحافظ على الصلاة

- ‌سفري.. أثر على ديني

- ‌سأعود للطريق.. رغماً عنهن

- ‌ابتليت ببعض المعاصي والكثير من العقوق

- ‌هددها بإسماع أهلها مكالماتها معه

- ‌بسبب الإنترنت انحرف وضعف إيمانه

- ‌أريد الالتزام وأخاف منهم

- ‌إعراض الخطّاب عني، هل هو عقوبة على خطيئتي

- ‌هذه خطيئتي.. فهل تُقبل صلاتي

- ‌أصبحت عنيفاً سيئ التعامل

- ‌الاستهزاء بالملتزم

- ‌الحجاب في الظروف الراهنة

- ‌حديث عهد بالتوبة

- ‌العودة إلى سابق عهدي

- ‌أشعر بفتور

- ‌مبتلى بالنظر إلى النساء

- ‌أهله يريدون أن يلبس الجنز ويحلق لحيته

- ‌مفهوم التدين

- ‌هل باب التوبة مفتوح

- ‌يزني ويتوب ثم يعود وهكذا

- ‌صراعٌ مع النفس

- ‌أسباب الهداية والتوبة

- ‌بسبب الحجاب يضطهدونها، فهل تتركه

- ‌تصفح المواقع الجنسية

- ‌يعاني من الرياء والعجب

- ‌الفتاة والقنوات الفضائية

- ‌الحور بعد الكور

- ‌كيف أتوب

- ‌الغناء مهنتي

- ‌يتوب ثم يعود

- ‌أشعر بالفراغ الروحي

- ‌مشكلتي في حجابي

- ‌كيف أحافظ على صلاتي

- ‌ماذا أفعل أمام هذه المغريات

- ‌هل لي من توبة

- ‌يتردد في ذهنه أنه سيعذب

- ‌الوحدة أم الرفقة السيئة

- ‌هل يغفر الله لي

الفصل: ‌أعينوني على غض بصري

‌أعينوني على غض بصري

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/اخرى

التاريخ 09/09/1426هـ

السؤال

أنا مبتلى بالنظر إلى النساء، مع أني ملتزم، ومحافظ على الصلاة في المسجد، وأحفظ أكثر من نصف القرآن، وأصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، لكن هذه البلوى لم أستطع التخلص منها، فما الحل؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أبارك لك إيمانك وحفظك نصف القرآن، ومواظبتك على الصلاة والصيام، وأرجو الله لك المزيد والقبول.. وأما ما ذكرت من ضعفك أمام فتنة النظر للنساء فاعلم -بارك الله فيك- أن فتنة النساء فتنة خطيرة جداً، حذر الله منها وحذر منها رسولُه صلى الله عليه وسلم وحذر منها الصالحون والعلماء والناصحون، وكم أوقعت في شباكها جماعة من العباد والصالحين، حتى صرفتهم عن زهدهم وتنسكهم، وعبادتهم لله عز وجل، بل إن بعضهم مرق من دين الإسلام بسبب امرأة، وما القصة التي اشتهر ذكرها عن جمع من أهل السير والتاريخ والتفسير، ببعيدة عنا عن جمع من الصحابة والتابعين، وذكرها ابن جرير في تفسيره (28/49) من عدة أوجه، أحدها عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن راهباً تعبد ستين سنة، وإن الشيطان أراده فأعياه فعمد إلى امرأة فأجنّها، ولها إخوة، فقال لإخوتها: عليكم بهذا القس فيداويها، قال فجاؤوا بها إليه فداواها، وكانت عنده، فبينما هو يوماً عندها إذ أعجبته فأتاها، فحملت فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها، فقال الشيطان للراهب: أنا صاحبك، إنك أعييتني، أنا صنعت هذا بك، فأطعني أنجك مما صنعت بك، اسجد لي سجدة، فسجد له، فقال: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فذلك قوله:"كَمَثَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَـ?نِ ?كْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّي بَرِيء مّنكَ إِنّى أَخَافُ ?للَّهَ رَبَّ ?لْعَـ?لَمِينَ"[الحشر:16] .

وتأمل معي -بارك الله- فيك ما في هذه الآية من البلاغة اللغوية، وسمو التشريع، وفصاحة الخطاب، فقد قال الله عز وجل:"يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـ?رِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ"[النور:30] ، فبدأ بالأمر بحفظ البصر ثم أتبعه بحفظ الفرج، وذلك لأنّ البصر الباب الأكبر إلى القلب، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه.

ولهذا قالوا: النواظر صوارم مشهورة، فأغمدها في غمد الغض والحياء من نظر المولى، وإلا جرحك بها عدو الهوى.

وما أحسن قول الشاعر:

وغض عن المحارم منك طرفا طموحا يفتن الرجل اللبيبا

فخائنة العيون كأسد غاب إذا ما أهملت وثبت وثوبا

ومن يغضض فضول الطرف عنها يجد في قلبه روحا وطيبا

فإذا تأملت هذا الخطر من جراء النظر دفعك ذلك للخوف من الوقوع في شباكه، ثم زد على ذلك التمسك ببعض القواعد النافعة في غض البصر، ومنها:

القاعدة الأولى: إذا نظرت نظر الفجأة فاصرف بصرك:

في صحيح مسلم (2159) عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه-قال: سَأَلْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَة الْفُجَاءَةِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي.

ص: 276

قال النووي في شرح مسلم: وَمَعْنَى نَظَر الْفَجْأَة أَنْ يَقَع بَصَره عَلَى الْأَجْنَبِيَّة مِنْ غَيْر قَصْد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أَوَّل ذَلِكَ، وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِف بَصَره فِي الْحَال، فَإِنْ صَرَفَ فِي الْحَال فَلَا إِثْم عَلَيْهِ، وَإِنْ اِسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لِهَذَا الْحَدِيث، فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم-أَمَرَهُ بِأَنْ يَصْرِف بَصَره مَعَ قَوْله تَعَالَى:"قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أبصارهم".

اصرف بصرك ولو أن تضطر لإغماض عينيك، واعلم يا عبد الله أنك إنما تتعامل مع الله، مع ربك ومولاك، من إذا غضب ألقى بك في نار وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.

القاعدة الثانية: (يا علي! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) . رواه أبو داود (2149) ، والترمذي (2777) ، وهو حديث حسن.

وهذه قاعدة متصلة بالقاعدة السابقة، ومكملة لها، وهي قاعدة ذهبية في غض البصر وحفظه عن الحرام، قال ابن الجوزي: وهذا لأن الأولى لم يحضرها القلب، ولا يتأمل بها المحاسن، ولا يقع الالتذاذ بها، فمتى استدامها مقدار حضور الذهن كانت كالثانية في الإثم.

القاعدة الثالثة: تجنب الجلوس والتسكع في الطرقات:

في صحيح البخاري (2465)، وصحيح مسلم (2121) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّه"ُ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: "غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ".

قال النووي: هَذَا الْحَدِيث كَثِير الْفَوَائِد، وَهُوَ مِنْ الْأَحَادِيث الْجَامِعَة، وَأَحْكَامه ظَاهِرَة، وَيَنْبَغِي أَنْ يُجْتَنَب الْجُلُوس فِي الطُّرُقَات لِهَذَا الْحَدِيث.

فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات؛ لأنها مظنة التعرض للنظر المحرم، وارتكاب منهيات أخرى، فلذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"فإن كان لابد"، فأعطوا الطريق حقه، وذكر من حق الطريق غض البصر.

ويشترك مع الطرقات هذه التي هي مظنة النظر المحرم، الأماكن العامة التي يكثر فيها التفسخ، كبعض الحدائق والأسواق، وللأسف إن كثيراً من المسلمين يتهاونون في هذا الأمر، فيخرجون للنزهة في مثل هذه الحدائق مع علمهم بأنها مليئة بمظاهر التفسخ والانحلال والعري، ثم بعد ذلك يطالبون بالحلول العملية المعينة على غض البصر.

فإن قلت: لكن لا يستطع الإنسان حبس نفسه بالبيت، فلا بد من الخروج لشراء الحوائج، والنزهة، فأقول أولاً: لا بد أن يكون ذلك بقدر الحاجة، ولا يحدث فيه توسع، ثم ليتجنب الإنسان الأزمنة والأمكنة التي هي مظنة الفساد، وبعد ذلك أقول لك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "فإن كان ولا بُد فأعطوا الطريق حقه

غض البصر، وكف الأذى".

ص: 277

القاعدة الرابعة: "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"[غافر:19] .

قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الرجل يكون جالساً مع القوم فتمر المرأة فيسارقهم النظر إليها.

وعنه رضي الله عنهما هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره، وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها.

وقال مجاهد: هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه.

وقال قتادة: هي الهمزه بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى.

سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.

وكان الإمام أحمد ينشد:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب

القاعدة الخامسة: "بَلِ الإنسان عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه"ُ [القيامة: 14، 15] .

يكثر الإنسان من البحث عن الأعذار في عدم إمكانية غض البصر، وأنه أمر غير واقعي، ويبدأ الشيطان بحياكة صور متعددة من الأعذار، ويزين له الاتكال عليها من أجل أن يطلق بصره، ويسرح بنظره، فتارة يقول له مستهزئاً: الأحسن لك أن تكون أعمى، أو أن تصطدم بالناس، وتارة يقول له: سر كالأبله الذي لا يعرف شيئاً، وأخرى يقول له المهم نظافة القلب، ولو نظرت إلى النساء، وهكذا، إلى غير هذه من الأعذار، والجواب عن كل هذا: بل الإنسان على نفسه بصير، ولو أكثر من إلقاء المعاذير، وهذا معنى تلك الآية.

القاعدة السادسة: "احفظ الله يحفظك".

نعم احفظ الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه، يحفظك من الانزلاق في المعاصي، كما يحفظك إذا احتجت إليه في يوم شدة، ومن حفظ الله أن تلزم ذكره حتى تكون أقرب إليه، وأبعد عن الشيطان، فإذا مر عليك منظر، أو رأيت صورة فإنك تكون متصلاً بالله، مستمداً القوة منه، فيكون ذلك أقوى لأن تغض بصرك.

قال ابن تيمية: وتأمل كيف عصم الله عز وجل يوسف عليه السلام من فتنة امرأة العزيز، فقد كانت مشركة فوقعت مع تزوجها فيما وقعت فيه من السوء، ويوسف عليه السلام مع عزوبته ومراودتها له، واستعانتها عليه بالنسوة، وعقوبتها له بالحبس على العفة عصمه الله بإخلاصه لله تحقيقاً لقوله:"وَلاغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ?لْمُخْلَصِينَ"[الحجر:39، 40]، قال تعالى:"إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"[الحجر:42] .

القاعدة السابعة: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".

أيها الأخ المبارك: إن انزلاق عينيك في نظرة محرمة، واختلاسة طرفك لصورة نهيت عن النظر إليها، ينكت نكتة سوداء في قلبك، فاحذر أن تكثر هذه النقاط السود حتى يصبح قلبك أسود مرباداً كالكوز مجخياً أي منكوساً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب في هواه، فاحذر كل الحذر من هذا، وأتبع هذه السيئة بحسنة، حتى تجلو قلبك وتغسل فؤادك من ظلمة المعصية، وذلة المخالفة، وتضيق على شيطانك منافذه.

ص: 278

إن الشيطان يأتيك فيقول لك: ها قد وقعت، فانتهى أمرك، فلا تحمل نفسك ما لاطاقة لك به، فلا داعي لأن تعاهد نفسك بعدم النظر، وتمتنع عن شيء تعلم يقيناً أنك ستعود إليه، وهكذا ينسج الشيطان الرجيم حولك خيوطاً من الوهم، والوهن، حتى تصبح أسيره، ولا تلبث أن يصدق عليك قول الله عز وجل:"أَفَرَأَيْتَ مَنِ ?تَّخَذَ إِلَـ?هَهُ هَوَاه"ُ [الجاثية:23] .

القاعدة الثامنة: "وَقَالَ رَبُّكُمْ ?دْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ?لَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ د?خِرِينَ"[غافر:60] .

روى شعبة عن عبد الملك بن عمير، قال سمعت مصعب بن سعد يقول: كان سعد يعلمنا هذا الدعاء عن النبي: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النساء وأعوذ بك من عذاب القبر". أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب، وانظر ضعيف الجامع الصغير (1203) .

الدعاء، خير سلاح، وأقوى وسيلة، وأنفع دواء، به استعانة برب الأرض والسماء، به النصر على الأعداء، فاستعن به يا أخي.

ادع الله دائماً أن يحفظ عليك إيمانك، وأن يقوي عزيمتك على غض البصر، وحفظ النظر، ادع الله في ليلك ونهارك، في أوقات الاستجابة، وفي كل وقت.

القاعدة التاسعة: إن استطعت أن تعجل بالزواج فافعل؛ فإن رسولك صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث الصحيح: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج". أخرجه البخاري (5066) ، ومسلم (1400) .

وأعتذر عن الإطالة في الجواب، لكنها بلوى عامة أردت أن يستفيد منها الجميع، وأرجو الله أن يوفقنا جميعا لغض أبصارنا عما حرم علينا، ويعيننا على طاعته إنه جواد كريم.

ص: 279