الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلمون في المهجر
المجيب د. حسن الحميد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقاً-
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية
التاريخ 25-7-1423
السؤال
لدينا في المركز الإسلامي هنا مختلف الجنسيات من الإخوة المسلمين ومختلف الطوائف الإسلامية من سنية وشيعية وغيرهم. إمام المسجد إنسان فاضل وخريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والقانون هنا يسمح بكل شيء وقد منعنا جميع الطقوس البدعية واقتصرنا فقط على الصلوات الخمس والجمعة والعيدين منعاً للمشاكل.
نرجو توجيهنا إلى الطريق الصحيحة في التعامل مع هذا الاختلاف من الجماعات؟ وما حكم تقديم أحد المسلمين إلى المحاكم القانونية إذا بدرت منه بعض الأخطاء بحق المركز الإسلامي؟.
والله يحفظكم ويرعاكم،،،،
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:-
فانتم - أعانكم الله وسدد خطاكم - على ثغر في هذا القطر النائي من العالم، وعليكم مسؤولية توطيد أركان الإسلام، ونشر تعاليمه، وحماية جنابه والذب عنه، ومقارعة أهل الباطل بالأساليب المناسبة التي تحقق المصالح المرجوة، وتدرأ المفاسد المتوقعة قدر الإمكان. وما ذكرته من وجود أخلاط من المنتسبين إلى الإسلام في هذا المركز يقع عادة في المناطق التي يكون المسلمون فيها قليلاً، بحيث لا تستقل كل طائفة بمساجد تخصها، وقد يكون بعض المخربين استغل القانون العام، ولم يتنبه الذين أسسوا هذا المركز إلى صياغة قانون خاص به يحميه من تدخّل أمثال هؤلاء فيه وفي سياساته ومجالسه.
وفيما يلي أذكر لكم بعض التنبيهات وأرجو أن تكون عوناً لكم بعد الله في انتهاج أسلوب أمثل في التعامل مع هذا الواقع.
أولا:- ينبغي لكم ملاحظة أن قدراً من الأذى الناتج عن وجود هذه الأخلاط من الناس أمر يصعب تجاوزه، ولكن يمكن تخفيفه وتحييده بالأساليب المناسبة.
ثانياً:- هؤلاء المخالفون هم في الغالب جهلة رعاع، وإن تظاهروا بغير ذلك، وهم محل للدعوة، والتأثير عليهم ممكن إذا أحسنتم التعامل، فالعلاقات الشخصية، والحوار الهادئ غير المتشنج وعدم المبادرة بتخطئة آرائهم ومذاهبهم بل مناقشتهم بالحجج وعدم إغلاق الباب والمفاصلة، إلا بعد استفراغ الوسع، والوصول إلى قناعة أنهم متعصبون مشاغبون، ذوو كيد، وهذا في الغالب يكون في قيادات هذه الفرق وعلمائها، لا في العامة منهم. ولا يهولنكم حجم البدع عندهم، فهم مقلدون، ربما لم يدعوا من قبل بأسلوب علمي فيه الحكمة والرحمة والعلم، وسعة الأفق والمصابرة وإعطاء الوقت الكافي. ولا ينبغي لمن يحاورهم أن تكون بينه وبينهم مواقف سيئة مسبقة.
ثالثاً:- وفي هذه الأثناء لا تشعروهم بالغربة والعزلة، بل تخيروا منكم فئة يقصدون إلى مخالطتهم ومؤانستهم، رجاء انتفاعهم وهدايتهم. واحتسبوا في ذلك الأجر عند الله. ولا حرج أثناء ذلك من شهودهم الصلوات والمناسبات في المركز.
رابعاً:- وإذا اعترض أحد منهم على بعض ما يسمع، فلتكن هذه المسألة محل حوار بينكم على الصفة التي ذكرت من قبل وبهذا تجمعون بين الاستمرار في بيان الحق ونشره، وبين محاورتهم وعدم قطع الحبال بينكم وبينهم.
خامساً:- في الوقت نفسه حاولوا أن تجتمع كلمتكم، وأن تضموا إليكم الأقرب فالأقرب إلى آرائكم خاصة من المسالمين الذين لا يهتمون بمثل هذه الخلافات
…
وكونوا صفاً واحداً في الدورات الانتخابية حتى تتمكنوا من الإمساك بكل المسؤوليات وتقوموا بالتوجيه، وحماية رواد المركز من الخرافات والبدع بشكل قانوني. وحتى إذا تحقق لكم ذلك فلا تتخلوا عن الحكمة في معالجة الأمور معهم، واعلموا أنهم سيخسرون يوماً بعد يوم، إذا كانت مواقفكم حكيمة وهادئة - مع تحقيق أهدافكم - ومواقفهم هم فوضية متشنجة، وبهذا سيخسر تأثيرهم في الناس، وقد يأتي اليوم الذي يطالب فيه عامة رواد المركز باتخاذ إجراءات حازمة تجاههم، وحينئذ يمكن أن يتولى غيركم مواجهتهم.
سادساً:- عادة ما يكون القانون العام مرناً بحيث يسمح بحماية المؤسسات الدينية بناء على ما يتضمنه دستور هذه المؤسسة أو تلك، أي أن من حق المؤسسين للمركز الإسلامي أن ينصوا في دستور المركز أنه خاص بأهل السنة والجماعة، ولا يحق لغيرهم من الرافضة أو الصوفية مثلاً.. أن يكونوا أعضاء في مجالسه ولا أن يتولوا فيه مسؤولية - أياً كانت - فإن كان شيء من ذلك موجوداً فهو ضمانة لهذا المركز.. وينبغي أن ينص أيضاً على أنه ليس من حق أحد أن يغيّر هذه الفقرة في الدستور، وأنه لا يجوز التصويت عليها - بتعديل أو إلغاء. وهذا موجود في القوانين المنظمة للمراكز الإسلامية في أمريكا فيما أعلم.
سابعاً:- وبناءاً على ما سبق فإنه في حالة عدم جدوى الحلول السابقة من الملاطفة والدعوة والصبر والمحاورة، ثم التجاهل، ثم التحذير
…
إذا لم ينفع شيء من ذلك فإن الاستعانة بالسلطات في كف أذى من يعاند منهم أمر لا حرج فيه، لكن يتخذ من الإجراءات ما يكفي لكف الأذى الذي لا يحتمل، ويعاقب الشخص الأسوأ، حتى يكون عبرة لغيره، فإن مصلحة تعليم الناس دينهم وعدم التشويش عليهم، وجعل المركز مناخاً ملائماً للدعوة
…
كل ذلك مصلحة عامة. وشكاية شخص أو أشخاص يتعمدون تفريق الصف وإثارة الشبه بعد استفراغ الوسع معهم - مفسدة خاصة والحفاظ على المصلحة العامة المتحققة مقدم على ما تتضمنه الشكوى من مفسدة يسيرة في حق أشخاص يستحقون العقاب. خاصة أن الطرفين محكومان بقانون وضعي، ولا سبيل إلى دفع الأذى إلا بسلوك هذا السبيل.
ثامناً:- ونحن في "موقع الإسلام اليوم" يسعدنا التواصل معكم فيما يحقق المصلحة لديننا وأمتنا. ونأمل أن تبعثوا إلى الموقع ما لديكم ولدى المسلمين في "نيوز لاند " من مشاركات واستفسارات، وأن تكتبوا أو تشجعوا غيركم على الكتابة عن أحوال المسلمين هناك للتعريف بهم في الموقع.
وفقكم الله وأعانكم على حمل أمانة الدعوة والإصلاح،،،،