الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفتون بالإنسان الغربي النصراني
المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا الشباب المعاصر ة
التاريخ 29/08/1425هـ
السؤال
أنا أزعم أنني مؤمن مؤدٍ لواجبي تجاه الله -تعالى- وتجاه من حولي، وأحس أن نموذج الإنسان الغربي المسيحي أقرب لروح الإسلام وخلقه؛ لما امتاز به من صدق وحسن تعامل، وروح إنسانية لا أجدها عند إخواني المسلمين الذين هم الآن يعيشون في شقاق ـ واعذرني ـ ونفاق، وسوء أخلاق، فهل تراني أحاسب على هذا المعتقد؟ علماً أن هذا التفكير قد تغلَّب عليّ، بحيث أصبحت أنظر للمسلمين نظرة احتقار؛ بسبب ما يفعلونه في العالم من اضطرابات وقلاقل وفتن كما في أفغانستان وفي الشيشان وفي العراق، بل في بلاد الحرمين. أرجو مخلصاً أن تجيبوني بما هو منطقي مقنع، وليس بأسلوب الوعظ والإرشاد. والله وليّ التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الأخ الفاضل: مسألة المحاسبة سأبينها في آخر الرسالة. وأما رؤيتك السوداوية تجاه المسلمين وتجاه الغربيين ففيها تعميم واسع النطاق، فليس كل المسلمين سيئين، وليس كل الغربيين ذوي أخلاق.
فنحن نقرأ الكثير من أخبار الفضائح المالية الضخمة في تلك الدول، ولعل آخرها انهيار عدد من الشركات الأمريكية بسبب الكذب والاختلاس، كما حدث في أكبر شركة للكهرباء في الولايات المتحدة، وهي شركة (إنرون) وغيرها كثير، ومن الجانب الديني لعلك قرأت ما نشرته الصحف عن عدد من رجال الدين في الكنائس الأمريكية والبريطانية وممارساتهم الشاذة، واغتصابهم للأطفال القصَّر الذين تحت رعايتهم في دور الأيتام من إثارتها بقيت كالجمر تحت الرماد.
جرائم شذوذ تقود لتغييرات جذرية بكنائس فرنسا، قال مسؤولون قانونيون في فرنسا إن أوامر صدرت إلى أسقف فرنسي للمثول أمام القضاء في يونيو/حزيران المقبل، لمحاكمته جراء عدم قيامه بالإبلاغ عن قسيس تابع له أدين في تهم تتعلَّق باغتصاب وممارسة الجنس مع أطفال دون سن الخامسة عشرة.
ويواجه الأسقف (بيير بيكان) عقوبة السجن ثلاث سنوات إذا ثبتت إدانته أمام المحكمة. وكان قسيس يدعى (رينيه بيزي) يعمل تحت (بيكان) حكم عليه بثماني عشرة سنة سجنا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لارتكابه 11عملية اغتصاب، وتحرش جنسي بأطفال قصَّر أثناء فترة عمله في أبرشية نورماندي بين عامي 1987 و1996، ويتمسك آباء الضحايا بمحاكمة بيكان لعدم تبليغه عن ممارسات بيزي الشاذة، وبدلا من ذلك قام بإرساله لتلقي العلاج النفسي لستة أشهر، مما اعتبر إساءة إلى أقارب الضحايا والرأي العام. بينما يرى محامي بيكان أن القضية تمس حق الأسقف في التكتم على أسرار معاونيه.
ويقول أحد آباء الضحايا: إنهم لا يرمون من محاكمة بيكان إلى سجنه، وإنما لإجراء تغييرات جذرية في نظام الكنائس في فرنسا. وكان الأساقفة الفرنسيون قد وعدوا بعد الكشف عن ممارسات رينيه بيزي بالتبليغ عن أي قسيس يرتكب مثل هذا النوع من الجرائم.
وشهدت الآونة الأخيرة تورط العديد من القساوسة الكاثوليك في جرائم خطيرة، ففي يوم الثلاثاء الماضي رفضت محكمة الاستئناف في باريس استئنافاً تقدَّم به الأب (جيان ماري فينسان) الذي حكم عليه العام الماضي بالسجن خمس سنوات؛ لتحرشه بأحد عشر طفلاً من مرتلي القداس بين عامي 1992 و1997.
كما اتهمت فتاتان توأمان الأسبوع الماضي قسيسا يبلغ من العمر الآن 76 عاما بالاعتداء عليهما قبل 14 عاما، وكان سنهما آنذاك 13 عاما. ومن المقرر أن يمثل هذا القس أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل، ليواجه ضحيتيه وجها لوجه، كما توجهان اتهامهما لأسقف الأبرشية أيضا بالتستر على الجريمة.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/767E9D8B-FA15-44DE-A451-4538086C18F3.htm
أدت شكاوى العوائل المسيحية المقدمة لدوائر القضاء الكندي ضد الرهبان الفاسدين المتهمين بارتكاب انتهاكات جنسية إلى حالة شبه قطيعة مع الكنائس، وتبين حيثيات كل اعتداءات أولئك الرهبان لدى المحاكم الكندية المختصة، أن الموضوع أعقد بكثير مما كان يعتقد، إذ إن اقتران جرائم اغتصاب النساء من قبل رجال الكنيسة في كندا ليست وليدة اليوم، ويمكنك الرجوع للرابط التالي لتقف على صور من أخلاق بعض الغربيين [جرائم الاغتصاب في الكنائس]
والغربيون هم الذين يثيرون الحروب في عدد من أنحاء العالم، وكيف يمكن وصفهم بالأخلاق وهم يتآمرون مع اليهود ضد الفلسطينيين، والعراقيين، والأفغان، مع أن العراقيين لم يسيؤوا لهم، ويستغرب من مثلك بالرغم مما يراه من التأييد الغربي الكبير للظلم في إسرائيل أن يرى في الغربيين كلهم قوما ذوي أخلاق.
أما مسألة القتل وأعمال العنف في بلاد المسلمين فهي خطأ، ولكن أسبابها من الغربيين أنفسهم الذين تسلطوا على بلاد المسلمين (العراق)، وانظر إلى الغربيين وما يعملون في العراق: حيث تقوم قوات الاحتلال بالآتي:
1 -
تحاصر المدن بالأسلاك الشائكة.
2 -
وتقطع عنها الماء والكهرباء - إن وجدت - والمواد الطبية.
3 -
وتحرم الأهالي من سبل العيش.
4 -
ولا تسمح بعودة الناجين من الموت إلى بيوتهم، مثلما يحدث في تلعفر والفلوجة وسامراء والكوفة والنجف والعشرات من المدن العراقية.
5 -
كما أن هذه الديمقراطية تستخدم أحدث التقنية التدميرية العسكرية في دك البيوت والممتلكات والمقدسات وتدميرها وتسويتها بالأرض؛ كي توفر على السكان المدنيين تكاليف هدم البيوت قبل إعمارها وفق خطة أمريكية شمولية لإعمار العراق.
6 -
ومن أهم السمات الأخلاقية والروحية والدينية للديمقراطية الأمريكية أنها توزع القتل على كافة فئات الشعب العراقي باستخدام جميع أنواع الأسلحة من دبابات وطائرات ومدفعية وكلاب بوليسية تنهش المعتقلين، ووضع الأكياس على رؤوسهم؛ كي لا يخجلوا من عورات زملائهم، وإن شحت الأكياس استخدمت السجانات الملابس الداخلية لتغطية رؤوس الرجال العراقيين في (أبو غريب) .
7 -
بل إنها تقدَّمت خطوة على كافة الأديان في أنها تقتل العراقيين، كي يفخر العراقيون بأن أبناءهم استشهدوا، ولا تلقي مسؤولية التمييز بالقتل على الأمريكيين.
8 -
وإذا لم يقتل لعائلة فرد خلال الستة عشر شهراً الماضية من "تحرير" العراق، فإن عليها أن تسرع بتقديم أحدهم كي يلحق بالركب قبل فوات الأوان، وقبل أن "تشك" الولايات المتحدة الأمريكية بأنه إرهابي.
والديمقراطية الأمريكية، كما تصورها شاشات التلفزيون ووكالات الأنباء والعراقيون الخارجون من أتون الجحيم.
9 -
بيوت مدمرة.
10 -
ونساء ثكلى.
11 -
وأطفال يتامى، ومساجد يذكر فيها اسم الله على أصوات القصف وزعيق طائرات الهليكوبتر، وصراخ الطائرات الحربية، ونواح المسلمات، وسيارات إسعاف مدمرة؛ لأنها تحمل جرحى من النساء والأطفال المدنيين الذين يرفضون "الشهادة" الأمريكية، ويسرعون للعلاج من جروحهم الغائرة. الديمقراطية الأمريكية قيامة الدمار والخراب والدماء المسفوكة من أجل المصالح الأمريكية البريطانية الإسرائيلية. ومن يعترض يستشهد طوعا أو كرها، ولا خيار سوى الترحيب بالديمقراطية الأمريكية، ونموذجها الذي قال المسؤولون الأمريكيون إنهم يسعون لتطبيقه في منطقة الشرق الأوسط: أي على الدول العربية. والإرهابي هو من يناهض الأجنبي الذي تجشم عناء السفر مئات آلاف الكيلومترات لينشر الديمقراطية أعلاه في عقر دارنا: إنها دارهم
وإليك مقطعا من مقال آخر في الموضوع:
((إلاّ أنني أتعجب من هؤلاء الكتاب العرب الذين أصبحوا أمريكيين أكثر من الأمريكان أنفسهم، إذ اتخذ بعضهم هذا الحدث مناحة على القتلى الذين سقطوا، والحضارة التي هددت و.. .. وسقوط دولتين بدل البرجين، وكأنهم غائبون عن حقيقة أن ضرب العراق بدأ في التسعينات، حينما استدرج لضرب الكويت، ثم ضرب وحوصر حصاراً وحشياً لمدة عشر سنوات، وحين غزا الأمريكان العراق لم تكن حجتهم الإرهاب قطعاً، وإنما الزعم بوجود أسلحة دمار شامل لدى صدام وانكشف زيفها.
.. وما يدور الآن ليس تداعيات سبتمبر " كما يدَّعي الجميع غرباً وشرقاً، بل هو تطبيق لسياسة مرسومة منذ عقود بشهادة واضعيها. فلماذا يلبس الجميع الثوب الأمريكي بعد أن أصبح بالياً ورمته صاحبته في قمامتها.".؟
ومن مخازي الغزو الأمريكي والدعوة لرحيل القوات عن العراق، وكف يد الولايات المتحدة عن العراق، ودعوة الحكام العرب لمقاطعة قرارات الأمم المتحدة حتى تنفذها إسرائيل، والتضامن مع أي دولة عربية يصدر بحقها قرار من الأمم المتحدة بالمقاطعة، هذا كان واجب الكتاب السعي لتقوية الجبهة الداخلية ضد العدوان لا مساندة العدو.
ومن الغريب أنه حين يتأمرك كتابنا يصدع كاتب أمريكي منصف بالحقيقة في هذا اليوم في (صحيفة الوطن) مؤنباً حكومته على تعذيب الأطفال الذي يجري في العراق، وهو الكاتب: سيمور هيرش، الصحفي في (نيويورك تايمز) الذي كان أول من كتب عن التعذيب في أبي غريب، تحدّث مؤخرًا عن المعاهدات الدولية التي تحمي الأطفال. لقد شاهد الصور وأفلام (الفيديوتيب) التي لم تعرضها وسائل الإعلام الأمريكية حتى الآن. يقول: "كان الجنود الأمريكان يلوطون بالأولاد والكاميرا تقوم بالتصوير
…
أما أسوأ جزء من المشاهد فهو تلك الأصوات الصاخبة، إنها صراخات الأولاد خلال اللواط بهم." هذا ما قاله هيرش بالضبط. يضيف:"هذه هي حكومتكم خلال الحرب." وصف هيرش مشهد السجن بأنه، "سلسلة من أسلحة الجرائم الشاملة، نشاطات إجرامية يقوم بها الرئيس ونائب الرئيس بل هذه الإدارة كلها في كل الأحوال، وطبقا لضباط استخبارات التحالف (تمت الإشارة إليهم والاقتباس عنهم في تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مايو 2004) فإن ما بين 70% إلى 90% من المحتجزين العراقيين في هذه السجون قد اعتقلوا "عن طريق الخطأ." هذا يعني أنهم أبرياء
وأخيرا فإن مسألة كراهيتك لتصرفات المسلمين السيئة الخاطئة تثاب عليها؛ لأنها إنكار للمنكر، كما أن إعجابك بالأخلاق الجيدة عند الكفار لا تعاقب عليه؛ فهو محمود والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على حاتم الطائي بأنه يحب مكارم الأخلاق، لكن الخطأ أن تحب الغربيين على ما هم عليه من الكفر، وتكره جميع إخوانك المسلمين لأجل خطأ بعضهم. وفقك الله وأرشدك للحق.