المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دعوتهم ولم يستجيبوا - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٩

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌التربية بالضرب والتخويف

- ‌الغيرة بين الأطفال

- ‌كيف أجيب على أسئلة ابني

- ‌ماهي الطريقة المثلى في تربية الطفل

- ‌مشكلتها: عدم الصبر على أولادها

- ‌الأنسب في تعليم اللغة للناشئين

- ‌الحيرة مع الأولاد

- ‌أريد لها الصلاح.. ولكن

- ‌السنة الدراسية الأولى: هم الوالدين وآمال الطفل

- ‌ابني يكره الصلاة

- ‌كيف أعلم ابني آداب قضاء الحاجة

- ‌ابنتي الصغيرة عنادها وبكاؤها

- ‌عناد الطفل

- ‌تربية الأطفال والعلاقات الأسرية

- ‌تربية الأولاد في بلاد الكفر

- ‌كيف نعالج أخطاء الأبناء

- ‌الطفل والسؤال المحرج

- ‌طفلتي وحب التملك

- ‌طفلي كثير الحركة

- ‌طفلي يرفض التعلُّم

- ‌ابنتها عصبية المزاج

- ‌بعد ولادتي لأخيه تغيرت طباعه

- ‌العلاقات الأسرية لدى المراهقين

- ‌مرحلة المراهقة

- ‌حتى لا تخسر ولدك

- ‌مراهق يغير صداقاته…ويحب المال

- ‌أبناؤنا ومزالق المراهقة

- ‌الاستقلالية والذات

- ‌لا أعترف بالمراهقة

- ‌مشكلة أبنائي الثلاثة

- ‌كيف نتعامل مع هذا المراهق

- ‌إخوتي والرفقة السيئة

- ‌أعايش وضعاً صعباً

- ‌كيف أربي أخوتي

- ‌هذا ما يفعله ابني.. فماذا اصنع

- ‌تربية الفتيات.. فن له أصوله

- ‌ابني سيئ الخلق

- ‌ابن أختي مراهق

- ‌والدي يحقرني ولا يرى فيَّ إلا العيوب

- ‌كيف نتعامل مع هذا المراهق

- ‌ابنتي لا تحترمني

- ‌حائرة مع بناتي

- ‌ابني والإنترنت

- ‌ابني انخفض مستواه

- ‌أختي والمرَاهَقَة

- ‌التربية الجنسية للأبناء

- ‌تعلق الفتاة بمهاتفة الشباب

- ‌أخي المراهق…أرهقنا

- ‌التعامل مع مشكلات الأولاد

- ‌ابنتي الصغيرة تسرق

- ‌ابني تغيَّر

- ‌أبي لم يعد يثق بي

- ‌طفلتي خجولة وعنيدة

- ‌طفلي.. والبديل

- ‌طفلي.. يخاف ويكذب

- ‌وعليكم.. حركته الزائدة.. تخيفيني

- ‌كذب الأطفال

- ‌عند غضبه يضرب رأسه بقوة، وعنيد أيضًا

- ‌ابني يكذب

- ‌ابني كثير المشاجرة

- ‌ابني متعلق بالقنوات

- ‌ابنتنا مدمنة أغانٍ

- ‌ابنتها المراهقة والمحادثات الغرامية

- ‌التعلق بالرضاعة بعد الفطام

- ‌كيف يرغب ابنه الصغير في الطاعات

- ‌طفلة لا تنام وتشعر بالخوف

- ‌ابنتي الصغيرة والعناد

- ‌ابني جهوري الصوت

- ‌كيف نتعامل مع أبنائنا الذين لا يصلون

- ‌ابني والدراسة متنافران

- ‌أفعال وسلوكيات.. مخلة

- ‌ابني يضرب عن الطعام

- ‌ابني يتحرش جنسياً

- ‌تشعر أن ولدها لا يحبها

- ‌ابني يكرهني

- ‌انحراف أبنائي

- ‌أختي الصغيرة تطالبنا بجوال

- ‌الأولاد وكثرة الشجار

- ‌أخي الصغير والإنترنت

- ‌أنا غريبة في أسرتي

- ‌ابنتي تعيش في عزلة

- ‌علاقة جنسية بين الأطفال

- ‌ثانيًا: العلاقات العاطفية

- ‌أرجوكم.. فرِّقوا بيننا

- ‌الحب

- ‌ضعيف الثقة بالنفس

- ‌كان قراراً حازماً..!! والآن

- ‌هل استمر في هذا الطريق

- ‌علاقة غير متزنة

- ‌لم يخطبها أحد، فهل تعذر لو تعرّفت على شاب

- ‌أحبته فتركها دون مبرر

- ‌تعرّفت على شاب نصراني فأحبته

- ‌تعرفَتْ على شاب وأبوها لا يبالي

- ‌لماذا لا تجوز ممارسة الحب قبل الزواج

- ‌العلاقة عبر الهاتف والإيميل

- ‌أحبه حتى بعد زواجه

- ‌متعلقة به وهو متزوج

- ‌كيف الخلاص من حبها

- ‌يمنعني من زواجها العلم وصغر السن

- ‌يمرض إذا لم تراسله

- ‌ومرة أخرى أحببت

- ‌أحبه وهو لا يدري

- ‌أحببتُه ولكن خطب غيري

- ‌هل الحب حرام

- ‌زواجي قريب..وبكاؤها يحزنني

- ‌ماذا أفعل مع أختي

- ‌انحراف أخواتي.... ما العلاج

- ‌علاقة عن طريق النت

- ‌الحب من خلال الإنترنت

- ‌علاقة خاطئة

- ‌أريد التعرف عليه

- ‌تعشق شاباً وسيماً

- ‌أحبه…وأريد أن أكون زوجته الثانية

- ‌علاقة هاتفية

- ‌أنا.. وأخت زوجتي

- ‌علاقتي مع هذه الفتاة

- ‌أنا متهم بأنني عاطفي

- ‌علاقاتي الغرامية والمستقبل

- ‌وأنا أيضاً عاشقة

- ‌أفلتت من بين أنياب الذئب

- ‌انقلب التعارف إلى حب

- ‌لقد ابتلاني الله بحبها

- ‌ترفض الزواج من ابن خالتها لأنها

- ‌خطأ سببه الأهل

- ‌اجتهدت في إرشادهنَّ فتعلقن بي

- ‌الإعجاب والتعلق

- ‌انقذوني من خالي

- ‌تعرفت عليه.. وعلاقتنا جادة، فما المحظور

- ‌حُبٌ مثلي

- ‌تعلقت بدكتور نصراني

- ‌هل هذا الحب طبيعي

- ‌معجبة بداعية

- ‌كيف أنصح هذه الفتاة

- ‌هل هذا حب في الله أم تعلق قلبي

- ‌صديقي فيه رقه

- ‌الصداقة والحب العاطفي

- ‌الفتيات والتعلق القلبي

- ‌ما رأيكم في هذه العلاقة

- ‌تعلق الفتيات بالداعية

- ‌صديقي كثير الشكوك فيمن حوله

- ‌ثالثا: انحرافات سلوكية

- ‌أخشى أن أعود للهروين

- ‌المخدرات

- ‌والدي يتعاطى المشروبات الكحولية

- ‌أخي يتعاطى الحشيش

- ‌اخوتي مدمنون

- ‌هل أقاطع هذا الصديق أم أستمر في نصحه

- ‌ابني المراهق يدخن

- ‌التدخين

- ‌زوجي يدخن

- ‌ابني يدخن، أريد الحل

- ‌كيف أتعامل مع هذا الطالب

- ‌كيف أقلع عن التدخين

- ‌علاج الشهوة

- ‌العادة السرية

- ‌ابني مراهق

- ‌العادة السرية

- ‌العادة السرية حطمتني

- ‌ماذا أقول له ليلة الدخلة

- ‌افتض بكارتها فهل يجب شيء غير التوبة

- ‌الزنا

- ‌زنت وتريد أن تتوب

- ‌وقع فيما يوجب الرجم

- ‌أعينوني على صديقي

- ‌أخي والخادمة

- ‌أدمن على الزنى فرغب عن الزواج

- ‌كيف أنقذ هذا الطفل من الاغتصاب

- ‌الشذوذ الجنسي

- ‌مشكلة الشذوذ

- ‌كيف أتصرف مع من أذنبت معهم

- ‌ابني والفاحشة

- ‌هل من مخرج من هذه المصيبة

- ‌أنا شاذ فأنقذوني

- ‌لا علاقة للجن بسرقة أخيك

- ‌السرقة

- ‌ابنتي تسرق

- ‌أختي تسرق

- ‌أختي همازة لمازة

- ‌السخرية والاحتقار

- ‌سلوك غريب من طفل صغير

- ‌اخرى

- ‌أعينوني على غض بصري

- ‌أدمنتُ النظر إلى الحرام

- ‌النميمة.. فرقت بيننا

- ‌أمارس الجنس مع محارمي في المنام

- ‌ابني التقط ألفاظاً بذيئة

- ‌أختي منحرفة

- ‌علاقة جنسية بين الأطفال

- ‌الحجب والمنع في تربية الأبناء

- ‌صدوف الطالب عن حلقة التحفيظ

- ‌أولاده من مطلقته النصرانية ومشكلة تربيتهم

- ‌تربية البنات بعد طلاق أمهن

- ‌زوجي.. وابنتي..والقلق

- ‌أهلي يعوقون تربيتي لأبني

- ‌ابنتي والإنترنت

- ‌تربية الابن في بلاد الغرب

- ‌ضريبة باهظة

- ‌تأتيها خواطر جنسية عند النوم

- ‌أخي والانترنت.. والفراغ

- ‌لهذا رضيتُ بالمقام في بلاد الغرب

- ‌مفتون بالإنسان الغربي النصراني

- ‌كيف أتعامل مع هذا الصديق

- ‌لقد تعبت كثيرا.. فماذا اصنع

- ‌التدرج في طلب العلم

- ‌طريقة جديدة في المذاكرة

- ‌ترك العمل للتفرغ لطلب العلم

- ‌فتاة تريد السفر للدراسة

- ‌أحبطت بسبب إكمالي الدراسة

- ‌أسباب الفهم الخاطئ في القراءة

- ‌مقترحات للاستفادة من القراءة

- ‌يُرغماني على الدراسة وأنا لها كارهة

- ‌علاقة بريئة…فهل أقطعها

- ‌أرغب التحول عن التخصص الشرعي

- ‌بأي التخصصات تنصحوني

- ‌مستواي الدراسي متدنٍ

- ‌ذلك "الشبح" المخيف.. الامتحان

- ‌والدي يعارضني في اختيار التخصص

- ‌أيهما أفضل.. طلب العلم أم تربية النفس

- ‌اللغة الإنجليزية.. كيف ادرسها وأتجنب محاذير الدراسة في الغرب

- ‌أرغمت على الدراسة في كلية لا ترغبها

- ‌كان متفوقاً في دراسته فانتكست حاله

- ‌استدراك وجواب حول (المشاكل التربوية التي تواجه المعلم)

- ‌مشاكل تربوية تواجه المعلم

- ‌خائف من الاختلاط

- ‌نصائح لمعلم تحفيظ القرآن

- ‌أخي يتحرَّش بأختي

- ‌إرشادات معينة على التفوق

- ‌أريد منهجاً أتَّبعه لتدريس الفتيات

- ‌مديرة مدرستي تظلمني

- ‌زهد شباب الصحوة في التخصصات غير الشرعية

- ‌الخيالات الجنسية

- ‌الشرود الذهني في الفصل الدراسي

- ‌يكره وصفه بالوهابي

- ‌كيف يملك نفسه عند الغضب

- ‌ استشارات دعوية وإيمانية

- ‌أولًا: أساليب الدعوة

- ‌زوجي يَرْشُو

- ‌دعوة الزوج والزوجة

- ‌زوجي انتكس

- ‌أخي لا يصلي

- ‌دعوة الأخوة والأخوات

- ‌صوت المنكر ينفذ إلى غرفتي

- ‌أود مناصحتها وأخشى انتقامها

- ‌لباس أختي غير محتشم

- ‌كيف أدعو أهلي

- ‌هل أقبل هذا المال من أخي

- ‌أخي لم يعد مسلماً ما العمل

- ‌لهذا لا أستطيع البرَّ بوالدي

- ‌دعوة الوالدين

- ‌أبي لا يصلي الفجر

- ‌كيف أدعو أهلي

- ‌أفضل الأساليب في دعوة أطفال الكفار

- ‌دعوة الأولاد

- ‌صديقتي تطلب الشهرة بكل سبيل

- ‌دعوة الأقارب والأصدقاء

- ‌وصايا لداعية صغير

- ‌التقاليد فقط تمنعه من الحرام

- ‌هذا ما يُعيقني عن الدعوة

- ‌وصمتُ اليهود بالإرهاب، فهل أنا مخطئ

- ‌الاغترار بسعة عفو الله

- ‌لا أستطيع العمل إلا مع جماعة

- ‌الاغترار بسعة عفو الله ورحمته

- ‌كثيرا ما تجنبت ذلك.. مخافة الرياء

- ‌جمع فظاظة وأفكارًا غالية! فهل نهجره

- ‌أخي وصلاة الفجر

- ‌أردت نصحه.. فوقع في الزنا

- ‌الداعية والرد على منتقديه

- ‌بسبب خلافات المتدينين انتكستُ

- ‌أريد أن أخدم ديني ولكن كيف

- ‌جدتي لا تصلي، فكيف ننصحها

- ‌كيف أتعامل مع هؤلاء

- ‌أجيد إسداء النصائح..واعجز عن تطبيقها

- ‌المسلمون في المهجر

- ‌قلة الامتثال

- ‌الجدية مع الناشئة

- ‌التردد في تربية الطلاب

- ‌أنا داعية…وعندي حساسية زائدة

- ‌الشباب وجوالات الجيل الثالث.. بين المنع والتحذير

- ‌مشكلتي في المحرك الذاتي

- ‌أجد هذا الأمر صعباً علي

- ‌النقد..وموقفنا من الآخرين

- ‌التأثير في الأصدقاء

- ‌شريعة الشباب، أفكار وأساليب

- ‌فتور الملتزم

- ‌صديقي كثير اللعن

- ‌الاحتجاج بالقدر على المعاصي

- ‌بين الدعوة ومواصلة التعليم

- ‌دعوتهم ولم يستجيبوا

- ‌الدعوة إلى الله وصعوبة التكلم

- ‌أصحابي يسخرون منِّي

- ‌صديقتي لم تعد كما كانت

- ‌حين تكون المَدرسة بيئة فاسدة

- ‌شباب الدعوة وحب الرياسة

- ‌كيف أستثمر مواهبي

- ‌نصائح في دعوة غير المسلم

- ‌هل يباهلونه

- ‌الناس في رمضان

- ‌هل لي من توبة

- ‌التزم ويريد العودة للمعاصي

- ‌اهتديت فناصبوني العداوة

- ‌أخاف أن أعود إلى الفاحشة

- ‌معاناتي مع صلاة الفجر

- ‌إخوتي منحرفون

- ‌كيف أحافظ على الصلاة

- ‌سفري.. أثر على ديني

- ‌سأعود للطريق.. رغماً عنهن

- ‌ابتليت ببعض المعاصي والكثير من العقوق

- ‌هددها بإسماع أهلها مكالماتها معه

- ‌بسبب الإنترنت انحرف وضعف إيمانه

- ‌أريد الالتزام وأخاف منهم

- ‌إعراض الخطّاب عني، هل هو عقوبة على خطيئتي

- ‌هذه خطيئتي.. فهل تُقبل صلاتي

- ‌أصبحت عنيفاً سيئ التعامل

- ‌الاستهزاء بالملتزم

- ‌الحجاب في الظروف الراهنة

- ‌حديث عهد بالتوبة

- ‌العودة إلى سابق عهدي

- ‌أشعر بفتور

- ‌مبتلى بالنظر إلى النساء

- ‌أهله يريدون أن يلبس الجنز ويحلق لحيته

- ‌مفهوم التدين

- ‌هل باب التوبة مفتوح

- ‌يزني ويتوب ثم يعود وهكذا

- ‌صراعٌ مع النفس

- ‌أسباب الهداية والتوبة

- ‌بسبب الحجاب يضطهدونها، فهل تتركه

- ‌تصفح المواقع الجنسية

- ‌يعاني من الرياء والعجب

- ‌الفتاة والقنوات الفضائية

- ‌الحور بعد الكور

- ‌كيف أتوب

- ‌الغناء مهنتي

- ‌يتوب ثم يعود

- ‌أشعر بالفراغ الروحي

- ‌مشكلتي في حجابي

- ‌كيف أحافظ على صلاتي

- ‌ماذا أفعل أمام هذه المغريات

- ‌هل لي من توبة

- ‌يتردد في ذهنه أنه سيعذب

- ‌الوحدة أم الرفقة السيئة

- ‌هل يغفر الله لي

الفصل: ‌دعوتهم ولم يستجيبوا

‌دعوتهم ولم يستجيبوا

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية

التاريخ 11/6/1425هـ

السؤال

ما رأيك: لي أربع سنوات وأنا أدرس في قرية، وأرى في استجابتهم ضعف، فهل أبحث عن قرية أخرى أقيم فيها بعض المناشط الدعوية؟.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب: سلام الله عليك ورحمته وبركاته.

لقد قرأت رسالتك الطيبة بطيبك، المباركة بما خطته يمينك، ولا أخفيك سراً أنه انتابني شعوران متناقضان: أما الأول: فهو فرحي وسروري بأنك تعمل في حقل الدعوة إلى الله، فالدعوة إلى الله فضلها عظيم، وأجرها كبير، فهي طريق الأنبياء والمرسلين، ومن سار على نهجهم من العلماء والمصلحين عبر الأزمنة والعصور، فهنيئاً لك أن سلكت هذا الطريق القويم، فاحمد الله على هذه النعمة العظيمة، "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين" [فصلت: 33] .

أما الشعور الثاني: وهو الحزن والأسى لضعف استجابة هؤلاء الناس لك، والذين هم في أمس الحاجة إليك؛ لتأخذ بأيديهم إلى طريق الهداية الذي امتن الله عليك بسلوكه، فكم كنت أتمنى منك أن تسأل عن الأساليب المتنوعة والمختلفة؛ حتى تستطيع أن تصل إلى قلوبَهم، بدلاً من أن تسأل عن الفرار وترك الساحة للجهل والشيطان.

أخي: هل تذكرت كم جلس نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه؟ ألفاً إلا خمسين عاماً، هل تذكرت كيف كان يدعوهم؟ استمع إليه وهو يناجي ربه، فيقول: "

رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً" [نوح: 5] ، ويقول: "ثم إني دعوتهم جهاراً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً" [نوح: 8-9] ، الله أكبر، الليل والنهار، الجهر والكتمان، الإسرار والإعلان، لم يترك وسيلة إلا واتخذها، ولا طريقاً إلا وسلكه، ولا باباً إلا وطرقه من أجل هداية قومه إلى الله، إنه العمل الدائم الذي لا يعرف التوقُّف، والجهد المستمر الذي لا يعرف الانقطاع، إنه العطاء الذي لا يعرف المنع، إنه البذل الذي لا يعرف الشح، إنه الإقدام الذي لا يعرف الجبن، إنها التضحية في أسمى معانيها؛ فالحياة كلها بليلها ونهارها موقوفة لله والدعوة إليه، ومع ذلك كيف كانت النتيجة؟ استمع إليه وهو يشكو بثه وحزنه إلى الله: "فلم يزدهم دعائي إلا فراراً وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً" [نوح: 6-7] ، بل وفوق هذا كله توعده قومه بأنه إذا لم يكف عن دعوتهم لينزلن به العقاب، فاستمع إليهم وهم يقولون له: "لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين" [الشعراء: 116] .

ص: 418

أخي الحبيب: سرِّح طرفك، وأمعن النظر في تاريخ تلك القافلة المباركة، قافلة الأنبياء والرسل - صلوات ربي وتسليماته عليهم جميعاً-، وهم يبذلون المهج والأفئدة، والدماء، والمال، والأنفس، وكل غال ونفيس، وبذله بسخاوة نفس في الدعوة إلى الله، وهداية البشر إلى طريق الهدى والنور، بكل ثقة وثبات، ويقين بنصر الله -تعالى- لهم، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى أتاهم الله بالنصر المبين، تجد العجب العجاب، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب إلى الطائف، ويحدث له ما هو معلوم للجميع، حتى دعا بهذا الدعاء المشهور، فما كانت النتيجة؟ نزل جبريل عليه السلام بأمر من الملك العلام سبحانه وتعالى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ملك الجبال، وقال جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قرأ عليه السلام إن الله قد سمع مقالة قومك لك، وهذا ملك الجبال قد أرسله الله لك، فأمُره بأمرك، فلو شئت أن يطبق عليهم الأخشبين- أي الجبلين العظيمين- لفعل، فماذا كان جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:"بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحده لا يشرك به شيئاً" متفق عليه أخرجه البخاري (3231-7389) ، ومسلم (1795) من حديث عائشة رضي الله عنها، وكان صلى الله عليه وسلم يقول حكاية عن نبي من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه:"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" البخاري (3477) ، ومسلم (1792)، وصدق الله حيث قال:"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"[التوبة:128] .

فيا - أخي الحبيب- ليكن لك في هؤلاء الثلة المباركة من أنبياء الله ورسله الأسوة الحسنة، والقدوة الطيبة، فلا تترك هذه القرية وتذهب إلى غيرها، وتذكَّر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه عندما دفع إليه الراية يوم خيبر لفتحها:"لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" متفق عليه عند البخاري (3701) ، ومسلم (2406) من حديث سهل بن سعد-رضي الله عنه.

أخي الحبيب: إذا نظرت إلى أهل الباطل من نصارى وغيرهم من أهل الكفر والإلحاد، والفسق والزندقة تجد عندهم من الصبر والجلد الشيء العظيم، من أجل نشر باطلهم وعقائدهم الفاسدة، فلزاماً على أهل الحق والخير أن يكونوا كذلك وأشد؛ لأنهم يدعون إلى الحق المبين، وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول:"أعوذ بالله من عجز الثقة وجلد الفاجر".

أخي الكريم: أرى لزاماً علي أن أنصحك بما يلي:

1-

الاستمرار مع هؤلاء الناس في الدعوة إلى الله، حتى وإن كانت استجابتهم ضعيفة.

2-

العمل الجاد على أن تجعل لك طلبة علم يحملون هم هذه الدعوة، حتى إذا خرجت من عندهم، كان هناك من يسد هذه الثغرة المهمة.

3-

فتش في نفسك؛ فلعل هناك خللاً ما في أسلوب دعوتك، قد يكون السبب في عدم استجابتهم لك.

4-

لا تستعجل قطف الثمار قبل الأوان؛ فتصاب بالحرمان.

5-

أكثر من القراءة في كتاب ربنا، وسنة نبينا- صلى الله عليه وسلم، وخصوصاً في الجوانب الدعوية.

ص: 419

6-

الدخول في دورات تطوير الذات كالخطابة، وأساليب الإقناع والتأثير، ونحو ذلك فإنها ترفع من كفاءتك في إيصال المعاني إلى الناس.

7-

عليك بالإكثار من مطالعة سير الصالحين من الأنبياء والرسل، والصحابة الكرام رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من العلماء الربانيين، ولعلك تقرأ سيرة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى-؛ ففيها النفع الكثير.

8-

عليك بالإكثار من القراءة في الكتب التي عنيت بالدعوة من حيث الطرق والأساليب.

9-

عليك باستشارة أهل العلم والدعاة، ومن عندهم خبرة في هذا المجال.

10-

عليك بصدق اللجوء إلى الله والتضرع إليه بالدعاء بأن ييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويطلق لسانك، ويلهمك الحجة البالغة.

11-

وأخيراً أود أن أهمس في أذنك وأقول: نحن الدعاة إلى الله أمرنا بالدعوة والتبليغ، أما استجابة الآخرين فهذا ليس من شأننا، فمن يشأ الله أن يهديه يشرح صدره للدعوة وسلوك طريقها، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيِّقاً حرجاً كأنما يصعّد في السماء، ولله الحكمة البالغة في ذلك، فما علينا إلا البلاغ المبين، وكذلك لا يشترط وليس من الضروري أن نرى ثمرة دعوتنا في القريب العاجل، أو نرى ذلك ونحن أحياء، بل قد يجنى هذه الثمار الأجيال القادمة، فكم من أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا وماتوا وهم لم يروا أي ثمرة لهذا الدين الجديد، ولكن أبناءهم ومن جاء بعدهم جنوا هذه الثمرة المباركة، فهذا ياسر وسمية وغيرهما رضي الله عنهم جميعاً- ممن قتلوا في بداية الدعوة لم يشاهدوا هذا الفتح المبين، ولم يجنوا ثمرة دعوتهم وجهادهم في سبيل الله، لكن عمار وخباب وبلال رأوا هذا كله، فليكن لنا فيهم - رضوان الله عليهم جميعاً- الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، وهذه سنة الله في كونه "وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً" [الأحزاب: من الآية62] . هذا والله أعلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 420