الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعليكم.. حركته الزائدة.. تخيفيني
..!!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد
التاريخ 25/6/1422
السؤال
أخي الكريم مشرف نافذة الاستشارات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
احد أبنائي يتمتع بطاقة كبيرة جدا!! لدرجة انه لاستطيع أن يلبث في مكانه أكثر من خمس دقائق وهو حساس جدا ويبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا.. ويدرس الآن في الروضة وخوفي عليه من معاملة مدرسيه. فقد يهملونه أو يضعونه في آخر الصف دون العناية به بسبب كثرة حركته!!! كما إن هذه الحركة تقلقني جدا
…
فماهي مشكلته الحقيقية!؟؟
أرجو منكم المساعدة في كيفية التعامل معها.. ولكم جزيل الشكر
الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. بالنسبة لاستشارتك.. فتعليقي عليها من وجوه:-
أولاً: الذي يظهر لدى ابنك من طاقة كبيرة -كما تسميها- هو ما يسمى علمياً بـ" النشاط الحركي الزائد " أو " فرط النشاط " وتتمثل أعراضه كثرة الحركة وعدم الاستقرار في مكان واحد لأكثر من دقائق.. وكثرة التململ حتى أثناء الجلوس.. والجري هنا وهناك والتعلق بالأشياء.. وربما تسلق بعض الأشياء الخطرة..!! وعدم التركيز على ما يقال أو استكمال الشيء حتى نهايته.. والشرود وكثرة النسيان.. وكثرة الكلام.. وعدم القدرة على الالتزام بالنظام.. والتحول من نشاط إلى آخر بسرعة وعدم الاستماع لما يقال.. ومقاطعة المتكلم والإجابة دون تفكير..!؟! وغيرها من أمور تؤكد للمتابع والملاحظ أن ما يعاني منه هذا الطفل مزيج من الفوضى والنشاط الحركي الزائد عن الحد.!!!
ثانياً: يعتقد البعض أن ما يسمى " بـ النشاط الحركي الزائد " هو مرض مستقل قائم بذاته. .وهذا اعتقاد خاطئ..!! فالنشاط الحركي الزائد يعتبر عرض لكثير من الاضطرابات المختلفة أو بعضها.. فقد يكون الطفل زائد النشاط بسبب تلف مخي أو اضطراب انفعالي أو ضعف عقلي.. أو خلل سمعي.. كما أن للوراثة أحياناً دور في ذلك.
ثالثاً: أثبتت العديد من الدراسات أن فرط النشاط كثيراً ما يزول أو يتحسن مع التقدم في السن.. وأن تبقى منه بعض الأعراض البسيطة التي لا تكاد تلحظ.. كما أن النشاط الحركي الزائد يصيب الأطفال العاديين.. وقد يصيب الأطفال شديدي الذكاء.. وقد يصيب الأطفال المتخلفين عقلياً.. إلا أنه في هذه الفئة يكون غير هادف وربما مؤذي بشكل أو بآخر!!!
رابعاً: من المهم هنا أن نشير إلى أنه يجب عدم الجزم بالتشخيص بشكل قاطع ما لم يكن ظهور هذه الأعراض أو بعضها في أكثر من مكان.. كالبيت والشارع والمدرسة وعند الأقارب وأن يكون ظهورها تم قبل سن السابعة.
خامساً: يمكن التعامل مع الطفل في مثل هذه الحالة عن طريق وضع برنامج يومي واضح يجب أن يطبقه بدقة.. والإصرار على ذلك عن طريق ما يسمى بـ" تكلفة الاستجابة " وهي إحدى فنيات تعديل السلوك وتعني هذه الطريقة [فقدان الطفل لجزء من المعززات التي لديه نتيجة سلوكه غير المقبول.. مما سيؤدي إلى تقليل أو إيقاف ذلك السلوك] ومثال ذلك إلغاء بعض الألعاب..بل وسحبها مقابل كل تجاوز يقوم به الطفل خارج حدود التعليمات.. وفي نفس الوقت يمكننا استخدام أحد الفنيات الأخرى وهي " الإقصاء " أي إبعاد الطفل إلى زاوية من زوايا المنزل تكون منعزلة إلى حدٍ ما وغير مرغوبة وإبقاءه لفترة من الوقت [خمس دقائق أو عشر دقائق] نتيجة لقيامه بتجاوز الحدود والتعليمات بشكل مزعج على أن يكون الأقصاء مباشرة بعد إتيانه لهذا التجاوز الملفت.. وفي نفس الوقت نستخدم أحد الفنيات الأخرى لتعديل السلوك وهي " التعزيز الموجب " وذلك يمنح الطفل مجموعة من النقاط عند التزامه بالتعليمات تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط تؤهله للحصول على مكافأة أو هدية أو مشاركة في رحلة أو غيرها وهذه الأساليب لتعديل السلوك ناجحة ومجربة في كثير من السلوكيات السلبية ومن ضمنها " النشاط الحركي الزائد" ولكن يجب التعامل معها بجدية ووضوح حتى لا تفقد معناها وقيمتها عند الطفل.. مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الطفل وأنه لا يمكنه الاستمرار والهدوء لفترة طويلة.. ولذلك فتستخدم في الأمور التي تجاوز حد القبول إما لضررها أو لخطرها..!! مع توضيح ذلك للطفل وذكر الحدود التي لا يمكنه تجاوزها.. وسيتخذ بحقه الإجراء المتفق عليه حيالها.. ويمكن أيضاً تكليف الطفل بإزالة الضرر الناتج عن سلوكه " التصحيح الزائد أو البسيط " كترتيب المكان.. أو تجفيف الماء المنسكب.. أو غيره.. ومع الوقت سيجد الطفل نفسه إمام مجموعة من الإجراءات التي تلزمه بالتفكير قبل الإقدام.. وهذه بداية التصحيح لسلوكه.
سادساً: إن لم تثمر هذه الطريقة.. فيجب زيارة الطبيب النفسي المختص لتشخيص الحالة بدقة.. ووضع البرنامج المناسب لها.. والذي قد يتظمن إعطاء الطفل بعض الأدوية لمدة وجيزة تساعده على تجاوز هذا الأمر.. والاستفادة من برنامجه للعلاج النفسي.
سابعاً: بالنسبة لمعلميه فالواجب زيارتهم وشرح مشكلة الطالب لهم.. والاستنارة بآرائهم.. وأخبارهم أن هناك برنامجاً علاجياً تطبقه مع الطالب.. وأنك تحبذ إشراكهم فيه بما يخصهم.. ولا اعتقد أبداً أن يمانعوا في ذلك.. متى ما تفهموه بل على العكس ستكون النتائج أسرع وأشمل بإذن الله.
ثامناً: لا تنسى أخي الكريم.. قبل ذلك وبعده.. صدق الالتجاء إلى الله بالدعاء بأن يصلح الله لك أبناءك ويحفظهم من كل سوء.. وتحر في ذلك مواطن الإجابة.. وألح في الدعاء.. فالله سبحانه قريب مجيب.