الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولاد وكثرة الشجار
المجيب د. نادية الكليبي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد
التاريخ 04/04/1425هـ
السؤال
أنا أم لثلاثة أطفال؛ الكبرى عمرها تسع سنوات، والثانية ست سنوات، والصغير عمره ثلاث سنوات، أطفالي هادئون ولله الحمد، ولكن بدأت ألاحظ أنهم أصبحوا كثيرو الشجار على أي سبب، والأمر الآخر هو أنني عندما أنهاهم عن خطأ يعيدوا فعله مرات ومرات، حتى الطفلة الكبرى، ولا أدري كيفية التعامل الصحيح معهم. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عزيزتي: الحديث عن التربية طويل جداً لا يكفي في هذه العجالة، ولكن سوف أذكر لك بعض القواعد؛ لعلها تساهم في حل بعض مشكلتك:
أولاً: ليس الخطأ في عالم الصغار تكرار الخطأ؛ وإنما الخطأ - أختي - تصور أطفال بدون أخطاء، ولو كانت متكررة.
ثانياً: - عزيزتي- كوني مثالية جداً جداً في أهدافك وطموحك فيما تريدين من أطفالك، ولكن كوني واقعية جداً في النتائج، فقد تكون النتيجة تشعر باليأس، ولكن لا تستعجلي؛ فلربما ترين ما يسرك ويثلج صدرك بعد حين، والمطلوب أن تستمري في العمل والتربية والتوجيه، ودعي أمر النتائج إلى الله -تعالى- فأنت مأمورة بالعمل، ولست مأمورة بثمرات ذلك العمل.
ثالثاً: كون أطفالك أصبحوا كثيرو الشجار، - هذا طبيعي-؛ لأنهم كبروا وبدأت المشاكسات، وقد يكون الآتي أكثر، فوطني نفسك بذلك، واستعيني بالصبر والدعاء والاستمرارية في التربية، وسوف ترين ثماره - بإذن الله تعالى-.
رابعاً: ومن الحلول العملية المفتوحة التي تساهم في التخفيف من مشكلة الشجار:
أ- ابحثي عن السبب؛ فأرجو ألا تكوني ممن صوته يعلو ويثور لأتفه الأسباب، فهذا يساهم في زيادة المشاكل.
ب- حاولي تفريغ الطاقات في نشاطات مفيدة سواء كانت عملية كالأعمال الفنية أو المواهب، أو اللعب الحركي مثل لعبة الحياة أو ما عداها، أو كانت نشطات ذهنية كالقراءة.
ج- تجنب الألعاب التي من شأنها إثارة أعصاب الأطفال وتزيد من حدة طباعهم كألعاب الكمبيوتر، أو ما يسمى ألعاب السوني، فهذا أحد ثمراتها النكدة عدا ما تحمله من فكر دخيل وبصمة غربية واضحة، وكذلك المرئيات التي تحمل طابع العنف أو الرعب.
د- أوجدي نوع من التآلف والتوافق بين الأختين من جهة، ومن جهة أخرى بين الأخ الصغير وبين الكبرى، في جو حماية ورعاية، ومع الصغرى تدريب ولعب وانسجام.
أما بالنسبة لتكرار الأخطاء فعليك بتنويع الأساليب في معالجة الخطأ، وتجنبي المباشرة في التوجيه ما أمكن، واجعليها كالملح في الطعام إن زادت أفسدت الطعم وإن نقصت ذهبت لذة الطعام، ومن الأساليب القصة فلها أثر بالغ على الناشئة، بل حتى الكبار، ويكفي أن تعرفي أن ثلث كتاب الله -تعالى- قصص، وعليك باستخدام الثواب والعقاب تارة، وأكثري من التشجيع تارة أخرى؛ فقد دلت الدراسات أنه من أفضل الطرق لتقديم الناشئة، وقبل ذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان مصدر التشجيع والإقبال على الكمالات لجميع أصحابه صغاراً وكباراً - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- وكوني قدوة لهم في ترك الخطأ فعيونهم معلقة بك وبوالدهم، فاتقي الله فيهم.
وكما قلت الحديث في التربية طويل ومتشعب؛ لذا أنصحك بكثرة القراءة في مجال التربية والسماع للأشرطة التي تتحدث عن هذا الجانب فإنها تزيدك معرفة وخبرة، ومن ثم قدرة في التعامل مع المواقف، ولعل الموقع يساهم في توفير عناوين من الكتب والأشرطة المتخصصة الهادفة تنير لك الدرب وتعينك. أسأل الله -تعالى- أن يقر عينك بتربيتك؛ إنه مولى ذلك والقادر عليه.