الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا غريبة في أسرتي
المجيب أ. شرف النعمي
عضو هيئة التدريس في كلية المجتمع بأبها
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد
التاريخ 8/04/1426هـ
السؤال
لدي صديقة تشتكي من سوء معاملة أختها الصغرى لها، صديقتي هذه كانت تعيش عند خالتها، وعندما بلغت سن الثانية عشرة ذهبت إلى أهلها؛ لأن خالتها طلبت من أم صديقتي أن تأخذها كابنة لها؛ لأنها لا تنجب، فأم صديقتي وافقت على ذلك لحبها الشديد لأختها، وعندما بلغت صديقتي سن الثانية عشرة ذهبت إلى أهلها، فهم لم يتقبلوها، فاندهشت لذلك، وأصبحت يتيمة بين أسرتها لا تشعر باهتمام وحب والديها وإخوانها وأخواتها، وزيادة على ذلك أختها الصغرى معاملتها مع الناس جميلة جداً، لكن مع أختها عكس ذلك، لدرجة أنها تضربها، وتبصق عليها وتحقرها، وتسخر منها دائما ولا تحترمها، حتى إنها لا تسمح لها بدخول المطبخ؛ لكي تكون فاشلة في فنون الطبخ. اشتكت إلى أهلها من سوء معاملة أختها، لكنهم لم يساندوها؛ لأن شخصيتهم ضعيفة أمام أختها الصغرى، صديقتي تعيش في منزل أهلها، وهم متشددون في الدين، وكل شيء ممنوع، قناة المجد ممنوعة، الصحف، الكمبيوتر ممنوع، البنت ما لها إلا البيت، فصديقتي الآن أصيبت بحالة اكتئاب حادة جداً، انطوائية، معظم وقتها في غرفتها لوحدها بين أربعة جدران، فلا أحد يسأل عنها، المهم إرضاء أختها الصغرى، فإذا لم ترض أختها الصغرى ستقلب البيت رأساً على عقب، فهم لا يريدون المشاكل، عمر صديقتي 26 عاماً، وعمر أختها 22 فماذا أفعل لها؟ أريد حلاً لمشكلتها.
الجواب
أولاً: أحب أن أشكر لك -أيتها الصديقة الصدوقة- مشاعرك النبيلة تجاه صديقتك.
ثانياً: بالنسبة لصاحبة المشكلة، والتي هي ليست بفتاة صغيرة طبعاً، فأنا أنصحها أن تحاول اللجوء إلى خالتها لتساعدها في هذا التوجه المضاد لها، لأنه لا يوجد شيء بدون سبب، فقد يكون السبب هو غيرة الأخت الصغرى من جمال أختها، أو خوفها أن تأخذ جزءاً من حنان الأم والأب إذا ما ظهرت بصورة حسنة، لذلك فإن نقطة البدء في علاج هذه المشكلة هي:
أ- الخالة ومحاولتها فهم سلوك الأخت الصغرى، والوقوف على سبب ذلك.
ب- على صاحبة الرسالة التفحص في أدائها؛ لأنه يمكن أن تكون ذات عادات أو سلوكيات خاصة أو غربية من حيث النظافة - التحدث
…
إلخ، ولكن يضيق ويضجر منها الآخرون، خاصة وأن الرسالة المرسلة إلى موقع "الإسلام اليوم" لم يتضح من خلالها هل استمر العداء قرابة 14 سنة منذ كان عمرها 12 عاماً، أم ماذا كان موقف الأسرة في بداية استقبال ابنتهم إليهم؟.
ج- أنت -أيتها الصديقة- لا بد وأن يكون لك دور في كشف النقاب عن حياة صديقتك وما يحدث فيها؛ لأن المعلومات التي سردتيها عنها كانت منقولة منها، وليس إحساسك بالظلم الذي يقع عليها، لذلك فعليك الاقتراب أكثر من حياتها؛ لتعلمي المواقف الحرجة التي مرت بالفعل في حياة صديقتك عقب ذهابها إلى أسرتها الأصلية.
كل ما أنصح به هو أنه لا يوجد في الدنيا شيء يحدث بدون سبب، فإذا رغبت في العلاج لا بد وأن تحددي السبب الحقيقي وراء ما يحدث.
وأخيراً: أدعوك لأن تحسني إلى أختك الصغرى بأخلاق تفوق أخلاقها؛ حتى يتسنى لها الاقتناع بأنك لست عدوة ولا منافسة لها في المنزل، بل قد تكوني مشاركة لها ومعاونة، وتذكري قول الله -تعالى- في سورة فصلت:"ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".