الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفلتت من بين أنياب الذئب
المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-ً
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 29/12/1425هـ
السؤال
أنا فتاة، أبلغ من العمر 18سنة، تعرفت على شخص عن طريق الجوال، وتعلقت به تعلقاً شديداً، جلست فترة وأنا أتحدث معه، فقال لي: أريد مقابلتك، فوافقت، وجاء الموعد وذهبت إليه، وفعلنا مثل ما يفعل الأزواج إلا الزنا، وجلست فترة وأنا أتحدث معه، ثم علمت والدتي بالموضوع، وأخذت مني الجوال، وأخذت شريحة أخرى وتحدثت معه، علماً أنه متزوج ولديه أطفال، فماذا أفعل لأمحو ذنبي، وهل سيعاقبني الله ويفعل بي مثل ما فعلت بزوجته، بمعنى أصح هل سيطبق علي المثل (كما تدين تدان) ؟ أرجوكم أفيدوني.
الجواب
قبل أن أعاتبك -يا ابنتي- أهنئك بأن الله عز وجل قد أنقذك من هذا الوحش المفترس، بعد أن أصبحتِ بين مخالبه وأنيابه، وخرجت وأنت لا زلتِ تحتفظين بعفتك وشرفك.
ابنتي الكريمة، إن دخولك في علاقة مع رجل لا يحل لك جريمة، فكيف إذا كان متزوجاً وله أطفال، إن هذا لدليل ظاهر على أنَّ هذه العلاقة علاقة عابثة، وشهوانية، وليست علاقة جادة يمكن أن تنتهي بالزواج، فأنت تستمتعين بمعسول الحديث الذي يصبه في أذنيك، وهو يستمتع بك شهوة ولذة، وهذا الأمر محرم عليكما جميعاً، ولكن عواقبه التدميرية تقع عليك أنت، وأما هو فإنه يذهب بعد أن ينال منك ما يريد، وكأن شيئاً لم يكن.
ابنتي الحبيبة إن عليك اتخاذ قرار حازم في قطع العلاقة مع هذا الشخص أو غيره، فهذه العلاقات العابثة تنتهي بمآسٍ مدمرة، واعلمي -يا ابنتي الكريمة- أنك لست أول من يرسل مشكلة من هذا النوع، ولكنك أرسلت رسالتك قبل أن يقع الخراب والدمار لمستقبلك، إن رسائل كثيرة تأتينا من فتيات فقدن أعز ما يملكن، ثم أصبحن يعشن في وضع مأسوي، -أسأل الله ألا تعيشي مثله- فقدن الشرف وعبث بهن من عبث، ثم تلفتن يمنة ويسرة فإذا هذا الذي افترسها وأخذ شرفها أول من يتنكر لها ويتخلى عنها ويحتقرها ويزهد فيها بعد أن أسكرها بمعسول الكلام، وزيف الوعود.
ابنتي الكريمة، إن عليك أن تحافظي على عفتك وشرفك وأخلاقك، وتسارعي بالزواج من شاب عفيف مستقيم يعيش لك وتعيشين له، وتنالان مع بعضكما اللذة والمتعة المباحة التي أحلها الله، وسوف تتذوقين دفء المشاعر، وحميمية اللقاء، مع سكينة الأمان، وترين كل يوم بناء لبنة في مشروع العمر، حيث بهجة الأمومة، ونعمة الاستقرار في كنف علاقة شريفة مباركة.
أي بنيتي: إن أول خطوة عملية في طريق توبتك أن تتخلصي من هاتفك الجوال ومن أي شريحة معك، تحطمينها وتحطمين كل رقم يعرفه هذا الشخص فلا تستعملينه إطلاقاً؛ لأن عزيمتك قد تنهار إذا رأيت رقمه أو سمعت نغمة صوته، ولست بحاجة إلى أن تعرضي نفسك لهذا الامتحان، فالحذر الحذر قبل أن تفقدي -بالاستدراج الماكر- أعز ما تملكين، فإذا عزمت على ذلك فاعلمي أن التوبة تمحو الذنوب والخطايا مهما عظمت، وأن الله يتوب على من تاب، وإنك إذا تبت توبة صادقة عزمت فيها على عدم العودة، فإن الله عز وجل سيتقبل توبتك ويوفقك ويعفو عنك، ولن يقع لك في حياتك -بإذن الله- ما تخافين منه، وهو أن تتكرر العلاقة الآثمة مع من تتزوجين في المستقبل.
فإن الندم توبة، والتوبة تهدم ما كان قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلمي أن مما يعينك على الاستمرار في الاستقامة إعادة النظر في علاقاتك وبالارتباط بصحبة صالحة تعينك على الخير، وملء وقتك بالمشاريع النافعة التي تستهلك طاقتك وتفكيرك، ووضع برنامج جاد للقراءة المفيدة النافعة، والدخول في برامج تطوير الذات، واكتساب المهارات مع تقوية صلتك بربك بالمحافظة على الأذكار وسنن الصلوات، وصوم النوافل، وقراءة القرآن.
وفقك الله وتولاك.