الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب "لا يقال " السلام على الله
"
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله: "باب لا يقال: السلام على الله".
قوله: "في الصحيح عن ابن مسعود إلخ". هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده; السلام على فلان وفلان "1. الحديث وفي آخره ذكر التشهد الأخير. رواه الترمذي من حديث الأسود بن يزيد عن ابن مسعود.
وذكر في الحديث سبب النهي عن ذلك بقوله: " فإن الله هو السلام ومنه السلام "2. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة المكتوبة يستغفر ثلاثا ويقول: " اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت
_________
1 البخاري: كتاب صفة الصلاة (835) : باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب، ومسلم: كتاب الصلاة (402)(58) : باب التشهد في الصلاة: باب تخيير الدعاء بعد الصلاة على النبي، وابن ماجة: في إقامة الصلاة (899) : باب ما جاء في التشهد من حديث شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
2 الترمذي: في الصلاة (289) : باب ما جاء في التشهد. من حديث الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وأخرجه النسائي أيضا (2/ 237 ، 238) من هذا الطريق أيضا.
يا ذا الجلال والإكرام " 1.
الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله؛ فإن الله هو السلام " 2.
وفي الحديث: " إن هذا هو تحية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى "3.
وفي التنزيل ما يدل على أن الرب تبارك وتعالى يسلم عليهم في الجنة 4. كما قال تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} 5.
ومعنى قوله: "إن الله هو السلام" إن الله سالم من كل نقص ومن كل تمثيل، فهو الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل عيب ونقص.
قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: " السلام اسم مصدر. وهو من ألفاظ الدعاء. يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبر فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية. وفيه قولان مشهوران:
الأول: أن السلام هنا هو الله عز وجل. ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو ذلك. فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز وجل اسم "السلام" دون غيره من الأسماء.
الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية. ومن حجة أصحاب هذا القول: أنه يأتي منكرا، فيقول المسلم:"سلام عليكم"، ولو كان اسما من أسماء الله لم يستعمل كذلك. ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبرا ودعاء".
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وفصل الخطاب أن يقال: الحق في مجموع القولين. فكل
1 أحمد (6/145) .
2 مسلم: الصلاة (402)، والنسائي: السهو (1298)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/382 ،1/413)، والدارمي: الصلاة (1340) .
3 أخرجه مسلم: كتاب المساجد (591)(135) : باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته. من حديث ثوبان رضي الله عنه.
4 منكر. جزء من حديث طويل رواه ابن أبي الدنيا، وأبو نعيم معضلا. ورفعه منكر كما قال المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 271) .
5 سورة يس آية: 58.