المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخاتمة بعد رحلتنا في بحثنا هذا وبعد معايشة الباحث له يمكن - قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه

[إيهاب سلامة]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث في أثناء الدراسة:

- ‌ خطة البحث

- ‌تمهيد

- ‌ ترجمة سيبويه

- ‌ الاسم والنشأة والوفاة:

- ‌ أسفاره العلميَّة:

- ‌ شيوخه:

- ‌ منزلة سيبويه العلميَّة:

- ‌ كتاب سيبويه:

- ‌ وقت تأليفه:

- ‌ القيمة العلميَّة للكتاب:

- ‌ منهج الكتاب:

- ‌ أهم المصطلحات المستخدمة في البحث:

- ‌ المصطلح الأول ((…السِّياق)):

- ‌ المصطلح الثاني ((…التَّقْعِيدالنَّحْوِيّ)):

- ‌ المصطلح الثالث ((…التوجيه الإعرابِيّ)):

- ‌ المصطلح الرابع ((…الأصل)):

- ‌ المصطلحات ((…الغالب، الكثير، القليل، الضعيف، الشاذ، الردئ

- ‌الفصل الأول: السياق والمنهج عند سيبويه

- ‌مقدمة:

- ‌المبحث الأول: سيبويه والسِّياق:

- ‌ سيبويه يقوم بالتَّقْعِيدالنَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ من خلال النصوص الحَيَّة المنطوقة:

- ‌اعتبار سيبويه للسياق:

- ‌المخاطب والمُتَكَلِّم أبرز عناصر سياق الحال التي اهتَمَّ بها سيبويه:

- ‌ المبحث الثاني: خطوات إجرائِيَّة ومنهجِيَّة قبل التقيعد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه:

- ‌1 ــ تصنيف اللُّغَة إلى تراكيب نمطِيَّة مُجَرَّدة:

- ‌2 ــ الإحصاء العددي للتراكيب النَّمَطِيَّة:

- ‌3 ــ تتَبُّع التركيب اللغويّ المُعَيَّن قيد البحث في السِّياقات المختلفة وربطه بدلالة السِّياق إِنْ وجدت:

- ‌4 ــ معايشة التراكيب اللُّغَوِيَّة في نصوصها المنطوقة:

- ‌الفصل الثاني: دور سياق الحال في التوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه

- ‌1 ــ المبحث الأول: أهمِيَّة سياق الحال في التوجيهات الإعرابِيّة عند سيبويه:

- ‌أوجود تراكيب نحوِيَّة لا يصِحُّ تركيبُها ولا تصِحُّ كينونتُها وبالتالي لا يصِحُّ توجيهها نحويا إلا إذا قامت قرينة من سياق الحال تُصَحِّحُها:

- ‌ب وجود تراكيب نحوِيَّة توجَّه في إطار معرفة قرينة السِّياق:

- ‌ت يستعين به أحيانا في شرح توجيهه:

- ‌ث يفسِّرُ بالسِّياق مَرْجِعِيَّة الضمير:

- ‌ج خطورة عدم الاعتداد بقرينة السِّياق وأثره في التوجيه:

- ‌2 ــ المبحث الثاني: إثراء السِّياق للتوجيهات الإعرابِيّة والدِّلالِيَّة:

- ‌ حال المُتَكَلِّم ودوره في التوجيه الإعرابِيّ وإثرائه:

- ‌ المخاطب ودوره في التوجيه الإعرابِيّ وإثرائه:

- ‌3 ــ المبحث الثالث: تَحَرُّك سيبويه بحُرِّيَّة في توجيهاته النحوِيَّة في حالة عدم اللَّبس:

- ‌الفصل الثالث: دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ عند سيبويه

- ‌المبحث الأول: سياق الحال والجملة الاسمِيَّة:

- ‌ السِّياق والابتداء بالمعرفة:

- ‌ الحذف في الجملة الاسمِيَّة وسياق الحال:

- ‌ قرينة السِّياق والحال النَّحْوِيّ:

- ‌المبحث الثاني: سياق الحال والجملة الفعلِيَّة وما يتعلق بها:

- ‌ سياق الحال يُؤَثِّر في كينونة الجملة الفعلِيَّة أيضا:

- ‌ الترتيب بين العناصر المكوِّنة للجملة الفعلِيَّة:

- ‌ السِّياق وإعمال اسم الفاعل عمل الفعل:

- ‌ نواصب الفعل المضارع:

- ‌ المفعول المطلق:

- ‌ دور قرينة السِّياق في إعمال ظن وأخواتها أو إلغاء عملها:

- ‌ الحذف في الجملة الفعلِيَّة:

- ‌المبحث الثالث: سياق الحال والتوابع:

- ‌ أولا البدل:

- ‌ ثانيا التوكيد:

- ‌ ثالثا النعت:

- ‌ رابعا العطف:

- ‌المبحث الرابع: سياق الحال والأساليب النحوِيَّة:

- ‌1 ــ أسلوب الاستفهام:

- ‌2 ــ أسلوب النفي:

- ‌3 ــ أسلوب التفضيل:

- ‌4 ــ أسلوب النداء:

- ‌5 ــ أسلوب التحذير والإغراء والاختصاص:

- ‌6 ــ أسلوب الاستثناء:

- ‌7 ــ أسلوب القسم:

- ‌8 ــ النصب على التعظيم أو الذم:

- ‌المبحث الخامس: سياق الحال والأدوات النحوِيَّة:

- ‌ المبحث السادس: سياق الحال والتنوين والتنكير والتعريف:

- ‌الفصل الرابع: سياق الحال والقواعد الصَّرْفِيَّة

- ‌ المبحث الأول: سياق الحال ودلالة الفعل الزَّمَنِيَّة والمصادر والمشتقات

- ‌أ - سياق الحال والدِّلَالَة الزَّمَنِيَّة للفعل:

- ‌ج - سياق الحال ودلالة أوزان المصدر:

- ‌ح - سياق الحال ودلالة المشتقات:

- ‌ المبحث الثاني: سياق الحال ومعاني الأوزان الصَّرْفِيَّة:

- ‌الفصل الخامسالسِّياق وسيبويه والنظَرِيَّةالنحوِيَّة

- ‌ المبحث الأول:‌‌ تعريف مصطلح النظَرِيَّة، وأهم خصائص النظَرِيَّةالعلميَّة:

- ‌ تعريف مصطلح النظَرِيَّة

- ‌ أهم خصائص النظَرِيَّة العلميَّة:

- ‌ المبحث الثاني:‌‌ النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة:

- ‌ النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة:

- ‌ نقد نظَرِيَّة العامل:

- ‌الخاتمة

- ‌قائمة المصادر والمراجع

- ‌أولا ـ المصادر والمراجع العربِيَّة

- ‌ثانيا المراجع الأجنبية

- ‌ثالثا: المجلات والدوريات

- ‌ملخص الرسالة

الفصل: ‌ ‌الخاتمة بعد رحلتنا في بحثنا هذا وبعد معايشة الباحث له يمكن

‌الخاتمة

بعد رحلتنا في بحثنا هذا وبعد معايشة الباحث له يمكن أَنْ نخرج بالنتائج التالية:

1 ــ لا كلام ولا نصّ بدون سياق.

2 ــ يمكن تقسيم سياق الحال من حيث اللحظِيّة والديمومة إلى قسمين:

أسياق حال لحظِيّ وقتِيّ عابر.

ب سياق حال شبه ثابت، يتمثل مثلا في العرف الاجتماعِيّ والعادات والتقاليد والخلفيَّة العَقِيدِيّة.

3 ــ يتحكم السِّياق في إرادة المُتَكَلِّم التي تختار الأسلوب أو الأداة المناسبتين لهذا السِّياق، والكلام باعتباره نشاطا أو استجابة يتَأَثَّر بهذا السِّياق. فالسِّياق يمثل الدافع Motive أو الحافر Incentive لاختيار هذا الأسلوب أو تلك الأداة.

4 ــ يفضل عند دراسة اللُّغَة الأخذ بالمنهج الاجتماعِيّ السِّياقي؛ لأَنَّ ذلك يكفل لنا الوصول إلى نتائج صحيحة خالية من الاضطراب والخلط، كما أَنَّ الأخذ به يجعل المعنى سهل الانقياد للملاحظة والتحليل الموضوعي.

5 ــ اعتبار السِّياق عند تحليل اللُّغَة ودراستها أمر من الأهمِيَّة بمكان، وإهماله يؤدي إلى:

أاضطراب القاعدة النحوِيَّة، مثل ما قيل عن جموع القِلَّة والكثرة، ونفي النفي.

ب عدم استيعاب التوجيه النَّحْوِيّ والبلاغي عقليا، وصيرورة اللُّغَة إلى فوضى، وقتل الحياة في اللُّغَة.

ت تفَكُّك أوصال النَّصّ.

ث الوقوع في مأزق عَقِيدِيّ، خاصة عند التعامل مع الآيات القُرْآنِيَّة والأحاديث النبَوِيَّة الصحيحة.

6 ــ من القواعد العلميَّة المراعاة عند تقعيد القاعدة:

• ملاحظة مسرح الحدث اللغويّ والعنصر الاجتماعِيّ.

• الاعتماد على الأكثر.

• الاعتماد على الاستقراء والقياس.

7 ــ فطن علماؤنا من قديم إلى أهمِيَّة السِّياق وعلى رأسهم الإمام ابن قيم الجوزية صاحب نظَرِيَّة السِّياق، فقال عنه: «السِّياق يرشد إلى تبيين المُجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد

وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المُتَكَلِّم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته».

ص: 365

8 ــ كان سيبويه يقوم بالتَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ من خلال النصوص الحَيَّة المنطوقة، وكان ينتبه لبعض التفصيلات الصَّوْتِيَّة الدقيقة جدًا مثل الإشمام والإدغام، وهذا يعني انتباهه لما هو أهم من ذلك من ملابسات السِّياق المختلفة.

9 ــ استغل سيبويه السِّياق في إثراء التوجيهات الإعرابِيّة والدِّلالِيَّة، فاستغل المُتَكَلِّم وإمكانيَّة سكوته وإرادته وحالته النفسِيَّة في هذا الإثراء، وكذلك استغل المخاطب في هذا الإثراء.

10 ــ كان سيبويه يتَحَرُّك بحُرِّيَّة في توجيهاته النحوِيَّة في حالة عدم اللَّبس.

11 ــ العادة والعرف الاجتماعِيّان في البيئة المُعَيَّنَة يؤثِّران على التوجيه النَّحْوِيّ.

12 ــ ردد كثيرٌ من النُّحَاة بعد سيبويه الأمثلة عينها التي نلمح فيها استغلال سيبويه لسياق الحال؛ مما يدل على أَنَّ هذا البعد السِّياقي كان معلوما لديهم.

13 ــ المخاطب والمُتَكَلِّم أبرز عناصر السِّياق التي اهتَمَّ بها سيبويه.

14 ــ الخوف من اللَّبس ووقوع المخاطب فيه كان نصب عيني سيبويه طوال تقعيده النَّحْوِيّ وتوجيهاته النحوِيَّة.

15 ــ لعب السِّياق دورا مهما في التوجيهات الإعرابِيّة عند سيبويه، تمثل في:

أوجود تراكيب نحوِيَّة لا يصح تركيبها ولا تصح كينونتها إلا إذا قامت قرينة من سياق الحال تُصححها.

ب وجود تراكيب نحوِيَّة توجه في إطار معرفة قرينة السِّياق.

ت يستعين به أحيانا في شرح توجيهه.

ث يمثل السِّياق أحيانا مَرْجِعِيَّة الضمير.

ج خطورة عدم الاعتداد بقرينة السِّياق وأثره في التوجيه.

16 ــ أشار العلماء السابقون بعد سيبويه إلى بعض جوانب المنهج الذي كان سيبويه يسير عليه في كتابه، ومنه:

أتوثيق الرواية، والتَّثَبُّتُ فيما ينقله من كلام العرب وكلام العلماء، متأثرا في هذا بمنهج المُحَدِّثين؛ إذ إِنَّهُ كان يطلب في بداية حياته علم الحديث والآثار والفقه.

ب الاعتماد على المشهور.

ت الاعتماد على السِّياق.

ث الأخذ بالقياس أحيانا.

ج الميل للشعر عند التَّقْعِيد.

17 ــ ومن خلال دراستنا للكتاب وقفنا على عناصر أخرى لهذا المنهج، هي:

ص: 366

أكان سيبويه يصنف اللُّغَة إلى تراكيب نمطِيَّة مُجَرَّدة.

ب الإحصاء العددي للتركيب النَّمَطِيّ المستخلص.

ت تتَبُّع التركيب اللغويّ المُعَيَّن قيد البحث في السِّياقات المختلفة وربطه بدلالة السِّياق إِنْ وجدت.

ث معايشة التراكيب اللُّغَوِيَّة في نصوصها المنطوقة.

18 ــ أخذ سيبويه منهجه الإِحْصَائِيّ من أستاذه الخليل، ومن خلال هذا الإحصاء فسر بعض المسائل النحوِيَّة. والأمور الصَّرْفِيَّة.

19 ــ سيبويه في إحصائه الوصفي المسحي يحدد البيئة اللُّغَوِيَّة) المجتمع (الذي يستقي منها، ويعتمد الأسئلة المباشرة، ولا يخلط ما تَتَمَيَّز به بيئة لغَوِيَّة عن بيئة أخرى، فهو يحفظ لكل بيئة لغَوِيَّة خصوصيتها اللُّغَوِيَّة: النحوِيَّة والصَّرْفِيَّة.

20 ــ كان سيبويه يتَتَبَّع التركيب تتَبُّعا رأسيا وأفقيا.

21 ــ كان سيبويه يهتم بالواقع اللغويّ كما هو، ويحترمه في تقعيده النَّحْوِيّ ولا يمكن أَنْ يفتري على اللُّغَة من القواعد ما ليس فيها، وبعد أَنْ يقف عليه يفسره. ويقيم قواعده على الأكثر.

22 ــ من الفوائد العملِيَّة لمنهج سيبويه:

أما يقوله سيبويه من نتائج سيكون مرتبطا باللُّغَة وليس بالأحداث الكلامِيَّة الوقتِيَّة العارضة.

ب من خلال هذا المنهج فالأمثلة التي يضربها سيبويه لتوضيح قواعده ما هي إلا أمثلة تمثل ((تراكيب وبنية لغَوِيَّة)) موجودة في اللُّغَة.

ت إن وقوفنا على هذه العناصر ــ وخاصة عنصر الإحصاء ــ يرفع مصداقية سيبويه في أقواله وتقريراته؛ إذ أَنَّها ليست وليدة معالجة نصّ واحد أو اثنين، بل لأَنَّ معظم هذه الأقوال والتقريرات ناتجة عن دراسة لمعظم نصوص اللُّغَة.

ث ووقوفنا على منهج سيبويه وخاصة تنميطه للتراكيب اللُّغَوِيَّة يدلنا على أَنَّه اتبع الطريق الصحيح في تقعيد القواعد، فهذا التتَبُّع يشبه ما أسماه العلماء بـ «القياس الاستقرائي» الذي سبق أَنْ أشرنا إليه في التمهيد.

ج الوقوف على المنهج بشكل عام مكننا من ملاحظة وجود تأثير لسياق الحال على اللُّغَة، ومكننا من إثبات وجود ترابط بين تراكيب مُعَيَّنَة ودلالات سِيَاقِيَّة مُعَيَّنة.

ص: 367

ح بعد الوقوف على هذا المنهج أصبحنا نفهم بشكل واضح وصريح المصطلحات التي كان يصف بها سيبويه بعض الجمل، مثل:«ضعيف، قوي، جَيِّد، كثير قبيح، خبيث» ؛ فهذه مصطلحات قائمة على الجانب الإِحْصَائِيّ الذي قام به سيبويه للتركيب النَّمَطِيّ الذي يدرسه.

خ من خلال الوقوف على هذه العناصر سنفهم أسباب تقوية سيبويه لتوجيه نحوي ما أو تضعيف آخر؛ فالتقوية ستكون نتيجة أَنَّ هذا التركيب هو الأكثر إِحْصَائِيّا من التركيب الآخر.

23 ــ الاهتمام بالإثراء الدِّلَالِيّ في النصوص الشَّرْعِيَّة والأدبيَّة أمر مطلوب بل هو واجب في حد ذاته.

24 ــ سياق الحال باعتباره ملمحا اجتماعيًّا كان معتبرا عند اللغويّين والنَّحْوِيّين ومنهم سيبويه ويمكن أَنْ يعد أصلا يضاف إلى أصول نظَرِيَّة النُّحَاة العرب، فإِنَّهُ أصل مستأنس لديهم باطراد، مستشعر في تحليلاتهم على نحو يمثل استخراجه إحياء لأصل من أصولهم صدروا عنه، وإن لم يصرحوا به.

25 ــ البيئة العلميَّة بما فيها من خلفيَّات ثقافيَّة وفكرية تؤثر على علمائها، وهذا مصداق لقول الفلاسفة «إِنَّهُ لا سبيل لنا إلى فهم تاريخ الأعمال إِنْ لم نرجع أولا وقبل كل شيء إلى تاريخ الأفكار» .

26 ــ هناك مجموعة من الأساليب يمكن أَنْ يضمها مصطلح واحد هو «الأساليب

السِّياقِيَّة»، أو «الأساليب المقامية» ؛ وذلك لاحتياج كينونتها إلى السِّياق، وهي: الاستفهام القسم، النداء، التحذير والإغراء والاختصاص، الاستثناء، التفضيل، النفي.

27 ــ من خلال دراسة كتاب سيبويه يتبين أَنَّ اللُّغَة لها نوع منطق ونظام داخليين، وأنَّ اللُّغَة تهتم بما هو حاضر على ما هو غائب.

28 ــ من خصائص المثل اللغويّ كثرة الاستعمال، وارتباطه بسياق حال ما.

29 ــ من أسباب تعَدُّد الرواية للمرويات يرجع أساسا إلى أَنَّ مصدر التَّقْعِيد كان أدبيا، ومن شأن اللُّغَة الأدبيَّة أَنْ تختلف في الجانب التركيبي اختلافا بينا من فرد إلى فرد، ومن شاعر إلى شاعر، بل من شاعر في موقف مُعَيَّن إلى نفس الشاعر في موقف آخر؛ نتيجة اختلاف المشاعر، وتباين الأحاسيس، وتغير الظروف البيئية والنفسِيَّة، هذه حقيقة علمِيَّة مسلمة.

ص: 368

30 ــ من الأهمِيَّة بمكان الوقوف على مصطلحات العلماء ومعانيها حتى لا نقع في خلط وخطأ في فهم مرامي كلامهم.

31 ــ ما قرره سيبويه من نتائج في كتابه لا ينسب إليه وحده، بل هي قسمة بينه وبين أستاذه الخليل.

32 ــ كتب سيبويه كتابه في أواخر حياته، أي في أكثر المراحل العمرية نضجا علميا وفكريا.

33 ــ القاعدة الأصولية التي تقول: «النكرة في سياق النفي تفيد العموم» يجب أَنْ تقيد بقيد السِّياق، ويقال:«النكرة في سياق النفي تفيد العموم إذا لم يتعارض هذا مع السِّياق» .

34 ــ ما زالت الأبنية الصرفية ودلالتها في حاجة إلى مزيد من الدراسات الكثيرة كما أشار د. أحمد نختار عمر في مقدمة كتابه: أسماء الله الحسنى، دراسة في البنية والدلالة، وكما أشار د. فاضل السامرائي في كتابه: معاني الأبنية في العربية.

35 ــ أول الكلام أبدا النداء.

36 ــ يسيطر سياق الحال على كينونة الجملة الاسمِيَّة ابتداء، وإذا كان أول الكلام أبدا النداء فهذا يعني أَنَّ السِّياق يسيطر على كل كلامنا ابتداء.

37 ــ لم يكن استخدام كلمة «بناء» لوصف العلاقة بين المبتدأ والخبر كلمة اعتباطية بل هي مقصودة ولها دلالتها.

38 ــ الحال تُحَدُّ في اصطلاح النُّحَاة بحدود منها أنها تبين هيئة صاحبها، والهيئة أمر من الأمور الخارِجِيَّة عن اللُّغَة؛ لذلك ترتبط الحال بالسِّياق الذي تُقال فيه.

39 ــ الترتيب بين عناصر الجملة الاسمِيَّة والفعلِيَّة يخضع للسياق.

40 ــ إعمال اسم الفاعل عمل الفعل مرتبط بالسِّياق.

41 ــ نواصب الفعل المضارع: «فاء السببية، إذن، حتى» تعتمد على السِّياق في عملها.

42 ــ الأغراض التي يأتي لها التوكيد هي: إزالة الشك، أو تقرير المؤكد، أو دفع المُتَكَلِّم توهم غفلة في كلامه، وهذه الأغراض كلها أغراض سِيَاقِيَّة في المقام الأول؛ لذلك كل ما يرتبط بالتوكيد يرتبط بالسِّياق مباشرة، مثل: الحال المؤكدة والمنبهة، المفعول المطلق

43 ــ العلامة الإعرابِيّة تستجيب للتحول المفاجئ الذي في السِّياق، مثل ما يحدث مع ظن وأخواتها إذا بدأ الكلام بالشك، أو بدأ باليقين ثُمَّ أتاه الشك.

44 ــ البدل يرتبط بالسِّياق، بدليل أَنَّه يأتي لـ «التوكيد، التبيين والتوضيح والتفسير، الاستدراك والإضراب، والترحم» .

ص: 369

45 ــ بدل الغلط لا يجوز أَنْ يقع في شعر ولا قرآن ولا كلام معمول محكم.

46 ــ التوكيد من أكثر التوابع ارتباطا بالسِّياق.

47 ــ النعت تابع يكمل متبوعه، بدلالته على معنى فيه أو فيما يتعلق به، والنُّحَاة يفسرون قولهم في تعريف النعت «المتمم لمتبوعه» بأحد تفسيرين: الأول: أَنَّ معناه «المفيد لما يطلبه المتبوع بحسب المقام» ، وممن اختار هذا التفسير الأشموني، وهو تفسير شامل لكل المعاني التي يرد لها النعت من: التوضيح والتخصيص والمدح والذم والترحم والإبهام والتوكيد والتفصيل، والتفسير الثاني حاصله أَنَّ معنى «المتمم لمتبوعه» الموضح له في المعارف والمخصص له في النكرات، وهو تفسير قاصر، ونصوص سيبويه تؤيد التفسير الأول.

48 ــ من الأساليب التي ترتبط بالسِّياق: أسلوب الاستفهام، أسلوب النفي، أسلوب التفضيل، أسلوب النداء، أسلوب التحذير والإغراء والاختصاص، أسلوب الاستثناء، أسلوب القسم، النصب على التعظيم.

49 ــ المعاني التي تؤديها الأدوات النحوِيَّة جميعا هي من نوع التعبير عن علاقات في السِّياق وواضح أَنَّ التعبير عن العلاقة معنى وظيفي لا معجمي؛ فلا بيئة للأدوات خارج السِّياق؛ لأَنَّ الأدوات ذات افتقار متأصل إلى السِّياق.

50 ــ لكل جملة إنشائِيِّة سياقها النغمي الخاص بها.

51 ــ التوجيه النَّحْوِيّ يراعي الفرق بين الإنسان والحيوان.

52 ــ السِّياق بعناصره يُغني عن فكرة العامل النَّحْوِيّ الذي قال به النُّحَاة.

53 ــ نتقبل توجيها إعرابيا ما إذا نجحنا في تكييف سياق له.

54 ــ سياق الحال قد يؤثِّر أحيانا على ضبط بنية الكلمة الداخليَّة.

55 ــ قد يكون التوجيه النَّحْوِيّ جائز في سياق ولا يجوز في سياق آخر.

56 ــ قد يكون التوجيه النَّحْوِيّ واحد والتوجيهات مختلفة لاختلاف السِّياق.

57 ــ العلامة الإعرابِيّة لها دلالة معتبرة ومُهِمَّة للغاية، ولا يلتفت إلى من يُنادي بتسكين أواخر الكلمات تسهيلا لتعليم العربِيَّة.

58 ــ السِّياق يؤثِّرفي تحديد دلالة الفعل الزَّمَنِيَّة، كما يُؤَثِّر في دلالة أوزان المصدر، وعلى دلالة المشتقات، وعلى الأوزان الصَّرْفِيَّة.

59 ــ دلالة الأوزان الصَّرْفِيَّة متطورة تحتاج إلى من يقف عليها باستمرار.

ص: 370

60 ــ وضع جموع القِلَّة بدل جموع الكثرة يكون لغرض بلاغي، كتعظيم العدد القليل، والإِشعار بأنّ ما يشتمل عليه هذا العدد القليل من صفات جليلة وعظيمة يجعله معادلاً للعدد الكثير. ومنها وضع جموع الكثرة بدل جموع القِلَّة، لغرض بلاغيّ، كتحقير العدد الكثير، والإِشعار بأنّ ما يشتمل عليه هذا العدد الكثير من تناقض في صفات كماله يجعله معادلاً للعدد القليل.

61 ــ التنوين أحيانا يلعب دورا مهما في تحديد دلالة الكلمة.

62 ــ مصطلح «نظَرِيَّة Theory» هو مصطلح «إنجليزي الأصل نشأ في جامعة أوكسفورد البريطانية في القرن الثامن عشر» ؛ وبحكم هذه النشأة فَإِنَّ المعاجم الإنجليزية هي أقدر من غيرها على تحديد مدلول هذا المصطلح.

63 ــ من خصائص النظَرِيَّة العلميَّة التي ذكرتها المعاجم اللُّغَوِيَّة والفلسفِيَّة الإنجليزية:

أأن النظَرِيَّة تعتمد على «معطيات ذاتية» من داخلها، فالنظَرِيَّة ماهي إلا «ترتيب مُنَظَّمٌ لحقائق واقعيَّة» لها، وما هي إلا «كيان منظم من أفكار تتَعَلَّق بحقيقة شيء ما» .

ب النظَرِيَّة تعكس وتعيد إنتاج الواقع «reflects and reproduces reality It»

ت النظَرِيَّة ترتبط بالممارسة والتطبيق Practice والتجريب، ونجاح النظَرِيَّة مرتبط بتلك الممارسة وذلك التطبيق وهذا التجريب.

ث لا توجد نظَرِيَّة تُولد كاملة من أول أمرها، فالنظريات العلميَّة في حالة تطور وإصلاح داخلي مستمرين، وقد تتبنى نظَرِيَّة ما في بداية أمرها فروضا مُعَيَّنة، ثُمَّ بمرور الوقت تسقط تلك الفروض ويحل محلها فروض أخرى جديدة. وبمرور الوقت تصبح أكثر دقة وانضباطا.

ج إن الممارسة أو «خبرة المجتمع Experience of society» هي من تقرر صلاحية نظَرِيَّة ما أو دحضها؛ أي أَنَّ البعد الاجتماعِيّ الإنساني لا بد أَنَّ يكون حاضرا في الحكم على النظَرِيَّة؛ لأَنَّ هذا معيار من «معيار الحقيقة Criterion of Truth» .

64 ــ نظَرِيَّة العامل مثال على النظَرِيَّة غير العلميَّة؛ إذ هي بعيدة عن الواقع تماما ولا تعكسه ولا تعيد إنتاجه، والنظَرِيَّة النحوِيَّة المنضبطة العلميَّة يجب أَنْ تشير إلى السِّياق ومكوناته.

ص: 371