الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولا: تعريف المخدرات:
في مقدمة الكلام عن المخدرات يجدر بنا أولا أن نعرف بها حتى نتصورها تصورا صحيحا، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره:
(أ) التعريف اللغوي:
المخدرات من العقاقير جمع عقار، والتعريف العلمي الأساسي للعقار أنه: مادة تؤثر بحكم طبيعتها الكيميائية في جسم الكائن الحي أو وظيفته (1). ولفظة المخدرات تحتاج إلى إيضاح مفاهيمها من الناحية اللغوية.
مادة هذه الكلمة في اللغة العربية: نزل على السترة والظلمة والفتور. فالخدر: ستر يمد للجارية في ناحية البيت، ثم صار كل ما واراك من بيت ونحوه خدرا. والخدر: الكسل والفتور. والخادر: الفاتر الكسلان، وخدر: خدرا: من باب فرح: عراه فتور واسترخاء، وخدر العضو إذا استرخى فلا يطيق الحركة ومنه خدر جسمه وخدرت يداه أو رجله. والمخدر: مادة تسبب في الإنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة كالحشيش والأفيون والجمع مخدرات (2).
وفي ضوء هذا المعنى اللغوي يتبين لنا أن لفظ: الخدر الذي هو الضعف والفتور يصيب البدن والأعضاء كما يصيب الشارب قبل السكر. هذا اللفظ هو أصل اشتقاق المخدرات، وبناء على هذا فالمخدر: هو ما يترتب على تناوله كسل وفتور وضعف واسترخاء في الأعضاء وفيه معنى الستر والتغطية (3). والمخدرات في الاصطلاح اللغوي: مواد نباتية أو كيماوية لها تأثيرها العقلي والبدني على من يتعاطاها فتصيب جسمه بالفتور والخمول ويشل نشاطه
(1) المخدرات والعقاقير المخدرة ص 5.
(2)
ندوة عن أخطار المخدرات على الشباب ص 69، 70.
(3)
ندوة عن أخطار المخدرات "المرجع السابق " ولسان العرب مادة خدر، والموسوعة الميسرة 1666.
وتغطي عقله كما يغطيه المسكر وإن كانت لا تحدث الشدة المطربة التي هي من خصائص المسكر المائع (1).
(ب) وفي الاصطلاح الطبي:
المخدر: كل مادة خام أو مستحضر تحتوي على عناصر مسكنة أو منبهة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المخصصة لها وبقدر الحاجة إليها دون مشورة طبية أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع (2).
وتعرف المخدرات علميا بأنها: مادة كيميائية تسبب النعاس أو النوم، وغياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، وكلمة مخدر ترجمة لكلمة ناركوتك Narcotic والمشتقة من اللاتينية ناركوزيس Narkosis التي تعني يخدر أو يجعل مخدرا.
وتعرف المخدرات قانونيا بأنها: [مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك، (3).
وإضافة إلى ما أوضحناه من تعاريف ومفاهيم "المخدرات " نشير إلى أن الاتفاقيات الدولية لم تحدد تعريفا واضحا للمخدرات وذلك لصعوبة التعريف الجامع المانع لها، والسبب في ذلك أن أغلب المخدرات مثل الأفيون ومشتقاته والكوكاكئيين والمواد المؤثرة على الحالة النفسية إذا أسيء استخدامها تؤدي إلى حالة من الاعتماد الجسمي عليها والنفسي أيضا [الإدمان] ولا بد من البرء من الإدمان على المخدرات من علاج نفسي وعلاج جسمي، ولكن في بعض المخدرات مثل "الحشيش " يؤدي إلى حالة من التعود أو الإغماء النفسي. ومن ثم لا يحتاج البرء منها سوى إرادة قوية وعلاج نفسي، لذلك لم تحدد الاتفاقيات
(1) المخدرات من القلق إلى الاستبعاد ص 5
(2)
تعاطي المخدرات في دول مجلس التعاون ص 16
(3)
المخدرات والعقاقير المخدرة ص 19، 20 انظره في تعريف المخدرات علميا وقانونيا