الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال مغيرة بن مقسم:
ما يسرني أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي بتمرتين أو بفلسين (1).
وممن جرحه أيضا أيوب السختياني، قال: كنت إذا أتيت عمرو بن شعيب، غطيت رأسي حياء من الناس (2). وجرحه أيضا سفيان بن عيينة قال: حديثه عند الناس فيه شيء (3).
أما يحيى بن معين فقد اختلفت الروايات عنه، والصحيح أن عمرا عنده ثقة، إلا إن روى عن أبيه عن جده فضعيف.
وممن ضعف حديثه عن أبيه عن جده ابن حبان وابن عدي، وسيأتي قولهما والكلام على حديثه عن أبيه عن جده إن شاء الله تعالى.
ومن الذين جرحوه أبو حاتم، قال عبد الرحمن: سألت أبي عن عمرو بن شعيب فقال: ليس بقوي، يكتب حديثه، وما روى عنه الثقات فيذاكر به (4).
(1) الكامل: 5/ 1767 والميزان: 3/ 266.
(2)
الكامل: 5/ 1766 والميزان: 3/ 267.
(3)
التهذيب: 8/ 49.
(4)
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 6/ 239.
ثانيا: الأئمة الذين وثقوه:
أما الذين عدلوه فكثيرون، منهم إسحاق بن راهويه قال:
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كأيوب عن نافع عن ابن عمر (1). فهو يريد بهذا التشبيه أنه ثقة وحديثه حجة، كما أن أيوب ثقة وحديثه عن نافع حجة باتفاق العلماء، فكذلك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
وقال يحيى بن معين: ثقة (2).
قال صدقة بن الفضل: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: إذا روى عنه
(1) الكامل: 5/ 1766 والمستدرك على الصحيحين: 1/ 197 و 500 والميزان: 3/ 264.
(2)
الجرح والتعديل: 6/ 239 وثقات ابن شاهين صفحة: 151 والمستدرك على الصحيحين: 1/ 197.
الثقات فهو ثقة يحتج به (1).
قلت: هذا يعارض قوله الذي مر بنا من كونه ضعيفا، وسيأتي التوفيق بين قوليه إن شاء الله.
ووثقه أيضا صالح جزرة (2).
والعجلي قال عنه: ثقة (3).
وقال علي بن المديني: وعمرو بن شعيب عندنا ثقة، وكتابه صحيح (4).
قلت: مر بنا أن ابن المديني يضعف حديثه عن أبيه عن جده أي صحيفته، وهنا صحح ذلك، فلعل له رأيين في ذلك.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن عمرو بن شعيب فقال: روى عنه الثقات، مثل: أيوب السختياني وأبي حازم والزهري والحكم بن عتيبة، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده.
وقال أي أبو زرعة: إنما سمع أحاديث يسيرة وأخذ صحيفة، كانت عنده فرواها.
وقال أيضا: ما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه عن جده من المنكر، وعامة هذه المناكير الذي يروى عن عمرو بن شعيب، إنما هي عن المثنى بن الصباح وابن لهيعة والضعفاء (5).
وسئل أبو زرعة عنه فقال: مكي كأنه ثقة في نفسه، إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده (6).
قال الحاكم النيسابوري: لا أعلم خلافا في عدالة عمرو بن شعيب، وإنما اختلفوا في سماع أبيه من جده (7).
(1) سير أعلام النبلاء: 5/ 166 والتهذيب: 8/ 48.
(2)
الميزان: 3/ 263.
(3)
ثقات العجلي صفحة: 365.
(4)
التهذيب: 8/ 55.
(5)
الجرح والتعديل: 6/ 239.
(6)
الجرح والتعديل: 6/ 239.
(7)
المستدرك على الصحيحين: 2/ 47.
وقال ابن حبان: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاوس وابن المسيب عن الثقات عن أبيه، فهو ثقة، يجوز الاحتجاج بما روى عن هؤلاء (1).
وقال ابن عدي:
وعمرو بن شعيب في نفسه ثقة، إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده (2). . .
قال الزيلعي:
وأكثر الناس يحتج بحديث عمرو بن شعيب، إذا كان الراوي عنه ثقة، وأما إذا كان الراوي عنه، مثل: المثنى بن الصباح، أو ابن لهيعة، وأمثالهما، فلا يكون حجة.
أما حديثه عن أبيه عن جده، فقد تكلم فيه من جهة أنه كان يحدث من صحيفة جده، قالوا: وإنما روى أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها (3).
ومن الذين وثقوه الإمام الناقد الذهبي، إذ ذكره في كتابه "من تكلم فيه وهو ثقة".
قال رحمه الله: صدوق في نفسه، لا يظهر تضعيفه بحال، وحديثه قوي، لكن لم يخرجا له في الصحيحين فأجادا (4).
وقال عنه في العبر:
تابعي، وثقه يحيى بن معين وابن راهويه، وهو حسن الحديث (5).
وقال أيضا: ولسنا نقول: إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن (6).
وقال في المغني: عمرو بن شعيب مختلف فيه، وحديثه حسن، وفوق
(1) المجروحين: 2/ 72.
(2)
الكامل: 5/ 1767.
(3)
نصب الراية: 1/ 58 وما بعد.
(4)
صفحة 145.
(5)
العبر: 1/ 148.
(6)
ميزان الاعتدال: 3/ 268.