الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحدد صفاته الشخصية مما يؤدي إلى الاضطراب الفكري والعاطفي والسلوكي (1).
ونخلص من هذا أن السلوك الاجتماعي لدى الأفراد عند تعاطيهم للمخدرات يتغير تغيرا جذريا مقارنا بحالات عدم التعاطي ويبرز النواحي الشريرة ومكامن حب الجريمة في النفس وممارسة الأفعال الشاذة والتصرفات المشينة. ومن هنا كانت المخدرات تمثل خطرا داهما على الأمم والشعوب والعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأفراد (2)
(1) المخدرات من القلق إلى الاستعباد، د / محمد محمود الهواري ص 94، 95.
(2)
تعاطي المخدرات في بعض دول مجلس التعاون / سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز ص 105، 106.
رابعا: الآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات على الأفراد صحيا:
يؤدي تعاطي المخدرات إلى عدة أمراض نفسية وعقلية وبدنية للشخص المتعاطي أو المدمن، وتفاصيل تلك الأضرار وما تنطوي عليه من أخطار تهدد كيان البشرية أفرادا ومجتمعات قد تحدث عنها بإسهاب كثير من الباحثين المتخصصين في المجالات الصحية. ولكن نظرة فاحصة في أبحاثهم التي أعدوها وبينوا فيها أخطار المخدرات وما تحويه من نتائج مرعبة كفيلة بمعرفة الخطر الداهم والمستقبل المظلم الذي ينتظر كل من سقط في هوة المخدرات ووقع في شراكها، وقد أجمعت كل الدراسات على أن المخدرات تؤثر في أجهزة البدن من حيث القوة والحيوية والنشاط. ومن حيث المستوى الوظيفي لأعضاء الجسم وحواسه المختلفة وأن التأثير يتفاوت مداه وقوته تبعا لاختلاف المخدرات ودرجة وطريقة تعاطيها مع اشتراكها في بعض خصائص التأثير، وفي إيضاح الآثار الصحية وغيرها للمخدرات يقول الدكتور علي البدري: هناك آثار بعيدة المدى للمخدرات في التدمير والتخريب لعقول مدمنيها وصحتهم النفسية والجسمية؛ إذا سقطوا عبيدا للمسكرات والمخدرات، حيث يفقد المريض عقله ولا يرى لنفسه قدرة على العمل والإنتاج فيترك المدرسة- إن كان طالبا أو مدرسا- ويترك تجارته إن كان تاجرا- ويترك عمله بصفة عامة- إن كان
عاملا- ثم ينتابه شعور بأنه مسحور وأن الآخرين يحاربونه بالسحر ويشك في أقرب الناس إليه ويصل به الأمر إلى الشك في أمه التي ولدته وفي أبيه الذي رباه وفي الواقع ما لديه إلا الجنون وهلوسة المخدرات المدمرة الساحقة الماحقة (1).
كما تؤثر المخدرات تأثيرا ضارا بالغا في الوظائف العقلية لمتعاطيها من حيث الإدراك والتفكر والتذكر والتخيل والقدرة على الابتكار، كما تؤثر على حواس الإنسان وعلى انفعاله الوجداني وعلاقته مع نفسه ومع الآخرين (2).
ولكن ذاك التأثير يتفاوت مداه وقوته تبعا لاختلاف المخدرات ودرجة وطريقة تعاطيها كما بينا سابقا.
إن الإدمان على المخدرات يؤدي إلى اضطراب الإدراك الحسي واضطراب الشعور والتفكير والوجدان والإحساس بالتعب والجنون- والعياذ بالله- كما يؤثر تأثيرا صحيا ملحوظا على كافة أعضاء الجسم فتتأثر العيون ويتأثر الجدد والأسنان والشعر والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وأمراض ضغط الدم وغيرها وكذا الضعف الجنسي المزمن.
كما تحدث لمدمني الخمور والمخدرات نوبات إغماء متكررة وقرحة المعدة وسرطان المريء وسرطان المعدة والتهاب البنكرياس الدموي الحاد ومرض تشمع الكبد وأمراض القلب والدورة الدموية والتهاب عصب الرئة والمؤدي إلى العمى وأمراض السل الرئوي وأمراض فقر الدم وتشوهات الأجنة في بطون الحوامل المدمنات. كما يسبب الإدمان على المخدرات الإنتان الدموي وهو مرض خطير والأخطر من هذا كله أن المخدرات تعتبر سببا رئيسا في مرض " الإيدز" فقدان المناعة المكتسبة، هذا المرض الذي سبب من الرعب والقلق ما لم يسببه أي مرض آخر منذ قرن من الزمان (3)
(1) سموم المسكرات والمخدرات أحكامها وتدميرها لأمن الشعوب د / علي البدري ص 68.
(2)
المخدرات: أنواعها ومادتها وحكمها، د / حامد جامع ص 15.
(3)
انظر: المخدرات الخطر الداهم، د / محمد علي البار ص 166.